المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تربية الابناء في عصر الحضارة الاسلامية ج3


Abeer yaseen
29-01-2019, 02:37 AM
* تنمية الشخصية الاستقلالية للطفل عند علماء المسلمين
يقول دكتور عطية الإبراشي في مقدمة كتابه " التربية الإسلامية و فلاسفتها": " إننا لا نفخر إذا قلنا : إن مبادئ التربية الحديثة التي نادينا بها في منتصف القرن العشرين ولم تستطع الدول المتمدنة تنفيذها كلها حتى اليوم قد روعيت ونفذت في التربية الإسلامية في عصورها الذهبية قبل أن تُخلق التربية الحديثة بمئات السنين ومن تلك المبادئ المثالية في التربية المثالية نذكر بإيجاز: التربية الاستقلالية والاعتماد على النفس في التعلم والحرية و الديمقراطية في التعليم ونظام التعليم الفردي ومراعاة الفروق الفردية بين الأطفال في التعليم و التدريس وملاحظة الميول والاستعدادات الفطرية للمتعلمين و اختبار ذكائهم ومخاطبتهم على قدر عقولهم وحسن معاملتهم و الرفق بهم ..... كان طالب العلم لدى المسلمين غير مقيد بشروط فولاذية و أعمار محددة وشهادات معينة ودرجات معدودة وكانت أبواب المساجد و المعاهد الدراسية مفتوحة لجميع الراغبين في العلم و التعلم ([96])
ومن الوسائل التي أشار إليها علماؤنا في تربية أطفالنا ليشبوا وهم ذوو نفوس صالحة قوية:
1- استعمال وسائل التشجيع و المدح
وفي هذا يقول الغزالي : " مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فإنه ينبغي أن يُكرم عليه ويُجازى عليه بما يفرح ويمدح بين أظُهر الناس" لكن ماذا نفعل مع الطفل إذا ارتكب سوءًا واقتضى ذلك العقاب عليه هنا يوضح الغزالي لنا المراحل التي يلزم اتباعها معه في حالة الخطأ وهي كما يقول: " فإن غافل ذلك في بعض الأحوال ( أي بعد عن الفعل الحسن وارتكب سوءًا) مرة واحدة ينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك ستره ولا يكاشفه .... ولاسيما إذا ستره الصبي واجتهد في إخفائه وإن عاد ثانية ينبغي أن يُعاتب سرًا ويقال له إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا فتفتضح بين الناس " ([97])
كما أن ابن الجوزي في تحفة الودود بأحكام المولود يرى أن تشجيع الطفل من الأمور الضرورية و أنه ينبغي الاهتمام بقدراته وتعلميه بعض المناشط وتشجيعه على ممارستها ([98])
وكتب شمس الدين الإنبابي (وهو من المتأخرين) في سياسة الصبيان عن طريق مراعاة كرامته و تشجيعه بمثل ما ذهب إليه الغزالي فقال: " ثم مهما ظهر منه خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يُكرم عليه ويُجازي عليه بما يفرح به ويمدح به بين الناس فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك ستره فإن إظهار ذلك عليه ربما يريده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة فعند ذلك إن عاد ثانيًا ينبغي أن يعاقبه سرًا ويعظم الأمر فيه ويقول له: إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا فتفضح بين الناس ولا يكثر عليه الملامة في كل وقت فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح فإذا عاد أدبه بما يليق من توبيخه " ([99])
2- السماح للأطفال بالمناقشة وإبداء الرأي
إذا كان حسن الاستماع إلى الطفل ومنحه الحرية في مناقشة كل ما يعنّ له من أمور يُعد من أحد دعائم بناء الثقة بالنفس عنده فإننا نجد في تراثنا الكثير من النماذج العملية لذلك حتى في المواقف العصيبة التي يسيطر فيها الغضب.
" فقد ذكر ابن الجوزي إن إياس بن معاوية تقدم وهو صبي إلى قاضي دمشق ومعه شيخ فقال: أصلح الله القاضي هذا الشيخ ظلمني و اعتدى علىّ وأخذ مالي فقال القاضي: ارفق به ولا تستقبل الشيخ بمثل هذا الكلام فقال إياس : أصلح الله القاضي إن الحق أكبر مني ومنه ومنك قال: اسكت قال:إن سكت فمن يقوم بحجتي؟ قال: تكلم بخير فقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له فرفع صاحب الخبر هذا الخبر فعُزل القاضي وولُيَّ إياس مكانه ([100]) ومن هذا نستنتج أن التربية الإسلامية لم تكن تتسم بالجمود فتولي الوظائف و المهام و المسئوليات كان يؤخذ فيها بمبدأ الكفاءة وليس السن وهذه سمة المجتمع المتحضر.
