المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله.. النموذج المغاير


أبوفيصل
10-07-2010, 06:25 AM
فضل الله.. النموذج المغاير




يقول الحق في محكم التنزيل آمرا عباده بالتحلي بخلق رفيع ووصف جميل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

فالأمة مأمورة بالعدل ومنهية عن البغي. ولقد كان هذا نهجا لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولصحابته الكرام رضوان الله عليهم في جميع أمورهم وسائر أحوالهم، وليس المقام هنا مقام الحديث عن عدل الصحابة الكرام وعن إنصافهم فيما بينهم، فلقد ضربوا في ذلك أروع الأمثلة وأحسنها، إنما المقام هنا للحديث عن عدلهم وإنصافهم مع غير المسلمين ممن عاصروا من كفار زمانهم.

لا يخفى على أي متابع لسيرة خير القرون تباينُ مواقفِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من كفار زمانهم تبعا لتباين مواقف الكفار أنفسِهم تجاه دعوة الإسلام وحملة رسالته. فالموقف الذي سطره كتاب الله تجاه من تعبدنا بلعنته إلى يوم الدين عند نزول قوله تعالى "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" لم يكن موقفا تجاه جميع من مات على الكفر، فليست الأمة مأمورة بلعن كل من مات على الكفر إلى يوم القيامة!!. وليس أحد سوى أبي جهل -مثلا- نال لقب "فرعون هذه الأمة".

كما أن الموقف ممن دافع عن دعوة الإسلام واحتضن أبناءها كعم النبي صلى الله عليه وسلم، والمطعم بن عدي الذي أجاره عليه الصلاة والسلام وغيرهم من الكفار لم يكن يوما موقفا عدائيا تجاه شخوصهم وذواتهم.

إذن فموقفنا من الكفر كعقيدة، ومن الشرك كدين وملة، لا يحتم توحد مواقفنا تجاه الأفراد ممن اعتقدوا الكفر ودانوا به، إنما هنالك اعتبارات ومتغيرات أخرى تدخل في معادلة "المعاملة" لهؤلاء الأفراد من أبناء الملة الواحدة والدين الواحد. ولا أدلَّ على هذا التفريق من قوله تعالى "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ". فنحن لسنا منهيين إذن عن البر والقسط مع من لم يحاربنا ويرفع في وجهنا السلاح مع أنه كافر لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر!! لا , بل إن الله امتدحنا على هذا البر معهم قائلا "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

لقد مات قبل أيام المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، ولقد أثار فضولي كثيرا ما سمعته عن الرجل وعن أفكراه التي توصف بالمعتدلة وعن منهجه في التقريب بين السنة والشيعة. وأثناء بحثي عن تصريحاته وعن آراء المراجع الشيعية الأخرى فيه، شاهدته في إحدى مقابلاته يترضى عن سيدنا أبي بكر الصديق، وفي أحد مصنفاته يصف السيدة عائشة "بأم المؤمنين". وفي محاضرة له يشكك في صحة رواية "كسر الضلع" والتي تتكلم عن كسر ضلع سيدتنا عائشة، وهي إحدى الروايات الثابتة عند الشيعة الإمامية والتي يستشهدون بها للطعن في الصحابة الأبرار... إلى آخر ذلك من المواقف التي تحسب لرجل تربى على المذهب الإمامي، وترعرع عليه حتى صارت له مكانة بين أتباعه والمنتسبين إليه.

كما استوقفني أيضا، أحد المواقع الإلكترونية التي أطلقها بعض نشطاء الشيعة، والتي تخصصت في الرد عليه والتبرئ منه ومن أفكاره تحت عنوان "ضلال نت"، وقد جمع الموقع فتاوى أكبر المراجع الشيعية في قم والنجف وغيرها، وهي بمجملها تنص على التبرئ منه ومن مخالفاته الكثيرة لأصول معتقد "الطائفة الحقة"!!

