المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية عمير بن حبيب لبنيه


المراقب العام
26-10-2020, 11:26 PM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



-من أقوال الحكماء والبلغاء في حفظ السر وإفشائه

- قال بعض الأدباء: من كتم سرَّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.

- وقال بعض الفصحاء: ما لم تغيبه الأضالع، فهو مكشوف ضائع.

- وقال المأمون: ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها: شرب السمِّ للتجربة، وإفشاء السرِّ إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة، وركوب البحر وإن كان فيه غنى.

- ويروى: أصبر الناس من لا يفشي سرَّه إلى صديقه مخافة التقلُّب يومًا ما.

- وقال بعض الحكماء: القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلٌّ منكم مفاتيح سرِّه.

- وقَالَ بعض الحكماء: من أفشى سرَّه كثر عليه المتآمرون.

- وقال حكيم لابنه: يا بني، كن جوادًا بالمال في موضع الحقِّ، ضنينًا بالأسرار عن جميع الخلق، فإنَّ أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البرِّ، والبخل بمكتوم السرِّ.

- قَالَ بعض البلغاء: (إِذا وقفت الرعية على أسرار الملوك؛ هان عليها أمرها)

- وقال بعض الحكماء: (لا تطلع واحدًا من سرِّك إلا بقدر ما لا تجد فيه بُدًّا من معاونتك)

- وَفِي منثور الحكم: (من ضَاقَ صَدره اتَّسع لِسَانه)

-علامات حسن الخلق

جمع بعضهم علامات حسن الخلق فقال: هو أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، رضياً حكيماً، رفيقاً، عفيفاً شفيقا، لا لعاناً، ولا سباباً، ولا نماماً، ولا مغتاباً، ولا عجولاً، ولا حقوداً، ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً، هشاشاً، يحب في الله، ويبغض في الله، ويرضى في الله.

-مدار السياسة على العدل والإنصاف

قال ابن عبد ربه: “قالت الحكماء: مما يجب على السلطان العدل في ظاهر أفعاله لإقامة أمر سلطانه، وفي باطن ضميره لإقامة أمر دينه؛ فإذا فسدت السياسةذهب السلطان. ومدار السياسة كلها على العدل والإنصاف، لا يقوم سلطان لأهل الكفر والإيمان إلا بهما ولا يدور إلا عليهما، مع ترتيب الأمور مراتبها وإنزالها منازلها”.

-الحديث عن الحبيب حبيب

قال شاعر:

يا من يذكرني حديث أحبتي *** طاب الحديث بذكرهم ويطيب

أعد الحديث علي من جنباته *** إنَّ الحديث عن الحبيب حبيب

أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض

-أصول الفضائل

قال ابن حزم:

زمامُ أُصــولِ جميع الفضــائــلِ *** عـدلٌ وفهمٌ وجُودٌ وبـاسُ

فمِن هذه رُكِّبت غيرُها فمَن *** حازها فهو في الناس راسُ

كذا الرأسُ فيه الأمورُ التي *** بإحساسها يُكشفُ الالتباسُ

-العز الذي لا يفنى

قيل في الحِكَم:”إذا أردت أن يكون لك عزٌّ لا يفنى، فلا تستعزَّ بعزٍّ يفنى. العطاء من الخَلْق حرمان، والمنع من الله إحسان، جلَّ ربُّنا أن يعامل العبد نقدًا فيجازيه نسيئة، إنَّ الله حَكَم بحكم قبل خَلْق السَّماوات والأرض: أن لا يطيعه أحد إلَّا أعزَّه، ولا يعصيه أحد إلَّا أذلَّه، فرَبَط مع الطَّاعة العزَّ، ومع المعصية الذُّلَّ، كما رَبَط مع الإحراق النَّار، فمن لا طاعة له لا عزَّ له”.

-الحكمة

قيل: الحكيم: ذو الحكمة، والحكمة عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويتقنها: حكيم.

وقيل: الحكمة: إصابة الحق بالعلم والعمل.

فالحكمة من الله: معرفة الأشياء، وإيجادها على غاية الإحكام.

ومن الإنسان: معرفته، وفعل الخيرات.

