المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصناف الناس بعد رمضان


امانى يسرى محمد
08-05-2021, 07:35 AM
بعض الناس يخشى من الرجوع إلى المعاصي والفتن بعد رمضان
والبعض دخلوا رمضان بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي
والبعض يصاب بالغرور وبالعجب من كثرة الطاعات فى رمضان


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRBXy8yCAFT4YV76SxExFiKgTTercoL4 CqDLw&usqp=CAU


الخوف من الرجوع إلى المعاصي والفتن بعد رمضان

(( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))[النازعات:41] قال بعض الأئمة في تفسيرها: هو الرجل يهم بعمل المعصية، فيتذكر وقوفه بين يدي الله، فيكفُّ عنها.


(( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ))[المؤمنون:57-61]


فهم مشفقون على أنفسهم من خشية الله، وخوف عقابه، ومع كونهم يؤتون ما آتوا من الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وحج وصدقة... وغير ذلك، إلا أنهم خائفون أيضاً، وقلوبهم وجلة -أي خائفة– أن لا يتقبل منهم إذا رجعوا إليه، وقاموا بين يديه، وقد أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي في سننه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60] فقالت: يا رسول الله! أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنه الذي يُصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل) وفي رواية الترمذي: (ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم).

فهذا هو الدواء إن شاء الله تعالى، وهذا هو الشفاء، دوام الخوف من الوقوع في غضب الله، ودوام التضرع إليه بالثبات، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأيضاً فلابد من شد العزيمة، وعدم الاستسلام لنزعات الشيطان وهوى النفس،وملازمة الصحبة الصالحة التى تعين على الطاعات


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTiKB-cNWEyA4jplAaQubIzZupbPKW5VYk_mQ&usqp=CAU


للذين دخلوا رمضان بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي إنهم لم يستفيدوا شيئاً

قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} [المائدة:61] قال ابن كثير رحمه الله: هذه صفة المنافقين، وقد دخلوا، أي: عندك يا محمد! بالكفر، يعني: مستصحبين بالكفر في قلوبهم، ثم خرجوا من عندك والكفر كامنٌ فيها، لم ينتفعوا بما سمعوا، لم يفد فيهم العلم، لم تنجح فيهم المواعظ والزواجر.

فالذين دخلوا رمضان ثم خرجوا مثلما كانوا قبل رمضان، أو أسوأ تنطبق عليهم هذه الآية، دخلوا بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي، بعد رمضان رجعوا إلى ما كانوا فيه من المنكرات، لم يستفيدوا من رمضان، رمضان لم يورث توبةً عندهم، ولا استغفاراً ولا إقلاعاً عن المعاصي، ولا ندماً على ما فات، لقد كانت محطةً مؤقتة ثم رجعوا إلى ما كانوا فيها.


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTiKB-cNWEyA4jplAaQubIzZupbPKW5VYk_mQ&usqp=CAU


عدم الاغترار بما حصل من طاعات فى رمضان

بعض الناس يتصور أن ما حصل في رمضان كافٍ للتكفير عن سيئات الإحدى عشر شهراً القادمة، ولذلك فهو يحمل على ما مضى، ويعول على ما مضى، وكأن هذا باعتباره ونظره ما حصل منه كافٍ، مستند يستند عليه، ومتكئ يتكئ عليه لمعصية الله تعالى وهو ما درى، ربما رد على أعقابه ولم يقبل منه عملٌ واحدٌ في رمضان.

بعض الناس اجتهدوا فعلاً، صاموا وحفظوا جوارحهم، وختموا القرآن وبعضهم أكثر من مرة، وعملوا عمرة في رمضان، وصلوا قيام رمضان كله من أوله إلى آخره ربما الشيطان يوسوس ويقول: لقد فعلت أشياء كثيرة وطاعاتٍ عظيمة، خرجت من رمضان بحسنات أمثال الجبال، رصيدك في غاية الارتفاع، صحائف حسناتك مملوءة وكثيرة فلا عليك بعد ذلك ما عملت، ويصاب بالغرور وبالعجب، وتمتلئ نفسه تيهاً وفخراً، ولكن آية من كتاب الله تمحو ذلك كله، وتوقفه عند حده، وتبين له حقيقة الأمر وهي قول الله تعالى: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6] أتمن على الله؟ أتظن أنك عندما فعلت له هذه الأشياء تكون قد قدمت له أشياء عظيمة؟ تظنها كخدمة من خدمة البشر؟ {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6]

