المراقب العام
09-01-2019, 10:22 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif
•* شعَّ* النور* من* مكة،* وبزَغت* شموسه* في* جنَباتها،* من* خلال* البرهان* المحمدي*( قد* جاءكم* برهان* من* ربكم*) عليه* الصلاة* والسلام،* فتأثر* به* أقوام،* وهُرِع* إليه* الضعفاء،* وخاف* منه* الزعماء،* وخلال* بضع* عشرة* سنة* كان* المتنفس* السرية* والتهدئة،* وعدم* إثارة* المشركين* {كفوا* أيديكم* وأقيموا* الصلاة} * [سورة* النساء] * .
•* وفتح* آفاقا* لهم* إلى* الحبشة* مرتين،* فقَووا* ،* واطمأنوا* على* دينهم* ونفوسهم،* ولكنها* لم* تكن* الأرض* المناسبة* للتأسيس* الدعوي،* والانتشار* الإسلامي*...!
•* ثم* جاء* الأمر* الإلهي* باختيار* مكان* أكثر* أمانا،* وسلامة* للدعوة،* وفيهم* الأبطال* والأنصار* المنتظرون* ...!
•* فاضطر* رسول* الله* صلى* الله* عليه* وسلم* للمغادرة* والخروج* متخفيا،* حفاظا* على* الدعوة،* ورجاءة* الظفر* بالمكان* المناسب* والأقوام* المخلصين*...*.!
•* وصلة* المرء* بوطنه* عميقة* جدا،* ولذلك* تأثر* عند* الخروج،* وخالطه* الحنين،* وأمضه* الشوق* لمكة،* ولولا* أن* قومك* أخرجوني* ما* خرجت* ولكن* أمر* الله* نافذ،* وما* باليد* حيلة،* وكما* هو* تغليب* للشرع* على* الطبيعة،* هو* انتصار* للعقل* على* العاطفة* والمشاعر* ...!
•* هاجر* البرهان،* وجحدته* نفوس* المشركين،* مع* استيقان* قلوبهم* بصدقه،* واختار* الله* له* الخيرة* الطيبة* وأبدله* يقوم* آخرين*...!
•* وانغلقت* نفوسهم* عن* رؤية* البرهان* ،* وضيعوا* الفرصة* التاريخية،* التي* كانت* ستقلدهم* عقود* الشرف،* وتلبسهم* معاطف* العلياء*...!
•* وقد* كان* صلى* الله* عليه* وسلم* برهانا* ساطعا* بالنور* الذي* معه،* والحجة* التي* حملها،* والسيرة* التي* سجلها،* والحق* الذي* خرج* منه*( وأنزلنا* إليكم* نوراً* مبينا* ) سورة* النساء* .
•* فمن* يسمع* قرآنه،* أو* يصغي* لتلاوته،* أو* يشهد* درسه* لا* ينتهي* خشوعا* وخضوعا،* حتى* إن* المشركين* لسجدوا* حينما* سمعوا* سورة* النجم* ... {فاسجدوا* لله* واعبدوا} * وفِي* صحيح* البخاري* قال* ابن* عباس* رضي* الله* عنهما* : «إن* النبي* صلى* الله* عليه* وسلم* سجد* بالنجم،* وسجد* معه* المسلمون* والمشركون* والجن* والإنس» * .
•* وبراهين* دعوته* لا* تنقضي* صدقا* وحسنا* وجمالا،* وإقناعا* ،* تلحظ* في* كلامه،* وتلوح* في* خطبه،* وتُشاق* من* أدبه* وأخلاقه* {وإنك* لعلى* خلق* عظيم} * [سورة* القلم] * .
•* لكنّ* هذا* البرهان* شق* على* قريش* لا* سيما* الملأ* منهم،* أن* يرضوا* به،* ويدعوا* دينهم* وإرثهم* التخلفي* المعروف،* فأعرضوا* واستكبروا*...!
•* فآثروا* به* أهل* المدينة،* فعرفوه* وتشبثوا* به،* وبادروا* بالإسراع* إليه* قبل* أن* تدركه* اليهود،* وقد* كانت* تهددهم* به*..!
