المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفة كلام النبي صلى الله عليه وسلم


المراقب العام
18-02-2020, 05:26 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



صفة كلام النبي صلى الله عليه وسلم

ربما كان الكلام واحدًا من أبرز الصفات التي تستكمل بها معالم شخصية الإنسان، ولذا كان علينا - ونحن نتحدث عن سمت النبي صلى الله عليه وسلم وهيئته - أن نقف عند هذا الموضوع، فنلقي بعض الضوء على جانب منه، إذ هو موضوع واسع ما يستطيع كاتب أن يوفيه حقه.

مهمة البيان للناس:
قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[1].
وهكذا يتبين من الآية الكريمة أن إحدى المهمات الكبرى الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم هي البيان والإيضاح.
والبيان أنواع: قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل، كما يكون بالإقرار.
ومما لا ريب فيه أن البيان بالقول يأتي في مقدمة هذه الأنواع.
والقول قد يكون حديثًا في مجلس، وقد يكون موعظة في مناسبة، وقد يكون خطبة..
وكل ذلك استعمله صلى الله عليه وسلم في تنفيذ هذه المهمة الموكلة إليه.

صفة كلامه صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يتكلم بكلام مفصَّل مبين، يستطيع سامعه أن يعيَ ويفهمَ عنه ما يقول.
قالت عائشة رضي الله عنها: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثًا لو عدَّه العادُ لأحصاه"[2].
وتوضح ذلك فتقول: "ما كان يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيْنَهُ فصلٌ، يفهمه كل من سمعه"[3].
ويقول أنس رضي الله عنه: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه.."[4].
وإذا أضفنا إلى طريقة كلامه صلى الله عليه وسلم هذه، بلاغته وفصاحته، فلا شك بأن هذا البيان سيؤدي المهمة المطلوبة منه أحسن أداء.

[1] سورة النحل، الآية (44).
[2] متفق عليه (خ 3567، م 2493).
[3] أخرجه الترمذي برقم (3639) وأخرج بعضهم أبو داود برقم (4839).
[4] أخرجه البخاري برقم (95) والترمذي برقم (2723).

أ. صالح بن أحمد الشامي