المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم


امانى يسرى محمد
26-02-2020, 01:54 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فمن أفضل وأشهر كتب العلامة ابن القيم كتابه الموسوم بـ"زاد المعاد في هدي خير العباد"؛ فقد جمع واستوعب في بيان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع استطراد في ذكر فوائد متنوعة، يسر الله الكريم فجمعتُ شيئًا منها لا يغني عن قراءة الكتاب، أسأل الله أن ينفع بها، ويبارك فيها.

القرآن الكريم شفاء لجميع الأدواء:
قال الله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، والصحيح: أن "من" ها هنا لبيان الجنس لا التبعيض، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يُوفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليلُ التداويَ به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه - لم يقاومه الداء أبدًا، وكيف تقاوم الأدواءُ كلامَ رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لَصَدَعها، أو على الأرض لقطعها.

فاتحةُ الكتاب، وأمُّ القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغِنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهمِّ والغمِّ والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك.

علاج حر المصيبة وحزنها:
قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلِفْ لي خيرًا منها إلا أجاره الله في مصيبته، وأخلَفَ له خيرًا منها))، وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته؛ فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلَّى عن مصيبته:
أحدهما: أن العبد وأهله وماله ملك له عز وجل حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمُعير يأخذ متاعه من المُستعير، وأيضًا فإنه محفوف بعدمين: عدمٍ قبله، وعدمٍ بعده، وملك العبد له متعة مُعارة في زمن يسير، وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده عن عدمه، حتى يكون ملكه حقيقةً، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يُبقي عليه وجوده، فليس له فيه تأثير، ولا ملك حقيقي.

والثاني: أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره، ويجيءَ ربه فردًا كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية وما خوَّله ونهايته، فكيف يفرح بموجود، أو يأسى على مفقود؟ ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء.

ومن علاجه: أن ينظر إلى ما أُصيب به، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه، وادخر له - إن صبر ورضي - ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي.

ومن علاجها: أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

ومن علاجه: أن يطفئَ نار مصيبته بِبَرْدِ التأسي بأهل المصائب، وليعلم أنه في كلِّ وادٍ بنو سعد، ولينظر يمنةً فهل إلا محنة؟ ثم ليعطِفْ يسرة فهل يرى إلا حسرة؟ وأنه لو فتش العالم لم يرَ فيهم إلا مبتلًى: إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، وأن شرور الدنيا أحلام نوم أو كظلٍّ زائل، إن أضحكت قليلًا، أبكت كثيرًا، وإن سرَّت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلًا منعت كثيرًا، وما ملأت دارًا خيرةً إلا ملأتها عَبرة، ولا سرَّته بيومِ سُرُورٍ إلا خبأت له يوم شُرُورٍ.

ومن علاجها: أن يعلم أن الجزع لا يردها، بل يضاعفها، وهو في الحقيقة من تزايد المرض.

ومن علاجها: أن يعلم أن فوات ثواب الصبر والتسليم، وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع - أعظم من المصيبة في الحقيقة.

ومن علاجها: أن يُروِّح قلبه بروح رجاء الخَلَفِ من الله؛ فإنه من كل شيء عِوَضٌ إلا الله، فما منه عوض.

ومن علاجها: أن يعلم أن ما يعقُبُه الصبرُ والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أُصيب به لو بقي عليه، ويكفيه من ذلك بيتُ الحمد الذي يُبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه، فلينظر أي المصيبتين أعظم: مصيبة العاجلة، أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد؟

ومن علاجها: أن يعلم أن الجزع يُشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويُغضِب ربه، ويسرُّ شيطانه، ويحبط أجره، ويُضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب أنضى شيطانه، ورده خاسئًا، وأرضى ربه، وسَرَّ صديقه، وساء عدوه، وحمل عن إخوانه، وعزَّاهم هو قبل أن يُعزُّوه، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم، لا لطم الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بالويل والثُّبُور، والسخط على المقدور.

