المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجربة حكيم


ramevic
07-05-2010, 06:23 PM
الأنانية استثمار خاسر : تجربة حكيم -

يُحكى أن مجموعة من الأنانيين اختلف أفرادها ذات مرة مع أفراد مجموعة أخرى من الإيثاريين، فراح الأنانيون يصرّون على أنهم أكثر غيرية واهتماماً ببعضهم من أفراد المجموعة الأخرى .
اقترح أحد أفراد المجموعة الثانية الاحتكام إلى حكيم المدينة الذي كان موضع تقدير واحترام من الجميع، فراقت الفكرة لإفراد المجموعتين وذهبوا يستفتونه في الأمر.
رحّب الحكيم بهم، وبعد أن استمع إلى دعواهم، أمر بإعداد وليمتين، واحدة لكل مجموعة، على أن

يتناولوا الطعام في ركنين منعزلين، بحيث لا يرى أفراد المجموعتين بعضهم أثناء تناول الطعام.
قبل إحضار الطعام، أحضر الحكيم حزمة من العصي وطلب من أفراد كل مجموعة أن يمدّوا أذرعهم إلى الأمام.
امتثلوا لأمره.. فراح يضع عصاً بمحاذاة كل ذراع ممدودة، ويربطها ربطاً محكماً بخيط متين، بحيث لا يستطيع صاحب تلك الذارع أن يلويها نحو وجهه.
عند الانتهاء من ربط جميع الأذرع، أمر بإحضار الغداء وطلب من الجميع القيام إلى الطعام ليأخذ كل منهم نصيبه منه، وراح يتنقل جيئة وإياباً بين المجموعتين ليرى ما سيفعل أفراد كل منهما.

ما أن تحلـّق الأنانيون حول المائدة (أو السمّاط) حتى راح كل منهم يمد يديه فيأخذ بعض ما يشتهيه، ولأنه لم يستطع إيصاله مباشرة إلى فمه، كان يرفع كلتا يديه إلى فوق ويرمي الطعام فاتحاً فمه ليلتقط ما عسى أن يسقط فيه.. ثم يكرر المحاولة فيصيب بعض الطعام ويسقط البعض الآخر خارج فمه المفغور.
بدا ما يفعلونه طبيعياً بالنسبة لهم، لكن ليس للمضيف.

ثم تركهم وذهب إلى مجموعة الإيثاريين، فوجد كل واحد من أفرادها يمسك الطعام بيديه ويقرّبه من فم زميله الجالس قبالته، وبذلك تمكنوا من إطعام بعضهم بعضاً دون فقدان أي مقدار من الطعام، ودون أن تتلطخ وجوههم والثياب.
شبع الإيثاريون وشكروا مضيفهم على الوليمة، في الوقت الذي كان فيه الأنانيون لا يزالون يهوون بالطعام على وجوههم ومعداتهم تصرخ هل من مزيد؟!..

أصدر الحكيم قراره وطلب من الأنانيين أن يقتدوا بأفراد المجموعة الثانية.. لأن الأنانية خصلة ذميمة، بينما الإيثار مزاياه كريمة وفوائده جمة وعميمة