إضافة لذلك فإن الشجاعة في قول الحق في أدب كان يواجه بها الابن أباه حتى ولو كان الخليفة و من ذلك ما ذكره عبيد الله ابن المأمون قال: غضب المأمون على أمي أم موسى فقصدني لذلك حتى كاد يتلفني فقلت له يومًا : يا أمير المؤمنين إن كنت غضبان على ابنة عمك فعاقبها بغيري فإني منك قبلها( أي أني موجود في صلبك قبل زواجك منها ) ولك دونها ( أي أنجبتني منك ) قال: صدقت و الله يا عبيد الله إنك مني قبلها ولي دونها و الحمد لله الذي أظهر لي هذا منك وبين لي هذا الفضل فيك لا ترى و الله بعد يومك هذا مني سوءًا ولا ترى إلاّ ما تحب فكان ذلك سبب رضاه عن أمي ([101])
وروي في هذا الصدد " أن أحد الصبية غضب عليه أبوه يومًا فعيره بأمه فقال له: أتخالفني و أنت ابن أمة (جارية) ؟ فقال الولد لأبيه إن أمي و الله خير منك يا أبي قال:لمَ؟ قال الولد: لأنها أحسنت الاختيار فولدتني من حر وأنت أسأت الاختيار فولدتني من أمة وهكذا يحمل الآباء مسئولية انحراف أبنائهم منذ اختيار زوجاتهم كما تحمل الأمهات مثل هذه المسئولية منذ اختيارهن أزواجهن وفي هذا يقول r : " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " ([102])
وابن النديم في كتابه تذكرة الآباء – الباب العاشر جعله بعنوان : في ذكر كلام الصبيان ونستخلص منه أنه يجب الاستماع إلى كلام الأطفال الصغار في ردهم على بعض المواقف التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال ومن أمثلة هذه المواقف : أن أعرابي عاتب ابنه وذكرّه حقه فقال: يا أبت إن عظيم حقك عليّ لا يبطل صغير حقي عليك" والباب يحمل الكثير من المفاهيم السيكولوجية مثل سعة الأفق و الخيال ([103])
3- مراعاة الرأفة و الرحمة في العقوبة
ولأن أسلوب القسوة في معاقبة الطفل تسهم بشكل واضح في محو شخصيته وكان علماء الإسلام على وعي بذلك فوجدنا: " المربون في الإسلام كرهوا التشديد على الصبيان ونصحوا بالرفق واللين وقد وقف القابسي بالسؤال الذي أجاب عنه ابن خلدون، وابن سحنون وأجاب عنه بمثل ما أجابوا فقال: فقولك هل يستحب للمعلم التشديد على الصبيان أو ترى أن يرفق بهم؟...فهو يسوسهم في كل ذلك بما ينفعهم ولا يخرجه ذلك من حسن رفقه بهم ولا من رحمته إياهم فإنما هو لهم عوض عن آبائهم" ([104])
والسلوك السيئ للطفل هو نتيجة للعنف والقسوة في التعامل معه وهذا أكد عليه ابن خلدون حيث عقد فصلاً في مقدمته أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم جاء فيه " إن من كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل وعمل على الكذب و الخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه...فينبغي للمعلم في متعلمه و الوالد في ولده ألا يستبدوا عليهم في التأديب" ([105])
* حفظ كرامة الطفل عند عقوبته
هناك وسائل أشار إليها علماؤنا لمعاقبة الطفل عند خطأه وهي في نفس الوقت لا تجرح كرامته فمثلا:
إذا نبه الصبي مرة بعد مرة ولم ينتج التنبيه فائدة فعلى المعلم أن يلجأ إلى العذل و التقريع بالكلام من غير شتم و هذا الأسلوب في العقوبة للطفل يؤدي إلى هبوط مركز الطفل الأدبي ويثير في نفسه الخوف من هذا الضياع ولا تقبل الطبائع البشرية أن تنزل درجتها في المجتمع وهي راضية وعندئذ يجري الطفل وراء ما يحقق له شوقه إلى السلطان وذلك بالامتناع عما يسئ والابتعاد عما يضر و الإقبال على أداء ما هو مطلوب منه حتى إذا خالف هواه فيتم تهذيب الطفل بأيسر الوسائل وهذه هي أفضل الرياضات المؤدية إلى الإصلاح ([106]) وهذا ما نصح به القابسي إذ لفت نظر المعلم إلى أن يغبط الصبي بإحسان إذا أحسن في غير انبساط إليه ولا منافرة له ليعرف وجه الحسن من القبح و إذا أخطأ الصبي أخبره بهذا الخطأ ثم يقبحه عنده و يتوعده بشدة العقوبة إن هو عاوده ليتدرج على مجانبة الخطأ " ([107])
وهنا ينبغي استعمال اللوم والتوبيخ بحكمة : وفي هذا يقول الغزالي : " لا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين فإنه يهون عليه سماع الملامة و ركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه وليكن الأب حافظًا هيبة الكلام معه فلا يوبخه إلاّ أحيانًا و الأم تخوفه بالأب وتزجره عن القبائح" ([108])
وهكذا ينبغي ألا يمس نوع العقوبة كرامة الطفل وألا يكون فيه إهانة له كأن تقول: إن هذا التلميذ سرق كذا وتعلن هذا أمام المدرسة فإن للطفل شخصية يجب أن تُراعي وكرامة يجب أن نحافظ عليها....فقد أدت الشدة إلى كثير من البلايا التي ولدت بعض المشكلات الاجتماعية التي يتألم منها المجتمع الإنساني فجعلت الطفل كائنًا ميت النفس ضعيف الإرادة خائر العزيمة قليل النشاط و الحيوية ([109])
كما أن القهر والإهانة المستمرة للطفل تولد عنده العجز والتبلد على كافة الأصعدة وهذا ما أشار إليه ابن خلدون بقوله: " إن من يعامل بالقهر يصبح حملاً على غيره إذ هو يصبح عاجزًا عن الزود عن شرفه و أسرته لخلوه من الحماسة و الحمية على حين يقعد عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميل.....وبذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى إنسانيتها " ([110])
وإلى مثل هذا أكد أطباء الصحة النفسية حديثًا بأن أسلوب العقاب البدني كالضرب بشدة أو التحقير من الطفل و إنجازاته و التقليل من شأنه وإظهار الكراهية له وتوعده بأمور مخيفة و التأنيب المستمر مع الإشعار بالنقص و التدني يترتب عليها شخصية قلقة مترددة عاجزة تمتنع أصلاً عن أي نشاط ويخشى إشباع حاجاته خوفًا من العواقب المترتبة كما تتولد شخصية شديدة الحساسية يعاتب نفسه على كل صغيرة وكبيرة بشدة وبانفعال ([111])
أما إظهار الرحمة به والعطف والحنان له فإنه يأتي بنتيجة إيجابية حتى في مواقف الغضب منه "فإذا شعر
المخطئ بذنبه وكان واثقًا في عطف المدرس نحوه مد يده طالبًا تنفيذ العقوبة شاعرًا بالعدالة مصممًا
على التوبة وعدم العودة إلى ما فعل" ([112])
ومما ورد من كنموذج عملي على ما سبق ما روي من أن أبا محمد الترمذي قال: كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهري: فأتيته يومًا وهو داخل فوجهت إليه بعض خدامه يعلمه بمكاني فأبطأ علىّ ثم وجهت آخر فأبطأ فقلت لسعيد: إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر قال: أجل ومع هذا إنه إذا فارقك تعزم على خدمه ولقوا منه أذى شديدًا فقومه بالأدب فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر قال: فإنه ليدلك عينيه من البكاء إذ قيل جعفر بن يحيى قد أقبل فأخذ منديلاً فمسح
عينيه من البكاء وجمع ثيابه وقام إلى فرشه فقعد عليه متربعًا ثم قال: ليدخل فقمت عن المجلس وخفت أن يشكوني إليه فألقي منه ما أكره قال: فأقبل بوجهه وحدثه حتى أضحكه وضحك إليه فلما هم بالحركة دعا بدابته ودعا غلمانه فسعوا بين يديه ثم سأل عني فجئت فقال: خذ علىّ بقية حزني. فقلت أيها الأمير أطال الله بقاءك لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى ولو فعلت ذلك لتنكر لي فقال: تراني يا أبا محمد كنت أطلع الرشيد على هذا ؟ فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه إنني أحتاج إلى أدب إذن يغفر الله لك بعدًا لظنك ووجيب قلبك خذ في أمرك فقد خطر ببالك مالا تراه أبدا لو عدت في كل يوم مائة مرة" ([113])
* أنواع العقوبة وشروطها
الترهيب والعقوبة يجب أن يستخدما بدرجات متفاوتة لدرجات من الناس فمن الناس من تكفيه الإشارة البعيدة فيرتجف قلبه ويعدل عما هو مقدم عليه من انحراف ومنهم من لا يردعه إلاّ الغضب الجاهر الصريح ومنهم من يكفيه التهديد بالعقاب مؤجل التنفيذ ومنهم من لابد من تقريب العصا منه حتى يراها ومنهم بعد ذلك فريق لابد أن يحس لذعة العقوبة على جسمه لكي يستقيم وهذا وضع له علماء المسلمين شروطا بعد أن نستنفذ طرق الإصلاح باللين والإقناع ([114])
" فأكد ابن سحنون على ألا يكون الضرب بسبب الغضب أو لغير منفعة الطلاب وألا يتجاوز العقاب ثلاث ضربات إلاّ أن يأذن الأب في أكثر من ذلك ويحدد عشر ضربات كحد أقصى للعقاب مستشهدًا في ذلك بقول رسول الله r "" أدب الصبي ثلاث دور فما زاد عليه قوصص به يوم القيامة" وقوله r لا يضرب أحدكم أكثر من عشرة أسواط إلا في حد" إلا أنه ينقل عن بعض أهل العلم: " إن الأدب على قدر الذنب وربما جاوز الأدب الحد" منهم سعيد بن المسيب وغيره يضاف
إلى ذلك أنه لا يجوز عند ابن سحنون ضرب الصبي على رأسه ولا أن يمنعه طعامه وشرابه" ([115])
وفي هذا الصدد يقول القابسي بشروط يلتزم بها المعلم في حالة العقاب تتشابه مع ما وجدناه عند ابن سحنون " فيرى القابسي أن من واجبات المعلم الأخذ بقاعدة الرفق بالصبيان و العدالة في العقاب وبعدم المغالاة في الضرب ونهى عن عقوبة الانتقام بنهي المعلم عن ضرب الصبيان وهو في ساعة غضب حتى لا يكون الضرب لراحة نفسية وقد أحاط القابسي عقوبة الضرب بسياج من الشروط حتى لا يخرج الضرب من الزجر والإصلاح إلى التشفي والانتقام وهنا نلمح إشارة مبدئية إلى أساليب العقاب ومحاولة ضبط النفس أثناء الثورات الإنفعالية وهي من مبادئ عملية التنشئة الاجتماعية التي هي لب عملية التربية الحديثة.
