المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان بين العبادة الجليلة والثواب الرباني


المراقب العام
11-05-2020, 07:54 PM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



حل شهر رمضان ضيفا عزيزا كما تعود أن يحل علينا كل عام. فهو شهر البركة والرحمة، مستجاب فيه الدعاء، يكتسي طابعا دينيا محضا يتمثل في الآداب الإسلامية الواجب اتباعها وجعلها المثل والقوانين العليا من أجل استمطار المغفرة واستجلاب التوبة وتجديد العهد مع الله عز وجل.

إذا قمنا بمجاهدة النفس وطهرناها من شرورها وعودناها على العادات الحسنة بتقوية الإرادة والعزيمة فيها، فإننا تمكنا من تعبئة جانب مهم هو الجانب النفسي.

أما الجانب الروحاني فلا يكتمل إلا بالالتجاء الصادق إلى الله تبارك وتعالى عن طريق تلاوة القرآن الكريم بتدبر، وكذا الإكثار من التسبيح والتحميد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الصلاة داخل المساجد حرصا على صلاة الجماعة وما تحمله من معاني تضامنية بما فيها صلاة التراويح وقيام الليل.

وتأتي المعاملات بين الناس في الأخير باعتبارها الأرضية التي يبرز من خلالها الجانبان الروحاني والنفسي، فإذا طبقت المبادئ في هذين الأخيرين فسيكون الثالث في أوجه والعكس صحيح. علينا إذن المبادرة إلى أعمال الخير والإنفاق في سبيل الله وتقوية معاني المودة والتعاونبشتى الوسائل، عاملين على إحياء صلة الرحم، حرصين على الإفطار الجماعي لما فيه من ألفة وود، آخذين الحذر كل الحذر من مفسدات الصيام كالكذب والنميمة والغيبة…. عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”. كاظمين الغيظ مسامحين المسيء إلينا قال صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم”.

إن رمضان شهر فريد في حياة المسلم، ففيه تتجدد حياته كلها، حيث أن عقله يتزود بالعلم والمعرفة، ويغمر الإيمان والتقوى قلبه ؛ إنه بمثابة حمام ندخله قصد التطهر من الذنوب والسيئات، ولا يجب علينا أن ننسى أن لكل عمل أجره والله لا يضيع أجر من عمل صالحا.
أنصحكم إخواني أن تعملوا بجد قصد الوصول إلى عبادة جليلة يكافئها ثواب رباني في ميزان الإسلام العادل.

أيوب المزيّن