-من كلام البلغاء في وصف الدنيا

الدنيا إن أقبلت بلتْ، وإن أدبرت برَتْ، أو أطنبت نبت، أو أركبت كبت أو أبهجت هجت، أو أسعفت عفت، أو أينعت نعت، أو أكرمت رمت، أو عاونت ونت، أو ماجنت جنت، أو سامحت محت أو صالحت لحت، أو واصلت صلت، أو بالغت لغت أو وفرت فرت، أو زوجت وجت، أو نوهت وهت، أو ولهت لهت أو بسطت سطت.

(من كتاب أحلى طرائف ونوادر اللغويين والنحاة والمعلمين والألغاز: إعداد هيكل نعمة الله)



-الـمؤمن والمنافق

قال حاتم الأصم:

المؤمن مشغول بالفكر والعبر، والمنافق مشغول بالحرص والأمل.

والمؤمن آيس من كل أحد إلا من الله، والمنافق راج كل أحد إلا الله.

والمؤمن آمن كل أحد إلا من الله، والمنافق خائف من كل أحد إلا من الله.

والمؤمن يقدم ماله دون دينه، والمنافق يقدم دينه دون ماله.

والمؤمن يحسن ويبكي، والمنافق يسيء ويضحك.

والمؤمن يحب الخلوة والوحدة، والمنافق يحب الخلطة والملأ.

والمؤمن يزرع ويخشى الفساد، والمنافق يقلع ويرجو الحصاد

والمؤمن يأمر وينهى للسياسة فيصلح، والمنافق يأمر وينهى للرياسة فيفسد.

-أقسام الحكمة وأنواعها

قال ابن القيم: والحكمة، حكمتان: علمية، وعملية.

فالعلمية: الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقا وأمرا، قدرا وشرعا.

والعملية، كما قال صاحب المنازل: وضع الشيء في موضعه.

قال: وهي على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعديه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه.

الدرجة الثانية: أن تشهد نظر الله في وعده، وتعرف عدله في حكمه، وتلحظ بره في منعه. ومن معاني هذه الدرجة قول أهل الإثبات والسنة: إنها -أي الحكمة- الغايات المحمودة المطلوبة له -سبحانه- بخلقه وأمره، التي أمر لأجلها، وقدر وخلق لأجلها.

الدرجة الثالثة: أن تبلغ في استدلالك البصيرة، وفي إرشادك الحقيقة، وفي إشاراتك الغاية.

مدارج السالكين، منـزلة الحكمة 2/478.

-وصية عمير بن حبيب لبنيه

أوصى عمير بن حبيب، وهو من الصحابة، بنيه، فقال:

يا بني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء، وإن من يحلم عن السفيه يسر بحلمه، ومن يجبه يندم، ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير، وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى، وليوقن بالثواب من الله عز وجل، فإنه من يوقن بالثواب من الله عز وجل لا يجد مس الأذى.

الكامل للمبرد

-الدين والسياسة والمال

جَاءَتْ الشَّرِيعَةُ بِصَرْفِ السُّلْطَانِ وَالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَإِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ بِالسُّلْطَانِ وَالْمَالِ هُوَ التَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ وَإِنْفَاقَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِهِ كَانَ ذَلِكَ صَلَاحُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا. وَإِنْ انْفَرَدَ السُّلْطَانُ عَنِ الدِّينِ أَوْ الدِّينُ عَنِ السُّلْطَانِ فَسَدَتْ أَحْوَالُ النَّاسِ وَإِنَّمَا يَمْتَازُ أَهْلُ طَاعَةِ اللَّهِ عَنْ أَهْلِ مَعْصِيَتِهِ بِالنِّيَّةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ…

وَلَمَّا غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ إرَادَةُ الْمَالِ وَالشَّرَفِ وَ صَارُوا بِمَعْزِلِ عَنْ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ فِي وِلَايَتِهِمْ: رَأَى كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ أَنَّ الْإِمَارَةَ تُنَافِي الْإِيمَانَ وَكَمَالَ الدِّينِ.

ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ غَلَّبَ الدِّينَ وَأَعْرَضَ عَمًّا لَا يَتِمُّ الدِّينُ إلَّا بِهِ مِنْ ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى حَاجَتَهُ إلَى ذَلِكَ؛ فَأَخَذَهُ مُعْرِضًا عَنِ الدِّينِ؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّهُ مُنَافٍ لِذَلِكَ وَصَارَ الدِّينُ عِنْدَهُ فِي مَحَلِّ الرَّحْمَةِ وَالذُّلِّ. لَا فِي مَحَلِّ الْعُلُوِّ وَالْعِزِّ.

