المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور محمد رواس .. العالم الموسوعي


المراقب العام
24-02-2019, 06:22 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





الدكتور محمد رواس قلعه جي عالم موسوعي وأستاذ جامعيّ وباحث أكاديميّ، من حلب الشهباء، درس بها في المدرسة "الخسروية" ثم تخرج من كلية الشريعة بدمشق ثم واصل دراسته العليا بجامعة الأزهر فنال الماجستير والدكتوراة.

http://articles.islamweb.net/PicStore/Random/1550737652_225244.jpg



درّس في حلب والرياض والظهران والكويت، في المدارس والمعاهد والجامعات، عين خبيرا بإدارة البحوث والموسوعات بالموسوعة الفقهية الكويتية، كما أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه.
كان رحمه الله مثالاً حياً على استثمار الوقت، أجاد إدارة وقته وفكره وقلمه، وسخره لخدمة رسالة العلم والدعوة وتجلى ذلك في عطائه العلمي الغزير.
أصدر عشرات الموسوعات الفريدة في سلسلة جمع فيها فقه السلف من كبار الصحابة وفقهاء التابعين وقدمها بطريقة معجمية ميسرة للباحثين والقراء، كما أصدر عشرات المؤلفات والتحقيقات القيمة في مجالات متعددة.


اسمه ونشأته
اسمه: محمد بن محمد رواس قلعه جي أبو المنتصر
ولد عام 1934م في حلب بسورية، نشأ في بيت علم وأدب، وتعلم العلوم الأولية فيها حتى تخرج من الخسروية (الثانوية الشرعية) ، وتتلمذ على مؤرخ حلب العلامة محمد راغب الطباخ، أيام دراسته في الثانوية الشرعية يقول عن علاقته بشيخه: "أحببت الشيخ حبًّا جمًّا، وأحبني وكان يدرسنا الحديث والتاريخ وأجازني في الحديث، وكنت أتردد عليه، و هو أحد شيوخي الذين أفتخر بهم، كنت أتحرى مجلسه على كرسيه الكبير بجانب مئذنة المدرسة الخسروية، له أفكار تجديدية، وهو إنسان سبق عصره"
وتتلمذ كذلك في حلب على الشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد السلقيني.
ثم ذهب إلى دمشق للدراسة بكلية الشريعة، و من أساتذته هناك العلامة المغربي محمد المنتصر الكتاني وكان يقول عنه: "إن الشيخ الكتاني رحمه الله تبناني علميًّا" وقد تأثر به كثيرًا، وحبب إليه فقه الإمام ابن حزم، وبدأ معه في كتابه "موسوعة فقه السلف"، وقد جعل اسم ولده الأكبر محمد المنتصر مطابقا لاسم شيخه محمد المنتصر الكتاني، ومن شيوخه أيضًا في جامعة دمشق الدكتور يوسف العش، وهو الذي علمه طريقة البحث، وجمع المعلومات على طريقة البطاقات وغيرها من الطرق التي اختصرت له كثيرا من الوقت و الجهد في تأليف كتبه الكثيرة في موسوعات فقه السلف.
وحصل على الإجازة في الشريعة من جامعة دمشق عام 1958م.
ثم بعد فترة انتقل إلى القاهرة للدراسة في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وحصل على الماجستير في الفقه المقارن من الأزهر عام 1971م، والدكتوراه من كلية الشريعة بالأزهر عام 1975م، عن رسالته "موسوعة فقه إبراهيم النخعي" بدرجة امتياز.

حياته العملية:
- عمل مدرساً لمادة الدين في ثانويات حلب بين أعوام 1959 - 1971م.
- تولى التفتيش في مديرية أوقاف حلب والخطابة في مساجدها.
- عمل مساعداً علمياً في الموسوعة الفقهية الكويتية من 1967 - 1968م، ثم عمل باحثاً فيها من 1978 - 1981 م.
- عمل مدرساً برتبة أستاذ مشارك في جامعة الملك فهد بالظهران - المملكة العربية السعودية 1981 - 1985م.
- عمل مدرساً برتبة أستاذ مشارك 1985 م وبرتبة أستاذ عام 1995 م حتى عام 1998 م في جامعة الملك سعود بالرياض.
- عمل مدرساً برتبة أستاذ في جامعة الكويت - كلية الشريعة من عام 1998 م واستمر حتى وصل عمره 70 سنة.
- عاد خبيرًا بالموسوعة الفقهية الكويتية، وأشرف على موسوعة فقه المعاملات المالية المعاصرة، بعد أن انتهت الموسوعة الفقهية الكويتية.

