المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الحافظ: أبو داودَ السِّجِسْتاني


المراقب العام
15-12-2019, 05:46 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



الإمام الحافظ: أبو داودَ السِّجِسْتاني

الاسم والنسب:
هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، الأزدي السِّجِسْتاني.

كنيته:
أبو داودَ؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 صـ 404).

مولد أبي داودَ:
وُلد أبو داودَ بسِجِسْتانَ سنة اثنتين ومائتين من الهجرة؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 304).

رحلة أبي داودَ في طلب العلم:
رحل أبو داودَ في طلب علم الحديث إلى الشام ومصر والجزيرة العربية، والعراق وخراسان، وغير ذلك؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 58).

عقيدة أبي داودَ:
كان أبو داودَ (رحمه الله) على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 216: 215).

شيوخ أبي داودَ:
أبو عمر الضرير، وسعيد بن سليمان، عاصم بن علي، والقعنبي، وسليمان بن حربٍ، ومسلم بن إبراهيم، وعبدالله بن رجاءٍ، وأبو الوليد الطيالسي، وموسى بن إسماعيل، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبلٍ، وقتيبة بن سعيدٍ، وأحمد بن صالحٍ، ومحمد بن المنهال الضرير، ومحمد بن كثيرٍ العبدي، ومسدَّد بن مُسَرْهَدٍ، ويحيى بن معينٍ، وغيرهم كثير؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 205: 204).

تلاميذ أبي داودَ:
أبو عيسى الترمذي في (جامعه)، وأبو عبدالرحمن النسائي، وأبو بكرٍ النجاد، وأبو سعيد بن الأعرابي - راوي (السنن)، وأبو بكرٍ أحمد بن محمدٍ الخلال الفقيه، وإسماعيل بن محمدٍ الصفار، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي، وزكريا بن يحيى الساجي، وابنه أبو بكر بن أبي داودَ، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بشرٍ الدولابي، ومحمد بن جعفر بن الفريابي، وأبو أسامة محمد بن عبدالملك الرواس - راوي (السنن)، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، وغيرهم كثير؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 206: 205).

منزلة أبي داودَ عند الأمراء:
قال أبو بكر بن جابرٍ خادم أبي داودَ (رحمه الله): كنت مع أبي داودَ ببغداد، فصلينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفق - يعني: ولي العهد - فدخل، ثم أقبل عليه أبو داودَ، فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خِلالٌ ثلاثٌ،قال: وما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا؛ ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس؛ لما جرى عليها من محنة الزنج،فقال: هذه واحدةٌ،قال: وتروي لأولادي (السنن)، قال: نعم، هات الثالثة،قال: وتفرد لهم مجلسًا؛ فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة،قال: أما هذه فلا سبيل إليها؛ لأن الناس، شريفَهم ووضيعَهم، في العلم سواءٌ،قال ابن جابرٍ: فكانوا يحضرون ويقعدون في مكانٍ قريبٍ، عليه سترٌ، ويسمعون مع العامة؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 22 صـ 199).

أقوال العلماء في أبي داودَ:
(1) جاء سهل بن عبدالله التستري إلى أبي داودَ السِّجِسْتاني، فقيل: يا أبا داودَ، هذا سهل بن عبدالله، جاءك زائرًا، فرحب به، وأجلسه، فقال سهلٌ: يا أبا داودَ، لي إليك حاجةٌ،قال: وما هي؟ قال: حتى تقول: قد قضيتُها مع الإمكان،قال: نعم،قال: أخرج إليَّ لسانك الذي تحدِّث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبِّله،فأخرج إليه لسانه فقبَّله؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 صـ 337).

(2) قال أبو بكر الخلال (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني الإمام المقدَّم في زمانه، رجل لم يسبِقْه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحدٌ في زمانه، رجل ورع مقدَّم؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 9 صـ 58).

(3) قال موسى بن هارون: ما رأيت أفضل من أبي داودَ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 213).

(4) قال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني: كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة العفاف، والصلاح، والورع، مِن فرسان الحديث؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 9 صـ 58).

(5) قال إبراهيم الحربي (رحمه الله): أُلِينَ لأبي داودَ الحديثُ، كما أُلِينَ لداودَ الحديدُ؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 4 صـ 69).

(6) قال أبو حاتم بن حبان (رحمه الله): أبو داودَ أحد أئمة الدنيا؛ فِقهًا وعلمًا وحفظًا، ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنَّف وذبَّ عن السنن؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 212).

(7) قال الحافظ أبو عبدالله بن مَنْدَهْ: الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعةٌ: البخاري، ومسلمٌ، ثم أبو داودَ، والنسائي؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 212).

