المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل إيمانية - التهيئة لرمضان (2)


امانى يسرى محمد
15-03-2021, 04:56 PM
https://i.ytimg.com/vi/Ve1ohW7Iopo/hqdefault.jpg


.(التهيئة بالتخطيط)



https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://image.slidesharecdn.com/arrange-your-ramadan2206/95/arrange-your-ramadan-16-728.jpg?cb=1189666306&key=235f5874dc1e94b4dcb8995045b12c8b96ff5132b48e2d 277e35527a61d722b0 (https://image.slidesharecdn.com/arrange-your-ramadan2206/95/arrange-your-ramadan-16-728.jpg?cb=1189666306)

لنحضر ورقة وقلما ونبدأ معًا بتدوين خطتنا لرمضان هذا العام:

تحديد الوقت المخصص لتلاوة القرآن تدبرا وفهما واستماعا له بقلوب واعية وأذهان حاضرة وآذان منصتة (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وهذا الوقت يختلف باختلاف الأشخاص وكل منا يحدد ما يناسبه ويعلم في قرارة نفسه أنه يقدر عليه (ويمكنه زيادة هذا المقدار لاحقا خلال الشهر بحسب همّته) لا تحدد عدد الختمات التي ترغب أن تنجزها وإنما حدد الوقت الذي ستخصصه لمدارسة القرآن يوميا صباحا أو مساء أو بعد الصلوات كلٌ بحسب ظروفه. وحدد السورة أو السور التي تحب أن تتدبر بعمق وتحفظها في هذا الشهر وأعدّ كتاب تفسير تريد أن تقرأ منه بعض الفوائد واللطائف التي تعينك على تدبر الآيات.


حدّد ودوّن الأدعية التي ترغب أن تدعو بها في سجودك وفي قيامك وفي سائر أوقاتك وليكن اختيارنا بداية أدعية القرآن وما ثبت في السنة الصحيحة من أدعية النبي صلّ الله عليه وسلم فهي أبلغ الأدعية وهي عامة شاملة لكل ما يحتاجه أحدنا في حياته.


خطط إنفاقك وصدقاتك وزكاتك وخصص مبلغا من المال تخرجه في هذا الشهر على الفقراء والمساكين والمحتاجين واستحضر بها عددا من النوايا فإن كانت زكاة فهي امتثال لأمر الله (وآتوا الزكاة) وإن كانت صدقة فهي من التقرب إلى الله ورغبة في التطهير من الذنوب (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وتوسعة على المساكين وتفريج كربة مكروب وغيرها من النوايا الصادقة الحسنة.


خطط ساعات يومك واحذر أن تقلب الليل نهارا والنهار ليلا وتعكس قول الله تعالى (وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا) واحرص على حسن استثمار نهارك وليلك أحسن استثمار بعيدا عن اللغو واللهو وتضييع الأوقات، صل أرحامك، اقض حوائج أهلك واسرتك، ساعد غيرك، احرص على الصلاة في وقتها وعلى قيام الليل. خطط لأسرتك في رمضان بأن تخصص وقتا تجتمعون فيه على خير وطاعة اختر من البرامج القرآنية الهادفة برنامجا يناسب جميع أفراد الأسرة وتابعوه معا وتناقشوا فوائده واحتسبه مجلس علم وذكر تشهده الملائكة وتدعو لمن حضره.


خطط لأخلاقك بأن تعوّد نفسك على كظم غيظك وعدم التسرع في ردة فعلك فالبعض يستهين بهذه المسألة فيقضي رمضانه منفعلا متجهما عبوسا ضيق الصدر سريع الغضب بحجّة أنه صائم وينسى أن من التقوى في رمضان أن تتقي الله في أخلاقك فهي مرآتك فإن أسأت الخلق والتعامل مع غيرك ستعكس صورة سلبية عن أخلاق الصائمين وعن المسلمين بشكل عام.