سلسلة موسوعات فقه السلف
بدأت الفكرة عند الدكتور محمد رواس قلعجي مع أستاذه في كلية الشريعة محمد المنتصر الكتاني الذي كان يُعِدُّ معجم الفقه الظاهري، وكان ملازماً له كواحد من أولاده ومعه تدرب على عمل المعاجم الفقهية التي تُعدُّ أساساً في العمل الموسوعي، وأثناء عملهما معاً ولدت فكرة عمل موسوعة فقه السلف، وشرعا فعلا في استخراج فقه السلف من كتاب المحلى لابن حزم، ثم لم يكتب لهما الاستمرار، فقد تلقى الشيخ الكتاني دعوة من الملك فيصل رحمه الله ليصير مستشاراً له.
وقد ظل الدكتور محمد رواس يجمع فقه السلف في بطاقات، ما يقرب من عشرة أعوام، يجمع في صمت، الكتاب لا يغادر حجره والقلم لا يفارق يده، وبعد أن اطمأن على مشروع حياته، انتسب إلى جامعة الأزهر وقدم الماجستير، ثم تبعه بالدكتوراه حول شخصية إبراهيم النخعي، مستخدماً في بحثه ذاك المادة العلمية التي جمعها لمشروعه فقه السلف.
فكانت أول موسوعة كتبها في سلسلة” فقه السلف “، هي موسوعة فقه الإمام النخعي” عميد مدرسة الرأي العراقية، وقد نال بها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1975م.
وتتالى بعد ذلك إصدار الموسوعات واحدة إثر أخرى، ولم يتوقف رحمه الله عن العمل في فقه السلف حتى أواخر حياته، فكان منها:
أولاً: فقه الخلفاء الراشدين الأربعة:
(1) موسوعة فقه أبي بكر الصديق، في 242 صفحة، طبع دار الفكر في دمشق، ثم دار النفائس في بيروت. وترجمت إلى اللغة الأوردية.
(2) موسوعة فقه عمر بن الخطاب، في 690 صفحة، طبع مكتبة الفلاح، ثم دار النفائس، وترجمت إلى اللغة الأردية.
(3) موسوعة فقه عثمان بن عفان ، في 360 صفحة ، حكمتها وطبعتها جامعة أم القرى، ثم دار النفائس، وترجمت إلى اللغة الأردية.
(4) موسوعة فقه علي بن أبي طالب، في 636 صفحة ، طبع دار الفكر بدمشق، ثم دار النفائس . وترجمت إلى اللغة الأردية .
ثانياً: فقه المكثرين في الفتوى من الصحابة:
(5) موسوعة فقه عبد الله بن عباس، في 719 صفحة، حكَّمتها وطبعتها جامعة أم القرى، ثم دار النفائس.
(6) موسوعة فقه عبد الله بن مسعود، في 620 صفحة، حكَّمَتها وطبعتها جامعة أم القرى، ثم دار النفائس، وترجمت إلى اللغة الأردية.
(7) موسوعة فقه عبد الله بن عمر، في 890 صفحة، حكَّمها المجلس العلمي لجامعة الملك سعود، وطبعتها دار النفائس .
(8) موسوعة فقه زيد بن ثابت، في 190 صفحة، طبع دار النفائس.
(9) موسوعة فقه أبي هريرة، في 259 صفحة، طبع دار النفائس.
ثالثاً: فقه الكبار من أئمة الأمصار:
(10) موسوعة فقه إبراهيم النخعي، في 1020 صفحة، حكَّمتها وطبعتها جامعة أم القرى، ثم دار النفائس.
(11) موسوعة فقه الحسن البصري، في 950 صفحة، طبع دار النفائس.
(12) موسوعة مكحول الدمشقي، وتقع في 195 صفحة – طبع دار النفائس.
(13) موسوعة فقه ابن جرير الطبري في 190 صفحة، طبع دار النفائس.
(14) موسوعة فقه سفيان الثوري، في 840 صفحة، طبع دار النفائس .
(15) موسوعة فقه عمر بن عبد العزيز، في 650 صفحة، حكَّمها وطبعها مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت.
(16) موسوعة فقه الليث بن سعد، في 575 صفحة، حكَّمها وطبعها مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت.
(17) موسوعة فقه عبد الرحمن الأوزاعي، في 590 صفحة، حكَّمها وطبعها مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت.
(18) موسوعة فقه طاووس بن كيسان(مطبوع مع موسوعة فقه عثمان بن عفان).
(19) موسوعة فقه إسحاق بن راهويه، وتقع في 811صفحة، طبع دار النفائس.
(20) موسوعة فقه حماد بن أبي سليمان، في 274 صفحة، طبع دار النفائس.
ومما صدر له في هذه السلسلة
(21) موسوعة فقه ابن تيمية، مجلدان في 1368 صفحة، طبع دار النفائس.
والجدير بالذكر أن هذه الموسوعات ليست كتباً للفتوى، ولكنها زاد للباحثين، ينهلون منها لإتمام أبحاثهم الفقهية، وهي أساس في دراسة تطور الفكر الفقهي عند المسلمين

