المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد مكين .. علامة الإسلام في الصين.!!!!!!!!!!!


نبيل القيسي
10-02-2020, 07:24 AM
الأستاذ محمد مكين (1906-1978) علامة الإسلام والعالم بـاللغة العربية والخبير بالترجمة في تاريخ الصين الحديث، وُلِد في أسرة إسلاميَّة من قوميَّة (هوي) في قرية شادیان بإحدى ضواحي مدينة قوجيو من مقاطعة يوننان..



تعلم محمد مكين اللغة العربية وقراءة الآيات القرآنية في المدارس الإسلامية في السنوات المبكرة من حياته، کما تعلَّم اللغة الفارسية واللغة الإنجيلزية لفترةٍ من الزمن، ومِنْ ثَمَّ سافر بصفته عضوًا في أوَّل بعثةٍ دراسيَّةٍ صينيَّةٍ إلى القاهرة عام 1931م، وحصل على شهادة الدراسة التمهيديَّة عام 1934م، ثم تخرَّج في دار العلوم عام 1939م.


وفي الفترة ما بين (1939- 1946) تنَّقل بين أماكن متعدِّدة مثل شانغهاي وتشونغتشينغ ويوننان يدرس العلوم الإسلاميَّة، ويركز جهوده في دراسة القرآن الكريم وترجمة معانيه، وفي عام 1946م بدأ عمله كأستاذ كلية اللغات الشرقية ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة بكين..



ومِنْ ثَمَّ انتُخِب نائبًا في المجلس الوطني لنوَّاب الشعب من دورته الأولى إلى دورته الخامسة على التوالي ابتداءً من عام 1954م حتى آخر أيَّام حياته، كما أنَّه كان أحد الدعاة لإنشاء الجمعيَّة الإسلاميَّة الصينيَّة، وعضوًا باللجنة الدائمة لهذه الجمعيَّة بعد إنشائها، بالإضافة إلى تقلُّد عضويَّة مجمع الدراسات الأفروآسيويَّة.. إلخ.


وباعتباره مؤسِّس الفرع العلمي للغة العربية، أعدَّ أوَّل جيلٍ من الموارد البشرية في اللغة العربية في الصين المعاصرة، ووضع أساسًا راسخًا لتواصل نشر بحوث اللغة العربية وثقافتها فيما بعد ذلك، وقد شرع بدءًا من ثلاثينيَّات القرن الماضي يُترجم العديد من المؤلَّفات، ويُصدر أعمال ترجمته، مثل: (الرسائل المحمدية في حقيقة الديانة الإسلامية) للشيخ حسين جسر، و(رسالة التوحيد) للإمام محمد عبده، وكتاب The Contribution of The Arab to Education by Dr. Khalil A. Totah.. إلخ.


وفي أواخر أيَّام حياته أنجز مشروعه في ترجمة القرآن الكريم عبَّر من خلاله عمَّا كان يضمُّ بين جوارحه من أمنيةٍ عظيمةٍ ألا وهي حثُّ المسلمين الصينيِّين على بذل قصارى جهودهم في سبيل التقدُّم تحت النور القرآني؛ حتى يُشاركوا جميع أعضاء الأمَّة في بناء مجتمعٍ جديدٍ يسوده الرخاء والازدهار..



كما أنَّه قد سبق أن أنجز عمل الترجمة والإصدار لـ (الحوار) لكنفوشيوس، والأمثال والحكم الصينية، وما إلى ذلك لمَّا كان في مصر، فعبَّر بذلك عن رغبته -بكونه مسلم صيني- في مساعدة من لا يعرف اللغة الصينيَّة من أبناء دينه ليسهل عليهم الإلمام بحكم الصين وثقافتها.


إنَّ الخدمات الجليلة المقدَّمة من أستاذنا في سبيل التبادلات الثقافيَّة ثنائيَّة الاتجاه بين الأمَّتين الصينيَّة والعربيَّة سوف تبقى آثارها مع مرور الأيَّام.



المصادر:
- دليل علماء اللغة العربية في الصين، أ. د. خليل لوه لين.