ومن علاجها: أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدث له، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فحظك منها ما أحدثته لك، فاخترْ خيرَ الحظوظ أو شرَّها؛ فإن أحدثت له سخطًا وكفرًا، كُتب في ديوان الهالكين، وإن أحدثت له جَزَعًا وتفريطًا في ترك واجب أو فعل محرم، كُتب في ديوان المفرطين، وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر، كُتب في ديوان المغبونين، وإن أحدثت له اعتراضًا على الله وقدحًا في حكمته، فقد قرع باب الزندقة أو وَلَجَهُ، وإن أحدثت له صبرًا وثباتًا لله، كُتب في ديوان الصابرين، وإن أحدثت له الرضا عن الله، كُتب في ديوان الراضين، وإن أحدثت له الحمد والشكر، كُتب في ديوان الشاكرين، وكان تحت لواء الحمد مع الحمَّادين، وإن أحدثت له محبة واشتياقًا إلى لقاء ربه، كُتب في ديوان المحبين المخلصين؛ وفي مسند أحمد والترمذي من حديث محمود بن لبيد يرفعه: ((إن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))، زاد أحمد: ((ومن جزِعَ فله الجزع)).

ومن علاجها: أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غير محمود ولا مُثاب؛ قال بعض الحكماء: "العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومن لم يصبر صبر الكرام، سلا سُلُوَّ البهائم".

ومن علاجها: أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضِيَه له، وأن خاصية المحبة موافقة المحبوب، فمن ادعى محبةَ محبوبٍ ثم سَخَط ما يحبه وأحب ما يسخطه، فقد شهد على نفسه بكذبه، وتمقَّت إلى محبوبه.

ومن علاجها: أن يوازن بين أعظم اللذتين والمتعتين وأدومهما، لذة تمتعه بما أُصيب به، ولذة تمتعه بثواب الله له، فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح، فليحمد الله على توفيقه، وإن آثر المرجوح من كل وجه، فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه أعظم من مصيبته التي أُصيب بها في دنياه.

ومن علاجها: أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به، ولا ليعذبه به، ولا ليجتاحه، وإنما افتقده به؛ ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرعه وابتهاله، وليراه طريحًا ببابه، لائذًا بجَنابِهِ، مكسور القلب بين يديه، رافعًا قَصَصَ الشكوى إليه.

ومن علاجها: أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها، لأصاب العبد من أدواء الكبر والعُجْبِ والفَرْعنةِ وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقَّده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.

فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغَوا وبغَوا وعتَوا، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيرًا سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله، يستفرغ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أَهَّله لأشراف مراتب الدنيا وهي عبوديته، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه.

ومن علاجها: أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة، يقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة، ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك، فإن خفي عليك هذا، فانظر إلى قول الصادق المصدوق: ((حُفَّتِ الجنة بالمكاره، وحُفَّتِ النار بالشهوات)).

وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق، وظهرت حقائق الرجال، فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول، ومن لم يحتمل مرارةَ ساعةٍ لحلاوةِ الأبد، ولا ذُلَّ ساعةٍ لعِزِّ الأبد، ولا محنة ساعة لعافية الأبد - فإن الحاضرَ عنده شهادة، والمُنتظَر غيب، والإيمان ضعيف، وسلطان الشهوة حاكم، فتولَّد من ذلك إيثار العاجلة، ورفض الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأمور، وأوائلها ومبادئها، وأما النظر الثاقب الذي يخرق حُجُبَ العاجلة، ويجاوزه إلى العواقب والغايات، فله شأن آخر.

فادعُ نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعد لأهل البطالة والإضاعة من الخزي والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اختر أي القسمين أَلْيَق بك، وكلٌّ يعمل على شاكلته، وكلُّ أحد يصبو إلى ما يناسبه وما هو الأَوْلَى به، ولا تستطِلْ هذا العلاج؛ فشدة الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه، وبالله التوفيق.

الأدوية القلبية لها تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية:
ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم وأقيستهم -من الأدوية القلبية والروحانية، وقوة القلب، واعتماده على الله، والتوكل عليه، والالتجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة والدعاء، والتوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف، والتفريج عن المكروب؛ فإن هذه الأدوية قد جرَّبتها الأمم على اختلاف أديانها ومِلَلِها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء، ما لم يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه، وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورًا كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ... ومن أعظم علاجات المرض: فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية.

أفضل أيام العبد يوم توبته إلى الله وقبول الله توبته:
خير أيام العبد على الإطلاق وأفضلها يوم توبته إلى الله، وقبول الله توبته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لكعب: ((أبشرْ بخيرِ يومٍ مرَّ عليك منذ ولدتك أمك)).

فإن قيل: فكيف يكون هذا اليوم خيرًا من يوم إسلامه؟ قيل: هو مكمل ليوم إسلامه، ومن تمامه، فيوم إسلامه بداية سعادته، ويوم توبته كمالها وتمامها.

