المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام حذر من بذاءة اللسان


المراقب العام
18-08-2019, 05:40 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





الإسلام جوهر ومظهر، ولا بد للجوهر أن يدل عليه المظهر، وكل إناء بما فيه ينضح؛ فكيف يكون القلب عامرًا بالإيمان وفي الوقت ذاته هو فاحش بذيء ولعَّان؟! كيف يجتمع ذكر الله وتلاوة القرآن مع اللعن والسب واللمز والفحش في الأقوال؟ عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سِباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» متفق عليه. ويقول صلى الله عليه وسلم: «إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» رواه مسلم. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعّان، ولا باللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء» رواه الترمذي؛ فدل هذا الحديث على أن المؤمن المتصف بكمال الإيمان بعيد عن هذه الصفات المذكورة في الحديث من الطعن في الأعراض واللعن والفحش في القول وبذاءة اللسان؛ فقوة إيمانه تمنعه من هذه الأخلاق السيئة – وإن كان مازحًا - فكيف إذا كان سبَّا للدين أو تهاونًا بالحلف في الطلاق؟! إنها الحسرة والندامة، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد لَيتَكَلَّم بالكلمة ما يتبينُ فيها يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب) رواه البخاري ومسلم.


والمسلم بعيد عن اللغو والغيبة والنميمة، قال صلى الله عليه وسلم: « الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته» رواه مسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمَّام» رواه البخاري ومسلم. وهو لا يكذب أبدًا حتى لو كان على صبي صغير؛ فعن عبد الله بن عامر أنه قال: «دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما أردت أن تعطيه؟)، قالت: أعطيه تمرا! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطه شيئا كُتبت عليك كذبة) رواه أبو داود. فالمسلم لا ينطق إلا بالطيب من القول، يصطفي من الكلام أطيبه كما ينتقي أطيب الثمر، يختار من الألفاظ ما يدل على صلته بربه، يبحث بين كنوز الأحاديث على سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الأقوال فيتبعها؛ فإذا رأى ما يعجبه من أخيه بارك له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق». وإذا عطس حمد الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» متفق عليه.


الشروق