المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكارم الأخلاق من صفات الأنبياء والصالحين


المراقب العام
21-11-2019, 05:30 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



مكارم الأخلاق من صفات الأنبياء والصالحين

المراد بحُسْن الخُلُق في الاصطلاح الشرعي: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات.
وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفات جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب.

أدلة حُسْنُ الخُلُق من القرآن الكريم:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة القلم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
وقال تعالى في سورة آل عمران: ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ﴾. وهذه من صفات المتقين الذين أعد الله لهم الجنة.
وقال تعالى في سورة الشورى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾.
وقال تعالى في سورة آل عمران: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.
وقال تعالى في سورة الأعراف ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين ﴾.

أدلة حُسْنُ الخُلُق من السنة النبوية:
حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق" (رواه الترمذي والحاكم).

الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " (رواه أحمد).

وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" (رواه أحمد وأبو داود).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً " (رواه الطبراني).

وقال عليه الصلاة والسلام: "اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن" (رواه الترمذي).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.

والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته قال عليه الصلاة والسلام: "والكلمة الطيبة صدقة" (متفق عليه).
بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).

صفات حسن الخُلق:
أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى.كثير الصلاح، صدوق اللسان قليل الكلام.
كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول. براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً. لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً. بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

أدعية حُسن الخُلق:
لكي يصل الإنسان إلى هذه المرتبة الإيمانية لا بد من التضرع لله بالدعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى حسن الخلق، فروى أحمد في المسند من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي".

وفي دعاء الاستفتاح الطويل الذي أخرجه مسلم من حديث علي - رضي الله عنه - أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت".

وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ، وَسُوءِ الْأَخْلَاق".

إلى نحو هذا من الدعوات، فالزم هذه الدعوات ونحوها، وأكثر من الدعاء بأن يحسن الله خلقك ويرزقك الصبر على أولادك والحلم وكظم الغيظ.

وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله.

أما حسن الخلق مع الله:
فهو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر، وقال بلسانه وقلبه:
رضيت بالله رباّ، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي؛ رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عزّ وجلّ بصدر منشرح ونفس مطمئنة، فهذا حسن الخلق مع الله عزّ وجلّ.

أما حسن الخلق مع الخَلق:
فيحسن الخُلق معهم بما قاله بعض العلماء: كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه، وهذا حسن الخلق.
كف الأذى بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه، وبذل الندى يعني العطاء، يبذل العطاء من مال و علم وجاه وغير ذلك، وطلاقة الوجه بأن يلاقي الناس بوجه منطلق، ليس بعبوس، ولا مصعّرٍ خده، وهذا هو حسن الخلق.

فإن الأخلاق في دين الإسلام عظيم شأنها عالية مكانتها، ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي: الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله.

بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها.

يجب علينا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ومن ذلك حسن الخلق.
عن النواس بن سمعان، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البر فقال: «حسن الخلق»، فقال: ما الإثم؟ قال: «ما حاك في نفسك وكرهت أن يعلمه الناس».

عن عبد الله بن عمرو قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «خياركم أحسنكم أخلاقا».

عن أم الدرداء قالت: قام أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهم أحسنت خلقي فحسن خلقي، حتى أصبح، قلت: يا أبا الدرداء، ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ فقال: يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه، حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه، حتى يدخله سوء خلقه النار.

وَعَنْ أَبِي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق....) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وقد يتصور بعض الناس أن حسن الخلق محصور في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فقط، والحقيقة أن حسن الخلق أوسع من ذلك فهو يعني إضافة إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، التواضع وعدم التكبر ولين الجانب، ورحمة الصغير واحترام الكبير، ودوام البشر وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة وإصلاح ذات البين والتواضع والصبر والحلم والصدق وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والأفعال الحميدة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها.

ويقول الإمام السفاريني: حسن الخلق القيام بحقوق المسلمين، وهي كثيرة منها أن يحب لهم ما يحب لنفسه، وأن يتواضع لهم ولا يفخر عليهم ولا يختال، فإن الله لا يحب كل مختال فخور، ولا يتكبر ولا يعجب فإن ذلك من عظائم الأمور... وأن يوقر الشيخ الكبير، ويرحم الطفل الصغير، ويعرف لكل ذي حق حقه مع طلاقة الوجه وحسن التلقي ودوام البشر ولين الجانب وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة، مع إصلاح ذات بين إخوانه وتفقد أقرانه وإخوانه، وأن لا يسمع كلام الناس بعضهم في بعض وأن يبذل معروفه لهم لوجه الله لا لأجل غرض مع ستر عوراتهم وإقالة عثراتهم وإجابة دعواتهم وأن يحلم عن من جهل عليه ويعفوا عن من ظلم".