ومن واجباته أيضًا ألا يمنعهم الطعام و الشراب ومن حقهم عليه أن يعدل بينهم في التعليم ولا يفضل بعضهم على بعض وإن كان بعضهم يكرمه بالهدايا والإرفاق وألا يخلطوا بين الذكور و الإناث ([116])
كما يشير القيراوني في كتابه "سياسة الصبيان وتدبيرهم" إلى أن أسلوب التأديب يكون بالمدح و الذم للبعض و البعض الآخر يلزم له الإرهاب و التخويف و الضرب وتحتوي هذه الإشارة عن تأديب الأطفال على عدد من المفاهيم التي تنضوي تحت سيكلوجية التعلم مثل مفهوم العادة و المدح كأسلوب للتدعيم لتثبيت السلوك الإيجابي المرغوب و الذم أو الضرب كأنواع من العقاب المعنوي أو البدني لكشف السلوك المذموم وغير المرغوب" ([117])
ومما ورد في ذلك من نماذج عملية: ".........عن يوسف بن محمد قال: كنت جالسًا عند سعد الخفاف فجاءه ابنه يبكي فقال: يا بني ما يبكيك ؟ قال: ضربني المعلم قال: أما والله لأحدثنكم اليوم : حدثني عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله r:شرار أمتي معلمو صبيانهم أقلهم رحمة لليتيم و أغلظهم على المسكين قال محمد : و إنما ذلك لأنه يضربهم إذا غضب وليس على منافعهم و لابأس أن يضربهم على منافعهم ولا يجاوز بالأدب ثلاثًا إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك إذا آذى أحدًا ويؤدبهم على اللعب و البطالة ولا يجاوز بالأدب عشرة وأما على قراءة القرآن فلا يجاوز أدبه ثلاثًا ([118])
وقال محمد بن أبي زيد في كتابه ( حكم المعلمين و المتعلمين) لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في
ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئًا ومن كلام عمر بن الخطاب t: " من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله " حرصًا على صون النفس عن مذلة التأديب .وعلما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بمصلحته" ([119])
* ملاحظة الفروق الفردية عند ممارسة العقاب
وإلى جانب التأكيد على ألا يزيد الضرب عن ثلاث فإننا نرى حثهم على ضرورة ملاحظة الفروق
الفردية بين طفل و آخر عند العقوبة إلى جانب وصفهم لما يجب أن تكون عليه آلة الضرب وفي هذا " يرى العبدري منع الشدة في معاملة الأطفال ويحذر المعلمين من إعداد عصا لضرب الصبيان لأن هذا لا يليق لمن ينتسب إلى حملة الكتاب العزيز فالصبيان يختلفون فرب صبي يكفيه أن يعبس معلمه في وجهه وآخر لا يصلح له إلا الضرب فليكن ضربًا غير مبرح ولا يزيد على ثلاثة أسواط شيئًا ولتكن أداة الضرب رقيقة ( أي مثل العصا) ([120])
ومن الصور العلمية على ما سبق ما روي " عن شريح القاضي أنه كان له صبي في نحو العاشرة من عمره وكان صبيا مؤثرًا اللهو مولعًا باللعب فافتقده ذات يوم فإذا هو قد ترك الكتاب ومضى يتفرج على الكلاب فلما عاد إلى المنزل سأله أصليت؟ فقال:لا فدعا بقرطاس وقلم وكتب إلى مؤدبه يقول:
تـرك الصلاة لأكلب يسعى لها يبـغي الهراش مـع العواة الرجس
فـليأتينك غـدوة بـصحيفة كـتبت لـه كـصحيفة المتلمس
فإذا أتـاك فـداوه بـمـلامة أوعظه موعـظة الأديب الكيس
و إذا هممت بـضربـه فبدرةٍ وإذا بـلغـت ثـلاثة لك فاحبس
واعـلم بـأنك ما أتيت فنفسه مـع مـا يجرعـني أعز الأنفس ([121])
وعن نوعية الأطفال المشاكسة التي يكون الضرب بمواصفاته السابقة عامل مهم في إصلاحها وتقويمها يقول الفضيل بين عياض : " رب ضربة للصبي أنفع من الخبيص" ( وهو المصنوع من التمر والسمن) وعن لقمان : " الضرب للصبي كالسماد للزرع" ([122]) وهنا نفهم أنه لا يكون في كل حين بل عند الضرورة وعلى فترات متباعدة مثل السماد الذي تبتغي منه قوة الأرض وخصبها بعد ضعفها ولا نضعه في كل الأوقات و إلاّ أضر بالزرع و أتى بنتيجة مخالفة لما نرجو وإلى هذا أشار العلم الحديث.
