المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجـمة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه


المراقب العام
10-12-2019, 05:09 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



ترجـمة عبد الرحمن بن عوف

اسمه، نسبه، كنيته، إسلامه، مولده.

اسمـه:
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحرث بن زهرة بن كلاب، القرشي، الزهري.

كـنيته:
أبو محمد.

إسلامه:
أسلم قديماً قبل دخول دار الأرقم.

مولـده:
ولد بعد الفيل بعشر سنين على ما قيل.
وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً وجميع المشاهد كلها، وأمه الشفاء بنت عون، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه.

أوصافه الخلقية:
كان عبد الرحمن بن عوف رجلاً طويلاً، أبيض مشرباً بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، لا يغير لحيته، أقنى، طويل النابين، ضخم الكتفين.
يروى: ((أن سعد بن الربيع لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، قال له سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار مالاً، فأتنازل لك عن نصف مالي؟ ولي زوجتان، أتنازل لك عن واحدة؟ فقال له عبد الرحمن: بارك الله لك في مالك وأهلك؛ بل دلوني على السوق. فدل على السوق، فباع واشترى، فنمت عنده تجارة كثيرة، وكان رضي الله عنه محظوظاً في التجارة)).

ذكر بعض فضائل عبد الرحمن بن عوف:
قد ورد من حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عبد الرحمن بن عوف أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض)).
وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً، فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال: لئن استطعت لأدخلها قائماً إن شاء الله)). هذا الحديث قد تفرد به عمارة بن زاذان الصيدلاني، وهو ضعيف.
روي عن عمر رضي الله عنه، أنه قال في عبد الرحمن: ((هذا العدل الرضي)). وقال عمر في عبد الرحمن بن عوف أيضاً: ((أنه سيد من سادات المسلمين)).
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية في صلاة الصبح في بعض أسفاره، وهذه فضيلة كبيرة من فضائله.
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف على سرية وعقد له اللواء بيده)). ذكره صاحب (الكنز) وابن هشام.
وأخرج البخاري في (التاريخ الصغير) بأسانيد جياد: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بسرة بنت صفوان وقال لها: ((من يخطب أم كلثوم بنت عقبة؟)). قالت: فلان وفلان وعبد الرحمن بن عوف. قال صلى الله عليه وسلم: ((أنكحوا عبد الرحمن بن عوف؛ فإنه من خيار المسلمين - وفي لفظ: من سادات المسلمين -)). فأرسلت أم كلثوم إلى أخيها الوليد تقول: ((أنكحني عبد الرحمن بن عوف الساعة)).
وروي عن يعقوب بن محمد، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: ((كان أهل المدينة عيالاً على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ثلث يقرضهم ماله، وثلث يقضي دينه، ويصل ثلثاً)).

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان بيني وبين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دعوا لي أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه)).
وفي لفظ آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يا خالد! لا تؤذي رجلاً من أهل بدر)). قال خالد: إنهم يقعون في، فأرد عليهم.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تؤذوا خالداً؛ فإنه سيف من سيوف الله، صبه الله على الكفار)). ذكره الهيثمي في المجمع، ونسبه إلى الطبراني في الصغير والكبير.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لما رأى من عبد الرحمن بن عوف الجود في سبيل الله، قال: ((أذهب يا ابن عوف؛ فقد أدركت صفوها وسبقت كدرها)). إسناده صحيح، وأخرجه الطبراني.

وأخرج الترمذي في (تاريخه) من طريق نوفل بن إياس الهذلي قال: ((كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليساً، ونعم الجليس، انقلب بنا ذات يوم إلى منزله، فدخل، ثم أخرج قصعة فيها خبز ولحم، ثم بكى. فقلنا: ما يبكيك يا أبا محمد؟! قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير هو ولا أهله، وأرانا ما أخرنا لما هو خير منه)).
وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يحافظ على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ويتفقد أحوالهن، وكان يخرج بهن إلى الحج، ويقوم بجميع نفقاتهن إلى أن يرجعن، ويجعل على هوادجهن الطيالسة، لحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الذي يحافظ على أزواجي من بعدي هو الصادق البار)).
روي: ((أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما حضرته الوفاة؛ بكى بكاءً شديداً، فسئل عن ذلك. فقال: مات مصعب بن عمير وهو خير مني؛ فلم يوجد له ما يكفن فيه)).

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم، خياركم لنسائي)). فأوصى عبد الرحمن بن عوف لهن بحديقة قومت بأربع مئة ألف. أخرجه الحاكم وقال: ((صحح على شرط مسلم)).
ومن أفضل أعمال عبد الرحمن بن عوف قيامه واهتمامه بأمور المسلمين في الشورى، ونصحه لهم حين اختار الأصلح للأمة في الخلافة، وعزله نفسه رضي الله عنه.

ذكر بعض ما جادت به يد عبد الرحمن بن عوف في سبيل الله:
كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه له حظ وافر في الكسب والتجارة، فنمت بيده أموال كثيرة، ولكنه رضي الله عنه وفقه الله بأن جعلها بيده ولم تصل إلى سويداء قلبه، ثم جمع الله له بين حظ الدنيا والآخرة.
روي أنه تصدق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمّل على خمس مئة فرس في سبيل الله، وخمس مئة راحلة كلها في سبيل الله.

وذكر البخاري في (تاريخه) أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أوصى لمن شهد بدراً ممن بقي منهم لكل واحد أربع مئة دينار، وأوصى لكل واحدة من أمهات المؤمنين بمبلغ كثير، حتى قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((سقاه الله من السلسبيل)).
روي: ((أن عائشة رضي الله عنها سمعت رجة وأصواتاً بالمدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عير قدمت بطعام من الشام لعبد الرحمن بن عوف. قيل إنها سبع مئة بعير. فجعلها كلها صدقة على المسلمين وفي سبيل الله رضي الله عنه، وذلك حينما سمع عائشة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً)). فقال: إن استطعت لأدخلن الجنة قائماً إن شاء الله)). هذا الحديث ضعيف؛ لأنه من رواية الصيدلاني.

مات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة في خلافة عثمان، وعاش خمسة وسبعين سنة كما قيل، وقيل: إنه خلّف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومئة فرس، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً. رضي الله عنه وأرضاه، اللهم صلي على محمد.

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري