المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في اليوم العالمي للمرأة: كيف يَكُنَ هُنَ المُجتمع؟


karim1999
14-07-2019, 06:51 PM
إذا حاولنا تعريف «المرأة» لن تسعنا الحروف ولا الكلمات؛ لمحاولة فهم، أو حتى الاقتراب من معرفة كينونتها، فهي كما يُقالُ عنها نصف المجتمع، نستطيع نحنُ أن نقول بأنها هي المجتمع كله؛ فهي تَلِد وتُرَبي النصف الأخر. «المرأة» هي: الطفلة، والبنت، والفتاة، والصبية، والزوجة، والأم، والعجوز، تختلف مسمياتها طبقًا للمرحلة العمرية، لكن المشترك بينهما أنها هي الكائن الأنثوي اللطيف الذي يجعل للحياة معنى، ويُقدم عطاءً لا محدودًا بلا أي مقابل، خلق الله «حواء» لتكون شريكة «آدم» في الحياة، تؤنس وحدته، وتُذهِب همه؛ لذلك إذا أردنا مدح «المرأة» ووصف قيمتها في العيون، بأبيات من الشعر الحر، لن نجد سوى «تميم البرغوثي» وهو يقول:
يا كَحِيلات العيون بلا كُحلِ، يا طيبات القلوب
أيتها الأمهات العذارى، يا صبايانا،
لو كنتن تدرين كم قوة تبثها فينا ابتسامتكن،
وقولكن لنا: «تهون يا ابن عم»،
لو تدرين كم عدوًا تهزمن حين تفتحن لنا ملاجئ بين كفوفكن
وكم جريحا تشفين...وأنتن كالنوارس تبشرننا بالأرض،
والبحر يرمينا يمينًا وشمالًا

• دور المرأة في المجتمع:
o لا أحد يُمكنه إنكار ما للمرأة من دور عظيم وفعال في بناء المجتمع، مهما اختلف دورها في الأسرة سواء كانت: أم، أخت، ابنة، زوجة، فهي استطاعت أن تُرَسخ نفسها بقوة في عالم الرجال، لنتعرف معًا على هيئات المرأة المختلفة في الأسرة:
o الأم الحنون:
الأم هي عمود الأسرة وأساسها، بدونها لا يوجد لا بيت ولا أسرة، تربط الأبناء وتجمع بين قلوبهم، تُعلمهم الحب والأخلاق والتعاون، والقيم السليمة للتعامل مع من حولهم ومع المجتمع ذاته، لذلك لا ينبغي أن تُصيبنا الدهشة؛ لوجود يوم عالمي للاحتفال بالأم.
o الأخت العطوف:
الأخت هي السند والقوة والأمان، مصدر العطف والحنان الثاني في الأسرة، مهما كثُرت المشاكل والخلافات، لا يستطيع أي شخص الاستغناء عنها؛ تقوم بدورها كأخت، وكأم عند لزوم الأمر.
o الابنة البارة:
وجود الابنة في حياة الأبوين، سبب السعادة والفرح؛ فهي تخلق جو من البهجة والسرور في المنزل، تربط بين قلوب إخوتها بحنانها عليهم، تبِرُ بأبيها وأمها، وليست عار يجب إخفاؤه كما في الجاهلية، يقول عز وجل: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ»
o الزوجة :
دور المرأة كزوجة، هو مسؤولية كبيرة؛ فهي ترعى المنزل، والأبناء وتسهر على راحتهم، والعمل على تثقيفهم وتعليمهم، والتضحية من أجلهم.
• المرأة مثال حي للنجاح:
o الواقع خير دليل على دور المرأة الفعال وتأثيرها على المجتمع في كافة مجالات الحياة: «الطب، العلوم، الصحافة، الأدب...إلخ»، كلما نظرت إلى أي تقدم قام به الرجل، لا بد وأن يكون للمرأة دور فيه حتى ولو كان صغيرًا، فكما يُقال: «وراء كل رجل عظيم، امرأة»؛ فنجد هنا أن بعض من النسوة قُمن بتغيير التاريخ بدءًا ذي بدئ «بحتشبسوت»، «كليوباترا»، «شجر الدر»، «سميرة موسى»، وغيرهم الكثيرات من نساء المجتمع المصري، كما أن هناك «ماري كوري» الحاصلة على جائزة نوبل مرتين، وتُعد أول امرأة حصلت على جائزة نوبل.
• نساء مؤثرات:
o «نجوى جويلي» فازت الفتاة المصرية نجوى جويلي، بأحد مقاعد البرلمان الإسباني عن حزب «نحن نستطيع»؛ لتصبح أصغر النائبات سنًا، إضافة إلى أنّّها ترّأست أولى جلسات البرلمان، بحسب صحيفة "Huff "post.
ولدت «جويلي» في مدريد عام 1991، درست علم النفس من جامعة الباسك، وحصلت على درجة الماجستير في علم النفس التعليمي، وهي مُتخصِصة بعلم نفس الأطفال، وتُعد واحدة من مؤسسي حزب «نحن نستطيع»، كما أنها عضو برئاسة مجلس الحزب عن مقاطعة الباسك، وتمكنت من الفوز بأكثر من 97 ألف صوت.

• «سمية ياقوت» الدكتورة «سمية ياقوت»، مبتكرة نظام سى بى إم للتنبؤ بأعطال الطائرات، وقطارات البضائع، وأستاذة في الهندسة الصناعية، جامعة «بوليتكنيك»، مونتريال، كندا، وشاركت في كتابة بحث بعنوان «تطوير وتطبيق الآليات الحديثة ‏بصيانة ورصف الطرق السريعة فى مصر»، وحصلت على لقب سيدة العام فى اليوم العالمى للمرأة من المكتب التعليمى والثقافى ‏المصرى بكندا عام 2015 م، وأفضل ورقة بحثية فى 2014م من المؤتمر السنوى معهد المهندسين الصناعيين.‏

• «سميرة موسى» أول عالمة ذرة مصرية ولُقِبَت باسم مس كوري الشرق، حصلت على شهادة الماجستير في موضوع «التواصل الحراري للغازات». سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية، وتأثيرها على المواد المُختلِفة، أنجزت الرسالة في سنة وخمسة أشهر، وقضت السنة الثانية في أبحاث مُتَصِلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة «لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك» تتمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل: النحاس. ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع. قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948م.
كانت تأمل أن تُسَخِر الذرة لخير الإنسان، وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل: الأسبرين». اغتيلت عام 1952م وآخر جملة قالتها قبل اغتيالها: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيثُ كانت تنوي إنشاء معمل خاص بها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

• أوهام تحرير المرأة:
o كَثُرت الدعوات التي تُنادي بتحرير المرأة، وإعطائها حقوق مماثلة للرجل، وأن يُصبح لها قيمة وأثر في المجتمع، لكن، لنقف للحظة! من قال بأن المرأة ليست حرة! من جَعَل حرية المرأة مُتوقفة على تساويها في الحقوق مع الرجل؟
o لنكن متفقين أن الدعوات في بداية الأمر كانت من أجل المرأة وإعطائها حقوق مساوية للرجل؟ لكن متى وصل الأمر إلى ارتباط حرية المرأة بالسفور والتبرج؟ أليس هذا غلو في طلب الحريات، وفهم خاطئ لمفهوم الحرية! المرأة لم ولن تكن مستعبدة، تحتاج أن يقوم شخصٌ آخر بالنضال من أجلها، أو الحفاظ على حقوقها، فمنذُ فجر التاريخ، والنضال كان مُصاحبًا للمرأة؛ فهي تُناضل كل يوم كأم، وأخت، وزوجة، وابنة.
• العنف ضد المرأة وأشكاله:
o تعيش المرأة تحديات كثيرة لكي تستمر في العيش وسط مجتمع اضطهدها كثيرًا، حتى ونحن في هذا العالم المتطور المليء بالتكنولوجيا لا تزال المرأة تُعاني من جلد المجتمع لها، فهي البنت المظلومة، وهي الأم المُتعبة، والزوجة المستعبدة، فهل سلمت واحدة من هؤلاء النسوة من تكالب المجتمع على استعباده بالعنف والقوة، أليست الكائن الضعيف الذي لا حول له ولا قوة.
o ألست أنت السند أيها الأب، أيها الابن، أيها الزوج، أيها الأخ، أم انقلب الميزان وأصبحت العائلة هي السفا الأول الذي يستبيح كرامتها، ويقتل فيها حُب الحياة، ويحرمها الفرحة، ماذا تكسب وأنت تضربها؟ ماذا ستجني وأنت تهينها بوحشية؟
• لماذا اليوم العالمي للمرأة؟
o تَقرر تحديد يوم كل عام للاحتفال بالمرأة، تقديرًا واحترامًا لدورها الفعال والمؤثر في تنمية المجتمع، وردًا لبعض خدماتها العظيمة، في المجالات: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية. جاء الاحتفال بهذه المناسبة بعد صراعات واحتجاجات قامت بها النساء في مختلف أنحاء العالم وخاصة أمريكا، حيث قامت بعض النساء بالاحتجاج على الظروف الاجتماعية لهم، وتوالت الاحتجاجات حتى تقرر إنشاء يوم عالمي للاحتفال بهم، لكن الأمم المتحدة لم تعترف بهذا اليوم حتى عام 1977 حينها أصدرت قرارًا يطلب من كل دول العالم اختيار يوم للاحتفال بالمرأة، فاتفقت غالبية الدول على الثامن من مارس كل عام للاحتفال بالمرأة.

سواء كنتِ ابنة، أخت، زوجة، أم، فدورك لا يزال بنفس أهمية الرجل إن لم يكن أفضل، كل المجالات تُفَتح أبوابها أمامك، الفرص كلها سانحة، فقط استغلي كل فرصة، كل لحظة حزن، بإمكانك تحويلها إلى لحظات من الأمل والسعادة، كُتِب عليكِ الكفاح الدائم منذُ الولادة وحتى الموت، إذن لماذا لا تجعلِ ذلك الكفاح والنضال من أجل نفسك أولًا قبل أي شيء أخر؟

Abdul-Muttalib
19-07-2019, 08:54 AM
شرح جميل ووافي استفدت منه كثيرا , شكرا جزيلا لمجهودك ....