- فلقد أكد أطباء الصحة النفسية للطفل على أن هناك نوعية من الأطفال إذا لم يجدِ معها ما سبق من أساليب تربوية فإن الضرب هنا يكون ضرورة لأن غيابه قد ينجم عنه التدليل الزائد الذي يكون له أثار وبيلة على الطفل في حاضره ومستقبله " حيث إن استمرار الطفل في السلوك غير المرغوب فيه دون أدنى توجيه ومحاولته فرض رغباته وتصرفاته لمضايقة الآخرين مع عدم الاعتراض على ذلك مثل: إطفاء النور على الموجودين في الحجرة ، طلبات غير ملحة في ساعة متأخرة...) وتدليله لدرجة إجابة طلبات فيها شطط فقضية التدليل الزائد سببها الوالدان أو القائمون على التوجيه و الطفل لا ذنب له أبدًا ولا ينبغي الغضب منه فقناعات الوالدين الخاطئة يجب مواجهتهما بها ومن هذه القناعات:
1- "خليهم يعملوا اللي هما عايزينه علشان ما يطلعوش معقدين" ( وهذا التفكير سيجعلهم فاسدين أو غير متحملين للمسئولية )
2- "بكرة يكبروا ويعقلوا" ( من شب على شيء شاب عليه )
3- "لازم نسعد أولادنا ونهنيهم"( يبقى نهلك روحنا – هناء الأولاد مرتبط بإبعادهم عن الضرر وتعليمهم مواجهة الحياة حيث إن الطفل المدلل غير قابل لتعلم النظام أو تطوير مهاراته أو عمل أي شيء)
وعن مواجهة الأسلوب الخاطئ الذي يتبعه هذان الوالدان مع أبنائهم فإنه ينبغي اتهامهم أنهم أول من سيواجه العواقب الوخيمة عندما يتطاول عليهم الأولاد وسيلحقهم اللوم و المذلة من الآخرين
( معرفتوش تربوا أولادكم ) و الطفل المدلل يجعل إخوته يغارون منه جدًا وعلاقتهم مع بعضهم البعض في الكبر ستكون سيئة جدًا ولذا وجب محاولة كسب ثقة الطفل وحبه وتوجيهه بعد كسب ثقته وتشجيع الطفل على النضج و تحمل المسئولية وإذا كان أحد الوالدين غير مدرك لهذه الحقيقة فعلى الوالد المتفهم عدم الدخول في مشاكل مع الطرف الآخر لأن ذلك سيعقد الموقف" ([123])
* تدرج العقاب عند علماء المسلمين ودوره في ترسيخ العادات الحسنة للطفل
لقد سبق ابن سينا فلاسفة التربية الحديثة في القرن العشرين أمثال ( روسو وفرويل و سبنسر و أدلر وديوي ) بآرائه الثمينة في تربية الطفل وتهذيبه وتعويده الخصال الحميدة والعادات الحسنة في المرحلة المبكرة من حياته الأولى منذ الفطام قبل أن ترسخ فيه العادات القبيحة التي يصعب التخلص منها إذا ما تمكنت في نفس الطفل ([124]) وهو من خلال ذلك يحدثنا عن مراحل العقاب فيقول : " إنه من الضروري البدء بتهذيب الطفل وتعويده ممدوح الخصال منذ الفطام قبل أن ترسخ فيه العادات المذمومة التي يصعب إزالتها إذا ما تمكنت في نفس الطفل أما إذا اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب فإنه ينبغي مراعاة منتهى الحيطة و الحذر فلا يؤخذ الوليد أولا بالعنف وإنما بالتلطف ثم تمزج الرغبة بالرهبة وتارة يستخدم العبوس أو ما يستدعيه التأنيب وتارة يكون المديح و التشجيع أحد من التأنيب وذلك وفق كل حالة خاصة ولكن إذا أصبح من الضروري الالتجاء إلى الضرب فينبغي ألا يترد المربى في أن تكون الضربات الأولى موجعة فإن الصبي يعد الضربات كلها هينة وينظر إلى العقاب نظرة استخفاف ولكن الالتجاء إلى الضرب لا يكون إلا بعد التهديد و الوعيد وتوسط الشفعاء لإحداث الأثر المطلوب في نفس الطفل" ([125])
وفي هذا الصدد يقول الغزالي :" وكما أن الطبيب لو عالج جميع المرضى بعلاج واحد قتل أكثرهم كذلك المربى لو أشار على المربين بنمط واحد من الرياضة أهلكهم و أمات قلوبهم وإنما ينبغي أن ينظر في مرض المريد وحاله وسنه ومزاجه وما تحتمله نفسه من الرياضة ويبني على ذلك رياضته" ([126])