وقيل لعبد الله بن المبارك: أجمل لنا حسن الخلق في كلمة. فقال: اترك الغضب.
لا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة.
قال الجنيد: لأن يصحبني فاسق حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق.
وقال الجنيد: أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه، الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق.

ومن الآيات الكريمة المرشدة إلى حسن الخلق:
قول الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً ﴾.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه أعلى درجة في الجنة وهو غير عابد، ويبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وهو عابد".
وقال يحي بن معاذ رحمه الله: "حسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات".
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "لأن يصحبني فاجر حسن الخلق، أحب إليّ من أن يصحبني عابد سيء الخلق".
وقال الحسن رحمه الله: "من ساء خلقه عذب نفسه".

مكانة الأخلاق في الإسلام
أنها من أهم مقاصد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس: قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ (الجمعة: 2).
فيمتن الله على المؤمنين بأنه أرسل رسوله لتعليمهم القرآن وتزكيتهم، والتزكية بمعنى تطهير القلب من الشرك والأخلاق الرديئة كالغل والحسد وتطهير الأقوال والأفعال من الأخلاق والعادات السيئة وقد قال عليه الصلاة والسلام بكل وضوح: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (رواه البيهقي) فأحد أهم أسباب البعثة هو الرقي والسمو بأخلاق الفرد والمجتمع.

أن الأخلاق جزء وثيق من الإيمان والاعتقاد:
إتمام الأخلاق من أهم مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أحسنهم أخلاقا" (رواه الترمذي، أبو داود ).
وقد سمى الله الإيمان براً، فقال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾.
والبر اسم جامع لأنواع الخير من الأخلاق والأقوال والأفعال، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق" (رواه مسلم).
ويظهر الأمر بجلاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (رواه مسلم).

أن الأخلاق مرتبطة بكل أنواع العبادة:
فلا تجد الله يأمر بعبادة إلا وينبه إلى مقصدها الأخلاقي أو أثرها على النفس والمجتمع، وأمثلة هذا كثيرة، منها:
1- الصلاة : ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾.
2- الزكاة : ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَ ﴾ فمع أن حقيقة الزكاة إحسان للناس ومواساتهم فهي كذلك تهذب النفس وتزكيها من الأخلاق السيئة.
3- الصيام: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ فالمقصد هو تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري)
فمن لم يؤثر صيامه في نفسه وأخلاقِه مع الناس لم يحقق هدف الصوم.

الفضائل العظيمة والأجر الكبير الذي أعده الله لحسن الخلق:
والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة ومن ذلك:
1- أن حسن الخلق أثقل الأعمال الصالحة في الميزان يوم القيامة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة" (رواه الترمذي).
2- أن حسن الخلق أكبر الأسباب لدخول الجنة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق" (رواه الترمذي، وابن ماجه ).
3- أن حَسَن الخلق أقرب الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" (رواه الترمذي).
4- أن منزلة حسن الخلق في أعلى الجنة بضمان الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيده:
قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" (رواه أبو داود) ومعنى زعيم أي ضامن.
5- الخلق الحسن من أعظم الأعمال عند الله ويمنح الإنسان راحة وسروراً.

مزايا الأخلاق في الإسلام:
تتميز الأخلاق في الإسلام بعدد من المزايا والخصائص التي ينفرد بها هذا الدين العظيم ومن ذلك: الأخلاق الفاضلة ليست خاصة بنوع من الناس.فالله خلق الناس أشكالاً وألواناً وبلغات شتى، وجعلهم في ميزان الله سواسية لا فضل لواحد منهم على الآخر إلا بقدر إيمانه وتقواه وصلاحه، كما قال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ (الحجرات: 13).
والأخلاق الحسنة تميز علاقة المسلم بجميع الناس لا فرق بين غني وفقير، أو رفيع أو وضيع، ولا أسود ولا أبيض، ولا عربي ولا عجمي.

الأخلاق مع غير المسلمين: يأمرنا الله عز وجل بإحسان الخلق مع الجميع، فالعدل والإحسان والرحمة خلق المسلم الذي يتمثله في سلوكه وأقواله مع المسلم والكافر، ويحرص أن يكون ذلك الخلق الحسن هو طريقه لدعوة غير المسلمين لهذا الدين العظيم.
وإنما حرم الله علينا موالاة الكفار ومحبة ما هم عليه من الكفر والشرك.
يتعامل المسلم بالأخلاق الحسنة مع جميع الناس باختلاف أعراقهم وأديانهم.

د. محمود عبدالعزيز يوسف