(8) قال أبو عبدالله الحاكم: أبو داودَ إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعةٍ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 212).

(9) قال أبو علي القوهستاني (رحمه الله): كان أبو داودَ يُشَبَّهُ بأحمدَ بن حنبل؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 9 صـ 59).

(10) قال ابن خلكان (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني: أحد حفَّاظ الحديث وعلمه وعلله، وكان في الدرجة العالية من النُّسك والصلاح؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 صـ 404).

(11) قال النووي (رحمه الله): ينبغي للمشتغل بالفقه وغيره الاعتبارُ بسنن أبي داودَ، بمعرفته التامة؛ فإن معظم أحاديث الأحكام التي يحتج بها فيه، مع سهولة تناوله، وتلخيص أحاديثه، وبراعة مصنِّفه، واعتنائه بتهذيبه؛ (شرح سنن أبي داودَ للبدر العيني جـ 1 صـ 28).

(12) قال الذهبي (رحمه الله): كان أبو داودَ مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء؛ فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباءِ أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدةً، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 215).

(13) قال ابن كثير (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني: أحد أئمة الحديث الرحَّالين الجوَّالين في الآفاق والأقاليم، جمع وصنَّف، وخرَّج وألَّف، وسمع الكثير‍ عن مشايخ البلدان في الشام ومصر والجزيرة والعراق وخراسان، وغير ذلك،وله "السنن" المشهورة المتداولة بين العلماء؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 58).

وقفات مع سنن أبي داودَ:
(1) قال أبو داودَ (رحمه الله): كتبتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديثٍ، انتخبت منها ما ضمَّنته هذا الكتاب - يعني كتاب "السنن"، جمعت فيه أربعة آلافٍ وثمانمائة حديثٍ؛ ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((الأعمال بالنيات))، والثاني: قوله: ((مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يَعْنيه))، والثالث: قوله: ((لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسِه))، والرابع: قوله: ((الحلال بيِّنٌ، والحرام بيِّنٌ، وبين ذلك أمورٌ مشتبهاتٌ))؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 4 صـ 69).

(2) قال محمد بن مخلدٍ: كان أبو داودَ يفي بمذاكرة مائة ألف حديثٍ، ولما صنف كتاب (السنن)، وقرأه على الناس، صار كتابُه لأصحاب الحديث كالمصحف، يتبعونه ولا يخالفونه، وأقرَّ له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 212).

(3) قال أبو سليمان الخطابي (رحمه الله): سمعت أبا سعيد بن الأعرابي - ونحن نسمع منه هذا الكتاب، يعني كتاب السنن لأبي داودَ، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه -: لو أن رجلًا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله تعالى، ثم هذا الكتاب، لم يَحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم البتة؛ (معالم السنن للخطابي جـ 4 صـ 361).

(4) قال الخطابي (رحمه الله): اعلموا - رحمكم الله - أن كتاب السنن لأبي داودَ كتابٌ شريفٌ، لم يصنَّف في حُكم الدين كتابٌ مثلُه، وقد رُزق القَبول من الناس كافة، فصار حَكَمًا بين فِرَق العلماء، وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، وعليه معوَّل أهل العراق ومصر والمغرب، وكثير من أقطار الأرض؛ (تهذيب الأسماء واللغات للنووي جـ 2 صـ 227).

(5) قال الذهبي (رحمه الله): كتاب أبي داودَ أعلى ما فيه من الثابت ما أخرجه الشيخان، وذلك نحو من شَطر الكتاب، ثم يليه ما أخرجه أحد الشيخين ورغِب عنه الآخر، ثم يليه ما رغبا عنه، وكان إسناده جيدًا، سالمًا من علةٍ وشذوذٍ، ثم يليه ما كان إسناده صالحًا وقبِله العلماء؛ لمجيئه من وجهين ليِّنَيْنِ فصاعدًا، يعضد كل إسنادٍ منهما الآخر، ثم يليه ما ضعف إسناده؛ لنقص حِفظ راويه، فمثل هذا يمشِّيه أبو داودَ، ويسكت عنه غالبًا، ثم يليه ما كان بيِّنَ الضعف من جهة راويه، فهذا لا يسكُتُ عنه، بل يوهِّنه غالبًا، وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 215: 214).

وفاة أبي داودَ:
توفي أبو داودَ بالبصرة يوم الجمعة، السادس عشر من شوالٍ، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، عن ثلاثٍ وسبعين سنةً، ودُفن إلى جانب قبر سفيان الثوري؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 59).

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشيخ صلاح نجيب الدق