•* وهنا* يُساق* للبرهان* قومٌ* جدد،* وفئامٌ* نُبل،* وأنصار* صُبر،* يحبونه* ويفرحون* به،* وقد* استعدوا* بالنصرة* والترحيب،* واحتمال* كل* التبعات،* كما* تجلى* ذاك* في* بيعة* العقبة،* والعهود* التاريخية* التي* أخذوها* على* نفوسهم* ..!
•* وإنما* كابرت* قريش* بسبب* ميراثها* الجاهلي،* وأعرافها* التخلفية* المتصلبة* ،* وإلا* فقد* سطع* أمامها* البرهان* المحمدي* بحججه،* وأزال* عنهم* لوثتهم* بدلائله،* ولكنها* المكابرة* العمياء،* والعقيدة* الجاهلية* البهلاء*..! فأبى* السادة،* وعاند* الملأ* ...! {أتواصوا* به* بل* هم* قوم* طاغون} * [سورة* الذاريات] *.
•* وأما* الضعفاء* فلاح* لهم* البرهان* مضيئا* ،* وأشرقت* الحجج* بهم* من* كل* مكان،* فما* فرّطوا* في* الفرصة،* ولا* أضاعوا* الغنيمة* المنجية* لهم* من* جحيم* الرّق* والاستعباد* والهوان*..!
•* وظهرت* براهين* صدقه* في* الطريق،* فلقد* نجاه* الله* من* المقتَل* في* الفراش،* وحماه* من* البطش* في* الغار،* وتعرقل* الفرسان* في* الطريق،* وشاهدته* أم* معبد* الخزاعية* فانبهرت،* فما* شكوا* أنه* صاحب* قريش* الطريد،* وسموه* الرجل* المبارك* .
•* وطابت* المسيرة،* ونجحت* الهجرة* بسبب* صدق* الدعوة،* وسلامة* النية* ،* وطهارة* قلب* صاحبها،* وأنه* يريد* الله* والدار* الآخرة*...!
•* خلّف* أهله* وبنيه* وأمواله،* وكذلك* فعل* صحابته* المهاجرون،* فعوضهم* الله* خيرا،* ومكن* لرسوله،* فانتشرت* دعوته،* وأينعت* أخلاقه،* وتغازرت* بركاته،* والتهب* البرهان* قوة* وإضاءةً* ،* فلم* يكن* أمام* العرب* العرباء،* إلا* الاستجابة* والاندهاش* من* ذلك* النور* المبين،* وهذا* البرهان* المتين*...!
•* وتطيّبَ* الطيبُ* الخصيبُ* بطيبةٍ*// وتصاعدت* للمجد* والأسفارِ*
هاجر* ففي* الهجر* البعيد* خزائنٌ*// ومفاتحٌ* جلت* عن* الإقصارِ
هاجر* تجد* قوماً* كراما* لم* تجِد*// أشباهَهم* في* عالم* الأنصار*
•* هاجر* فدينُ* الله* ينظر* ما* جرى*// ويُجيركم* من* محنةٍ* وقَتارِ*
•* وكأن* الهجرة* توحي* دائماً* بضرورة* الهجرة* إلى* الله* قلبا* ومشاعراً،* بحسن* التوحيد،* وعملا* بترك* الذنوب،* وجهادا* بالتباعد* عن* ميلان* النفس،* وبدناً* ساعة* الأذى* والاضطهاد،* ..!
•* لأنها* صارت* حدثا* مفصلياً،* شكل* تاريخ* الأمة* وكيانها* وهويتها،* وطويت* كثير* من* الأحداث* بسببها* وآثارها،* وانتقل* رسول* الله* عليه* الصلاة* والسلام* عقيبها* من* التهدئة* إلى* الاستعداد،* ومن* السلم* إلى* الحرب،* ومن* المداراة* إلى* المواجهة* ،ومن* القلة* إلى* الكثرة* والعزة،* فكانت* غزوة* بدر* الكبرى* في* طليعة* ذلك* التاريخ* المجيد،* والتي* أدبت* قريشا* واليهود،* وأرعبت* القبائل* المجاورة،* ولله* الحمد* والمنة*....!
حمزة بن فايع الفتحي
•* شعَّ* النور* من* مكة،* وبزَغت* شموسه* في* جنَباتها،* من* خلال* البرهان* المحمدي*( قد* جاءكم* برهان* من* ربكم*) عليه* الصلاة* والسلام،* فتأثر* به* أقوام،* وهُرِع* إليه* الضعفاء،* وخاف* منه* الزعماء،* وخلال* بضع* عشرة* سنة* كان* المتنفس* السرية* والتهدئة،* وعدم* إثارة* المشركين* {كفوا* أيديكم* وأقيموا* الصلاة} * [سورة* النساء] * .
•* وفتح* آفاقا* لهم* إلى* الحبشة* مرتين،* فقَووا* ،* واطمأنوا* على* دينهم* ونفوسهم،* ولكنها* لم* تكن* الأرض* المناسبة* للتأسيس* الدعوي،* والانتشار* الإسلامي*...!
•* ثم* جاء* الأمر* الإلهي* باختيار* مكان* أكثر* أمانا،* وسلامة* للدعوة،* وفيهم* الأبطال* والأنصار* المنتظرون* ...!
•* فاضطر* رسول* الله* صلى* الله* عليه* وسلم* للمغادرة* والخروج* متخفيا،* حفاظا* على* الدعوة،* ورجاءة* الظفر* بالمكان* المناسب* والأقوام* المخلصين*...*.!
•* وصلة* المرء* بوطنه* عميقة* جدا،* ولذلك* تأثر* عند* الخروج،* وخالطه* الحنين،* وأمضه* الشوق* لمكة،* ولولا* أن* قومك* أخرجوني* ما* خرجت* ولكن* أمر* الله* نافذ،* وما* باليد* حيلة،* وكما* هو* تغليب* للشرع* على* الطبيعة،* هو* انتصار* للعقل* على* العاطفة* والمشاعر* ...!
•* هاجر* البرهان،* وجحدته* نفوس* المشركين،* مع* استيقان* قلوبهم* بصدقه،* واختار* الله* له* الخيرة* الطيبة* وأبدله* يقوم* آخرين*...!
•* وانغلقت* نفوسهم* عن* رؤية* البرهان* ،* وضيعوا* الفرصة* التاريخية،* التي* كانت* ستقلدهم* عقود* الشرف،* وتلبسهم* معاطف* العلياء*...!
•* وقد* كان* صلى* الله* عليه* وسلم* برهانا* ساطعا* بالنور* الذي* معه،* والحجة* التي* حملها،* والسيرة* التي* سجلها،* والحق* الذي* خرج* منه*( وأنزلنا* إليكم* نوراً* مبينا* ) سورة* النساء* .
•* فمن* يسمع* قرآنه،* أو* يصغي* لتلاوته،* أو* يشهد* درسه* لا* ينتهي* خشوعا* وخضوعا،* حتى* إن* المشركين* لسجدوا* حينما* سمعوا* سورة* النجم* ... {فاسجدوا* لله* واعبدوا} * وفِي* صحيح* البخاري* قال* ابن* عباس* رضي* الله* عنهما* : «إن* النبي* صلى* الله* عليه* وسلم* سجد* بالنجم،* وسجد* معه* المسلمون* والمشركون* والجن* والإنس» * .
•* وبراهين* دعوته* لا* تنقضي* صدقا* وحسنا* وجمالا،* وإقناعا* ،* تلحظ* في* كلامه،* وتلوح* في* خطبه،* وتُشاق* من* أدبه* وأخلاقه* {وإنك* لعلى* خلق* عظيم} * [سورة* القلم] * .
•* لكنّ* هذا* البرهان* شق* على* قريش* لا* سيما* الملأ* منهم،* أن* يرضوا* به،* ويدعوا* دينهم* وإرثهم* التخلفي* المعروف،* فأعرضوا* واستكبروا*...!
•* فآثروا* به* أهل* المدينة،* فعرفوه* وتشبثوا* به،* وبادروا* بالإسراع* إليه* قبل* أن* تدركه* اليهود،* وقد* كانت* تهددهم* به*..!
•* وهنا* يُساق* للبرهان* قومٌ* جدد،* وفئامٌ* نُبل،* وأنصار* صُبر،* يحبونه* ويفرحون* به،* وقد* استعدوا* بالنصرة* والترحيب،* واحتمال* كل* التبعات،* كما* تجلى* ذاك* في* بيعة* العقبة،* والعهود* التاريخية* التي* أخذوها* على* نفوسهم* ..!
•* وإنما* كابرت* قريش* بسبب* ميراثها* الجاهلي،* وأعرافها* التخلفية* المتصلبة* ،* وإلا* فقد* سطع* أمامها* البرهان* المحمدي* بحججه،* وأزال* عنهم* لوثتهم* بدلائله،* ولكنها* المكابرة* العمياء،* والعقيدة* الجاهلية* البهلاء*..! فأبى* السادة،* وعاند* الملأ* ...! {أتواصوا* به* بل* هم* قوم* طاغون} * [سورة* الذاريات] *.
•* وأما* الضعفاء* فلاح* لهم* البرهان* مضيئا* ،* وأشرقت* الحجج* بهم* من* كل* مكان،* فما* فرّطوا* في* الفرصة،* ولا* أضاعوا* الغنيمة* المنجية* لهم* من* جحيم* الرّق* والاستعباد* والهوان*..!
•* وظهرت* براهين* صدقه* في* الطريق،* فلقد* نجاه* الله* من* المقتَل* في* الفراش،* وحماه* من* البطش* في* الغار،* وتعرقل* الفرسان* في* الطريق،* وشاهدته* أم* معبد* الخزاعية* فانبهرت،* فما* شكوا* أنه* صاحب* قريش* الطريد،* وسموه* الرجل* المبارك* .
•* وطابت* المسيرة،* ونجحت* الهجرة* بسبب* صدق* الدعوة،* وسلامة* النية* ،* وطهارة* قلب* صاحبها،* وأنه* يريد* الله* والدار* الآخرة*...!
•* خلّف* أهله* وبنيه* وأمواله،* وكذلك* فعل* صحابته* المهاجرون،* فعوضهم* الله* خيرا،* ومكن* لرسوله،* فانتشرت* دعوته،* وأينعت* أخلاقه،* وتغازرت* بركاته،* والتهب* البرهان* قوة* وإضاءةً* ،* فلم* يكن* أمام* العرب* العرباء،* إلا* الاستجابة* والاندهاش* من* ذلك* النور* المبين،* وهذا* البرهان* المتين*...!
•* وتطيّبَ* الطيبُ* الخصيبُ* بطيبةٍ*// وتصاعدت* للمجد* والأسفارِ*
هاجر* ففي* الهجر* البعيد* خزائنٌ*// ومفاتحٌ* جلت* عن* الإقصارِ
هاجر* تجد* قوماً* كراما* لم* تجِد*// أشباهَهم* في* عالم* الأنصار*
•* هاجر* فدينُ* الله* ينظر* ما* جرى*// ويُجيركم* من* محنةٍ* وقَتارِ*
•* وكأن* الهجرة* توحي* دائماً* بضرورة* الهجرة* إلى* الله* قلبا* ومشاعراً،* بحسن* التوحيد،* وعملا* بترك* الذنوب،* وجهادا* بالتباعد* عن* ميلان* النفس،* وبدناً* ساعة* الأذى* والاضطهاد،* ..!
•* لأنها* صارت* حدثا* مفصلياً،* شكل* تاريخ* الأمة* وكيانها* وهويتها،* وطويت* كثير* من* الأحداث* بسببها* وآثارها،* وانتقل* رسول* الله* عليه* الصلاة* والسلام* عقيبها* من* التهدئة* إلى* الاستعداد،* ومن* السلم* إلى* الحرب،* ومن* المداراة* إلى* المواجهة* ،ومن* القلة* إلى* الكثرة* والعزة،* فكانت* غزوة* بدر* الكبرى* في* طليعة* ذلك* التاريخ* المجيد،* والتي* أدبت* قريشا* واليهود،* وأرعبت* القبائل* المجاورة،* ولله* الحمد* والمنة*....!
حمزة بن فايع الفتحي