المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب تعامل المرأة مع زوجها في الاسلام


Abeer yaseen
31-10-2018, 01:20 PM
1-الصبر الجميل في حالة غضبه
عن ابن عباس عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : " نساؤكم من اهل الجنة الودود الولود التي اذا آذت او أوذيت أتت زوجها حتي تضع يدها في كفه فتقول : لا اذوق غمضا حتي ترضي "(1)
وتعطينا دوروثي كارنيجي بعض النصائح للمراة القيام حين تهب رياح الغضب بين الزوجين من خلال تجربة عملية لاحدي الزوجات فتقول: اسيطر علي عواطفي حين تجتاحه حدة المزاج اذا لم يمض عمله علي غير مايشتهي وعندئذ أتزرع بالهدوء وروح المرح ....الا اثقل عليه خلال ساعات عمله حتي وان كان عمله في الداخل وانما اتصرف كما لو لم يكن موجود في المنزل (2)
وقد اشارت (جيل لندنفيلد ) الي ماينبغي ان يلتزم به الانسان من سلوك عملي في مواجهة من يثيرون غضبه قائلة : " اذا شعرت حقا بان غضبك يتصاعد قرر علي الفور أن تبتعد لمسافة ما عن الشخص أو الموقف الذي اغضبك الي أن تستعيد السيطرة علي مشاعرك لاتحاول ابدا أن خلافا بينما دمك يغلي من الغضب "(3)
وهذا السلوك في التعامل حين الغضب قد اشار اليه رسولنا صلي الله عليه وسلم فعن ابن عباس عن النبي (ص) قال : " علّموا ويسروا ولاتعسروا ثلاث مرات واذا غضبت فاسكت واذا غضبت فاسكت "(4)
وكان الامام علي رضي الله عنه يقول: متي أشفي غيظي اذا غضبت ؟ أحين اعجز عن الانتقام فيقال لي : لو صبرت ؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي : لو عفوت ؟ "(5)
ولنتذكر ثواب ما اعده الله تعالي للكاظمين لغيظهم فقال تعالي ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )ال عمران : 134 وقوله تعالي عن صفة المؤمنين ( والذين اذا ماغضبوا هم يغفرون )(6)
لكن اذا وصل الغضب بالزوج الي حد الاذي البدني لزوجته فهذا امر مستهجن ومرفوض ويتنافي مع تعاليم الاسلام وهدي رسولنا وصحابته الكرام وهنا يفرق بن المقفع في كتابه ( الادب الصغير والادب الكبير ) بين الصبر علي الأذي البدني الذي يقع من الازواج السيئون وهنا الصبر مستهجن في مقابل الصبر الذي تتجمل به النفس والذي يجعله من شيم الكرام فيقول :
"ذلل نفسك بالصبر علي جار السوء وعشير السوء وجليس السوء فان ذلك مما لايكاد يخطئك واعلم ان الصبر صبران : صبر المرء علي مايكره وصبره علي مايحب والصبر علي المكروه أكبرهما ...واعلم ان اللئام أصبر أجسادا وان الكرام هم اصبر نفوسا ، وليس الصبر الممدوح بان يكون جلد الرجل ( وكذلك المراة ) صلب علي الضرب ...فانما هذا من صفات الحمير . ولكن الصبر الممدوح أن يكون للنفس غلوبا وللامور محتملا وفي الضراء متجملا (اي لايظهر المسكنة ) ولنفسه عند الراي والحفاظ (اي الغضب ) مرتبطا ( مسكتا نفسه ) وللحزم مؤثرا وللهوي تاركا وللمشقة التي يرجو حسن عاقبتها مستخفا وعلي مجاهدة الاهواء والشهوات مواظبا ولبصيرته بعزمه منفذا "(7) وعودة لذي بدء من اداب تعامل المراة لزوجها
2- اظهار المحبة لزوجها
وعن اثر هذا الحب في حياة الأزواج تقول د. بثينة حسنين " لقد توصل خبراء علم النفس ان الحب هو ارقي عملية يمارسها الانسان لأنه من خلالها تستطيع مكوناته الجسمية والنفسية والعقلية جميعا أن تمارس أعلي وظائفها واعمقها تغلغلا في كيان الانسان وهي العملية الوحيدة التي يستطيع الانسان من خلالها ان يصل الي أعماق شخصيته "
وعن معني الحب الحقيقي الذي ينبغي ان يسود العلاقات الزوجية تتساءل متي يتحقق الحب بين الرجل والمرأة ؟ وتجيب عن هذا بقولها : " الحب لايمكن ان يقوم علي علاقة يشوبها استغلال أو منفعة اقتصادية أو احتياج للحماية . الحب ليس هروبا من وحدة او ملل أو فشل الحب ليس امتلاكا أو سيطرة وليس شعورا من طرف واحد مهما كان هذا الشعور فخبراء علم النفس يقررون ان الحب يقوم علي التبادل والتبادل لايمكن ان يتم بين شخصين غير متكافئين أو متساويين ....فالقدرة علي الحب تعتمد علي قدرة الانسان علي ادراك حرية واحترام الشخص الاخر وعندما يكف الشخص الواحد عن التصرف وفق رغبته هو ويدرك الشخص الآخر ويحترمه ويعترف به فهذا يفرق بين علاقة الانسان بالأشياء وعلاقته بالانسان الاخر الذي ليس شيئا وانما هو انسان مثله تماما .
