المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عواقب الذنوب والمعاصي على الأمم


امانى يسرى محمد
05-03-2020, 04:25 PM
إن المصائب لا تقع إلا بإذن الله تعالى؛ قال الله -عز وجل-: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11]، وإن المصائب بمثابة الإشارات والتنبيهات من الله تعالى لعباده المخالفين، وهي آيات للتخويف أيضًا، قال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء: 59]؛ لذا يجب على العباد الرجوع والامتثال والاستقامة قبل فوات الأوان؛ قال الله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21].

أيها المسلمون: إن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا يجلبه، وآفة تذهبه، فطاعة الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- سبب لجلب النعم المفقودة، وحفظ النعم الموجودة، أما المعاصي فهي سبب لذهاب النعم، وحلول النقم؛ إذ هي تزيل النعم الحاصلة، وتقطع النعم الواصلة.

أيها المسلمون: احذروا المعاصي والذنوب، واتقوا خطرها على الأبدان والقلوب، وانظروا وتفكروا في ظهور أثرها على الأوطان والشعوب، فإنها سلاّبة للنعم، جلاّبة للنقم، تورث أنواعًا عظيمة من الفساد، وتحل أنواعًا من الشرور والفتن والمصائب في البلاد، إن ضررها على الأفراد والمجتمعات لأشد وأنكى من ضرر السموم على الأجسام، إنها لتخلق في نفوس أهلها التباغض والعداء، وتنـزل في قلوبهم وحشة وقلقًا، لا يجتمع معها أنس ولا راحة، قال الله تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) [الصف: 5].

أيها المسلمون: إن المعاصي والذنوب هي أصل كل بلاء، ومصدر كل شقاء، ومنبع كل غضب وانتقام، فما نفرت النعم ولا حلت النقم، ولا تسلط الخصوم والأعداء، ولا حلت الأدواء، ولا هجمت المصائب والنكبات إلا بشؤم الرذائل والمنكرات.
عباد الله: ليس في الدنيا ولا في الآخرة شر ولا داء ولا بلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، وما عذبت أمة من الأمم إلا بذنوبها، ففي كل آية عبرة، وفي كل مثل من الأمم السابقة بلاغ وذكرى، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وقال تعالى -مبينًا سبب أخذ المهلكين وعقابهم-: (فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40]، كل هذا كان فيمن قبلنا، لكن الذنوب هي التي تهلك الأمم اللاحقة أيضًا، فقال تعالى: (أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) [المرسلات: 16-18]، ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها، ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها، بها تزول النعم وتحل النقم وتتحول العافية ويستجلب سخط الله.

أيها المسلمون: ما نزل بالأمم والشعوب من ذل وهوان، وآلام وعقوبات وفتن وزلازل، وما سُلط الأشرار، وسيطر الفجار وغلت الأسعار وشحت الوظائف، وكثرت الجرائم، إلا بسبب الذنوب والمعاصي، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي، وترك الأوامر والنواهي، فاعتبروا يا أولي الأبصار؛ قال الله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) [الأنعام: 6].

ما الذي سبّب إخراج الأبوين -عليهما الصلاة والسلام- من الجنة، دار اللذة والنعيم، إلى هذه الدنيا دار الآلام والأحزان؟! وما الذي سبب إخراج إبليس من ملكوت السماء، وصيرورته طريدًا لعينًا مصدرًا لكل بلاء في الإنسانية؟! لماذا عمّ الغرق قوم نوح حتى على الماء رؤوس الجبال؟! ولماذا سُلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم كأنهم أعجاز نجل خاوية؟! وما السبب في إرسال الصيحة على ثمود حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم؟! ولماذا قلب قرى قوم لوط بهم فجعل عاليها سافلها وأتبعهم بحجارة من سجيل؟! وما الذي أغرق فرعون وقومه؟! وخسف بقارون الأرض؟! وما الذي هد عروشًا في ماضي هذه الأمة وحاضرها طالما حُميت؟! إنها الذنوب والمعاصي.

أيها المسلمون: اعتبروا بالمصائب التي تحصل في معظم الأوطان من الفيضانات والطوفان، والأعاصير التي تهلك الحرث والنسل في بعض الجهات، والجدب والجفاف وكثرة المجاعات وانتشار الأوبئة والأمراض في كثير من المجتمعات، وحوادث السيارات والقاطرات المهلكة والبواخر المغرقة والطائرات المحرقة، والزلازل المروعة التي تأتي على البنيان من القواعد، فخر عليهم السقف من فوقهم، كل ذلك -يا عباد الله- بسبب كفر النعم والظلم وكسب السيئات، قال الله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) [الزمر: 51]. وقال تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) [النحل: 45، 46]، وقال سبحانه -مبينًا عاقبة الظالمين الذين يكفرون نعم الله ولا يشكرونها-: (وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبأ: 19]، وقال تعالى -مبينًا للذين شاهدوا المصائب أن يأخذوا العبرة من ذلك-: (وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت: 35].

أيها المسلمون: إن المصائب سببها ما تكسبه أيدي الناس من الذنوب؛ قال الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30]، فمن رحمة الله تعالى أنه لا يؤاخذ العبد بكل ذنب يكسبه، ولكنه يعفو عن كثير، وكما قال سبحانه: (فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) [المائدة: 49].

أيها المسلمون: إن معصية الله تعالى والمجاهرة بذلك كفر بالنعم، وإن الكفر بالنعم سبب للعذاب والعقاب، قال الله تعالى: (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل: 112]، وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
أيها المسلمون: إن المصائب والأحداث ما هي إلا نذر للمسلمين لكي يعودوا ويرجعوا إلى تصحيح أعمالهم ورفع المظالم وإقامة العدل في بلادهم، فالظلم والبعد عن شرع الله تعالى سبب للهلاك، قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) [القصص: 59].

فاتقوا الله -أيها المسلمون- وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون، واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وقد وعد سبحانه ووعده الحق أن لا يعذب المستغفرين، فقال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33].
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، واجعلنا من الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار.


الخطبة الثانية:

الحمد لله…
أما بعد:
أيها المسلمون: يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد: 11].
على المسلم والمسلمة أن يتقي الله تعالى ويسعى للإصلاح، وأن يحفظ الثغر الموكل إليه حتى لا يتسرب الفساد من بين يديه، وكل بحسبه؛ فالسلطان في البلاد على ثغر من ثغور المسلمين، فلا يجوز له أن يسمح للفساد أن يدخل سلطانه، والوزير على ثغر من ثغور الإسلام فلا يجوز له أن يترك الفساد يتسرب إلى أجهزة وزارته، ومدير المكتب أو المدرسة على ثغر من ثغور الإسلام لا يجوز له أن يسمح للفساد أن ينتشر في صفوف منسوبيه أو تلاميذه، وموظفو الجمارك خاصة والدولة عامة ورجال الأمن على ثغر من ثغور الإسلام لا يجوز لهم أن يسمحوا بدخول الفساد إلى البلاد أو يتساهلوا فيما أوكل إليهم من أعمال، والرجل في بيته ومع أفراد عائلته على ثغر من ثغور الإسلام لا يجوز له أن يترك الفساد يدخل بيته، والفرد لو كان لوحده على ثغر من ثغور الإسلام ينبغي له أن يحرص من دخول الفساد إلى قلبه.
فإذا تخلى المسلم عن مسؤوليته وألقى باللائمة على غيره، عندها يدب الفساد، ويتسلط الأعداء على البلاد، وتحل النقم، وتسلب النعم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أيها المسلمون: إن حصول المصائب لا يكون إلا بسبب ما تكسبه أيدي الناس من المعاصي والمخالفات، والتي منها أكل السحت، والربا، وانتشار الفواحش، والزنا، وإكرام الكفار والفجار، وإهانة الصالحين والأخيار، ونبذ الأحكام الشرعية، وتضييع الصلاة، ومنع الزكاة، واتباع الشهوات، وارتكاب المنكرات، ومعاداة أولياء الله، وانتشار الغش والظلم.
لقد أدمنت المخدرات، وكثر أكل الحرام، وتنوعت فيه الحيل، شهادات باطلة، وأيمان فاجرة، وخصومات ظالمة، لقد ارتفعت أصوات المعازف والغناء المحرم، ودخل أغلب البيوت، وتربى الصغار والكبار على ما تبثه وسائل الإعلام، وتساهل الناس في شأن القنوات الفضائية، لقد فشت رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، تسكعت النساء في الشوارع والأسواق، كَثُرَت مشاكل المغازلات والمعاكسات، خصوصًا مع الإجازة الصيفية، حيث يقضي كثير من الناس أوقاتهم في المجمعات التجارية، فترى تبرج النساء، والاختلاط المزعج، وتساهل في أمر الحجاب، إلى غير ذلك من المنكرات والمعاصي والمخالفات التي لا عد لها ولا حصر في سائر مجتمعات المسلمين، والتي لا يكاد يسلم منها مجتمع، فإلى متى الغفلة عن سنن الله، ونعوذ بالله من الأمن من مكر الله، (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الأنفال: 53].

إن المجتمع حين يغفل عن سنن الله، فتغرق في شهواتها، وتضل طريقها، وتنكب شريعة ربها، إنها لا تلوم بعد ذلك إلا نفسها، إنها سنة الله، حين تفشو المنكرات، وتقوم الحياة على الذنوب والآثام، إن الانحلال الخلقي وفشو الدعارة، وسلوك مسالك اللهو والترف، طريق إلى عواقب السوء؛ إذ تترهل النفوس، وترتع في الفسق والمجون، وتستهتر بالقيم، وتهين الكرامات، فتنتشر الفواحش، وترخص القيم العالية، فتتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد قوتها وعناصر بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها.
نعم؛ إن الاستمرار في محادة أمر الله وشرعه، والاستمرار على الذنوب والخطايا وعدم الإقلاع، ليهدم الأركان، ويقوض الأساس ويزيل النعم، وينقص المال، وترتفع الأسعار، وتغلو المعيشة، وتحل الهزائم الحربية، وقبلها الهزائم المعنوية، ولقد أصابنا -أيها الأحبة- من ذلك الشيء الكثير؛ قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [الأنعام: 65-67].
فاتقوا الله تعالى، واحذروا مكره وبأسه إن كنتم تسمعون؛ قال الله تعالى: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 97-100]، (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا) [الأعراف: 101].

قال بعض السلف: بغت القوم أمر الله، وما أخذ الله قومًا إلا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم، فهل من مدكر؟! فنسأل الله -جل وتعالى- أن يرحمنا برحمته، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزّ الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك واخذل المشركين، وانتصر لعبادك المظلومين، واجعل الدائرة على الظالمين يا رب العالمين.

الشيخ د. : ناصر بن محمد الأحمد
ملتقى الخطباء