المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نافذة على التراث علماء أعلام


المراقب العام
28-12-2020, 05:58 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif



علماء أعلام :أصبغ بن محمد بن الشيخ المهدي

يكنى أبا القاسم، عالم مشهور. كان محققاً بعلم العدد والهندسة، مقدماً في علم الهيئة والفلك وعلم النجوم، وكانت له مع ذلك عناية بالطب.

تواليفه حسان، وموضوعاته مفيدة، منها كتاب المدخل إلى الهندسة، في تفسير كتاب إقليدس، ومنها كتاب ثمار العدد المعروف بالمعاملات. ومنها كتابه الكبير في الهندسة تقصي فيه أجزاءها. ومنها كتاب في الآلة المعروفة بالأسطرلاب. ومنها تاريخه الذي ألفه وهو تاريخ كبير.

توفي بمدينة غرناطة قاعدة الأمير حبوس ليلة الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت لرجب سنة ست وعشرين وأربعمائة، وهو ابن ست وخمسين سنة شمسية. وعده من مفاخر الأندلس.

> الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب

أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي

من أهل لوشة. نبيلةٌ حسيبةٌ، تجيد قراءة القرآن، وتشارك في فنون من الطلب، وإقراء مسائل الطب، وتنظم أبياتاً من الشعر. وذكرتها في خاتمة الإكليل بما نصه: “ثالثة حمدة وولادة، وفاضلة الأدب والمجادة، تقلدت المحاسن من قبل ولادة، وأولدت أبكار الأفكار قبل سن الولادة. نشأت في حجر أبيها، لا يدخر عنها تدريجاً ولا سهماً، حتى نهض إدراكها وظهر في المعرفة حراكها، ودرَّسها الطب ففهمت أغراضه، وعلمت أسبابه وأعراضه.

ولما قدم أبوها من المغرب، وحدث بخبرها الـمُُغرب، توجه بعض الصدور إلى اختبارها، ومطالعة أخبارها، فاستنبل أغراضها واستحسنها، واستطرف لسنها، وسألها عن الخط، وهو أكسد بضاعة جلبت، وأشح درة حلبت. فأنشدته من نظمها:

الخط ليس له في العلـم فـائدة

وإنما هو تزيينٌ بـقـرطـاس

والدرس سؤلي لا أبغي به بـدلاً

بقدر علم الفتى يسمو على الناس”

> الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب

وصف اللسان

قال بعضُ البلغاء: في اللسان عشرُ خصالٍ محمودة، أداةٌ يظهر بها البيان، وشاهد يخبر عن الضمير؛ وحاكمٌ يفصل الخطاب، وواعظٌ يَنْهَى عن القبيح، وناطق يردُ الجواب، وشافع تُدْرَك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، ومُعْرِبٌ يُشْكَر به الإحسان، ومُعَزٍّ تذهب به الأحْزان، وحامِدٌ يذهبُ الضغينةَ، ومونق يلهي الأسماع.

> زهر الآداب للحصري

وصايا تربوية

قال أبو العباس: قال عمر بن الخطاب رحمه الله: علموا أولادكم العوم والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً، ورووهم ما يجمل من الشعر.

ويروى عن الشعبي أنه قال: قال عبد الله بن العباس: قال لي أبي: يا بني، إني أرى أمير المؤمنين قد اختصك دون من ترى من المهاجرين والأنصار، فاحفظ عني ثلاثاً: لا يجربن عليك كذباً، ولا تغتب عنده مسلماً، ولا تفشين له سراً. قال: فقلت له: يا أبه، كل واحدةٍ منها خير من ألف، فقال كل واحدة منها خير من عشرة آلاف.

> الكامل للمرد

وقال لقمان لابنه: إياك وصاحب السوء، فإنه كالسيف المسلول: يعجب منظره، ويقبح أثره، ولا يهوننَّ عليك من قبح منظره ورثّ لباسه، فإن الله تعالى إنما ينظر إلى القلوب ويجازي بالأعمال .

> لباب الألباب أسامة بن منقذ

من أعاجيب هندسة الجامع الأموي بدمشق

وصف ابن فضل الله العمري جامع بني أمية في دمشق، فقال:

فأما القبة فما لا يجول مثلها في ظنّ، ولا يدور في فكر. وقد تعلّق رفرفها بالغمام عابثا، وحلّق طائرها إلى أخويه النسرين يبغي أن يكون لهما ثالثا. قد بُنيت على قناطر، ممتدّة على قناطر، بعقود محكمة، وقطع صخور مُنظّمة، إلى سُقوف لابن فضل الله العمري

أقوال حكيمة

قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما أحسن الحسنات في آثار السيئات وأقبح السيئات في آثار الحسنات، وأقبح من ذا وأحسن من ذاك السيئات في آثار السيئات، والحسنات في آثار الحسنات.

وكان مالك بن دينار يقول : جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم.

وقيل لعمر بن عبد العزيز: أي الجهاد أفضل فقال: جهادك هواك.

> الكامل للمرد

وعن سعد بن عبد العزيز رحمه الله قال: من أحسن فليرجُ الثواب، ومن أساء فلا يستنكر الجزاء، ومن أخذ عزاً بغير حق أورثه الله تعالى ذلاً بحق، ومن جمع مالاً بظلم أورثه الله فقراً بغير ظلم .