فإن النبي صلّ الله عليه وسلم قال في الحديث الحسن:

(لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضات الله تعالى لحقره يوم القيامة)

لجاء يوم القيامة فرآه قليلاً ضعيفاً، لرأى عمله لا يساوي شيئاً،

فإنه لو قارنه بنعمة واحدةٍ من النعم كنعمة البصر أو غيره، لصار هذا قليلاً لا يساوي شيئاً.

ولذلك فإن الناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم، وإنما يدخلونها برحمة الله تعالى، ليست الأعمال ثمناً للجنة، لكنها سببٌ لدخول الجنة، لا ندخل الجنة إلا بالأعمال الصالحة، الذي لا يعمل صالحاً لا يدخل الجنة، فهي سبب لكنها ليست الثمن، فبدون رحمة الله الأعمال لا تؤهل لدخول الجنة، بل ولا تسديد حق نعمة واحدة من النعم.


(إنما يتقبل الله من المتقين)
لقد مضت الأعمال، والصيام، والقيام، والزكاة، والصدقة، وختم القرآن، والدعاء، والذكر، وتفطير الصائم، وأنواع البر التي حصلت، والعمرة التي قام بها الكثير، لكن هل تقبلت أم لا؟ هل قبل العمل أم لا؟
يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27] .

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، يعطي ويخشى ألا يقبل منه، يتصدق ويخشى أن ترد عليه، يصوم ويقوم ويخشى ألا يكتب له الأجر.

قال بعض السلف: " كانوا لقبول العمل أشد منهم اهتماماً بالعمل ذاته، ألم تسمعوا قول الله عز وجل:

{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27] " فغير المتقين ما هو حالهم؟

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTiKB-cNWEyA4jplAaQubIzZupbPKW5VYk_mQ&usqp=CAU


( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
أي: حتى يأتيك الموت,
فلا منتهى للعبادة والتقرب إلى الله إلا بالموت .

هكذا يجب أن يكون العبد مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا وألف لا ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام ....

قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 ,
وقال : { ... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... } فصلت 6 .
( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها )

إن كنتم ممن أستفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين ... !
فصُمتم حقاً ... وقُمتم صدقاً ... واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه ... !!
فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات .
وإياكم ثم إياكم ... من نقض الغزل بعد غزله .

إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون , وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعموا بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ...

ترجعوا إلى جحيم المعاصي والفجر !!

فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ..!!

نحن لا نطلب أن نكون بعد رمضان كما كنا في رمضان فهذا شيء صعب فأيام رمضان لها ميزة خاصة وقدرة خاصة وطاقة خاصة ولكن نأخذ من هذه الطاقة والقدرة ما يعيننا على الثبات بعد رمضان فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وهنا تتضح الحكمة من حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر) والحكمة أن تثبت على الطاعة وتأكيد على الاستمرار في فعل الخيرات وبان

رب رمضان هو رب كل الشهور


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTiKB-cNWEyA4jplAaQubIzZupbPKW5VYk_mQ&usqp=CAU


أيها المقبول!

هنيئاً لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأي شيء يدرك، ومن أدركه فيه الحرمان، فماذا يصيب؟ كم بين من كان حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران؟


من علامات التقوى:

الامتناع عن الفسق بعد رمضان؛ إن الذي يخشى على عمله ولا يدري هل قبل منه أم لا؛ يجتهد في العبادة ويواصل في الطاعة بعد رمضان ، والذي يظن أنه قد عمل حسنات أمثال الجبال، فلا يهمه بعد ذلك ويقول:

عندي رصيد وساعة لربك وساعة لقلبك.

عن ابن مسعود أنه قال:
من هذا المقبول منا فنهنيه؟
ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