المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظهير الظالمين


امانى يسرى محمد
01-10-2021, 08:50 PM
الظهير: هو المُعين.
لا يوجد سبب يُبِيح لرجل أن يكون عَوْنا لظالم.
قال الله تعالى: قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِیرا لِّلۡمُجۡرِمِینَ
(القصص 17).
فإن كان الظالم قائده أو رئيسه وأمره بالظلم فلا يجوز له أن يطيعه.
فإن أمره الظالم بالقتل وقتل، فهو أشد ظلما من الظالم؛ فلولاه ما قُتِلَ القتيل.
أتى الجَلَّادُ الذي يَجْلِدُ ابن تيمية إليه في سِجنه بدمشق، وقال له: اغفر لي ياشيخنا فأنا مأمور.
فقال له ابن تيمية: والله لولاك ما ظلموا.

فإنْ أمَرَ الظالمُ رجلا بالبَغي والعُدوان فَبَغَى وعَدَا، فهذا الرجل أشد ظلما من الظالم؛ فلولاه ما بَغَى وما عَدَا.
إن الأتباع الصغار أشد إجراما من سادَتِهم؛ لأنهم هم يد الظالم التي تضرب المستضعفين، وتقتل المظلومين.
ولا عُذْرَ للأتباع إن هم أطاعوا سَادَتهم فقتلوا ظلما أو ضربوا مقهورا،
لا عُذْرَ لهم
لا عُذْرَ لهم
لا عُذْرَ لهم
إنَّ فرعون لم يُؤْخَذ وَحدَه، بل أُخِذَ فرعون وجُندُه جميعا معا بالعذاب.
وسوف يَتَبَرَّأ القادَةُ مِن أتباعهم، اسمع لربك:
إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ۝ وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُرِیهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ حَسَرَ ٰ⁠تٍ عَلَیۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنَ ٱلنَّارِ (البقرة 166، 167)

وقد سَمِعتُ بعض جُهَّالِ الشيوخ يُعطون رُخْصَةً بالقتل لِتَابِعٍ بِدَعْوَى أنَّ قائدَه الذي أمَرَهُ بالقتل هو الذي يحمِل إثمَ القتل.
فهذا الشيخ عندي أشد إثما مِنَ القاتل ومن الآمِر بالقتل؛ لأنه أعطَى مُجرِما رُخْصَة بالقتل ليقتل وقلبه مطمئن أنه لا إثمَ عليه.

وأخيرا:
إياكم وحُبَّ ظالم؛
قال رسول الله : (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ).
إياكم وتأييدَ ظالم؛
إياكم والرضا بعمل ظالم؛
اسمع لربك: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ.

والخاتمة:
إنَّ الأرض في زماننا هذا تَغَصُّ بالمظلومين المَقهورين، فاشغلوا أنفسكم وقلوبكم وألسنتكم بهم؛ فإن: (مَن لا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم).

تَذَكَّروا أخوتنا المستضعفين المقهورين في سوريا ودرعا الآن، الذين تَكالَبَت عليهم كلاب بَشَّار، وكلاب إيران، وكلاب الروافض مِن شَتَّى الأرض، ومُرتَزَقَة روسيا.
تَذَكَّروا أخوتنا المقهورين الروهينجا.
تذكروا أخوتنا المقهورين الإيغور.
تذكروا أخوتنا المستضعفين المظلومين المقهورين في كل مكان.
الله حَسْبُهم
وهو وَلِيُّهم
وهو على كل شيء قدير.
والله أعلم

د. محمد الجبالي

ملتقى اهل التفسير