المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني .. قصته ومسيرته العلمية


المراقب العام
19-01-2020, 06:25 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



عالم ومفكر وداعية وأديب أردني، نذر نفسه للعمل الدعوي والدفاع عن الإسلام وقضايا الأمة من خلال أحاديثه الاذاعية والتلفزيونية، وكتاباته ومحاضراته ودروسه وخطبه ومناصبه الوظيفية، ومن خلال إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية للدكتوراه والماجستير.
وزير أوقاف سابق وعميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الأسبق ومؤسس جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن.

https://www.islamweb.net/PicStore/Random/1579077594_229669.jpg

كان كثير الاطلاع، متنوع المعرفة، ويجمع الى ذلك كله جمال التعبير وسلاسة اللغة، والقدرة على التوصيل، كما كان رحمه الله متجنبا إثارة الاختلافات، عاملا على إظهار ما يجمع الناس ويوحد الصفوف ويحبب العقيدة إلى الأجيال.
كان رحمه الله من أعلام العلم والدعوة وصاحب الأيادي البيضاء في السياسة والدعوة وخدمة القرآن.

نشأته
ولد الدكتور إبراهيم في مدينة السلط عام (1937م )، والده الشيخ عبد الحليم الكيلاني كان مفتي مدينة السلط ومعلم القرآن والتربية الإسلامية في مدرستها الثانوية، وافتتح بالإضافة إلى ذلك داراً للقرآن يعلم فيها أبناء السلط صغاراً وكباراً لمدة خمسين عاماً أو أكثر، وقلما تجد من أبناء السلط من لم يدرس في مدرسة الشيخ عبدالحليم.
ويقول الدكتور إبراهيم هذه البيئة نشأت بها – من فضل الله تعالى، كما أن والدي كان حافظاً للقرآن الكريم، وكان ورده اليومي عشرة أجزاء، فغرس ذلك في قلبي حبّ القرآن الكريم.

حياته العلمية
تخرج من مدرسة السلط الثانوية عام 1956، ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق حيث تخرج منها في السنة الثالثة، ثم أكمل السنة الرابعة في جامعة بغداد، وأكمل الماجستير والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر كلية أصول الدين.
من شيوخه في دمشق العلامة الشيخ مصطفى الزرقا أستاذ الفقه والقانون، والشيخ مصطفى السباعي، والأستاذ الدكتور معروف الدواليبي، والأستاذ الشيخ محمد المبارك، والأستاذ الدكتور فوزي فيض الله.
ومن أساتذته في جامعة بغداد الشيخ محمد حسين الذهبي صاحب كتاب «التفسير والمفسرون»، والعلامة الشيخ بدر متولي عبد الباسط خبير الموسوعة الفقهية في الكويت وعميد كلية الشريعة في الأزهر.
حصل الدكتور إبراهيم على شهادة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم من جامعة الأزهر عام 1970م.
ثم نال شهادة الدكتوراة في التفسير وعلوم القرآن من جامعة الأزهر، وكان عنوان أطروحته: «التيارات الفكرية المعاصرة وأثرها في التفسير، وكان ذلك عام 1973 بإشراف الدكتور الشيخ عبد العظيم الغباشي.

حياته العملية:
شغل العديد من الوظائف في حياته العامرة، ومن هذه الوظائف ما يلي:
- وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عام 1991.
- عضو مجلس النواب الأردني الثاني عشر عام 1993-1997 ورئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب.
- مقرر اللجنة التحضيرية لإعداد أول مشروع قانون مدني مستمد من الفقه الإسلامي في الأردن عام 1976.
- عضو هيئة تدريس في كلية الشريعة وأستاذ مادة التفسير ومادة الثقافة الإسلامية من عام 1974 إلى 1993.
- عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية لأكثر من مرة.
- مدير البرامج الدينية في الإذاعة الأردنية من عام 1960 إلى 1974.
وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، وكان له حديث يومي بعنوان " من هدي القرآن الكريم " استمر لما يزيد على خمسة عشر عاماً من عام 1958م إلى 1973م، كما كان له ندوة أسبوعية في التلفزيون بعنوان " هدي الإسلام ".
- عضو مجلس الإفتاء الأردني لعدة دورات.
- عضو في مجلس الأوقاف الأردني وخطيب المسجد الحسيني ومدرسه، وخطيب مسجد الملك عبدالله ومسجد الجامعة الأردنية .
- عضو في المجلس الأعلى للتربية والتعليم لعدة دورات.
- شارك في لجنة دراسة قانون الأحوال الشخصية الأردني المقر عام 2010 بتكليف من سماحة قاضي القضاة الدكتور أحمد هليل، وقدم توصياته لدائرة قاضي القضاة.
- عضو هيئة المستشارين الشرعيين في البنك الإسلامي الأردني.
- رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم.
- رئيس لجنة علماء الشريعة في جبهة العمل الإسلامي.
- عضو مجمع اللغة العربية الأردني.

