المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كثرة السجود.......................


نبيل القيسي
23-03-2020, 03:03 PM
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((سَلْ))، فقلت: أسألُكَ مرافقتَك في الجنة، فقال: ((أَوْ غير ذلك؟))، قلت: هو ذاك، قال: أَعنِّي على نفسِك بكثرة السجود؛ رواه مسلم.



المفردات:

صلاة التطوع: قال في القاموس: وصلاةُ التطوعِ النافلةُ، وكلُّ مُتنفِّلِ خيرٍ متطوعٌ.



ربيعة بن كعب: هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي، كان من أهل الصُّفَّة، وكان يَبِيت عند النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه بوضوئه، وتوفي عام 73 بعد الهجرة.



((سَلْ))؛ أي: اطلب مني حاجةً أقضِها لك.

مرافقتك في الجنة؛ أي: مصاحبتك والقرب منك في الجنة.

أَوْ غير ذلك؛ أي: أتترُكُ سؤال هذه الحاجة وتسألني حاجةً أخرى غيرها؟

هو ذاك؛ أي: مطلبي هو مرافقتك في الجنة لا غير.

أعنِّي على نفسك؛ أي: ساعدني على قضاء حاجتك هذه ونَيْل مراد نفسك.



بكثرة السجود؛ أي: بكثرة صلاة التطوع، وعبَّر عنه بالسجود؛ لأنه من أهم أركان الصلاة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وكما قال تعالى: ﴿ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ﴾ [الحج: 77]؛ أي: صلُّوا، وكما قال: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26]، وكما قال: ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].



البحث:

لا يُفهَم من إيراد المصنفِ هذا الحديثَ في باب صلاةِ التطوع، أن صلاةَ النافلة أعظمُ وسيلةً في علو الدرجات من الفرائض؛ إذ إن صلاة النافلة إنما تثمر هذه الثمرة إذا كان الإنسان موفِّيًا للفرائض، وقد بيَّن ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى قال: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصِر به، ويده التي يبطِشُ بها، ورِجْله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيتُه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).



ما يفيده الحديث:

1- أن كثرة السجود مِن أعظم ما يرفع الله به الدرجات.

2- جواز سؤال العبد ربه مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.

3- حرصُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تكريم خَدَمِه.

لشيخ عبد القادر شيبة الحمد