المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من منا وضع خطة لرمضان ؟


امانى يسرى محمد
05-03-2021, 11:50 AM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://2.bp.blogspot.com/-gwlH_S1AyRk/T3fiJAwkQPI/AAAAAAAAABM/9DYJkptC4kw/w1200-h630-p-k-no-nu/HD_e_30-030022001.png&key=3f21bd9db27219e1b737d3ec78357f88626cd52d06685f 868ac4bd0d0c8fa3ea (http://2.bp.blogspot.com/-gwlH_S1AyRk/T3fiJAwkQPI/AAAAAAAAABM/9DYJkptC4kw/w1200-h630-p-k-no-nu/HD_e_30-030022001.png)




اني لأجد في نفسي حرجا عندما أكتب عن الاستعداد لرمضان قبيل دخول الشهر والا فمن الاجدر بنا والاولى ان تكون استعداداتنا قبله بشهور كما كان استعداد الصحابة رضوان الله عليهم

إذا كان أهل الأفلام والمسلسلات أعلنوا عن استعداداتهم قبله بشهور

فما استعدادك أنت ؟!

واذا كانوا هم وضعوا الخطط له قبله بشهور فما خطتك أنت ؟!


إن كنت ترجو أن تصيب رميـــــــــــــــة ....

فاثقف سهامك قبل ان ترميـــــــــــــــــــــها


الوقفة الأولى : # لحظة يقظة #

سل نفسك كم من أناس كانوا معنا في رمضان الفائت هم الآن بين التراب ؟


وكم من رمضان مر عليك ما حققت الغاية منه ؟ هل لك هدف في رمضان ؟
قال بن الجوزي رحمه الله تعالى
" قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة فاذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة !


فتدبرت السبب في ذلك عرفته .
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط والسياط لا تؤلم بعد انقضائها ألمها وقت وقوعها .
والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الانسان فيها مُزاح العلة قد نخلى بجسمه وفكره عن اسباب الدنيا وانصت بحضور قلبه فاذا عاد الى الشواغل اجتذبته بآفاتها وكيف يصح أن يكون كما كان ؟!
فمنهم من يعزم بلا تردد ويمضي بلا التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه "نافق حنظلة "
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع الى الغفلة أحيانا ويدعوهم ما تقدم من المواعظ الى العمل احيانا فهم كالسنبلة تميلها الرياح !
وأقوام لا يؤثر فيهم الا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان - حجر أملس - "

الوقفة الثانية : # همسة محاسبة #

قال الله عز وجل في وصف المتقين " والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله " وقال " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون "
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل "
فعليك ان تحاسب نفسك محاسبة صادقة وان تلزمها حدها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

الوقفة الثالثة : # لا تياس ولا تغتر #

بعد أن حاسبت نفسك الآن فأنت واحد من اثنين
اما عاص مسرف او طائع زاهد واما شاكر راض او منكر جاحد


اما يائس قانط او آمل راشد
فالاولى لك أخي العاصي :: لا تياس :: واعلم ان باب التوبة مفتوح
(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) )الفرقان

والثانية لك اخي الطائع يامن اديت حق ربك :: لا تغتر :: واحذر ان يقع الغرور في قلبك والعجب في عملك فيصير هباءا منثورا فكم من أعمال ضاع ثوابها بسبب عجب خالط القلب أو رياء خالط العمل
أخي .. احذر أن تذوق طعم نفسك فما أفلح والله من ذاق طعم نفسه
اعلم ان التوفيق بيد الله بل هو سبحانه وتعالى غني عنك وعن عبادتك وأنك لن تطيعه الا بفضله ولن تحجم عن معصيته الا بمنه وحوله
اسال الله الثبات في زمن الفتن .. ثبت نفسك بكثرة الدعاء ..


كان من دعائه صلى الله عليه وسلم " با مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

الوقفة الرابعة :- # التخلي ثم التحلي #


والتخلي هو تخلية النفس من عقباتها وعثراتها وتطهيرها من كل ما يعوق الطريق الى الله عز وجل والعقبات في الطريق الى الله عز وجل جمعها بن القيم رحمه الله في قوله


" ولكي يصل المرء الى مطلوبه لا بد له من هجر العوائد وازالة العوائق وقطع العلائق " فهي ثلاث
1: العوائد وهي اعتياد الناس لفعل اشياء معينة فزادت عن حدها مثل كثرة النوم وفضول الكلام وفضول الاستماع والواجب على الانسان قبل رمضان يهجر هذه العوائد
2: العلائق التي تعلق القلب بها وهي حب القلب لاشياء دون الله ورسوله والله عز وجل يقول " قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)"


فالواجب على الانسان قطع هذه العلائق من قلبه وان يقدم حب الله على كل حب.
3: العوائق التي تعوق الطريق وهي شرك وعلاجه تجريد النفس للتوحيد وبدعة وعلاجها تحقيق السنة وتجريد النفس للمتابعة ومعصية وعلاجها التوبة النصوح
فواجب على الانسان ان يهجرالعوائد ويزيل العوائق ويقطع العلائق
وأود أن أركز جيدا على هذه الثلاث فهي الأهم


أولا : التوبة الصادقة واجب على المرء أن يتوب توبة صادقة لله عز وجل من كل الذنوب صغيرها وكبيرها فالتوبة العلاج الحقيقي للذنوب والمعاصي قال الله عز وجل