مؤلفاته وتحقيقاته:
قدم الدكتور محمد رواس للمكتبة العربية أكثر من ثمانين عنوانا تأليفا وتحقيقا في شتى المجالات وأشرف على عشرات الأبحاث والرسائل، هذا وقد أسهم في التأليف لمقررات الفقه والعقيدة في الثانويات الشرعية في سورية أوائل السبعينيات قبل حصوله على الدكتوراه، ومن مؤلفاته الكثيرة نذكر ما يلي:
1- سلسلة موسوعات فقه السلف التي سبق ذكرها (أكثر من 20 كتابا).
2- الموسوعة الفقهية الميسرة في مجلدين.
3- المعاملات المالية المعاصرة في ضوء الفقه والشريعة.
4- معجم لغة الفقهاء عربي إنجليزي فرنسي (بالاشتراك مع حامد صادق قنيبي).
5- دراسة تحليلية لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته الشريفة.
6- قراءة سياسية للسيرة النبوية.
7- فقه العبادات على المذاهب الأربعة.
8- ملامح السلوك القيادي عند عمر بن الخطاب
9- ملامح الشخصية القيادية عند عمر بن عبد العزيز.
10- طرق البحث في الدراسات الإسلامية.
11- مباحث في الاقتصاد الإسلامي من أصوله الفقهية.
12- لغة القرآن لغة العرب المختارة.
13- فقه المرأة بين فقهاء الرجال وفقيهات النساء.
14- تسهيل المواريث.
15- فقه المعاملات (المشجر).
وفي مجال التحقيق:
- دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني (تحقيق بالاشتراك مع الأستاذ عبد البر عباس)
- المنتخب في علاج أمراض العين لعمار الموصلي حققه بالاشتراك مع ابن خاله الطبيب ظافر الوفائي
- المهذب في الكحل المجرب لابن النفيس(تحقيق بالاشتراك مع ابن خاله الطبيب ظافر الوفائي) طبع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - المغرب
وغير ذلك من المؤلفات و التحقيقات بالإضافة إلى عشرات المقالات والبحوث في عدد من المجلات والدوريات.


وفاته
توفي الدكتور محمد رواس قلعه جي رحمه الله فجرَ يوم الأربعاء 23 جمادى الآخرة 1435 هـ، الموافق 23 إبريل 2014 م في السعودية، عن عمر يناهز 80 عامًا، قضاها في رياض العلم والتعليم والتأليف والتحقيق، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وأثابه خيرا على ما قدم.


اسلام ويب