وهذا التماثل هو اصل الحب ، اما الفروق الضخمة التي وضعها المجتمع علي الرجل والمرأة جعلهما غير متماثلين وهذا تسبب في عدم حدوث تبادل الحب بينهما واصبحت العلاقة بينهما أخذ من طرف وعطاء من الطرف الاخر اننا بهذا الأسلوب نعلم الرجل الانانية لأننا نعوده أن يأخذ فقط وان رغبته هي التي تحركه "(8)
ومن السلوكيات التي تساعد علي اشاعة جو المحبة بين الزوجين والتي ينبغي للمراة الاخذ بها :
أ-لاتغيب عنه ولاتقبل عليه كثيرا
وفي هذا يقول بن الجوزي : لاينبغي للمرأة أن تقترب من زوجها كثيرا فيمل ولاتبتعد عنه فينساها "(9)
ب- الاهتمام بمظهرها
بان تتهيا المراة لزوجها بما يروقه ان يراها عليه وهذه امور تختلف فيها طبائع الازواج فبعضهم قد يحب زينة الزوجة واخر لا يأبه لذلك فقد روي في ذلك " أن امراة من المهالبة دخلت علي فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز فلما رأتها ورات حالها قالت لها : أنت امراة امير المؤمنين ألا تتهيئين له . فلما اكثرت عليها قالت : هل تتهيا المراة لزوجها الا بما يحب ؟ قالت : نعم ، قالت : فانه يحب هذا مني "(10) وبالتالي فللزوجة ان تتماشي مع طبيعة مايحب زوجها في هذا الشأن
وفي هذا الصدد ايضا ينبغي للزوجة كما علمنا رسولنا صلي الله عليه وسلم : الا تصف محاسن امراة اخري امام زوجها وذا جاز لنا القول فالعكس صحيح ايضا بان يصف الرجل محاسن زوجته لآخر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لاتباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كانه ينظر اليها "(11)
ج- المشاركة الوجدانية
المشاركة الجدانية من جانب المراة لزوجها في كل احواله وكما قالت ام اياس في وصيتها لابنتها المقبلة علي الزواج " ....واياك ثم اياك والفرح بين يديه اذا كان مهتما والكآبة لديه اذا كان فرحا " (12).
والسيدة خديجة رضي الله عنها خير مثال يحتذي في ذلك حيث تحملت مع زوجها رسولنا الكريم المشاق طيلة سنوات الحصار الثلاث في مكة تاركة بيتها حيث عاشت حياة رغد بفضل ثروتها الطائلة وقد استعذبت ذلك دفاعا عن دينها وحتي لاتتخلي عن زوجها وحبيبها الذي نعمت بجواره اسعد ايام حياتها ولم تعبأ بما قد تتعرض له من مشقة وماقد يجهد جسدها الضعيف من المتاعب حيث خرجت مع في بداية شيخوختها بعد ان اشرفت علي الحادية والستين ...وقبل ذلك كانت هي أول من استقبل الرسول صلي الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي لاول مرة فكان مضطربا فزعا فما زالت تهدئ من روعه وتدخل علي نفسه الاطمئنان مذكرة اياه ماانعم الله عليه من الخلق الكريم وحب الخير وان الله لايضيع اجر المحسنين وتهوّن عليه مايقابله من مصاعب وعناء المشركين وتذهب مابه من تعب تثبته وتعاونه وتشحذ من عزيمته حتي يفرج الله عنه بفضل رعايتها وعطفها وحبها ورجاحة عقلها "(13)
ومما روي في ذلك ايضا ماذكره الامام احمد " عن عبد الله بن رواحة انه بكي فبكت امرأته فقال : مايبكيك ؟ قالت : رايتك بكيت فبكيت لبكائك ، قال : اني انبئت اني وارد ولم انبأ اني صادر "(14)
د- حسن الاضغاء لزوجها
الزوجة في سبيل تخفيف المعاناة عن زوجها واسعاده عليها ان تشعره بالاهتمام به عن طريق تهيئة الجو المناسب له ليبث لها شجونه او احزانه ويكون عندها حسن الاصغاء والاستماع الجيد بلا ملل لحديثه وتحت عنوان ( لكي تسعد شريك الحياة امنحه التقدير المخلص وشجعه في الحديث عن نفسه ) ذكرت د . بثينة عمارة راي أحد الخبراء في العلاقات العائلية قوله : ان معظم الشباب الراغبين في الزواج لايهمهم أن تكون الزوجة المنشودة ربة بيت من الطراز الأول بقدر مايهمهم أن تشبع غرورهم وتمنحهم الاحساس بالاهمية والاعتبار !...وسوف تقول حتما لاصحابك : صحيح انها ليست علي قدر كبير من الجمال ولكني لم ألتق بمحدثة لبقة مثلها . وماذلك الا لانها شجعته للكلام عن نفسه ....وقد يقدر الزوج لها ذلك اكثر من تقديره للجهد الذي تبذله في سبيل الاعتناء بمظهرها(15)