من شعره:
كان الدكتور إبراهيم شاعراً، وقد نظم أشعاراً في مناسبات وطنية واجتماعيّة وأسرية، نذكر نماذج منها:
له قصيدة عنوانها " فلسطيني " يقول فيها:
فلسطيني ومهما حاولوا طمسي وتذويبي وتدجيني
سأبقي ذلك الجبار وأحفــــــــــــــــــــظ عهد حطيني
وأحفظ عهدها المحفور في قلبي و في أرضي و في ديني
محمد صاحب الإسراء نحو القدس يدعوني
فلا شرق و لا غرب عن الأقصى سيقصيني
ومن أجمل القصائد التي سطرها في فلسطين تلك القصيدة التي تصور انفصال عروسين جمع بينهما الحب، وتم بينهما العقد، ولكن حين بدا للزوج أن يغادر الوطن كان القرار الحاسم من الزوجة طلب الطلاق، لأنها لم ترد أن تغادر الوطن، ومن هذه القصيدة قوله:
ما بين دمعتها ودمعته وقفت تطل على رجولته
قد كنت أحسب صرحه جبلاً حتى صحوت على حقيقته
يا كاذب الدمعات تذرفها يا قاتلا يبكي ضحيته
الأرض ليس نشيد أغنية نلهو على ألحان نغمته
الأرض ليس بكاء مغترب يبكي على آلام غربته
الأرض ليس لهاث مرتزق يسعى إلى تجميع ثروته
الأرض تصميم الرجال على دحر العدو وكسر شوكته

وللقدس منزلة خاصة في شعره الوطني، فنجده يخصص مقطوعة خاصة يتحدث فيها عن (معاول إسرائيل) التي تسعى إلى هدم المسجد الأقصى، مع تصوير انشغال الأمة عن ذلك الكيد اليهودي:
معاول إسرائيل في الحرم القدسي وأهل الحمى لاهون في الرقص والدنس
نجـــدد أفـــراحاً ونحيــــي لياليــــاً على مأتــم الأمجـــاد تنحر في القـدس
وماذا عن الأقصى يعرى ويستبى إذا كنت أكسى من حرير ومن ورس؟!
وماذا عن الأنفاق تهدم " أسه " وقصري منيف يجتلي طلعة الشمس؟!
وماذا على صوت المؤذن معولاً وتشدى له الألحان في حانة الرجس؟!
وحين يحرق اليهود المسجد الأقصى يعبر عن حزنه وغضبه في قصيدة (حريق الأقصى):
يا حريقاً ضرمت نيرانه عصبة الغدر ببيت المقدس
أي نـار أكلــت منبـــره وهــو فــي القيـــد رهين المحبس
أين نور الدين قد هيأه قبــل فتـــح القــدس فتــــح الأنفس
وصلاح الدين قد أركزه بحراب الفتح يوم الأقدس
ومن قصيدة رائعة له بعنوان " هذه قرطبة فأين المسلمون؟ "
يقول في مطلعها:
تقطع قلبي أن أرى المجد عاريا وتلك القصور الشامخات خواليا
وأن اشهد الحمراء قصرا منكسا وقد كان بالشم الصناديد عاليا
ويقول فيها:
وما حفظ الإسلام رسم وزخرف ويحفظه الإيمان بالعزم واقياً
وما شيد المختار زخرف مسجد ولكنه ربى النفوس العواليا
أيا جرحنا بالقدس أشبه جرحها ولكن جرح القدس مازال داميا
فلا ترجعوا مأساة أندلس لكم ويوعظ بالأحداث من كان واعياً

مؤلفاته:
من مؤلفات الدكتور إبراهيم المطبوعة :
1. تصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام.
2. معركة النبوة مع المشركين، قضية الرسالة كما تعرضها سورة الأنعام.
3. خصائص الأمة الإسلامية الحضارية كما تبينها سورة المائدة.
4. نفحات من هدي القرآن الكريم " في جزئين".
5. ديوان شعر «ومضات»، وديوان شعر «في ظلال الأسرة».
6. - دراسات في الفكر العربي الإسلامي، بالاشتراك مع آخرين.

وفاته:
وفي صباح يوم الثلاثاء 21 من شهر جمادى الأولى عام 1434هـ، الموافق 2 أبريل 2013م، لقي الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني ربّه الكريم ،عن عمر ناهز 76 عاماً بعد حياة مليئة بالعطاء والخير فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة
وقد رثاه أحد الشعراء بقصيدة يقول فيها:
قد تســــــــــــاميْتَ إلى دارِ العُلا واتّخذْتَ المجدَ فيهـــــــا منْزلا
عِشْتَ بالقرآنِ تتلُوه كمــــــــــــا أُنْزِلَ القرآنُ عذْبـــــــاً سلْسَلا
أيّها الحَبْرُ وكــــــــــــمْ مِنْ سائلٍ حـــارَ في الفَتْوى فكنتَ الفَيْصَلا
قدْ عرفنــــــَــاكَ خطيباً مِصْقَعاً زلــــــــــــْزلَ الظّلْمَ وهزَّ الدُّوَلا
كمْ فضَحْتُم للدُّنــــــا مِنْ فــَـــاسدٍ وكَشفْتُم مِنْ خَبيثٍ للِمَـــــــــــلا
يـــــــــا ( أبا الطَّيِّبِ ) نبْكيكَ إذا كبَّرَ الدّاعي بنـــــَــــــــا أو هلَّلا
يا ( أبا الطِّيّبِ ) حَلَّ الحُزْنَ في قلْبِنــــــــا اليومَ .. ولا لنْ يَرْحلا

اسلام ويب