هذه بعض المسائل التي تحتاج منا إلى تهيئة أنفسنا بالتخطيط لها قبل دخول رمضان فنتدرب عليها من الآن لتكون سهلة يسيرة علينا طيلة رمضان ومن بعده في سائر أيام العام لأن رمضان دورة تدريبية لا ينبغي لنا أن نتخرج منها وقد نسينا ما تعلّمناه فيها





,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




التهيئة بالقدوة 1



https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.net_12_15_c784_3dlat-net-07-15-d7cb-44.gif&key=66b60ebd9a06d5fab8e7ea078ac6c1b1d0223c5c092d9a 81fe09c9cb34f21f41 (https://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.net_12_15_c784_3dlat-net-07-15-d7cb-44.gif)




(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الأحزاب))

رسول الله صلّ الله عليه وسلم قدوة المسلمين في دينهم وعبادتهم وأخلاقهم وهو الأسوة الذي ينبغي لنا أن نتأسى به ونهتدي بهديه (فبهداهم اقتده) والرسول صلّ الله عليه وسلم أرسله الله عز وجلّ معلّما وهاديًا للخلق

(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( البقرة))

وأمرنا عز وجلّ بطاعته وطاعة نبيه صلّ الله عليه وسلم

(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)

وقال صلّ الله عليه وسلم: صلّوا كما رأيتموني أصلي وقال صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم. وعلى هذا فنحن مأمورون في عبادتنا لله تعالى أن نتّبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها فهو المبلِّغ عن ربه عز وجلّ فلا نبتدع من عند أنفسنا شيئا في أيّ عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى لأننا لن نكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعرف الخلق بربه وأتقاهم له وأشدهم خشية له وتعظيما وأكثرهم قياما لله وشكرا وحمدا. وصيام رمضان ركن ركين من أركان الدين "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام"

كتبه الله عز وجلّ على عباده المؤمنين

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

وقد صامه رسول الله صلّ الله عليه وسلم كما أمره ربه جلّ جلاله فهل نعرف كيف صامه نبينا حتى نقتدي به؟!


تبييت النية:


"من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" [صحيح النسائي]

والنية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة.


الحثّ على السحور:

"السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [حسن رواه الإمام أحمد]

وقال -صلّ الله عليه وسلم-: "نعم سحور المؤمن التمور" [صحيح أبي داود]

وكان من هديه صلّ الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قبيل الفجر.


حسن الخُلُق وترك الزور واللغو:

"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله عز وجل حاجة أن يدع طعامه وشرابه" [رواه البخاري] "ليس الصيام من الأكل والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّـك أحد أو جَهِل عليك فقل: إني صائم" [صحيح ابن خزيمة]



تعجيل الفطر:

"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [ صحيح أبي داود]



الدعاء عند الإفطار:

"للصائم عند فطره دعوة لا ترد" [صحيح ابن ماجه] ومن دعائه صلى الله عليه وسلم عند إفطاره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله" [صحيح أبي داود]



قيام الليل:

لقد سن الرسول -صلّ الله عليه وسلم- قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة وعدد ركعاتها ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [متفق عليه]. وكان صلّ الله عليه وسلم يطيل القرآءة والتدبر في آيات القرآن ويطيل الركوع تعظيما لله ويطيل السجود تقربا إلى الله جلّ جلاله وإلحاحًا عليه بالدعاء.


زكاة الفطر:

وهي واجبة على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وليلته وقوت عياله، والأفضل فيها الأنفع للفقراء ووقت إخراجها: يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد .



هذا باختصار هديه صلّ الله عليه وسلم في رمضان فما بلغنا عنه أنه كان يقضي نهاره نائما ولا ليله في مجالس السمر مع أصحابه ولا أنه كان يفرط في تناول ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب ولا أنه أصابته تخمة فتكاسل عن أداء صلاة العشاء والقيام ولا أنه غضب على أحد لأنه صائم ولا بلغنا عنه سوء خُلُق حاشاه فقد كان خلقه القرآن في كل أحواله. فليتنا نتأسى بهديه ونقتفي أثره في عبادته..


