المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحاكم العادل.. ظل الله في الأرض


Dr.asmaa gamal
13-06-2010, 04:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




«لما تولى الخليفة عمر بن عبدالعزيز الخلافة بعث إلى الحسن بن أبي الحسن البصري يسأله عن صفات الإمام العادل فكتب البصري: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف.. والإمام العادل يا أمير المؤمنين والراعي الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي، ويزودها عن مواقع الهلكة، ويحميها من السباع، ويكنفها من أذى الحر والضرر والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها، حملته كرها، ووضعته كرها، وربته طفلا، تسهر لسهره وتسكن لسكونه، ترضعه تارة وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته.

والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده.. والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد لله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد إئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وأهلك ماله.

هذه كلمات من إمام الواعظين الحسن البصري إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الذي اشتهر بالعدل وهو الحاكم الذي تحدث التاريخ الصادق عن عدله وتقواه.. ومنزلة الحاكم العادل عند الناس عظيمة وعند الله أعظم فدعاؤه مستجاب، وهو ظل الله في الأرض، وهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وسأل عمر بن عبدالعزيز أيضا عدي بن أرطأة عن صفات الحاكم العادل فأجابه «فإذا أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للرعية عندك».

Dr.asmaa gamal
13-06-2010, 04:31 PM
هذا هو الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز لقد أراد أن يجنب نفسه من أي تقصير أو ذنب قد يرتكبه بحق الرعية.. لذلك حرص أن يسمع من إمام الواعظين الحسن البصري نصحه بما يجب أن يحرص عليه في حكمه وعمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي جده الفاروق عمر بن الخطاب فهو الذي اشتهر بعدله وخروجه في الليل ليتفقد الرعية..

الأرقم
15-06-2010, 03:35 AM
بارك الله بك دكتورنا الفاضل فقد أجدت وأفدت
حماك الله من كل شر وسوء
ولكن دكتورنا هل عنوان المقال فيه إشكال نرجو التوضيح

Dr.asmaa gamal
15-06-2010, 04:22 AM
اهلا ومرحبا بك اخي الفاضل

اذا كان الإنسان في الأصل هو خليفة الله على الأرض فكيف بالحاكم العادل؟؟

بارك الله بك دكتورنا الفاضل فقد أجدت وأفدت
حماك الله من كل شر وسوء
ولكن دكتورنا هل عنوان المقال فيه إشكال نرجو التوضيح

أم عمار
15-06-2010, 04:39 AM
ومنزلة الحاكم العادل عند الناس عظيمة وعند الله أعظم فدعاؤه مستجاب، وهو ظل الله في الأرض، وهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وسأل عمر بن عبدالعزيز أيضا عدي بن أرطأة عن صفات الحاكم العادل فأجابه «فإذا أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للرعية عندك».

يا سبحان الله هذه المنزلة وهذا الأجر ....وهم عنه معرضون
نسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا وأن نراها كما أراها عباده الصالحون

جزاكم الله خيراً دكتورة أسماء

الأرقم
15-06-2010, 04:43 AM
دكتورتنا الكريمة جزاكم الله خيرا على متابعتكم

واسمحوا لنا بذكر بعض كلام أهل العلم في مسألة ( الإنسان خليفة الله في الأرض )

*قال ابن كثير عند قوله - تعالى -: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]: "أي: قَوْمًا يَخْلُف بعضهم بعضًا، قرنًا بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، كما قال - تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ} [الأنعام: 165] وقال: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} [النمل: 62]. وقال: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزخرف: 60]. وقال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} [مريم: 59]".

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة : وَمَنَعَتْ طَائفة هذا الإطلاق، وقالت لا يقال لأحد إنه خليفة الله؛ فإن الخليفة إنما يكون عمن يغيب، ويَخْلُفُه غَيْرُه، والله - تعالى - شاهدٌ غيرُ غائب، قريبٌ غير بعيد، راءٍ وسامع؛ فمحال أن يَخْلُفَهُ غيرُهُ؛ بل هو - سبحانه - الذي يَخْلُف عبده المؤمن، فيكون خليفته؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الدجال: ((إنْ يَخرُج وأنا فيكم فأنا حَجِيجُه دونكم، وإن يَخرُج ولست فيكم فامرؤ حَجِيجُ نَفْسِه، والله خليفتي على كُلِّ مؤمن)). والحديث في الصحيح.
قالوا: ولهذا أنكر الصديق - رضى الله عنه - على مَن قال له: يا خليفة الله، قال: لستُ بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله، وحسبي ذلك.


قالوا: وأما قوله - تعالى -: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30] فلا خلاف أن المراد به آدم وذريته، وجمهور أهل التفسير من السلف والخلف على أنه جعله خليفة عمَّن كان قَبْلَه في الأرض؛ قيل عنِ الجنِّ الذين كانوا سُكَّانَها، وقيل عن الملائكة الذين سكنوها بعد الجنِّ، وقصتهم مذكورة في التفاسير.
وأما قوله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ} [فاطر: 39] فليس المراد به خلائف عن الله، وإنما المراد به أنه جعلكم متعاقِبِينَ؛ يَخْلُف بعضُكم بعضًا، فكلَّما هَلَكَ قَرْنٌ خَلَفَه قَرْنٌ إلى آخر الدهر.


إلى أن قال ابن القيم: "فإن أُرِيد بالإضافة إلى الله أنه خليفة عنه، فالصوابُ قولُ الطائفة المانعة منها، وإن أريد بالإضافة أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة، وحقيقتها خليفة الله الذي جعله الله خَلَفًا عن غيره".


والله تعالى أعلم.