تنكُّر الأرض والنفس والأهل والولد للمذنب:
قول كعب رضي الله عنه: ((حتى تنكَّرت ليَ الأرضُ، فما هي بالتي أعرف))، هذا التنكر يجده المذنب العاصي بحسب جرمه، حتى في خُلُقِ زوجته وولده وخادمه ودابته، ويجده في نفسه أيضًا، فتتنكر له نفسه حتى ما كأنه هو، ولا كأن أهله وأصحابه ومن يشفق عليه بالذين يعرفهم، وهذا سرٌّ من الله لا يخفى إلا على من هو ميت القلب، وعلى حسب حياة القلب، يكون إدراك هذا التنكر والوحشة، وما لجرحٍ بميِّتٍ إيلام.

من هان على الله جل جلاله خلَّى بينه وبين معاصيه:
الرب سبحانه ... يؤدب عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة وهفوة، فلا يزال مستيقظًا حذِرًا، وأما من سقط من عينه وهان عليه، فإنه يُخلِّي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنبًا أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد والعقوبة التي لا عاقبة معها؛ كما في الحديث المشهور: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عجَّل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد بعبدٍ شرًّا أمسك عنه عقوبته في الدنيا، فَيَرِدُ يوم القيامة بذنوبه)).

إن عاقَ الهمُّ والحزن العبدَ عن المعاصي كانا خيرًا له:
وإن عاقه الهم والحزن عن شهواته التي تضره في معاشه ومعاده، انتفع به من هذا الوجه، وهذا من حكمة العزيز الحكيم أن سلَّط هذين الجندين على القلوب المعرضة عنه، الفارغة من محبته وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، والتوكل عليه، والأنس به، والفرار إليه، والانقطاع إليه؛ ليردها بما يبتليها من الهموم والغموم والأحزان والآلام القلبية عن كثير من معاصيها وشهواتها المُرْدِيَةِ.

ما يُدفع به الحزن والهم:
ما مضى لا يُدفع بالحزن بل بالرضا والحمد والصبر والإيمان بالقدر، وقول: قدَّرَ الله وما شاء فعل، وما يُستقبل لا يُدفع أيضًا بالهمِّ، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه فلا يعجز عنه، وإما ألَّا تكون له حيلة في دفعه فلا يجزع منه، ويلبس له لباسه، ويأخذ له عدته، ويتأهب له أُهْبَتَه اللائقة به، ويستجنُّ بجُنَّةٍ حصينة من التوحيد والتوكل، والانطراح بين يدي الرب تعالى، والاستسلام له، والرضا به ربًّا في كل شيء ولا يرضى به ربًّا فيما يحب دون ما يكره، فإن كان هكذا، لم يرضَ به ربًّا على الإطلاق.

انكسار المريض وانطراحه بين يدي ربه عز وجل:
المريض له مدد من الله تعالى يغذيه به زائدًا على ما ذكره الأطباء من تغذيته بالدم، وهذا المدد بحسب ضعفه وانكساره وانطراحه بين يدي ربه عز وجل، فيحصل له من ذلك ما يوجب له قربًا من ربه، فإن العبد أقرب ما يكون من ربه إذا انكسر قلبه، ورحمة ربه عندئذٍ قريبة منه، فإن كان وليًّا له، حصل له من الأغذية القلبية ما تقوى به قُوَى طبيعته، وتتنعش به قواه أعظم من قوتها وانتعاشها بالأغذية البدنية، وكلما قوي إيمانه وحبه لربه، وأنسه به، وفرحه به، وقوي يقينه بربه، واشتد شوقه إليه ورضاه به وعنه - وجد في نفسه من هذه القوة ما لا يُعبَّر عنه، ولا يدركه وصفُ طبيب، ولا يناله علمه.

تفريج نفس المريض وتطيب قلبه له تأثير عجيب في شفاء علَّته وخِفَّتها:
تفريج نفس المريض، وتطيب قلبه، وإدخال ما يسره عليه -له تأثير عجيب في شفاء علته وخِفَّتِها، فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك، فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي، وقد شاهد الناس كثيرًا من المرضى تنتعش قواه بعيادة من يحبونه، ويعظمونه، ورؤيتهم لهم، ولطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم، وهذا أحد فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم، فإن فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوع يرجع إلى المريض، ونوع يعود على العائد، ونوع يعود على أهل المريض، ونوع يعود على العامة.