ولقد لخص ابن خلدون آراء فلاسفة التربية الإسلامية في العقوبة حينما اقتبس نصيحة هارون الرشيد لمؤدب ولده الأمين فذكر أن الرشيد طلب إلى الأحمر مؤدب ولده ألا يدع ساعة تمر دون أن يغتنم فائدة تفيده من غير أن تحزنه فتميت ذهنه وألا يمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه ويقومه ما استطاع بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليه بالشدة والغلظة "([127])
" وإذا رأى المربى أن الولد بعد إنزال العقوبة قد انصلح أمره واستقام خلقه فعليه أن ينبسط له ويتلطف معه ويبش في وجهه ويشعره أنه ما قصد من العقوبة إلا خيره وسعادته وصلاح أمره في دنياه و آخرته و الولد حين يستشعر أن المربى بعد إجراء العقوبة يحن إليه ويعطف عليه وينبسط له ويتلطف معه و أنه ما أراد من ذلك إلا تربيته و إصلاحه ...فلا يمكن بحال أن تصيبه العقد النفسية أو أن ينحرف خلقيًا أو أن يتخبط في ردود الفعل أو أن يسبح في خضم من مركبات النقص بل يقدر لهذه المعاملة الرحيمة قدرها ويؤديها حقها ويسير في مواكب المتقين الأبرار"([128])
* موقف علم النفس التربوي للطفل من مسالة الثواب و العقاب
من المبادئ التي يعتمد عليها نجاح الثواب و العقاب في تربية الطفل وعي المربي بأن الثواب الحقيقي هو ما يشبع حاجة فالطعام مثلاً ليس مكافأة للشخص الشبعان و بالمثل ما نعده عقابًا قد لا يعده الطفل كذلك بل قد يكون مصدر سرور أو فخر للطفل الذي يتلقاه حين يعد تحمله علامة على القوة ومن ناحية أخرى فإن بعض الأطفال يتوهمون العقاب بينما لم يقصد أحد بالفعل إليه. أما الثواب ( ومنه المكافآت) فإنه يشتق قيمته من دوافع اجتماعية متعلمة و مكتسبة مثل الحاجة إلى التقدير أو الاعتراف أو المعرفة أو الإنجاز و رؤية الأطفال ما يصل إليه الآخرون من مكانة نتيجة إحرازهم هذه القيم الايجابية ([129]) كما أنه لا بد من الارتباط بين الثواب و العقاب والاستجابة في فترة زمنية واحدة حتى تنتج الأثر المطلوب ([130])
* هنا يجب أن نشير إلى بعض المبادئ الهامة عند استخدام العقاب
وهي كما أشار إليها العلماء المتخصصون:
1- لا يكون للعقاب قيمة إلاّ إذا أدى مباشرة إلى تغير الاستجابة فالميزة الكبرى للعقاب أن يجبر الطفل على التوقف و الانسحاب مما يفعله إلى محاولة شيء جديد مرغوب فيه ويثاب عليه بعد ذلك ومجرد العقاب الذي لا يؤدي إلى هذا التحول محدود القيمة أو معدومها .
2- لا أحد يمكن أن يدافع عن استخدام العقوبات البدنية أو المعنوية عندما يخطئ الطفل في التعلم وإنما تستخدم في مقامها عندما يظهر التلميذ سلوك اللامبالاة أو الكسل المقصود أو الإهمال أو خرق السلوك الديني والأخلاقي.
3- وهناك العقاب المعلوماتي الإخباري و الذي يعد مكونا رئيسيا من مكونات التقويم التربوي مثل أن ينتقد الوالد أو المعلم أداء الطفل أو يسجل فشله في التعلم فهذا إخبار للطفل بإجاباته الخاطئة ليهيئ الفرصة للتعلم إذا فهم التلميذ أخطاءه وصححها و العقاب الإخباري قد يعيد توجيه السلوك بحيث يمكن إثابة السلوك الجيد وهذا أفضل صور العقاب لأنه يحدد للطفل ما هو مسموح به وما هو غير مسموح .
4- قد يكون الطفل في حاجة إلى العقاب ليتحقق من المدى و الحدود المسموح به من السلوك من غير المسموح به و إذا حدث ذلك فمن المستحسن أن نلجأ إلى النظام الحازم وليس القاسي و أن ننفذه في الحال وبدون انفعال .
5- يجب الحذر من المبالغة في استخدام العقاب أو استخدامه كاستراتيجية مستمرة في تربية الطفل فقد يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى القلق عند الطفل وتكوين مفهوم سلبي للذات وتكون أخطاره أشد ضررًا من الفشل في التعلم وقد يؤدي إلى انفصال الذات عن موضوع التعلم أو إزاء ميدان معرفي كامل ( كالرياضيات أو اللغات ) والحل ليس بتحريم استخدام العقاب في التربية وإنما استخدامه في حدود المعقول في اعتدال و توازن مع الدوافع الإيجابية وصور التعزيز الإيجابي لجعل التعلم أكثر نجاحًا بالنسبة إلى معظم الأطفال ([131])
وبصفة عامة فإن العقاب من فوائده أن يساعد على تحديد المشكلة فيتعلم الطفل أي الاستجابات يؤدي إلى العقاب فيتجنبه كما يؤدي العقاب على المدى الطويل إلى إضعاف الدافع الذي يؤدي إلى السلوك السيئ أما معاقبة الطفل بأعمال لا نرضاها يسمى في هذه الحالة المعزز المنفر وهو أكثر تحققًا كما دلت البحوث التجريبية في تعلم مواد الحفظ الصم كما يؤدي العقاب بالطفل إلى أن يكون مدفوعًا لتجنب الفشل في التعلم اللاحق وذلك بتركيزه الانتباه وبذل مقدار أكبر من الجهد و المثابرة إلاّ أنه حين يفشل التعزيز المنفر في تجنب الفشل ويستمر العقاب فإن الآثار السلبية للعقاب تظهر كما سبق الإشارة إليها ([132])
* نظام التعليم في عصر الحضارة الإسلامية ودوره في ترسيخ الشخصية الاستقلالية
- طريقة تحضير الدرس
حيث إن طرق التدريس في المساجد و المعاهد ودور العلم كانت ترمي إلى تعويد الطلبة الاعتماد على أنفسهم في التعلم فالمدرس أو المحاضر يعين لطلبته بعد الانتهاء من درسه كل يوم تعيينا خاصًا من الكتاب الذي يدرسونه لقراءة التعيين قبل الدرس و إعداده والاجتهاد في فهمه ( وهو ما يسمى حاليًا بالتحضير للدرس المقبل) فإذا ذهب الطلاب إلى الدرس أصغوا إلى أستاذهم فيساعد من يحتاج إلى مساعده ويجيب عما يسألونه من أسئلة ويناقشهم فيما يحتاج إلى مناقشة فكانت تترك للطلبة الحرية المطلقة في الأسئلة و المناقشة وبهذه الطريقة يعتاد الطلبة الاعتماد على النفس في القراءة و الفهم و البحث ويربون تربية استقلالية وطريقة التعيين تسمى في التربية الحديثة طريقة دلتون وهي لا تختلف عن الطريقة الأزهرية قديمًا في التربية و التعليم ([133])
* حرية اختيار الطالب أستاذه الذي يتلقى عنه العلم ومواد دراسته
فقد روعي في التربية الإسلامية منذ قرون مضت مراعاة قوة كل فرد ومستواه فيما يدرسه من المواد فكان لا يفرض عليه أستاذ معين كما يختار المواد التي يدرسها وكان المدرس على صلة روحية كبيرة بتلاميذه يعرف قواهم وميولهم ورغباتهم ويراعيها في تدريسه ولم يقتصر طلاب العلم على التحصيل من الكتب وحدها فكان أساتذتهم يشجعونهم على الرحيل في سبيل طلب العلم ولذا كانوا يجدون لذة في التعلم ويعطون الحرية في العمل بأنفسهم فيتعودون على الجد و المثابرة على العمل والاعتماد على النفس و التغلب على الصعوبات التي تعترضهم و يمرنون على إتقان العمل وإجادته ويعتادون الصفات الضرورية للنجاح في الحياة العملية وهذه كلها مبادئ مثالية في التربية الحديثة ([134])
* حرية المتعلم في اختيار مهنته الملائمة لميوله واستعدادته
كانت التربية الإسلامية تراعي ميول المتعلم و استعدادته الفطرية وقدراته الطبيعية عند إرشاده إلى المهنة التي يختارها في مستقبل حياته فإن المتعلم لا يستطيع أن ينبغ في كل مادة يدرسها ولكن يتفوق في المواد التي يحبها ولهذا كان المتعلم يوجه بطريقة مناسبة فالأذكياء كان يُعني بهم كل العناية وغير الأذكياء يوجهون إلى الناحية العملية بعد الإلمام بالضروري من الدراسة الدينية ولهذا كان ابن سينا ينصح المربين أن يزنوا طبع وميول وذكاء المتعلم حتى يختار له صنعة تلائمه ويشجع ويعطي الفرصة في كل مجال يهواه وهذا ما تنادي به اليوم التربية الحديثة وفي هذا يقول ابن سينا : " ليس كل صنعة يروقها الصبي ممكنة له مواتية ولكن ما شاكل طبعه وناسبه ولذلك ينبغي لمدبر الصبي إذا رام اختيار صناعة أن يزن أولاً طبع الصبي ويسبر قريحته ويخبر ذكاءه فيختار له الصناعات بحسب ذلك ([135])
* العناية بالخطابة و المناظرة
فالتربية الإسلامية كانت تُعني بتعويد اللسان حسن التعبير مع دقة التفكير والارتجال في الخطابة والإقناع في المناظرة و المناقشة و المجادلة وهي الآن من الضروريات للنجاح في حياة المعلمين و المحامين و السياسيين فكما ننتظر من المربين أن يربوا الطلاب ليفكروا بعقولهم ويشعروا بقلوبهم و ينفذوا بإرادتهم ننتظر منهم عنايتهم بالخطابة و المناظرة وإجادة التعبير بالقلم و اللسان ولا يستطيع أحد أن ينكر أثر المناظرات والمناقشات في المنتديات و المجتمعات الإسلامية في النهضة العلمية والأدبية .
