المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصلاة في الإسلام وأثرها في سلوك الفرد والمجتمع


المراقب العام
18-08-2019, 05:40 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





بينما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نائمًا إذ جاءه جبريل عليه السلام وأيقظه من نومه، وطلب منه أن يركب معه البراق، وهو دابة عظيمة لا تشبه حيوانات الدنيا، إذا سار يضع قدمه عند آخر مسافة يراها بعينيه كأنه البرق الخاطف، فركب النبي صلى الله عليه وسلم، وانطلق البراق يطوى الأرض، وما هي إلا لحظات .. حتى وصل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى بفلسطين، فدخله النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومعه جبريل عليه السلام فوجد الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .. فصلى بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثمّ بدأت رحلة المعراج العظيمة، من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا في صحبة ملك الوحي جبريل عليه السلام وفى هذه الرحلة المهيبة صعد النبي إلى سماء تلو الأخرى ، فشاهد عددًا من الأنبياء والرسل كآدم عليه السلام، وعيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا، ويوسف، وإدريس، وهارون، وموسى عليهم الصلاة والسلام، فرحبوا به أجمعين ودعوا له بالخير، ثم صعد صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة فالتقى بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رُفع صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى، وهى مكان ينتهي عنده علم كل نبيّ مرسل، وعلم كل ملك مقرب، وفى هذا المكان الجليل الذي لا يستطيع أحد من خلق الله أن يصفه؛ لحسنه وجماله، حيث توجد جنة المأوى.. وفى جنة المأوى رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ، ثم عُرج به صلى الله عليه وسلم إلي موقف يجل عن الوصف، ويعجز عن تصوره الخيال .. فأوحى الله إلى عبده ما أوحى، وقدم الخالق العظيم لنبيه الكريم هدية غالية، عظيمة القدر، رفيعة الشأن له ولأمته كلها إلى يوم الدين.. هدية تتيح لكل مسلم أن يتصل بخالقه العظيم .. يناجيه ويناديه ويدعوه .. ويشكو له همه وغمه في أي وقت من ليل أو نهار .. إنها الصلاة. لكنها لم تكن خمس صلوات كما نصليها اليوم ، بل كانت خمسين صلاة يجب على كل مسلم أن يؤديها كل يوم وليلة .. وعاد النبي صلى الله عليه وسلم حاملا معه تلك الهدية العظيمة فمر بنبي الله موسى عليه السلام فسأل نبينا قائلا: ما فرض الله لك على أمتك؟ فقاله النبي صلى الله عليه وسلم: خمسين صلاة، فقال موسى عليه السلام: إن أمتك لا تطيق ذلك وأخبر نبينا أن الله قد فرض على قومه من بني إسرائيل أقل من ذلك بكثير فما حافظوا على أدائه، ثم طلب منه أن يرجع إلى ربه ويسأله أن يخفف عن أمته مما فرضه عليهم تبارك وتعالى فعلا جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى به الجبار جل وعلا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا ربى خفف عن أمتي... فخفف الله خمس صلوات من الخمسين ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه السلام وقال له: لقد خفف الله عنى خمسًا، فقال له موسى: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف، فظل النبي صلى الله عليه وسلم يتردد بين رب العزة تبارك وتعالى وموسى عليه السلام حتى قال الله تعالى لنبيه الكريم: يا محمد، إنهنّ خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر (أي أجر عشر صلوات)، فذلك خمسون صلاة .. ثمّ زاده ربّه بمزيد من عطاياه ورحماته له ولأمته صلى الله عليه وسلم فقال الله مخبرًا نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: من هم بحسنة من أمتك فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرًا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا، فإن عملها كتبت سيئة واحدة. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه فرحًا سعيدًا حتى قابل نبي الله موسى عليه السلام فأخبره بما أنعم الله عليه وعلى أمته من الرحمات فقال له موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك أكثر من ذلك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد استحييت من ربى ، ولكنى أرضى وأسلم.


بقلم: الشيخ عبد الناصر الخنيسي