قال أبو العيناء: سمعت الحسن بن سهل يقول: من أحبَّ الازدياد من النعم فليشكر، ومن أحب المنزلة عند السلطان فليعظه، ومن أحب بقاء عزه فليتواضع، ومن أحب السلامة فليدم الحذر

> لباب الألباب أسامة بن منقذ

من المدن المغربية القديمة: “كاكدم”

مدينة بأقصى المغرب جنوبي البحر متاخمة لبلاد السودان، منها صناع أسلحة؛ منها الرماح والدرق اللمطية من جلد حيوان يقال له اللمط، لا يوجد إلا هناك، وهو شبه الظباء أبيض اللون، إلا أنه أعظم خلقاً، يدبغ جلده في بلادهم باللبن وقشر بيض النعام سنة كاملة، لا يعمل فيه الحديد أصلاً، إن ضرب بالسيوف نسبت عنه، وإن أصابه خدش أو بتر يبل بالماء ويمسح باليد فيزول عنه، يتخذ منه الدرق والجواشن قيمة كل واحد منها ثلاثون ديناراً، وحكى الفقيه علي الجنحاني: انه مر بقرب “كاكدم” بتَلٍّ عال، والناس يقولون؛ من صعد هذا التل اختطفه الجن، وعنده مدينة النحاس التي اشتهر ذكرها.

> آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني

وثيقة صلح الحديبية ومسألة كتابة اسم:”محمد رسول الله”

قلت: وقع في صحيح مسلم من حديث البراء في صلح الحديبية أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال لعليّ: (اكتب الشرط بيننا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله) فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك -وفي رواية بايعناك- ولكن اكتب: محمد بن عبد الله. فأمر عليا أن يمحوها. فقال علي: والله لا أمحوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: أرني مكانها، فأراه فمحاها وكتب ابن عبد الله. قال علماؤنا رضي الله عنهم: وظاهر هذا أنه عليه السلام محا تلك الكلمة التي هي “رسول الله” صلى الله عليه وسلم

بيده وكتب مكانها “ابن عبد الله”. وقد رواه البخاري بأظهر من هذا، فقال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم

الكتاب فكتب، وزاد في طريق أخرى: “ولا يحسن أن يكتب”. فقال جماعة بجواز هذا الظاهر عليه، وأنه كتب بيده منهم السمناني وأبو ذر والباجي، ورأوا أن ذلك غير قادح في كونه أميا، ولا معارض بقوله تعالى: “وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك”، ولا بقوله صلى الله عليه وسلم

: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب). بل رأوه زيادة في معجزاته واستظهارا على صدقه وصحة رسالته، وذلك أنه كتب من غير تعلم لكتابة ولا تَعاطٍ لأسبابها، وإنما أجرى الله تعالى على يده وقلمه حركات كانت عنها خطوط مفهومها؛ “ابن عبد الله” لمن قرأها، فكان ذلك خارقا للعادة؛ كما أنه عليه السلام عَلِم عِلْم الأولين والآخرين من غير تعلم ولا اكتساب، فكان ذلك أبلغ في معجزاته وأعظم في فضائله ولا يزول عنه اسم الأمي بذلك؛ ولذلك قال الراوي عنه في هذه الحالة: “ولا يحسن أن يكتب”، فبقي عليه اسم الأمي مع كونه قال: “كتب”.

> تفسير القرطبي

في وصف الدنيا

قال الأديب الكبير الشهير أبو محمد عبد الله بن محمد بن صارة البكري الشنتريني رحمه الله تعالى:

بَنو الدنيا ِبـجَهل عظّمـوهـا

فجلّت عندهم وهي الحقـيره

يُهارش بعضُهم بعضاً عليهـا

مهارشة الكلاب على العقيره

> نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب المقري

وروي أن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه

، حجَ فلمَّا كان بضجنان قال: لا إله إلاَّ اللّه العليّ العظيم، المُعْطِي مَن شاء ما شاء، كنتُ في هذا الوادي في مِدْرَعة صوف أرْعى إبل الخطّاب، وكان فظًّاً يُتْعِبني إذا عملت، ويَضربني إذا قصرت، وقد أمسيت الليلة ليس بيني وبين اللّه أحد، ثم تمثّل: البسيط:

لا شيء مِمَاِ ترى تَبْقَى بشاشتُـهُ

يبقى الإله ويُودي المالُ والولدُ

لم تغن عن هُرمُز يوماً خزائنهُ

والْخُلْدَ قد حاولت عادٌ فما خلَدُوا

ولا سليمان إذْ تجرِي الرياحُ لهُ

والجنُ والإنس فيما بينها تَـرِدُ

أين الملوك التي كانت نوافلُهـا

من كل صَوْبٍ إليها وافِد يَفـد

حوضُ هنالك مورودٌ بلا كـدر

لا بدَ من وِرْدِهِ يوماً كما وَرَدوا

> زهر الآداب للحصري

بين الإخلاص والنفاق في السياسة

روي أن معاوية بن سفيان لما نصب يزيد لولاية العهد أقعده في قبةٍ حمراء، فجعل الناس يسلمون على معاوية، ثم يميلون إلى يزيد، حتى جاء رجلٌ فعل ذلك، ثم رجع إلى معاوية، فقال: “يا أمير المؤمنين، اعلم أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها” -والأحنف بن قيس جالسٌ- فقال له معاوية -أي للأحنف-: “ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟” فقال: “أخاف الله إن كذبت، وأخافكم إن صدقت”، فقال: “جزاك الله عن الطاعة خيراً!” وأمر له بألوفٍ. فلما خرج الأحنف لقيه الرجل بالباب، فقال: “يا أبا بحر، إني لأعلم أن شر من خلق الله هذا وابنه، ولكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال، فلسنا نطمع باستخراجها إلا بما سمعت”. فقال الأحنف: “يا هذا أمسك عليك، فإن ذا الوجهين خليقٌ ألا يكون عند الله وجيها”ً.

> الكامل للمبرد

إعداد : الدكتور عبد الرحيم الرحموني