أقول وباختصار؛ إذا كنا نبرأ إلى الله مما عند الشيعة من انحرافات وضلالات ولعن وطعن في الصحابة الكرام وفي أمهات المؤمنين، فما واجبنا تجاه من يتبرأ من هذه الانحرافات أو من بعضها أو من الكثير منها من أبناء الطائفة نفسها؟! وإذا كنا نتمنى الهداية لهم، بعلمائهم وعوامهم، أليس واجب علينا وعلى علمائنا على وجه الخصوص دعمَ مثل هذه المحاولات للإصلاح من الداخل؟؟ كما أن أعداء الأمة يدعمون تدميرها وإفسادها من الداخل أيضا!!

ثم إذا كنا نبغض ونحارب كل من يحرض على أهل السنة، ويثير الفتن والقلاقل هنا وهناك، فلماذا لا نشجع وندعم الفتاوى والتيارات التي تحقن الدماء وتحفظ الأرواح وتقدس الحرمات؟؟ أليس من مقتضيات العدل والإنصاف ألا تؤخذ الحسنة بعروى السيئة؟؟ أليس من الإنصاف والعدل أن نفرق في موقفنا بين هذا وذاك؟؟ أوليس من العدل والإنصاف أيضا أن يقال للمحسن إذا أحسن: أحسنت، وللمسيء إذا أخطأ وضل: أخطأت وضللت؟؟؟

الحنين للذكريات الجميلة
12-07-2010, 05:26 AM
قول وباختصار؛ إذا كنا نبرأ إلى الله مما عند الشيعة من انحرافات وضلالات ولعن وطعن في الصحابة الكرام وفي أمهات المؤمنين، فما واجبنا تجاه من يتبرأ من هذه الانحرافات أو من بعضها أو من الكثير منها من أبناء الطائفة نفسها؟! وإذا كنا نتمنى الهداية لهم، بعلمائهم وعوامهم، أليس واجب علينا وعلى علمائنا على وجه الخصوص دعمَ مثل هذه المحاولات للإصلاح من الداخل؟؟ كما أن أعداء الأمة يدعمون تدميرها وإفسادها من الداخل أيضا!! بورك القلم الذى كتب ،، والعقل الذى أنتج ،، والحمد والشكر لله الذى وهب

كلامكم مضبوط أخى الكريم : أبو فيصل ،، وأنا دائماً لا أحب أن انظر إلى كل الأشياء بنظرية المؤامرة حتى المخالفين لى فى العقيدة كالنصارى واليهود وغيرهم من الفرق الضالة

مرة ً أخرى بارك الله فيك ونسأل الله أن يجعلنا سبباً من أسباب عزة الإسلام ونصرته

أبوفيصل
12-07-2010, 06:32 AM
بارك الله فيك، وشكرا لاهتمامك،،

لكن أحببت أن أصحح معلومة في المقال، حيث أن رواية كسر الضلع تتكلم عن السيدة فاطمة وليست السيدة عائشة رضي الله عنهن...

أبوفيصل
13-07-2010, 04:08 PM
http://www.youtube.com/watch?v=dXLg4Bdjtqk

المفكر
14-07-2010, 03:58 AM
للأسف أشعر أن المقال مغاير لبعض الأمور البديهية

صحيح أن محمد حسين فضل الله، أسهب كثير من الإعلام غير الشيعي في الحديث عنه باعتباره رجل اعتدال وانفتاح أيما إسهاب!! بل إن قناة الجزيرة خصصت تغطية مباشرة لمراسم دفنه في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، كما احتفى غسان بن جدو بالمناسبة على طريقته، فأعاد بث حلقة قديمة من برنامجه الأسبوعي (حوار مفتوح) لأنها جمعتْ فضل الله والشيح يوسف القرضاوي منذ سنوات. وكم من علماء أعلام أكبر من فضل الله بالمقاييس الإعلامية انتقلوا إلى جوار ربهم فلم تهتم برحيلهم الجزيرة ولا غيرها!!

ولكن ليست هذه هي القضية، وإنما القضية الحقيقة تكمن أمام وصف الاعتدال الذي أسرف إعلاميون وأدباء وبعض المحسوبين على طلبة العلم في إسباغه على فضل الله في حياته ثم عقب وفاته بصفة أشد تكراراً وتركيزاً.

وليست الغاية هنا تصنيف فضل الله ذاته، بل انتهاز هذه الفرصة لإطلاق دعوة موضوعية لضبط مفهوم الاعتدال فلا يغدو سُلّماً سائباً، يمتطيه من شاء، وجسراً لخداع الأمة بعبارات غائمة ومفهومات غامضة غير منضبطة.

فلقد انتقل العبث بمفهوم الاعتدال من دنيا السياسة إلى دائرة الدين، فقد كان التلاعب السياسي لتمرير خطط هدامة، ولقلب الحقائق، وتشويه الشرفاء، ونبز المقاومين، وتلميع المنبطحين والعملاء والجبناء وعديمي الإرادة..... أما العبث بالدين من خلال خلط الأوراق واللعب على الألفاظ وتحريف المفهومات عن مواضعها، فما من شك في أنه أشد ضرراً وأعظم خطراً فالتحريف في قضايا الدين يؤدي إلى كوارث رهيبة، وقد تمتد آثاره الوخيمة قروناً عديدة، مثلما جرى في كثير من البدع العقدية والتعبدية في الماضي القريب!!

لستُ أجحد أن فضل الله لا يتبنى كفريات قومه صراحة، فلم يتحدث مثلهم عن فرية تحريف القرآن، ولا سمعنا منه شتماً بلسانه للصحابة رضوان الله عليهم، ولا قدحاً في عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم. لكن التقية تسعة أعشار دين الإمامية وهو لم يصرح برفضه لها، فلعله يمارس التقية!!

صحيح أنه تصدى لأسطورة الرافضة القائلة باعتداء الفاروق رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها، وتعرض لأجل ذلك لكثير من أذى مراجع القوم في النجف وقم، فأوسعوه شتماً وقدحاً، كعادتهم مع كل من لا يسير وراءهم مغمض العينين مسلوب العقل أعمى القلب.

وصحيح أنه مستقل عن النجف وقم لكن السؤال عن اختلافه في العقيدة عنهما، وهو أمر لم يثبت باستثناء نفيه أكذوبة ضرب الصحابة الكرام لبنت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.

ففضل الله ليس كآية الله البرقعي الذي صدع بالحق وتخلص من شركيات الرفض وبدعه الضخمة وانتمى إلى أهل السنة صراحةً. وهو ليس مثل موسى الموسوي الذي جهر برفض أركان الرفض الأساسية وإن ظل منتسباً إلى التشيع!!وليس كأحمد الكاتب الذي أثبت من خلال كتب الإمامية أن الحسن العسكري كان عقيماً ولم يعقّب، وبعبارة أكثر وضوحاً:إن إمامهم الثاني عشر الغائب في السرداء منذ12قرناً شخصية خرافية لأنه لم يوجد قط!!

إن الأجدر بنا أن نبيّن الحقيقة من دون إطلاق نعوت غير دقيقة!!

وأخيراً: ففضل الله لم يكن صادقاً مع نفسه في دعواه نصرة المقاومة دائماً ومبدئياَ.. ففي حلقة بن جدو المعادة، تهرب كثيراً من تحديد موقف مؤيد صريح للمقاومة العراقية، فقد وضع لها قيوداً عجيبة مثل دراسة الوضع قبل اتخاذ قرار بالمقاومة، ولجأ إلى المخاتلة ورفض الإقرار بأن المقاومة في العراق سنية محضة!! ولم يوجه ولو همسة نقد لتآمر السيستاني مع الاحتلال الصليبي للعراق وإفتائه رهطه بتحريم مقاومة الغزو الأجنبي الغاصب!!

فليس المهم في رأيي المتواضع أن أحكم على فضل الله بالاعتدال من عدمه، وإنما أشدد على ضرورة الانضباط قبل إطلاق الأحكام ولا سيما في وسائل الإعلام العامة!!

منقول بتصرف يسير

أبوفيصل
14-07-2010, 06:00 AM
بارك الله فيك أخي المفكر،

في الواقع أنا لست مهووسا بما عند الرجل من عقائد واجتهادات داخل مذهبه، فهو يبقى عالما شيعيا وليس مرجعا سنيا على الإطلاق. لكني أردت أن أوصل بعض الأفكار المتعلقة بالتعامل مع نماذج مغايرة من مراجع الشيعة.. فلا يعقل أن تكون نظرتنا لمثل هذا الرجل كنظرتنا لمن يتقرب إلى الله ليل نهار بشتم كبار الصحابة وأمهات المؤمنين على المنابر وفي المناسبات.

أما قضية التقيى أو التقيّة التي تحدثت عنها، فالتقيى -مع أنها تبرير للكذب والدجل- إلا أنها تبرر الكذب لتجنب أذى أو ضرر ما، أما فضل الله؟؟!! فماذا كان يتقي في آرائه، لقد قدح فيه وضلل وحورب نتيجة جهره بأفكاره "الشاذة" عن آراء مراجع الشيعة في العالم.

ولقد عوتب سيدنا أسامة -رضي الله عنه- لأنه قتل رجلا نطق بالشهادة ((بداهة)) لأنه خائف من السيف.... حتى قال -رضي الله عنه- وددت أني لم أسلم إلا يومها، مما سمعه من عتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- له.

لذا، فأنا لست مطالبا بالحكم بكذب فضل الله من غير قرائن، وإن كان في مذهبه كذب وافتراء... فلا أحد أكذب ممن ادعى على الله الولد والصاحبة.. ومع ذلك فلسنا مأمورين بالحكم بالكذب على كل نصراني في معظم أو في كل ما يقول مثلا..



اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، إنك أنت السميع العليم..

aber_sabeel
14-07-2010, 07:50 AM
جزاك الله خيرا اخى ابو فيصل
وكذلك اخى المفكر
فكلاكما بوركتما على حديثكما
وكلاكما له موضوع بناءا يرجو ان يبين من خلاله حقيقة الرجل
وفى الحقيقة اجدنى اميل الى راى الاخ الكريم المفكر
لسبب بسيط
هناك فرق بين ان يكون شيعى الاصل وله افكار سنية
وان يكون سنى الاصل وله افكار شيعية
فهناك كثير من اهل السنة ولهم اقوال توافق اهل البدع
وكل يؤخذ منه ويرد
اما ان يكون شيعى ولو بعض النواحى السنية فهذا لا يفضله
بل بالعكس
لماذالم يتوب الى الله عزوجل؟؟
ولا ننسى كما قال الاخ الفاضل المفكر التقية
التى هى من اساسيات الفكر الشيعى
وجزاكم الله خيرا

مسلمه حتى النخاع
14-07-2010, 05:13 PM
احب ان اشارك برايي بالموضوع السيد حسين فضل الله هو الان في ذمة الله ..ولن نقول الامايرضي ربنا ...بان يعامله الله بعدله .صحيح عرف عنه اعتداله ..ولاننكر هذا الشئ لكن يبقى على بعض المسائل الاساسيه في الدين التي لاتقبل الجدال ..مثل التوسل ...فلم نسمع عنه اناه انكر التوسل بالصالحين او منع ذلك ....ولايخفى على مسلم موحد ان التوسل الذي تقر به بعض المذاهب الاسلاميه هو شرك اكبر .
جزاكم الله خير .