المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعمال التي يصلي على فاعلها رب العالمين سبحانه.......!!!!


نبيل القيسي
11-08-2020, 11:47 PM
تخيل أخي الكريم وأختي الكريمة أن الله سبحانه وتعالى جل جلاله وعظم سلطانه، يصلي عليك ويأمر سبحانه ملائكته -أيضًا- بالصلاة عليك!

بالطبع إنها لمكانة عظيمة وشرف ما بعده شرف أن يصلي عليك مالك الملك رب العزة سبحانه.. ولكن مع عظمة الأمر وجلاله فهو ممكن ويسير على كل إنسان أن يرقى لتلك المنزلة الجليلة..

وإليك أخي الحبيب بعض الأعمال التي إن فعلتها -مع سهولتها- تنل هذا الثواب وتلك المكانة العالية..


أولًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
أولُ الأعمال العظيمة: الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أعظم الأذكار؛ وإن من يصلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّة، ينال شرف صلاة الله تعالى عليه عشرًا!

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتُم المؤذِّنَ، فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ؛ فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاة صلى اللهُ عليه بها عشرًا، ثمَّ سلوا اللهَ ليَ الوسيلَةَ؛ فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد اللهِ، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل ليَ الوسيلةَ، حلَّتْ له الشَّفاعةُ»[1].


ثانيًا: تعليم الناس الخير:
تعليم النَّاس الخير مِن أعظم دروب الخير حيث تعود آثاره على النفس والأمة جمعاء، ويَستوجب كباقي الأعمال قاطبة توجيه النيَّة وإخلاصها لله تعالى، ولا يقتصر ذلك على تعليم المسلمين الأمور الشرعيَّة مع عظمها وأولويتها، بل تتضمن أيضًا تعليمهم صنعةً يتكسَّبون بها، وتعليمهم العِلم النَّافع؛ علوم الدنيا والدين، وإرشادهم لكل صنوف المعروف..

وكلُّ فعلٍ يترتَّب عليه خير يسعد فاعلُه بصلاة الله تعالى عليه، وصلاة الملائكة الكرام عليهم السلام، وصلاة أهل السموات والأرض!

فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضلُ العالِم على العابد، كفَضلِي على أدناكم»، ثمَّ قال رسولُ الله: «إنَّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السَّموات والأرض، حتى النَّملة في جُحرها، وحتَّى الحوت، ليُصلُّون على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»[2].


ثالثًا: وَصل الصفوف في الصلاة:
إنَّ وصل الصفوف في الصَّلاة من السنَن العظيمة التي يتناساها الكثيرون في الصلاة، ولو علموا أجرَها لم يغفلوا عن تطبيقها، ولحرصوا على تعلُّمها وتعليمها، ومَن يصل الصفوفَ فقد أكرمه الله تعالى بصلاته عليه، وصلاة الملائكة الكرام عليهم السلام..

فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله وملائكتَه يُصلُّون على الذين يَصِلون الصفوفَ، ومن سَدَّ فُرجةً رفعَه اللهُ بها درجةً»[3].

وبالطبع قد يتعذر ذلك في بعض الأوقات كأيامنا تلك؛ بسبب الأوبئة المعدية وخلافها، فيحدث تباعدًا بين الصفوف والمصلين تفاديًا لنقل العدوى؛ وذلك عده العلماء أولى لأن حياة الإنسان هي أهم مقاصدد الشريعة، والأمر ليس جديدًا بل فصله العلماء وأسهبوا في توضيحه منذ قرون..

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في فتاواه: «وَإِذَا كَانَ الْقِيَامُ وَالْقِرَاءَةُ وَإِتْمَامُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالطَّهَارَةِ بِالْمَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ يَسْقُطُ بِالْعَجْزِ. فَكَذَلِكَ الِاصْطِفَافُ وَتَرْكُ التَّقَدُّمِ»[4].


رابعًا: السحور:
التسحُّر من عظيم السنَن النبويَّة التي يجب أن نحرص عليها لأجرها الوفير، وكذلك للدخول في زمرة الذين يصلِّي عليهم اللهُ تعالى والملائكة الكِرام عليهم السلام..

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السَّحورُ أكلُه برَكةٌ، فلا تدَعوه ولو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ؛ فإنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ»[5].

فداوموا على التسحر ولو بأي قَدرٍ تتبُّعًا للسنَّة الشريفة، وطلبًا للأجر من ملك الملوك جل وعلا.


خامسًا: الصفوف الأُوَل:
الصَّلاة في الصفِّ الأول خلف الإمام مباشرة شرَفٌ كبيرٌ يتسابَق للحصول عليه المؤمنون، والبعض يغفُلُ عن هذا الأمر، فيتراجع للصلاة في أواخر الصفوف، أو يتكاسَل عن القدوم مبكرًا للمسجد..

ففي الصفِّ الأول فضائل كثيرة، ومن يصلِّي في الصفِّ الأول يَنعم بصلاة الله تعالى عليه، وصلاة الملائكة الكرام عليهم السلام؛ فعن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: «لَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ»[6].

بل وزاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر تيسيرًا وأعطانا هديةً أخرى عظيمة فجعل الفضل للصف الثاني كذلك، مع الفارق الأكيد في الأجر، حيث رُوِي عن أبي أُمَامَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي، قال: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي، قَالَ: «وَعَلَى الثَّانِي»[7].


سادسًا: وصل الصفوف وسد الفرج بين الصفوف:
قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ»[8].

و-أيضًا- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الصف من ناحيةٍ إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول: «لَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»، قال: وكان يقول: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ»"[9].


سابعًا: الصلاة على ميامين الصف:
قال صلى الله عليه وسلم «إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ»[10].


وكما ذكرنا في الأمر الثاني في هذا المقال «تعليم الخير» فإنه من تعلَّم هذه الأعمال وعلَّمَها، نال الأجر بصلاة الله سبحانه وتعالى عليه والملائكة الكرام عليهم السلام..

لذا فلتحرِص أخي الحبيب على تعلُّم هذه الأعمال وتعليمها لمن حولك؛ ولتبدأ بأهلك وأبنائك وجيرانك وأصدقائك وزملائك ثم لتتسع الدائرة شيئًا فشيئًا قدر إمكانك، واعلم أن الكلمة الطيبة قد تطوف الآفاق وتنتشر -خاصة في أيامنا تلك- حتى إنها قد تصل إلى ملايين الكيلومترات وأنت في مكانك وذلك بنقرة واحدة، لذا فَلْنَسْعَ دومًا لنشر الخير.


[1] صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يسأل الله له الوسيلة، (384)، 1/288.
[2] سنن الترمذي: (2685)، 5/50، صححه الألباني.
[3] سنن ابن ماجه: (995)، 1/318، صححه الألباني.
[4] ابن تيمية: الفتاوى الكبرى، 2/327.
[5] الألباني: السلسلة الصحيحة 7/1206، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الشيخ الألباني: (حسن صحيح) أنظر: صحيح الترغيب والترهيب، 1/257.
[6] رواه ابن خزيمة في صحيحه، قال الشيخ الألباني: صحيح، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب 1/121.
[7] مسند أحمد 5/262، قال شعيب الأرناءوط: صحيح لغيره، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب 1/118.
[8] رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم عن عائشة رضي الله عنها، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم. قال الشيخ الألباني: حسن صحيح، أنظر: صحيح الترغيب والترهيب 1/121.
[9] سبق تخريجه.
[10] رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها، قال الشيخ الألباني: حسن، انظر: مشكاة المصابيح 1/241.

مي سليمان
13-09-2020, 12:26 PM
يسلمووووووووووووووو