"وتوبوا الى الله جميعا ايه المؤمنون لعلكم تفلحون " (31) النور
وللتوبة شروط أجمعها لك فيما يلي لعل الله ان ينفعني واياك بها
1: الاخلاص ..فالله عز وجل لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا له وحده ليس لاحد معه شئ
2: الاقلاع عن الذنب .. ويحتاج منك الى جهد جهيد وقرار شجاع فمجرد علمك بتحريم الذنب وجب عليك الاقلاع عنه من قورك فهاهم الصحابة رضوان الله عليهم لما نزلت آية تحريم الخمر اذ بهم يسكبوها من افواههم حتى صارت شوارع المدينة انهارا من خمور
3: الندم على ما فات .. وهذا يحتاج منك الى عزيمة قوية وان تعمل الاعمال الصالحة النافعة عوضا عن ما فات من ذنوب وآثام وهاهي المرأة التي زنت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حملها ندمها على المعصية أن تصر على موقفها حتى يقام عليها الحد
4: رد المظالم لأهلها فان كانت لله فتب وارجع واعلم انه يفرح بتوبتك سبحانه وتعالى وان كانت لعبد فرد الحقوق لاهلها
5: العزم على عدم العودة الى الذنب مرة أخرى وبذل الجهد في ذلك والاستعانة بالله على هذا الأمر واحسان الظن بالله تبارك وتعالى مع صدق النية معه.
6: أن تكون التوبة في زمن تقبل فيه التوبة قبل الغرغرة قبل أن يأتيك ملك الموت فلا تسوف ولا تؤجل بادر واسرع فلا يعلم المرء ما يكون غدا أو حتى بعد دقائق فاحذر ان ياتي عليك يوم تقول فيه " رب لولا أخرتني إلى أجل قريب " وعندها لا ينفع الأمل ولا تنفع الأمنيات فتقول يا ليتني وعندها لن تجد لك فئة تنصرك من دون الله . رزقني الله واياكم التوبة الصالحة النافعة العازمة النادمة الشاملة الكاملة الصادقة الخالصة انه ولي ذلك ومولاه .

ثانيا : تجريد النفس لتوحيد الله عز وجل فلا تظن نفعا ولا ضررا الا به سبحانه وتعالى وان تقدم حبه على كل حب وان تعلم انه وحده الرازق والمدبر

ثالثا: تجريد النفس للمتابعة : فلا تفعل الا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

وقد جمع بن القيم رحمه الله التخلي في قوله رحمه الله
" لا يسلم قلب المرء حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد وبدعة تناقض السنة وغفلة تناقض الذكر وشهوة تناقض الامر وهوى يناقض الاخلاص "

وبعد التخلي عليك بتحلية الطريق بالاعمال الصالحة فضع خطة لرمضان واستعد من الان بالصلاة والصيام وقراءة القران حتى تستقبل رمضان نقيا من العقبات والعثرات وتحقق الغاية المرجوة من الصوم وهي التقوى كما قال الله


" يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "


أخي لا وقت للتضييع .. قم من الآن ابدأ من الآن انطلق ...


فلتقم لتكتب بقلم همتك على صفحات قلبك بمداد دموع توبتك خطتك من الآن
قبل رمضان .. اختم ختمتين من القرآن على الأقل ... اجعل وردا من قيام الليل ولو نصف ساعة كل ليلة ... تعلم فقه الصيام ... اقرا كتابا فيه .. حاول ان تسمع كل يوم محاضرة او خطبة عن رمضان وعن النية منه وعن وظائف رمضان وعن فضله وثمرات صيامه .. حاول ان لا تدخل رمضان الا وقد تعلمت أدب الصيام وفقهه مع شيخ أو صديق ..


اقرأ أحوال السلف في رمضان فبهم تعلو الهمم وبذكرهم تحيا القلوب ... الزم صحبة خير ورفاقا صالحين من الآن .. حاول ان تعود نفسك على الصيام .. اجعل لك وردا من تفسير القرآن تتدبر به هذا الكتاب وتفكر فيه ... الزم مجالس العلم ...
أخي فلتعلو همتك وليجهز زادك وعدتك "
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "

اسال الله التوفيق في تحقيق الهدف ... استعن بالله عليه
اجعل لنفسك وقتا تجلس فيه مع نفسك .. تحاسبها .. تربيها
اجعل لنفسك جدول محاسبة .. الزم نفسك به .. عاقب نفسك عند التقصير فيه

الوقفة الخامسة: # توبة خاتمة #
لا بد أخي الكريم من توبة في ختام كل عمل صالح فالعبد دائما محصور بين توبتين في بداية العمل وفي نهايته والمتامل في كتاب الله عز وجل يجد أنه سبحانه ختم الاعمال الصالحة بالتوبة قال الله
" ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله "
" الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار "
ولما انتشر الاسلام وعظم أنزل الله " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة "
ولما كان قرب أجله صلى الله عليه وسلم أنزل الله " إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا "

أخيرا اخوتي هذا قليل من كثير والحر يكفيه القليل والعبد لا يكفيه قليل ولا كثير فصلوا على البشير النذير وادعوا الله العلي القدير ان ييسر لي ولكم وان ينفع بي وبكم
اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا رب العالمين
اللهم بلغنا رمضان وانت راض عنا يا رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين



محمود بن إبراهيم بن محمود الصباغ


صيد الفوائد



https://pbs.twimg.com/media/DA0X21AXgAATAWT.jpg