المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العز بن عبد السلام سلطان العلماء


المراقب العام
16-10-2018, 05:35 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


العز بن عبد السلام وابن تيمية
دخل العالم الإسلامي منتصف القرن السابع الهجري في خضم تحولات أصابته بعد الغزو المغولي القادم من جهة الشرق، والذي وصل إلى العاصمة بغداد فدمرها، وذلك تزامناً مع تواصل الحملات الصليبية على المشرق، وقد سقطت الدولة الأيوبية وقام المماليك مكانهم وتصدوا لخطر المغول. وفي غمرة هذه التغيرات؛ ظهر العز بن عبد السلام المعروف بسلطان العلماء، والذي كان له بالغ الأثر على مجريات الأحداث في تلك الفترة.

http://articles.islamweb.net/PicStore/Random/1539673253_223553.jpg



فقد انقسم الأيوبيين في أواخر عمر دولتهم إلى أمراء يحكمون بمصر والشام، وكان بينهم نزاع أدى إلى الاستعانة بالعدو الصليبي، فقد قام حاكم دمشق الصالح إسماعيل بالتحالف مع الفرنجة وبيع السلاح لهم، فصعد العز بن عبد السلام منبر الجامع الأموي وانتقد ذلك بشدة مما جعل الصالح إسماعيل يعتقله، فأفرج عنه بعد ذلك بسبب الضغط الشعبي، ليخرج العز من الشام نحو مصر، وذلك بعد رفضه التراجع عن موقفه، حتى بعد أن استرضاه حاكم دمشق الأيوبي.


فاستقبل بحفاوة في القاهرة عام 639هـ، وحظي بكرم من السلطان الأيوبي نجم الدين أيوب، لكن ذلك لم يمنعه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد توليه منصب القضاء، حيث كان يستنكر على السلطان تواجد المنكرات في بعض مناطق بلاده، إضافة إلى ما كان له من موقف صارم تجاه إمارة المماليك، حيث أفتى بوجوب بيعهم كعبيد، حتى صار يلقب ببائع الأمراء [كتاب العز بن عبد السلام لمحمد الرخيلي:180].


وبعد سقوط الدولة الأيوبية وقيام دولة المماليك في مصر، والذي تزامن مع تدمير الدولة العباسية واحراق بغداد 656ه، على يد التتار الذين وصلوا إلى الشام؛ بدأت طبول الحرب تُدق في مصر، التي قُرر فيها جمع الضرائب من الناس لإعداد العدة العسكرية، فعارض الشيخ على هذا بقوة وأصَر على أن تُدفع الضرائب من طرف الأمراء أولاً، فلقي هذا استحسانا من سيف الدين فطز قائد المماليك، هذا الأخير الذي هزم المغول في معركة عين جالوت سنة 658هـ/1260م، بدعم كامل من ابن عبد السلام، فكان انتصارا مدويا للمسلمين حطم أسطورة المغول، ليتوفى العز بن عبد السلام بعدها بعامين سنة 660هـ/1262م.


ولم يمض على هذا الكثير؛ حتى ظهر في نفس العصر عالم شامي أخر، وهو ابن تيمية الملقب بشيخ الإسلام والفقيه المجدد صاحب التصانيف الكثيرة في الرد على الباطنية والزنادقة والرافضة، وذلك في الوقت الذي عاد فيه الخطر المغولي إلى بلاد الشام في عهد المماليك أواخر القرن السابع للهجرة، فكان ابن تيمية أكبر العلماء محرضا على الجهاد ضد التتار، فقد “دخل الشيخ تقي الدين ابن تيمية البلد ومعه أصحابه، من الجهاد، ففرح الناس به ودعوا له، وهنئوه بما يسر الله على يديه من الخير، وذلك أنه ندبه العسكر الشامي أن يسير إلى السلطان ويستحثه على السير إلى دمشق"، فأُجبر هذا الأخير على تجهيز جيش لملاقاة التتار، بضغط من العلماء وعلى رأسهم ابن تيمية، الذي تصدر الصفوف الأولى في معركة شقحب الفاصلة، والتي انتهت بظفر للمسلمين على المغول عام 702هـ.


ولم يكتفِ ابن تيمية بكل هذا، بل كان له مواقف حازمة مناهضة لسياسة الدولة المملوكية آنذاك، وهذا ما أدى به إلى محنة عاشها في أخر عمره، حيث اعتقل ومات في سجنه عام 728هـ/1328م، لكنه خلف وراءه تراثا عظيماً.


كانت هذه نماذج لعلماء أجلاء –على سبيل المثال لا على سبيل الحصر-صنعوا تغييرا وخلفوا أثرا، كما أن تاريخنا مليء بأسماء أخرى لعلماء قادوا الإصلاح وخرجوا إلى تشكيل صحوة، فكافحوا بعلمهم وسلاحهم في سيبل كلمة الله والدين القيم، على عكس الكثير من العلماء في عصرنا الراهن، الذين تمادوا كثيرا في الفتاوى الجاهزة خدمة لقوى الاستبداد والاحتلال، .. لم يعرف التاريخ من هم على شاكلتهم من قبل.




عمر اعراب

بدرالدين محمد
18-10-2018, 07:18 PM
كانت هذه نماذج لعلماء أجلاء –على سبيل المثال لا على سبيل الحصر-صنعوا تغييرا وخلفوا أثرا، كما أن تاريخنا مليء بأسماء أخرى لعلماء قادوا الإصلاح وخرجوا إلى تشكيل صحوة، فكافحوا بعلمهم وسلاحهم في سيبل كلمة الله والدين القيم، على عكس الكثير من العلماء في عصرنا الراهن، الذين تمادوا كثيرا في الفتاوى الجاهزة خدمة لقوى الاستبداد والاحتلال