وَكَذَلِكَ لَمَّا غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ الْعَجْزُ عَنْ تَكْمِيلِ الدِّينِ وَالْجَزَعِ لِمَا قَدْ يُصِيبُهُمْ فِي إقَامَتِهِ مِنِ الْبَلَاءِ: اسْتَضْعَفَ طَرِيقَتَهُمْ وَاسْتَذَلَّهَا مَنْ رَأَى أَنَّهُ لَا تَقُومُ مَصْلَحَتُهُ وَمَصْلَحَةُ غَيْرِهِ بِهَا.

وَهَاتَانِ السَّبِيلَانِ الْفَاسِدَتَانِ – سَبِيلُ مَنْ انْتَسَبَ إلَى الدِّينِ وَلَمْ يُكَمِّلْهُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنَ السُّلْطَانِ وَالْجِهَادِ وَالْمَالِ وَسَبِيلُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى السُّلْطَانِ وَالْمَالِ وَالْحَرْبِ وَلَمْ يَقْصِدْ بِذَلِكَ إقَامَةَ الدِّينِ – هُمَا سَبِيلُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ.

السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية :

ابن تيمية

-تعليم وتربية

قال عبد الملك بن مروان ينصح مؤدب ولده: “علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وروّهم الشعر يشجعوا وينجدوا، وجالس بهم أشراف الرجال وأهل العلم منهم، وجنبهم السفلة فإنهم أسوأ الناس أدبا، ووقرهم في العلانية وأنبهم في السر، واضربهم على الكذب؛ فإن الكذب يدعو إلى الفجور، وإن الفجور يدعو إلى النار”.

مقدمة ابن خلدون

-وصية في آداب المشاورة

أوصى عمرو بن هريرة بعض بنيه فقال:

لا تكونن أول مشير، وإياك والرأي الفطير، وتجنب ارتجال الكلام، ولا تشر على مستبد، ولا على وغد، ولا على متلون، ولا على لجوج، وخَف الله في موافقة هوى المستشير، فإن التماس موافقته لؤم، وسوء الاستماع خيانة.

عيون الأخبار لابن قتيبة

-الخط دال على صاحبه

حكي أنه ادعى رجل على رجل مالاً، وأن معه به رقعة بخطه، فجحد الرجل الخط، وجعل يكتب بين يدي الناس فيحكمون أن الخط ليس خطه. ثم تراضيا بسليمان بن وهب، وما يحكم به في ذلك، فأحضر الخط والرجل، فقال: اكتب فأملي عليه كتاباً طويلاً، ردد فيه مثل الحروف التي في رقعته، فتبين سليمان أن الخط خطه، وأنه صنع في كتاب الرقعة، ولم يكتب على طبعه، بحروف دلته على ذلك، فحكم عليه سليمان، فاعترف الرجل بالخط، وأدى المال وعجب من ذلك. فقيل لسليمان: كيف وقفت على ذلك؟ فقال: إنه يصنع في الرقعة كلها إلا في أحرف قذفتها سجيته، ولم يحترس منها طبعه.

-التحذير من اللحن في اللغة

سمِعَ الأعمشُ رجلاً يلحَنُ في كلامِه فقال: من الذي يتكلَّم وقلبي منه يتألَّم؟

وكان الحسنُ البصريُّ رحمه الله يقول: “ربما دعوتُ فلَحَنتُ فأخافُ أن لا يُستجابَ لي”.

وكان أيوبُ السِّختيانيُّ رحمه الله إذا لحَنَ استغفرَ اللهَ.

وسمِعَ الخليفةُ المأمونُ بعضَ ولده يلحَنُ، فقال: “ما على أحدِكم أن يتعلَّم العربيةَ؟ يُصلِحُ بها لسانَه، ويفُوقُ أقرانَه، ويُقيمُ أوَدَه، ويُزيِّنُ مشهَدَه، ويُقِلُّ حُجَجَ خصمِه بمُسكِتات حِكَمه”.