المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف الداء


سيف الامه
14-06-2010, 06:46 AM
كشف الداء


أجمع الناس ولا أقول فقط المسلمين أن الأخلاق وصلت إلى الحضيض...
للأسف مدرسة الحياة في هذا العصر تلقن الإنسان مند الطفولة كيف يصير فاقدا للتصور السليم والسلوك الرشيد والخلق الحسن..
مدرسة الحياة بجميع أقسامها تشترك اليوم في ^صناعة^ هدا النوع من الإنسان

الأسرة أول أقسام مدرسة الحياة:
أول الأخطاء التي تؤسس عليها الأسرة تكمن في تمييع وتشييء^ معايير اختيار الزوجة أو الزوج. حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح ومعاييره أخلاقية ودينية بامتياز.

لكن انظر اليوم إلى المعايير تجد عجبا:
فارس الأحلام: أصبح له طول وعرض وقسط من الجمال، وسعة من المال والمركب ودار بثلاث غرف ووو..ويستطيع أن يحمل شريكته فوق بساط ويجول بها العالم!!

من جهته سيدة العالم: بالضرورة أصبحت فتاة نشيطة ومتعلمة وجميلة جدا وطباخة ولا تمرض ولا تهرم وتستطيع أن تغرق الزوج في السعادة!!
ببساطة يريد الزواج من الحور العين!

يقول الله عز وجل: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} (النحل 97)

المهم أن لا أحد من الفريقين يسأل عن دين أو خلق..ومن تم تتأسس أسرة علمانية الأسس، أي منقطعة الصلة بالتعاليم الدينية حين اختيار الزوجة أو الزوج.

هذه لعمري خيوط العنكبوت (المادة الخام) التي يتشكل منها بيت الزوجية في عصرنا الحاضر
{وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}(العنكبوت 41)

مثل هذا البيوت هي التي تسقط في أول وأبسط امتحان وينتهي بها المقام في محاكم الشقاق والطلاق...

قد لا يختلف اثنان أن المسؤولية المباشرة للزوج والزوجة اتجاه أولادهما لا تنفك عنهما أبدا.

الأفعال والأقوال القبيحة ترانيم يتودد بها الزوجان!! الطفل بينهما يسمع ويرى..حتى إذا وجد القدرة على الكلام والحركة قلد سلوك والديه، حقا {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه} كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

لم تعد الأسرة مؤسسة تربوية، بل أصبحت ملتقى لجمع من الأفراد حول موائد اللهو والفرجة والطعام...وقد قيل أن بيت الزوجية اليوم أشبه بغرف الفنادق!!

وعلى ذكر الفرحة، فمن بين معاول الهدم داخل الأسرة نجد التلفاز؛ أول مولود تعرفه الأسرة http://f1136.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f2279242%5fAEKniGIAAFYaTBXdEADX3Vv 5dL0&pid=6&fid=Inbox&inline=1

وسأحكي لكم قصة أحد الأطفال المقربين مع التلفاز
هذا الطفل لديه من التصرفات الخاصة التي تثير العجب والتساؤل، احترت في فهم سلوكه، يعبر الطفل عن غضبه وسروره وضجره بإيماءات بوجهه وجوارحه. كثير الحركة والصراخ وتعابير وجهه غير مألوفة..

شاء الله أن أفهم الموضوع ووجدت تفسيرا لتصرفاته.

الطفل يحاكي بأمانة رسومه الكارتونية المفضلة (توم وجيري)! يقلد القط ((توم)) وكأنك تراه!!

ثم إذا ما جاء الليل يبيت الطفل يتشاجر في نومه مع الأشرار ويفر من المطاردات..
طبعا وصل الطفل إلى هذه الحالة لأنه مند أن عرف التلفاز وهو يستصنم أمامها وكأن على رأسه الطير.

هذا هو الحل الذي تعالج به الأسر ثقل واجباتها تجاه الأطفال!

الأم مشغولة إما بالمطبخ أو الثرثرة مع الصويحبات أو العمل خارج البيت، الأب حين يعود من العمل يسره أن يجد ابنه أمام التلفاز لأنه ببساطة لا يريد سماع صوته ويحب أن يرتاح من مشاكساته..

ما ذنب هذا الطفل حتى يشحن بالقبيح من الأفكار والسلوك؟

للأسف هذه هي الأساسات التي تبنى عليها شخصية الطفل في أغلب الأسر العربية..

الأسرة هي المشتل الذي تنبت فيه الأخلاق الحميدة أو القبيحة وهي النواة الأولى التي تنتج لنا شبابا سيسعى بفكره وسلوكه داخل مجتمعاتهم..

الأسرة هي من تختار منذ البداية إما أن تخرج لنا أناسا متدينين يتحلون بالأخلاق الحسنة أو بالعكس سيئي الأخلاق قليلي الأدب يتسكعون في الطرقات ضرهم على أنفسهم ومجتمعاتهم أكثر من نفعهم.

سأعود إن شاء الله إلى هذه النقطة بقصة عامة لنفهم جيدا كيف يقتل التلفاز منذ الصغر أشياء جميلة في الطفل في حين أنه يربي فيه أشياء قبيحة..

ماذا سأقدم لكم اليوم ؟؟
في ارتباط بما سبق سأقدم اليوم سلسلة من المشاهد الملتقطة من قلب البيوت.

في التدخل السابق اتهمت الأسرة بأنها أكبر معاول الهدم داخل الأسرة..

قد لا تتفقون معي وقد يتسرع البعض ويحكم على المقال بالتضخيم والتعميم. لكن مهما كان رد فعلك على هذه المقدمة، فالحجة يؤسسها المضمون والمشاهد التي تتخلله والمقتبسة من يوميات الأسرة، إضافة إلي تعليق يفكك هذه المشاهد ويكشف مآلها وآثارها المستقبلية على أفراد الأسرة بأسلوب سردي ووصفي فريد.

من جهة، هذا المقال ليس فتوى بتحريم التلفاز، ومن جهة أخرى هذا الجهاز، على الرغم من أهميته في التواصل والإخبار والتثقيف، إلا أنه ليس إلها يعبد من دون الله ليس لنا حق مساءلته.

فبين هاتين الكفتين يتناول المقال تأثير التلفاز على الإنسان داخل الأسرة ويعالج المسألة من الناحية النفسية والاجتماعية.

وللموضع بقية تابعونا في الرسالة القادمة إن شاء الله تعالى