المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجود التلاوة........................


نبيل القيسي
13-03-2019, 02:33 PM
سجود التلاوة سنّة مؤكّدة عن الرّسول عليه السّلام، وهي السجود عن قرآءة الآيات التي تُبيّن مواضع السجود وهي خمس عشرة آية. ولسجود التلاوة صفة تختلف عن السجود العادي في الصّلاة العادية.[١] إذا مرّ المسلم بموضع السجدة خارج الصلاة فله أن يسجد حتى إن لم يكن على طهارة، إذ لا يُشترط لها طهارة، ومن الأفضل أن يُكبّر المسلم تكبيرة في أولها فقط، ثم يسجد كما في الصّلاة العادية، دون تسليم في آخرها.[٢] دعاء سجود التلاوة لا يوجد دعاء ثابت عن الرّسول عليه السّلام في سجود التلاوة غيؤ ما ورد في الحديث الشّريف: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ)،[٣] إلا أنّ آراء العلماء تعدّدت، فقال النّووي رحمه الله: (ويستحب أن يقول في سجوده: "سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، ‏وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته". وأن يقول: "اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي ‏عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام"، ولو ‏قال ما يقول في سجود صلاته جاز، ثم يرفع رأسه مُكبّراً كما يرفع من سجود الصلاة).[٤]. فضل سجود التلاوة كما ورد في السنة النبوية ممّا ورد في السنة النبوية الشّريفة عن الرّسول عليه السّلام في فضل سجود التلاوة الحديث الآتي: (إذا قرأ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي، يقول: يا وَيْلَهْ، (وفي رواية أبي كريب: يا وَيْلي). أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجود فسجد فله الجنَّةُ، وأُمِرتُ بالسجود فأَبَيْتُ فلي النارُ. (وفي رواية: فعَصَيتُ فلي النَّارُ) ).[٥] حكم سجود التلاوة كما ورد في السنة النبوية ذهب جمهور العلماء إلى أن سجود التلاوة سنة غير واجبة للقارئ والمستمع، وهو لما ورد في الحديثين الشّريفين الآتيين عن الرّسول عليه السّلام: (حضَرَ ربيعةُ مِن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه: قرأَ يومَ الجمعةِ على المنبرِ بسورةِ النحلِ، حتى إذا جاءَ السجدة نزل فسَجَدَ، وسَجَدَ الناسُ، حتى إذا كانت الجمعةُ القابلةُ، قرأَ بها، حتى إذا جاءَ السجدةُ، قال: يا أيُّها الناسُ، إنا نَمُرُّ بالسجودِ، فمَن سَجَدَ فقد أصابَ، ومَن لم يَسْجُدْ فلا إثمَ عليه. ولم يَسْجُدْ عمرُ رضي اللهُ عنه. وزادَ نافعٌ، عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: إن اللهَ لم يَفْرِضْ السجودَ إلا أن نشاءَ).[٦] (أنه سألَ زيدَ بنَ ثابتٍ رضي الله عنه، فزَعَمَ أنه قرأَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: والنجم. فلم يَسْجُدْ فيها).[٧] مواضع السجود في القرآن الكريم يوجد في القران الكريم خمسة عشر موضع لها، موزّعة بين السّور: سجدة في سورة الأعراف، وسجدة في سورة والرعد، وسجدة في سورة النحل، وسجدة في سورة الإسراء، وسجدة في سورة مريم، وسجدتان في سورة الحج، وسجدة في سورة الفرقان، وسجدة في سورة النمل، وسجدة في سورة السجدة، وسجدة في سورة ص، وسجدة في سورة فُصِّلت، وسجدة في سورة النّجم، وسجدة في سورة الانشقاق، وسجدة في سورة العلق. وقد اتّفق العلماء على السّجود في جميع المواضع إلا في السّجدة الثانية في سورة الحج،[١] ومواضع السّجود في القرآن الكريم كالآتي: (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ).[٨] (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ).[٩] (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[١٠] (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا).[١١] (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).[١٢] (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[١٣] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١٤] (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).[١٥] (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).[١٦] (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[١٧] (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ).[١٨] (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).[١٩] (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا).[٢٠] (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ).[٢١] (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).[٢٢] سجود التلاوة للحائض يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الباب ما يأتي: (ولما كان المحدث له أن يقرأ فله أن يسجد بطريق الأولى فإن القراءة أعظم من مجرد سجود التلاوة).[٢٣] ويقول أيضاً: (وسجود القرآن لا يشرع فيه تحريم ولا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه عامة السلف، وهو المنصوص عن الأئمة المشهورين. وعلى هذا فليست صلاة، فلا تشرط لها شروط الصلاة، بل تجوز على غير طهارة، كما كان ابن عمر يسجد على غير طهارة، لكن هي بشروط الصلاة أفضل، ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر، فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به، لكن قد يقال: إنه لا يجب في هذه الحال، كما لا يجب على السامع ولا على من لم يسجد قارئه، وإن كان ذلك السجود جائز عند جمهور العلماء).[٢٣] وعليه، فلا حرج على الحائض أن تسجد سجود التلاوة إن قرأت القرآن الكريم أو سمعته، فالطهارة ليست شرطاً من شروط هذه السجود، وإن كان هذا السجود غير واجب على الحائض أو غيرها. المراجع ^ أ ب خالد بن سعود البليهد، "أحكام سجود التلاوة"، صيد الفوائد. بتصرّف. ↑ "كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة"، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز رحمه الله. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3425. ↑ النووي (2002)، روضة الطالبين (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار ابن حزم، صفحة 322. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 81. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ربيعة بن عبدالله بن الهدير، الصفحة أو الرقم: 1077. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 1072. ↑ سورة الأعراف، آية: 206. ↑ سورة الرعد، آية: 15. ↑ سورة النحل، آية: 49. ↑ سورة الإسراء، آية: 107. ↑ سورة مريم، آية: 58. ↑ سورة الحج، آية: 18. ↑ سورة الحج، آية: 77. ↑ سورة الفرقان، آية: 60. ↑ سورة النمل، آية: 25. ↑ سورة السجدة، آية: 15. ↑ سورة ص، آية: 24. ↑ سورة فُصّلت، آية: 37. ↑ سورة النجم، آية: 62. ↑ سورة الانشقاق، آية: 21. ↑ سورة العلق، آية: 19. ^ أ ب شيخ الإسلام ابن تيمية (2005)، مجموعة الفتاوى ، الناصرية: دار الوفاء للطباعة والنشر، صفحة 167، جزء الواحد والعشرون.