,,,,,,,,,,,,,,,



التهيئة بالقدوة 2



استكمالا للرسالة السابقة عن التهيئة لرمضان بالقدوة نتعرف على هدي النبي صلّ الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان



الاجتهاد في العشر الأواخر وتحري ليلة القدر:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها". ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبيصلى الله عليه وسلم "كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره". وهذا يعني أنه كان صلى الله عليه وسلم يستعد ويشمّر للاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر أكثر من العشرين الأوائل وكان يقوم أغلب الليل ويوقظ أهله لصلوا جزءا من الليل حرصًا على نفعهم وحثّا لهم على الاجتهاد في عبادتهم. فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يحرص على الاجتهاد والجدّ في عبادته في العشر الأواخر من رمضان فما أحوجنا نحن المثقلون بالأوزار والذنوب للتأسي به والاقتداء بهديه لعل قيامنا يوافق ليلة القدر فنكون ممن يمنّ الله عز وجلّ عليهم بالمغفرة والعتق من النيران فمن يدري لعلنا لا ندرك رمضانًا آخر ولا ليلة قدر مقبلة!! فلنحرص جميعًا كبارا وصغارا آباء وأمهات وأولاد كما نحثّ بعضنا على منافع دنيوية أن نجتهد في عبادتنا في العشر الأواخر ونشجع بعضنا بعضا على ما فيه خيرنا وفلاحنا فيوقظ الأب والأم أبناءهم لصلاة الليل وقرآءة القرآن والدعاء وليحرصوا على السحور ويتدارسوا فضائل هذه الليالي العشر وأخصها ليلة القدر لتعمر القلوب إيمانا واحتسابا للأجر من الله عز وجلّ. ولو أنهم جعلوا من خطتهم أن يتولى كل واحد من أفراد العائلة إيقاظ الباقين لصلاة الليل في كل ليلة ويكون للصغار منهم جوائز تشجيعية فكيف سيكون حال هذه الأسرة وأفرادها؟! إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر يعلّمنا سنّة التدرج في العبادات وأن الأصل أن يترقى الإنسان بعبادته بشكل تصاعدي لا كما هو واقع حال كثير من المسلمين إلا من رحم ربي، تراهم يجتهدون في الأيام الأولى من رمضان فيجدون في قرآءة القرآن وفي صلاة التراويح ثم تراهم عند انتصاف الشهر بدأوا يتثاقلون عن الصلاة ويقضون اليوم نيامًا ثم تأتي العشر الأواخر فتجدهم يجتهدون في الليالي الفردية من ليلة 21 و23 و25 و27 وفي الليالي الزوجية يفترون ثم قبل العيد بأيام تكاد ترى المساجد فارغة والأسواق عامرة وكأن العيد سيأتي بغتة ولم نكن نعرف موعده قبل دخول رمضان!! فكأني بهؤلاء اجتهدوا في بعض أيام الشهر ثم ليلة توزيع الشهادات غابوا وكأنهم في غنى عن هذا التكريم!!



الجود:

الجود من خصال النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بعثته كما وصفته خديجة رضي الله عنها عندما أتاه الوحي أول مرة فقالت: "والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق و"كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان وهو شهر الجود يجود الله تعالى على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران وجوده صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتصر على إنفاق المال فقد كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وإنما كان يجود بنفسه في سبيل إظهار دين الله تعالى وهداية عباده وتبليغهم رسالته. وما أحرانا نحن أن نخصص شيئا من مالنا للإنفاق في شهر رمضان ونحثّ أهلنا ومن حولنا عليه ونخصص شيئا من وقتنا وعلمنا كلٌ بحسب اختصاصه لينفع به من حوله فلعل الطبيب المسلم الصائم يخصص من وقته لمعالجة بعض المرضى غير المقتدرين مجانًا ولعل نجارا يصنع لفقير متاعا يحتاجه في بيته وهكذا.. عندها يتحقق التكافل الاجتماعي الذي هو من جوهر دين الإسلام العظيم، دين الحقوق ودين العطاء ودين الرحمة والتآلف والمحبة وسلامة القلوب


بقلم سمر الأرناؤوط


https://pbs.twimg.com/media/ETkIXY8XQAEMEir.jpg