سهام العائن إن وجدت المعين مكشوفًا لا وقاية له أثَّرت فيه:
روح الحاسد مؤذية للمحسود أذًى بيِّنًا؛ ولهذا أمر الله سبحانه رسوله أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمرٌ لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين.

ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء؛ فتؤثر نفسه فيه وإن لم يَرَهُ، وكثير من العائنين يؤثر في المَعِين بالوصف من غير رؤية؛ وقد قال تعالى لنبيه: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ﴾ [القلم: 51]، وقال: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5]؛ فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائن، فلما كان الحاسد أعمَّ من العائن، كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا ولا وقاية عليه أثَّرت فيه ولا بد، وإن صادفته حذِرًا شاكيَ السلاح لا منْفَذَ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وربما ردَّت السهام على صاحبها.

وقد يعِينُ الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته بل بطبعه، وهذا أردأُ ما يكون من النوع الإنساني ... وإذا كان العائن يخشى ضررَ عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: "اللهم بارك عليه"، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: ((ألا برَّكت))؛ أي: قلتَ: اللهم بارك عليه.

ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

الطبيب هو من يداوي المريض بتفقد قلبه وصلاحه:
والطبيب إذا كان عارفًا بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيب الكامل، والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقًا في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصفُ طبيب، وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وفعل الخير، والإحسان، والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب، بل متطبب قاصر.

البلاء قد يكون منحة ونعمة:
النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغِنى طغيانًا وركونًا إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن جِدِّها في سيرها إلى الله والدار الآخرة، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامتَه، قيَّض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواءً لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكَرِيهَ، ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه، ولو تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه.

نعيم القلب وسروره في معرفة الله ومحبته وتوحيده:
القلب خُلق لمعرفة فاطره ومحبته وتوحيده والسرور به، والابتهاج بحبه، والرضا عنه، والتوكل عليه، والحب فيه، والبغض فيه، والموالاة فيه، ودوام ذكره، وأن يكون أحب إليه من كل ما سواه، وأرجى عنده من كل ما سواه، وأجلَّ في قلبه من كل ما سواه، ولا نعيم له ولا سرور ولذة بل ولا حياة إلا بذلك، وهذا بمنزلة الغذاء والصحة والعافية، فإذا فقد غذاءه وصحته وحياته، فالهموم والغموم والأحزان مسارِعةٌ من كل صوب إليه، ورهن مقيم عليه.

منافع الصلاة:
الصلاة مَجلَبةٌ للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مَطرَدة للأدواء، مقوِّية للقلب، مبيضة للوجه، مُفرِحة للنفس، مُذهِبة للكسل، مُنشِّطة للجوارح، مُمدَّة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، مُنوِّرة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مُبعِدة من الشيطان، مُقرِّبة من الرحمن.

وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما، ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتُليَ رجلانِ بعاهةٍ أو داء أو محنة أو بَلِيَّةٍ إلا كان حظُّ المصلِّي منهما أقل، وعاقبته أسلم.

وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أُعطيت حقها من التكميل ظاهرًا وباطنًا، فما استُدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استُجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسرُّ ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تُفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتُقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات، كلها مُحضَرَةٌ لديه ومسارعة إليه.

والصلاة شأنها في تفريح القلب وتقويته، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ... فهي من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة، وهي منهاة عن الإثم، ودافعة لأدواء القلوب، ومطردة للداء عن الجسد، ومنورة للقلب، ومبيضة للوجه، ومنشطة للجوارح والنفس، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم، وناصرة للمظلوم، وقامعة لأخلاط الشهوات، وحافظة للنعمة، ودافعة للنقمة، ومُنزِلة للرحمة، وكاشفة للغمة، ونافعة من كثير من أوجاع البطن.

أعظم أسباب شرح الصدر:
التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه؛ قال الله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125]، فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويُوسِّعه، ويُفرِح القلب، فإذا فُقِد هذا النور من قلب العبد، ضاق وخرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه.

العلم: فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم المورث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرًا، وأوسعهم قلوبًا، وأحسنهم أخلاقًا، وأطيبهم عيشًا.

الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته: فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك ... وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حِسٌّ به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطَّالين الفارغين من هذا الشأن، فرؤيتهم قذى عينه، ومخالطتهم حُمَّى روحه.

دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن: فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.

الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن وأنواع الإحسان: فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا.

الشجاعة: فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البِطان، متسع القلب، والجبان أضيق الناس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له.

ومنها بل من أعظمها: إخراج دَغَلِ القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتَحُولُ بينه وبين البَرْءِ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يُخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظَ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوِران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.

ترك فضول النظر والكلام والاستماع، والمخالطة والأكل والنوم: فإن هذه الفضول تستحيل آلامًا وغمومًا، وهمومًا في القلب، تحصُرُهُ وتحبِسُه وتُضيِّقه ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله، ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم! وما أنكد عيشه! وما أسوأ حاله! وما أشد حصر قلبه!

ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم! فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13]، ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 14].

لا بد من حصول الألم لكل نفسٍ آمنت أو رغِبت عن الإيمان:
من آمن بالرسل وأطاعهم، عاداه أعداؤهم وآذَوه فابتُلي بما يؤلمه، وإن لم يؤمن بهم ولم يُطِعْهم، عُوقب في الدنيا والآخرة، فحصل له ما يؤلمه، وكان هذا المؤلم له أعظم ألمًا وأدوم من ألم اتباعهم، فلا بد من حصول الألم لكل نفسٍ آمنت أو رغبت عن الإيمان، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، والمُعرِض عن الإيمان تحصل له اللذة ابتداءً، ثم يصير إلى الألم الدائم.

مهر المحبة والجنة بذل النفس والمال لمالكهما:
أخبر سبحانه أنه: ﴿ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة: 111]، وأعاضهم عليها الجنة، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضلَ كُتُبِه المنزلة من السماء؛ وهي: التوراة والإنجيل والقرآن، ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحدَ أوفى بعهده منه تبارك وتعالى، ثم أكد ذلك بأن أمرهم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم.

فليتأمل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجله؛ فإن الله عز وجل هو المشتري، والثمن جنات النعيم والفوز برضاه، والتمتع برؤيته هناك، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر، وإن سلعةً هذا شأنُها لقد هُيِّئت لأمر عظيم وخطب جسيم:
قد هيؤوك لأمر لو فطـِنتَ له = فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَلِ
مهر المحبة والجنة بذلُ النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين، فما للجبان المعرض المفلس وَسَوْمِ هذه السلعة.

الحازم من أرضى الله ولو غضب الناس:
الإنسان مدني بالطبع، لا بد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إرادات وتصورات، فيطلبون منه أن يوافقهم عليها، فإن لم يوافقهم آذَوه وعذبوه، وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب، تارة منهم وتارة من غيرهم، كمن عنده دين وتُقًى حلَّ بين قوم فُجَّار ظلمة، ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم إلا بموافقته لهم، أو سكوته عنهم، فإن وافقهم أو سكت عنهم، سلِم من شرهم في الابتداء، ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف أضعاف ما كان يخافه ابتداءً لو أنكر عليهم وخالفهم، وإن سلِم منها فلا بد أن يُهان ويعاقب على يد غيرهم، فالحزم في الأخذ بما قالت عائشة أم المؤمنين لمعاوية: "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئًا".

فوائد متنوعة:
• الدعاء في صلب العبادة قبل الفراغ منها أفضل منه بعد الفراغ منها، وهذا كانت سنته صلى الله عليه وسلم في دعائه في الصلاة؛ إذ كان يدعو في صلبها، فأما بعد الفراغ منها، فلم يثبت عنه أنه كان يعتاد الدعاء.

• السعادة دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب.

• النعاس في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن وهو من الله، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان.

• قال ثابت بن قرة: "راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة القلب في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام".

• القوى تتضاعف وتزيد بالطِيْبِ، كما تزيد بالغذاء والشراب، والدَّعَةِ والسرور، ومعاشرة الأحبة، وحدوث الأمور المحبوبة.

• الثُّقلاء والبُغَضاء معاشرتهم تُوهن القوى، وتجلب الهمَّ والغمَّ، وهي للروح بمنزلة الحُمَّى للبدن، وبمنزلة الرائحة الكريهة.

• أصول الطب ثلاثة: الحمية، وحفظ الصحة، واستفراغ المادة المضرة.

• رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة العين، وحياة الروح ... وأكمل الخلق متابعة له، أكملهم انشراحًا ولذةً وقرةَ عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره، وقرة عينه، ولذة روحه ما ينال.


فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكه