المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تناسب أقسام سورة النبأ >>>>>>>>>>>>>>>


نبيل القيسي
19-04-2020, 02:52 PM
السورة مقسمة إلى خمسة أقسام:
1. التساؤل عن يوم الحساب (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴿١﴾ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴿٢﴾ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴿٣﴾ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٥﴾)
2. زوجية المخلوقات، الحياة أزواج (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴿٦﴾ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴿٧﴾ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴿٩﴾ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴿١٠﴾ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴿١١﴾ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴿١٢﴾ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴿١٣﴾ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴿١٤﴾ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴿١٥﴾ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴿١٦﴾)
3. يوم الفصل (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴿١٧﴾ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴿١٨﴾ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴿١٩﴾ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴿٢٠﴾)
4. وجهتان فقط يوم القيامة: الجنة والنار (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ﴿٢١﴾ لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ﴿٢٢﴾ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴿٢٣﴾ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴿٢٥﴾ جَزَاءً وِفَاقًا ﴿٢٦﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا ﴿٢٨﴾ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴿٢٩﴾ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴿٣٠﴾ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾)
5. الخضوع لله عز وجل يوم القيامة (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾)
لماذا تسألون عن يوم الحساب هناك أدلة كافية حولكم وهذا ينبغي أن يقودكم إلى الإيمان بيوم الحساب، وهذا اليوم يوم الحساب سيقودكم إلى وجهتين فقط: الجنة والنار وأخيرا الخضوع لله عز وجل يوم القيامة فالملائكة يقفون خاضعين لله تعالى لا أحد يستطيع التكلم حتى الكفار يتمنون لو كانوا ترابا.
الجزء الأول يتحدث عن أناس يبغضون يوم الحساب وفي الجزء الأخير فإنهم خاضعون، لا أحد يتكلم (لا يملكون منه خطابا) (يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) لا يوجد كلام بلا قيمة، لا مزيد من طرح أسئلة استهزاء وسخرية، الجميع يقول الحق، لا أحد يستطيع أن يقول كلاما بلا فائدة بعد الآن، انقلبت الأمور بين افتتاح السورة وبين خاتمتها، عندما قال الله عز وجل بأنهم سيعلمون (كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون) سيعلمون عندما يبدأ يوم الحساب: إنهم خاضعون، علاقة بين بداية السورة وخاتمتها.
حين أخبر الله عز وجل بأن الحياة أزواج، لكن عكس ذلك في الآخرة الأزواج تفصل إما أن تكون في الجنة وإما أن تكون في النار
والجزء في المنتصف هو الدليل على يوم القيامة نفسه (إن يوم الفصل كان ميقاتا)
الاستمرارية في السورة: الحياة الدنيا، يوم الحساب، الآخرة وأن كل شيء متعلق في ميزان يوم الحساب، يوم الحساب يحدد مكان جميع المخلوقات: تقييم الأعمال في الحياة الدنيا والمكافأة عليها في الحياة الآخرة، تناسق مثالي يرتكز على يوم الحساب
وإن فهمت ذلك فإنك ستدرك أمرا آخر بشأن السورة حيث بدأت الحديث عن يوم الحساب: التساؤل عنه وانتهت بيوم الحساب: الخضوع فيه، والتركيز على نتائج يوم الحساب، تناسق مثالي جدا في القرآن