ولقد وضعت دورثي كارنيجي نصائح للزوجة لتكون بمثابة المستمع الجيد لزوجها منها :
1- ان تستخدم عينيها ووجهها وكيانها جميعا لا اذنيها فحسب
وهي تنقل راي خبيرة في هذا الشان حيث تقول : قليلون هم الذين يحسنون الكلام بدون شئ من الاستجابة من مستمعيهم ومن ثم عليك ان تتحركي اذا اعجبك شئ مما يقال فاذا اردنا ان نكون مستمعات طيبات وجب ان نفعل ماينم عن شغفنا بالحديث واهتمامنا به وان ندرب اجسامنا علي التعبير عن اليقظة والانتباه ، وخير ماتفعلينه لتتعلمي كيف يكون الاصغاء الواعي المتنبه ان تلاحظي قطة متحفزة علي فوهة جحر بداخله فار !(16)
2-ان تتعلم كيف تسأل أسئلة توجيهية
فالأسئلة المباشرة كثيرا ماتكون ثقيلة علي المسئول اما الاسئلة التوجيهية فتضفي بهجة وحياة علي المناقشة وهي اداة في التغلب علي الصمت المخيم . وهي للزوجة فن يمكنها من توجيه ذهن زوجها الوجهة الصحيحة دون ان يبدو أنها تسدي اليه نصحا وارشادا كان تسال الزوجة زوجها اسئلة تبدا بقولها مثلا : اتعتقد ياعزيزي أن ....؟ ، الا تري أنه من الممكن ان يتم ....؟
3-ألا تخون الثقة الموضوعة فيها
ولعل من اهم الاسباب التي من اجلها يعزف بعض الازواج عن مناقشة مسائل أعمالهم مع زوجاتهم انهم لايثقون في كتمانهن للسر ، ولايأمنون أن تثرثر الزوجات بهذه المسائل لصديقاتهن ومعارفهن . بل ان من المؤسف القول : أن بعض الزوجات يستخدمن مايفضي به اليهن ازواجهن من اسرار العمل سلاحا يشهرنه في وجوههم اذا نشب بينهم نزاع ....ويكون هذا كافيا لان يسحب الزوج الثقة التي وضعها في زوجته فلم تصنها "
وهذا نفس ماحذرت به ام اياس ابنتها بقولها " ولاتفشي له سرا فانك ان خالفت امره اوغرت صدره وان أفشيت سره لم تامني غدره "
وليس شرطا في الزوجة التي تحسن الاصغاء ان تحذق عمل زوجها او تلم به الماما تاما بل يكفي كل الكفاية أن تكون عطوفا شفوقا متنبهة للمشاعر التي تسيطر علي زوجها . فان الأذن الواعية الحساسة تقرب الزوجة من قلب زوجها وتجعلها اجمل لديه من فينوس وتحفزه علي مزيد من النجاح "(17)
د- العلاقة الحميمة من أهم اسس السعادة الزوجية
تقول د. بثينة عمارة في كتابها (كيف تحقق السعادة لك ولمن حولك ): لقد دلت الدراسات السيكولوجية في هذا المجال أن التوافق الجنسي بين الزوجين هو أهم عناصر السعادة الزوجية علي الاطلاق وانه يمكن التغاضي عن عيوب كثيرة في أحد الطرفين فيما عدا عنصر التوافق الجنسي ....وفي أحد الدراسات النفسية التي تناولت آلافا من الزيجات علي مدي سنوات طويلة أن هناك أربعة اسباب رئيسية للاخفاق في الزواج مرتبة كالتالي :
1-عدم التوافق الجنسي
2-تضارب الآراء
3-المشكلات المادية
الشذوذ النفسي أو العاطفي أو الجسماني
ومن ذلك نلاحظ ان الناحية الجنسية أتت في المرتبة الاولي وان المشكلات المادية أتت في المرتبة الثالثة علي خلاف ماهو سائد بين الناس ، وبالتالي علي الأزواج والزوجات ان يهتموا بهذه الناحية اذا أرادوا لحياتهم أن تكون مستقرة وىمنة وذلك بتثقيف أنفسهم بما كتبه المتخصصون في هذا الشان(18)
ونستطيع الافادة بما كتبه علماء الاسلام في هذا الصدد مستشهدين بالسنة العملية للرسول صلي الله عليه وسلم مع زوجاته وكذلك الصحابة مع زوجاتهم . وقد اشار الي ذلك د.عطية صقر حيث قال : " ان الاسلام قد ارتفع بهذا الحق للزوجة الي درجة عالية فجعله من القربات شأنه في ذلك شان العبادات من ذكر وتصدق وغيرهما ، فعن ابي ذر أن ناسا قالوا : يارسول الله ذهب أهل الثغور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال : أو ليس قد جعل الله لكم ماتتصدقون به ؟ ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع احدكم قالوا : يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه وزر ؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر "(19)
وروي عنه ايضا في هذا الصدد قوله (ص) : "كل شئ يلهو به الرجل فهو باطل الا رميه بقوسه وتاديبه لفرسه وملاعبته لامرأته " والحديث حسن رواه احمد والترمذي
و( قول باطل ) في الحديث كما يقول الغزالي : لايدل علي التحريم بل علي عدم الفائدة (20)
وقوله صلي الله عليه وسلم : ألا واستوصوا بالنساء خيرا فانما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك الا أن يأتين بفاحشة مبينة فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا..." رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، والعواني جمع عانية وهي الأسيرة وشبهت المرأة تحت حكم زوجها بالأسير ، والمراد (بالفاحشة المبينة ) النشوز وسوء العشرة كما ذهب علماؤنا
وعن الاثر السئ الذي قد يترتب علي التهاون في هذا الامر يقول د. عطية صقر :"ان التقصير في هذا الحق ...وهو اعفاف الزوجة له أضرار جسيمة فهو يورث كراهيتها لزوجها وعدم اخلاصها في اداء واجبها نحوه والتفكير في الانفصال عنه ...فالغريزة الجنسية أقوي الغرائز في سلوك الانسان والويل لمن لم ينتبه اليها "(21)
في المقابل علي المراة المسلمة الصالحة العمل جاهدة علي تحصين زوجها واعفافه بكل ماتستطيع من وسائل اباحها الشرع بل حث عليها لكي لاينزلق الزوج في مهاوي الرذائل المتعددة بالخارج آخذة بالعمل باداب هذه العالقة ومنها :
أ-اجابة دعوة زوجها الي فراشه دون تأخر
فعن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال : "اذا دعي الرجل زوجته فلتأته وان كانت علي التنور " رواه الترمذي والنسائي
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : اذا دعا الرجل امراته الي فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتي تصبح "(22)
ب- التجمل بكلمات الحب ولو كذبا
وهذا من الاحوال التي يجوز شرعا الكذب فيها لكلا الزوجين ، حيث يجب التصريح بمشاعر الحب ولو كانت غير حقيقية ومما يروي في هذا : " أخرج ابن جرير عن ابي غرة رضي الله عنه أنه أخذ بيد ابن الأرقم رضي الله عنه فأدخله علي امراته فقال : أتبغضينني ؟ قالت : نعم ، قال بن الأرقم ماحملك علي مافعلت ؟ قالت : كثر عليّ مقالة الناس . فاتي بن الأرقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاخبره فارسل الي ابي غرة فقا له : ماحملك علي مافعلت ؟ قال : كثرت عليّ مقالة الناس ، فارسل الي امرأته فقال لها عمر : ماحملك علي ماقلت ؟ قالت : انه استحلفني فكرهت ان اكذب . فقال عمر : بلي فلتكذب احداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبني علي الحب ، ولكن معاشرة علي الاحساب والاسلام ."(23)
ومن لطائف مايروي في هذا ان السيدة عائشة رضي الله عنها أرادت معرفة مقدار حب الرسول (ص) لها فسالت عن ذلك بطريق غير مباشر قائلة : يارسول الله أرأيت لو نزلت واديا فيه شجر أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في ايهما كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني ان النبي (ص) لم يتزوج بكرا غيرها "(24)
وتستطيع الزوجة ان تكسب حب شريك حياتها وتحافظ علي سعادتها الزوجة اذا استطاعت ان تلتزم بالنصائح التي وضعها الخبراء المتخصصون في فن العلاقات الانسانية والتي منها :
1-دع شريك حياتك ينطلق علي سجيته ولاتضع حوله القيود التي يضيق بها
فمثلا : الزوج الذي يعود الي بيته متعبا يجب ان يجد في شريكة حياته ماينسيه تعبه فيخلد الي الراحة والسكينة حيث يكون البيت هو المكان الذي يرفه فيه عن اعصابه المكدودة ويسكن الي دفء الاعجاب الذي تضفيه عليه زوجته .
2-كذلك دلت الدراسات السيكولوجية في هذا المجال علي ان معظم الرجال لايهمهم أن تكون الزوجة ربة منزل من الطراز الاول بقدر مايهمهم ان تشبع غرورهم وتمنحهم الاحساس بالاهمية والاعتبار واحترامها لشخصيته داخل البيت وخارجه
3-علي الزوجة الا تختلق النكد لزوجها وتنغص عليه حياته وتسفه آراءه وتنتقد تصرفاته لان النكد هو أقصي المبتكرات الجهنمية التي تسرع في تحطيم الحب .
يقول أحد القضاة في محاكم الاحوال الشخصية والذي نظر آلافا من حالات الهجر والانفصال بين الأزواج : " ان من الاسباب الرئيسية لهجر الرجال منازلهم هي ان زوجاتهم يظللن البيت بجو من النكد والتنغيص والملاحظ ان كثيرا من الزوجات يحفرن قبور سعادتهن الزوجية تدريجيا بواسطة سلسلة من الهفوات الصغيرة التي قد لايلتفت اليها في اول الامر ، فاستبق سعادتك بعدم خلق النكد "(25)
وتراثنا الادبي الاسلامي ذاخر بالعديد من الوصايا للمقبلين علي الزواج فبالاضافة الي الوصية المشهور من أم اياس لابنتها . نجد وصية اسماء بن خارجة لابنتها ليلة عرسها يا بنية، إن الأمهات يؤدبن البنات، وإن أمك هلكت وأنت صغيرة، فعليك بأطيب الطيب الماء، وأحسن الحسن الكحل والحناء . وإياك وكثرة المعاتبة، فإنها قطيعة للود، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق. وكوني لزوجك أمة يكن لك عبداً، واعلمي أني القائل لأمك :
خذي العفو مني تستديمي مودتي(26)
وقصة اخري لزوجة صالحة تطلب من زوجها في اول ايام زواجهما ان يخبرها بالحال التي يحب ان يراها عليه قائلة له : الحمد لله احمده واستعينه واصلي علي محمد وآله .اما بعد ، فاني امراة غريبة لاعلم لي باخلاقك فبين لي ماتحب فآتيه وما تكره فاجتنبه ....فقلت : الحمد لله أحمده واستعينه وأصلي علي محمد وآله أما بعد ، فانك قد قلت كلاما ان ثبت عليك يكن ذلك حظا لي ، وان تدعيه يكن حجة عليك ، احب كذا وأكره كذا . وما رايت من حسنة فابثثيها وما رأيت من سيئة فاستريها ....فمكثت معي عشرين سنة لم اعب عليها شيئا . وكان لي جار من كندة يفزع امراته ويضربها فقلت في ذلك :
رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني يوم تضرب زينب
فزينب شمس والنساء كواكب اذا طلعت لم يبد منهن كوكب (27)
وقيل : " خير النساء الهينة اللينة التقية النقية التي تعين زوجها علي الدهر ولاتعين الدهر علي زوجها "(28)
نماذج من المشكلات الزوجية وكيف عالجها الاسلام ؟
1-الغيرة :
فالغيرة تمثل أحد اهم المشكلات التي تعوق مسيرة الحياة الزوجية ، وقد تكون محبوبة عند الزوجة اذا كانت في حدود الاعتدال وكمظهر ودليل علي حب الزوج لزوجته ولكن المشكلة تتفاقم اذا اخذت الغيرة شكلا مرضيا فتصير شكا وريبة في الزوجة بالباطل وهذا ماحذر منه علماؤنا ففي ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) لابن القيم الجوزية يقول بن الجوزي : " الغيرة بحسب قوة المحبة وقوتها بحسب افراد المحبوب وأصل الغيرة الحمية والأنفة وهناك نوعان من الغيرة :
أحدهما : غيرة للمحبوب والآخر غيرة عليه ، والغيرة المذمومة هي التي من غير ريبة وتفسد الحب . وملاك الغيرة ثلاثة انواع : غيرة العبد لربه ان تنتهك محارمه ، وغيرته علي قلبه أن يسكن الي غيره ، وغيرته علي حرمته أن يتطلع اليها غيره "(29)
وقد عبر الامام علي رضي الله عنه عن الغيرة الحسنة والغيرة السيئة فحث الرجال علي الأولي ونهاهم عن الثانية وفي هذا يقول : " ألم يبلغني عن نسائكم انهن يزاحمن العلوج ( الرجال الأشداء من كفار العجم ) في الأسواق ألا تغارون ؟ من لم يغر فلا خير فيه . وعن الغيرة السيئة والتي حذر منها يقول : " الغيرة غيرتان : حسنة جميلة يصلح بها الرجل اهله ، وغيرة تدخله النار "(30)
ثم يؤكد في موضع اخر علي الاثر السيئ للغيرة والتي تودي بصاحبها الي المعصية قائلا : " واياك والتغاير في غير موضع غيرة فان ذلك يدعو الصحيحة الي السقم والبريئة الي الريب "(31) ومعني التغاير هنا هو اظهار الغيرة علي المرأة بسوء الظن في حالها من غير موجب لذلك
وهذا يتفق مع تحذير سليمان عليه السلام لابنه : يابني لاتكثر الغيرة علي أهلك فترمي بالسوء من اجلك وان كانت بريئة "(32)
وروي عن الرسول ( ص) قوله :" من الغيرة مايحب الله ومنها مايبغض الله فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، واما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة من غير ريبة "(33)
والحق في امر الغيرة أنها غريزة بشرية وهي في النساء أشد منها في الرجال ، ولايصلح حالها باعطاء هذه الغريزة مطلق العنان حتي تصيب البرئ ولاباغفالها حتي لانسال عمن استرعانا الله اياه ، فالزوجة راعية لزوجها والزوج راع لزوجته وهذه الرعاية لابد لها من شئ من الغيرة المعتدلة "(34)
اما التعسف في استخدامها مع النساء بمنعهن الكثير من حقوقهن الشرعية تحت مسمي سد الذرائع فهذا فيه مخالفة لسنة النبي (ص) الصحيحة والتي أكدت علي خروج المراة للمسجد والذي كان حينئذ صرحا لتلقي شتي صنوف المعرفة والحكم بين الناس انذاك فقا (ص) : " لاتمنعوا اماء الله مساجد الله "(35)
وفي هذا الصدد روي ان امراة لعمر كانت تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد فقيل لها : لم تخرجين وقد تعلمين ان عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : ومايمنعه ان ينهاني ؟ قال : يمنعه قول الرسول (ص) " لاتمنعوا اماء الله مساجد الله " وعمر بن الخطاب هو القائل : والله ان كنا في الجاهلية مانعد نساءنا امرا حتي أنزل الله فيهن ما انزل وقسم لهن ماقسم .
