المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكون الأسرة سعيدة في ظل تعاليم الاسلام؟!


المراقب العام
20-08-2019, 05:22 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





تعتبر الأسرة في نظر الإسلام النواة الأولى للمجتمع الصالح فصلاح الفرد من صلاح الأسرة وصلاح المجتمع بأسره كذلك من صلاح الأسرة ولذا نجد أن الإسلام قد اهتم بشأن الأسرة وأسس تكوينها وأسباب دوام ترابطها لتبقى شامخة يسودها الوئام وترفرف عليها راية المحبة وتتلاقى فيها مشاعر المودة والرحمة .


إن المتمعن في أحكام الإسلام في تنظيم الأسرة يدرك أنه يسعى إلى أن يكون كل عضو من أعضاء الأسرة عامل خير وعطاء لنفسه ولأسرته ولمجتمعه سواء في اختيار الزوج للزوجة أو الزوجة للزوج وفق مواصفات معينة. كما أوجب الإسلام على الزوجين رعاية الأولاد رعاية كاملة تحميهم من التشرد والضياع وشدد على ضرورة رعايتهم وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي يرضاها الله تعالى ومنح الأبناء جملة من الحقوق ذلك أنّ الولد ليس ملكا لأبويه فلا يفعلان به ما يريدان ولا يتعسّفان كما يشتهيان رغم أنه ينسب إلى أبيه - ذكرا كان أو أنثى – مصداقا لقوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)(الأحزاب:5) وقوله جلّ وعلا في مريم: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)(التحريم:12).



إن من حقوق الأبناء على الآباء اختيار الأم الصالحة التي ستقوم بواجب التربية والرعاية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لجمالها وحسبها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)ومن هذه الحقوق أيضا : حق الحياة لأن الحياة محترمة في الإسلام فالله تعالى هو واهبها ومالكها وهو الذي يسلبها متى يشاء في الأجل الذي قدره ولكن بعض الآباء في الجاهلية كانوا يقتلون أبناءهم من الفقر ومن العار خاصة إذا كانت انثى(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَت بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) وقوله أيضا (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ) فهؤلاء في نظر الإسلام معتدون آثمون وقوله أيضا )وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئا كَبِيرا).



قال النبي ( كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت) رواه أحمد. وقال أيضا : (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيّع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) رواه النسائي. وثالث هذه الحقوق :تخير الاسم الصالح للمولود الجديد لا يعيّر به ولا يعقّده ولا يبعث به إلى العنف ولا إلى الميوعة والارتخاء والمهانة قال النبي ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ) كما قال عليه الصلاة والسلام ( حق الولد على والده أن يحسن اسمه ) ورابع هذه الحقوق : أن يحسن الآباء تربية أبنائهم وإعدادهم الإعداد الصالح وذلك بأن يغرسوا في نفوسهم روح التوحيد والتقوى ويربوهم على الأخلاق الحميدة وأن يدربوهم على الصلاة منذ الصغر مثلما أمر النبي حين قال ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع ) . كما أن الله تبارك وتعالى قد حرّم ظلم الابناء والتنكيل بهم وتمييز البعض عن الآخر في المعاملة فيخصص بعضهم بالمال والهبة ويحرم البعض الآخر وهذا من شأنه أن ينمي الحقد بينهم ويؤجج نار الحسد والبغضاء بين الإخوة وهو ما لا يريده الإسلام. إن أي تقصير أو إخفاق في قيام الأسرة بدورها التربوي أو أية نية في تقويض أركانها الأساسية ستكون له عواقب وخيمة على سلوك الأبناء والبنات ومن ثم على المجتمع في بنائه وفكره وأمنه استقراره.


الشيخ:أحمد الغربي