ولا شك أن العناية بهذا الأمر كان يمنح المرء ثقة بالنفس في التعامل مع أفراد المجتمع وما يعترضه من مشكلات تتطلب مهارات عقلية في حلها. ([136])
المراجع :
([96]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 3 ، 4
([97]) إحياء علوم الدين: للغزالي ج3/ ص 63
([98]) الإنسان وصحته النفسية: د. سيد صبحي ص 372 نقلا عن تحفة الودود بأحكام المولود ص 182
([99]) رسالة في رياضة الصبيان وتعليمهم وتأديبهم: لشمس الدين الإنبابي مخطوط 432 المكتبة العامة بالقاهرة .
([100]) الأذكياء : ص 153
([101]) المرجع السابق، ص 152
([102]) رواه ابن ماجة و الديلمي في الفردوس ، أخلاقنا الاجتماعية ص 120
([103]) علم النفس في التراث الإسلامي، ج3/ ص 46
([104]) التربية في الإسلام: أحمد فؤاد الأهواني ص152
([105]) مقدمة ابن خلدون، ص 399
([106]) التربية في الإسلام، ص 153 ، 154
([107]) المرجع السابق، ص 152 ، 153
([108]) إحياء علوم الدين، ج3 / ص 63 ( بيان الطريق في رياضة الصبيان في أول نشوئهم
([109]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 160
([110]) يرجع إلى مقدمة ابن خلدون، ص 494 ، 495
([111]) الصحة النفسية للطفل: د. حاتم محمد ص 88
([112]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 159 - 160
([113]) الأذكياء ، ص 151
([114]) أصول التربية الإسلامية: د. سعيد إسماعيل القاضي ص 187 – 189 عالم الكتب
([115]) التربية الإسلامية رسالة ومسيرة: د.عبد الرحمن النقيب ص 19 نقلاً عن ابن سحنون:آداب المعلمين ص 116، 117
([116]) علم النفس في التراث الإسلامي، ج1 / ص 435 وما بعدها نقلاً عن الرسالة المفصلة لأحوال المعلمين و أحكام المعلمين و المتعلمين للقابسي ت 403 هـ / ص 313 – 314 دار المعارف
([117]) المرجع السابق، ص 336 نقلاً عن سياسة الصبيان وتدبيرهم للقيراوني ص 113 – 116 تحقيق محمد الحبيب .
([118]) التربية في الإسلام : أحمد فؤاد الأهواني ص 356
([119]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 298
([120]) التربية الإسلامية وفلاسفتها ، ص 299 - 300
([121]) صور من حياة التابعين،ص 121، 122نقلا عن صفة الصفوة لابن الجوزي 3 / 38،حلية الأولياء 4 / 256 258
([122]) الحكم و الأمثال: للعسكري ص 71 باب التأديب و التعليم و التثقيف و الضرب
* الفضيل بن عياض شيخ الحرم المكي من أكابر العباد الصلحاء كان ثقة في الحديث أخذ عنه كثيرون منهم الإمام الشافعي .
([123]) الصحة النفسية للطفل، ص 88- 90
([124]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 233
([125]) السياسة لابن سينا، كتاب " التراث التربوي في خمس مخطوطات " هشام نشابة ص 40
([126]) المرجع السابق، ص 232
([127]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 158 نقلا عن مقدمة ابن خلدون ص494- 495
([128]) تربية الأولاد في الإسلام، د. عبد الله ناصح علوان ص 570
([129]) علم النفس التربوي: د. فؤاد أبو حطب ، د. آمال صادق ص 374 مكتبة الأنجلو المصرية .
([130]) المرجع السابق، ص 375
([131]) علم النفس التربوي، ص 371 - 372
([132])علم النفس التربوي ، ص 372 ، 373
([133]) التربية الإسلامية وفلاسفتها، ص 33 ، 34
([134]) المرجع السابق، ص 34 ، 35
([135]) التربية الإسلامية وفلاسفتها ص 35 - 36
([136]) التربية الإسلامية، ص 37 ، 38