الهدي النبوي في علاج الغيرة الزوجية
1-ان علي الزوج ان يقتدي بالرسول (ص) وصحابته حتي وان عرف عن بعضهم الغيرة الشديدة لكن كان الامتثال لأوامر الشرع في التعامل مع زوجاتهم هو السمة الغالبة حيث لم يمنهن من مباشرة وممارسة كل الحقوق التي كفلها لها الاسلام بكل سهولة ويسر مادامت ملتزمة بأداب الشرع في نفسها وتعاملاتها
2-كما ان من وسائل علاج شدة الغيرة هو ان يتدخل ذوي الصلاح من الطرفين ممن لهم القبول والاحترام لتهدئة كلا الطرفين ومما روي في ذلك : "ان اسماء بنت ابي بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديدا عليها ، فاتت اباها فشكت ذلك اليه ، فقال : يابنية اصبري فان المرأة اذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع بينهما في الجنة "(36)
3-محاولة فهم طبيعة النساء واللاتي شبههن الرسول (ص) بالقوارير لطبيعتهن الرقيقة وسهولة اضطرابهن وحساسية مشاعرهن ، وكما عالج النبي (ص) غيرة السيدة عائشة الشديدة عليه من منطلق هذا الادراك والوعي لتلك الطبيعة التي جبلت النساء عليها فكانت السيدة عائشة تقول :" ماغرت من امراة لرسول الله (ص) ماغرت من خديجة لما كنت اسمعه من ذكره لها ، وماتزوجني الا بعد موتها بثلاث سنين "
وكان الرسول (ص) يواجه هذه الغيرة بلطف وقوة تحمل ومحاولة تبيان وجه الحق حين تخطئ الزوجة في تصورها من ذلك " ماروي ان عائشة خرجت مع النبي (ص) في حجة الوداع ومعه نساؤه وكان في متاعها خف (خفة) وكان علي جمل ناج (سريع) وكان متاع صفية في ثقل وكان علي جمل ثقال (بطئ) يتبطأ بالركب . فقال النبي (ص) : حولوا متاع عائشة علي جمل صفية ومتاع صفية علي جمل عائشة حتي يمضي الركب ، تقول عائشة : فلما رأيت ذلك قلت : يالعباد الله !! أغلبت هذه اليهودية علي رسول الله ؟ فقال رسول الله (ص) : يا أم عبد الله ان متاعك فيه خف ومتاع صفية فيه ثقل ...فقلت : الست تزعم أنك رسول الله ؟ فتبسم وقال : أفي شك انت يا ام عبد الله ؟ فأعادتها مرة ثانية وقالت : فهلا عدلت ...وسمعها ابو بكر وكان فيه غرب ( حدة ) فلطم وجهها . فقال النبي (ص) : مهلا يا ابا بكر فقال : يارسول الله أما سمعت ماقالت ؟ فقال (ص) :" ان الغيري لاتبصر أسفل الوادي من أعلاه "
ويقول (ص) عن الغيرة الشديدة عند السيدة عائشة : " ويحها لو تستطيع مافعلت " فلقد علم الرسول (ص) انها لاتستطيع ان تغلب هذه الغيرة وحديثه (ص) شاهد علي عمق فهمه لطبيعة حواء فلذلك لم يطلب منهن أن يتحررن من الغيرة والشوق واللهفة والرغبة في الاسئثار بل أن يهذبن تذه المشاعر التي توثر علي الحياة الزوجية كلها ، وكان حين تتطرف واحدة من نسائه في الغيرة والنزاع كان يعتزلها "(37)
" وعن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله (ص) خرج من عندها ليلا قالت : فغرت عليه . قالت : فجاء فرأي ما اصنع فقال : مالك ياعائشة اغرت ؟ قالت : فعلت ومالي ان لايغار مثلي علي مثلك . فقال (ص) : أفأخذك الشيطان قالت : يارسول الله أو معي شيطان ؟ قال : نعم . قلت : ومع كل انسان ، قال : نعم قلت : ومعك يارسول الله قال : نعم ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتي اسلم .(38)
4-النهي عن اثارة غيرة كلا الطرفين للاخر
كان الرسول (ص) قدوة للازواج في احترام مشاعر الزوجة وعدم الاتيان بافعال من شأنها اثارة غيرتها فكن وهن مجتمعات بعضهن مع بعض في بيت صاحبة النوبة فلا يولي غير صاحبة النوبة اهتماما من ذلك ماروي : " عن أنس قال : كان للنبي تسع نسوة ...فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها ، فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده اليها . فقالت : هذه زينب فكف النبي (ص) يده . فتقاولتا حتي استخبتا ، واقيمت الصلاة فمر ابو بكر علي ذلك فسمع أصواتهما ، فقال : اخرج يارسول الله الي الصلاة ، واحث في افواههن التراب . فخرج النبي (ص) فقالت عائشة : الان يقضي النبي (ص) صلاته فيجئ أبو بكر فيعل بي ويفعل ، فلما قضي النبي صلاته أتاها ابو بكر . فقال لها قولا شديدا وقال : اتصنعين هذا ؟"(39)
5- علاج الغيرة بالعزل او الضرب الخفيف
فبعد استنفاذ كل وسائل من وسائل وحين تبلغ الغيرة درجة التطرف يكون الحل هو الحزم او الشدة في غير عنف ومما يدل علي ذلك :" حديث السيدة عائشة مع الرسول (ص)ليلة البقيع وخلاصته أنه عليه السلام خرج ليلا خفية من حجرة عائشة وذهب الي البقيع فذهبت وراءه ، فرأته قد قام فأطال القيام ثم رفع يده ثلاث مرات قالت : ثم انحرف فانحرفت فاسرع فاسرعت فهرول فهرولت فاحضر فاحضرت .فسبقته فدخلت فدخل فقال : عائش مالك حشيا رابية ( وهو النهجان الذي يعرض للمسرع في مشيه )؟ قلت : لاشيء . قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير . قلت : يارسول الله بأبي أنت وامي فاخبرته فلهدني في صدري لهدة اوجعتني ، ثم قال : اظننت ان يحيف الله عليك ورسوله "(40)
غير ان الضرب لم يكن من عادته 0ص) كما في رواية مسلم " ماضرب رسول الله (ص) شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله ، ومانيل منه شئ قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شئ من محارم الله "
في المقابل فان شدة الغيرة التي تحمل صاحبها علي التجسس والمراقبة والتخوين قد حذر الرسول (ص) الرجال من ارتكابه مع زوجاتهم : " فعن جابر أن النبي (ص) : نهي أن يطرق الرجل أهله ليلا لئلا يخونهم أو يطلب عثراتهم "(41)
وروي احمد بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي (ص) قال قبل دخول المدينة وقد كانوا في سفر :" لاتطرقوا أهلكم ليلا "
وقد رأينا ان النبي (ص) مع حبه لنسائه وحبهن له ...يصلح من خطاهن ويقوّم من اعوجاجهن ويؤدب علي التقصير مهما كانت منزلة الواحدة منهن عنده ، فكان ينتصف منها لما يراه حق ولو كان في ذلك اغضاب لها ، فقد اقتص من عائشة رضي الله عنها عندما كسرت صحفة احدي ضراتها وكان بها طعام . وتعليقا علي هذه الحادثة تحدث العلماء عن حكم مؤاخذة الغيري .
وعندما اعتل بعير صفية رضي الله عنها وهي في سفر مع النبي (ص) وفي ابل زينب بنت جحش فضل ، طلب منها بعيرا لها فقالت : انا اعطي اليهودية ؟ فتركها النبي (ص)ذو الحجة والمحرم وبعض سفر ولايأتيها حتي يئست منه كما قالت زينب "(42)
وورد عن عائشة أنها قالت : قلت للنبي (ص) : حسبك من صفية كذا وكذا تعني قصيرة فقال لها : قد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته " رواه ابو داوود والترمذي
ويسوق الينا أحد المتخصصين خلاصة تجاربه لما احدثته الغيرة من مآس واحزان اتضح بعد التحري أن المرأة بريئة من كل مظنة سوء رميت به ، وهو اذا ينوه عن اسباب تلك الغيرة فانه يضع العلاج متوجها بالنصيحة لكل من الرجل الغيور والمرأة الغيورة بقوله : " هناك حوادث كثيرة كلها نتيجة الغيرة الجامحة وعدم تقدير الواقع ، وهي اخطاء مصدرها اولئك الرجال الذين يتشدقون بتمسكهم بالدين مع ان الدين رحمة ويسر وهو من هؤلاء في واد وهم في واد آخر .
ان الدين يقتضينا العفة والشرف وعدم التبرج وليست السيدات اللواتي يقمن علي أعمالهن بخاليات من هذه الفضائل بل ان قيامهن بها هو نفسه فضيلة مشكورة وهو ينبء عن وجودها فيها ، لكن الشيطان قد وسوس والهواجس قد تحركت والنفس قد ضعفت والويل للمعاشرين .
ولعلاج هذه المشكلة يجب علي الزوج أن يبدا حياته الزوجية بالبحث والتروي ودقيق التحري حتي يتأكد من تصرف زوجته ومقدار أمانتها فاذا وثق فيها فيجب عليه ألا يشغل فكره وألا يستريب فيها ، وليس معني ذلك أنه لايغار اذا وجد مايثير الغيرة ولكنه يكون في حدود معقولة اذا تمتعت الزوجة بالثقة بعد التحري .
أما عن النصيحة التي يتوجه بها الي الزوجة الغيور فيقول : " أما الزوجة فان مايبدو منها وان كان دليله الحب والحرص علي العلاقة الا أن الريب والشكوك وحدها لايصح ان تكون سببا في اشعال نار الفتنة والالتحام بين الزوجين ، وعلي الزوجة العاقلة أن تستعمل الهدوء والصبر وان تجنح الي تعرف مسرات رجلها وتفعلها وهذا وحده قمين بتمسكه بها وعدم التهاون في رابطتها "
وفي نهاية حديثه في موضوع الغيرة يلقي بنصيحته لكلا الزوجين قائلا : " وليعلم الزوجان أن زمام النفس اذا فلت فالنهاية المحتومة ضياع ماكان كل منهما يحرص عليه وخير لهما استعمال الروية والرزانة والسعي وراء الحقائق فقط والابتعاد عن مظنة السوء التي هي باب جموح الغيرة "(43)
المراجع :
1- رواه البخاري وابن ابي الدنيا في مداراة الناس ص 148
2- ادفعي زوجك الي النجاح : دوروثي كارنيجي ،ص104 ومابعدها
3- تحفيز الذات : جيل لندنفيلد ، ص 166 مكتبة جرير
4- حسن صحيح ، مساوئ الاخلاق ومذمومها : للخرائطي ص130
5-نهج البلاغة ص722
6-لمزيد ينظر الي : عائض القرني : لاتحزن ص 172
7-الادب الصغير والادب الكبير : ابن المقفع ص 110 ومابعدها
8- كيف تحقق السعادة لنفسك ولمن حولك : د . بثينة حسنين عمارة ص 106 ومابعدها ، دار الامين القاهرة
9-صيد الخاطر : ابن الجوزي ص481
10-الزهد : ص354
11-رواه البخاري ، في النكاح
12- جامع السعادات : محمد مهدي النراقي ج2/ 233
13- السنة النبوية رؤية تربوية : د. سعيد اسماعيل علي ، ص 223
14- الزهد : للامام احمد ،ص249
15- كيف تحقق السعادة لنفسك ولمن حولك ،ص87ومابعدها
16- ادفعي زوجك الي النجاح ، ص47 ومابعدها
17- مارجوري ولسون: انت شابة بقدر ماتتصرفين ، المرجع السابق
18-د.بثينة حسين عمارة ،ص89،88
19-رواه مسلم ج7/ص91
20- الشوكاني : نيل الأوطار
21- موسوعة الاسرة تحت رعاية الاسلام ، ج3/ص149ومابعدها
22- متفق عليه : الترغيب والترهيب ص 228
23- الكنز ج8/303
24- الأذكياء : ابن الجوزي ، ص156
25- كيف تحقق السعادة لنفسك ولمن حولك ، ص 83 : 86
26- الحكم والامثال : لأبي أحمد العسكري ص503
27- المستطرف في كل فن مستظرف : للأبشهي ص778 ومابعدها
28- الحكم والامثال : للعسكري501
29-روضة المحبين ونزهة المشتاقين : بن القيم من كتاب : علم النفس في التراث الاسلامي ج3/193
30-الكنز ج2/ص161 ، حياة الصحابة : ج2/83
31- نهج البلاغة ، ص591
32- الزهد ، ص52
33-أخرجه ابو داود ج3/ص115 وصحيح الجامع الصغير رقم 5781
34-شخصية المرأة المسلمة في ضوء القران والسنة : خالد عبد الرحمن ، ص296
35- اخرجه البخاري في صحيحه ج3/34
36- اخرجه بن سعد: ج8/251
37- اخرجه بن سعد ج2/203
38- مسند الامام احمد ، وينظر الي علم النفس في الحديث الشريف : سعد رياض،ص119
39- رواه مسلم ج10/ص46
40- رواه مسلم ج7/42
41- رواه مسلم ج13/ص72
42- رواه ابو داود وابن سعد في الطبقات والترغيب والترهيب ج3/204
43- المشكلة الزوجية ،ص168 ومابعدها ، دار الكتب العامة

rania elsayed
24-03-2019, 01:35 AM
استغر الله العظيم

جمال ابوعابد
25-03-2019, 02:50 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين