المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر آية: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّه


امانى يسرى محمد
25-02-2020, 01:16 PM
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾ البقرة)
نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء، من أولئك الفئة من الناس الذين حين يُراجَعون بأخطائهم أو يواجهون بمواقف قاموا بها أخطاء ربما غير مقصودة إذا بهؤلاء يتعصّبون لذواتهم وأنفسهم
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِفَ حَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)
التعصّب، الامتناع عن محاولة الاستماع للآخرين، الامتناع عن مجرد التفكير بأني يمكن أن أكون قد أخطأت فلِمَ لا أراجع نفسي؟


فيُؤخذ من هذه الآية من الهدايات:
أن عزة النفس والمكابرة قد تحمل الإنسان على ركوب العظائم، ورد الحق، والنفور من نصح الناصحين، فيكون ذلك مانعًا من التوفيق والهداية، والرجوع والتوبة، فيبقى الإنسان سادرًا في غيه، لا يلوي على شيء، ولا ينتفع بنصيحة ناصح، فإن الإنسان قد يتذكر من قبل نفسه( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )[سورة الأعراف:201] تذكروا عظمة الله، وعذابه، ووعده ووعيده، وحدوده، وما رُكز في نفوسهم من الفطر السليمة، وما علموه من الحلال والحرام، وما إلى ذلك، فيرجعون.


(وَإِخْوَانُهُمْ )[سورة الأعراف:202] إخوان الشياطين (يَمُدُّونَهُمْ تمدهم الشياطين فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ )[سورة الأعراف:202] لا يرجعون عن غيهم؛ لأن الشياطين تزيدهم غيًّا، وكذلك لا يحصل لهؤلاء الشياطين انكفاف عنهم ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ أي: الشياطين أيضًا، فهي مستمرة في الإغواء والإمداد بالغي، فيبقى الإنسان إلى أن يوافي إلى الممات، وهو على حال غير مرضية، فإذا لم يتذكر الإنسان من قبل نفسه، فإنه قد يهيأ له من يذكره ويبصره ويدعوه إلى لزوم الحق، واتباعه، والكف عن الشر والمنكر والباطل، فينبغي أن يستجيب، ويفرح، ويقبل، ولكن المنافق الذي وصفه الله بهذه الصفة يستنكف، فتأخذه العزة بالإثم وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ومن هنا ينبغي على المؤمن أن يحذر من مشابهة هؤلاء، فهذا وصف مذموم لا يصح بحال من الأحوال لأهل الإيمان، فإن المؤمن إذا ذُكر بالله تذكر واستجاب وأناب، ورجع عما هو فيه من الغي والباطل.


الظالم المفسد يغيب وعيه عن النصح والاعتراف بالخطأ،فيتخذ من يقول له اتق الله أكبر عدو له
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ). / سعود الشريم

" (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ) "
قال ابن مسعود : إن من أكبر الذنب عند الله أن يقال للعبد اتق الله ، فيقول عليك بنفسك / تفسير البغوي ."

يرتكب أحدهم ذنباً ما،فإذا ذكّرته بالله خاصم وعاند،فيجمع بذلك خطيئتين خطيئة الذنب وخطيئة كره التذكير
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ) / رقية المحارب




المصدر
إسلاميات
وحصاد التدبر