المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء


الشيخ محمد الزعبي
21-07-2010, 03:30 AM
الدعاء
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}غافر: 60 وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}البقرة:186
التَّعْرِيفُ :
الدُّعَاءُ لُغَةً مَصْدَرُ دَعَوْتُ اللَّهَ أَدْعُوهُ دُعَاءً وَدَعْوَى ، أَيِ ابْتَهَلْتُ إِلَيْهِ بِالسُّؤَالِ وَرَغِبْتُ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ . وَهُوَ بِمَعْنَى النِّدَاءِ يُقَالُ : دَعَا الرَّجُلَ دَعْوًا وَدُعَاءً أَيْ : نَادَاهُ ، وَدَعَوْتُ فُلانًا صِحْتُ بِهِ وَاسْتَدْعَيْتُهُ ، وَدَعَوْتُ زَيْدًا نَادَيْتُهُ وَطَلَبْتُ إِقْبَالَهُ . وَدَعَا الْمُؤَذِّنُ النَّاسَ إِلَى الصَّلاةِ فَهُوَ دَاعِي اللَّهِ ،
وَالدُّعَاءُ فِي الاصْطِلاحِ : الْكَلامُ الإِنْشَائِيُّ الدَّالُّ عَلَى الطَّلَبِ مَعَ الْخُضُوعِ ، وَيُسَمَّى أَيْضًا سُؤَالا .
وَقَدْ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : حَقِيقَةُ الدُّعَاءِ اسْتِدْعَاءُ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ الْعِنَايَةَ وَاسْتِمْدَادُهُ إِيَّاهُ الْمَعُونَةَ ، وَحَقِيقَتُهُ إِظْهَارُ الافْتِقَارِ إِلَيْهِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ الَّتِي لَهُ ، وَهُوَ سِمَةُ الْعُبُودِيَّةِ وَإِظْهَارُ الذِّلَّةِ
الْبَشَرِيَّةِ ، وَفِيهِ مَعْنَى الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ ، وَإِضَافَةُ الْجُودِ وَالْكَرَمِ إِلَيْهِ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِمَعَانٍ مِنْهَا :
أ - الاسْتِغَاثَةُ : كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } سورة الأنعام 40 ـ 41 ..
ب - الْعِبَادَةُ : كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } سورة الأعراف / 194 .. وقَوْله تَعَالَى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ } سورة الكهف / 28 .. وقَوْله تَعَالَى { لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } سورة الكهف / 14 .
ج - النِّدَاءُ : وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } سورة الإسراء / 52 . وَقَوْلُهُ : { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } سورة القصص / 25 .
د - الطَّلَبُ وَالسُّؤَالُ مِنَ اللَّهِ : وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}البقرة:186
وَالدَّاعِي اسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَالْجَمْعُ دُعَاةٌ ، وَدَاعُونَ ، مِثْلُ قَاضٍ وَقُضَاةٌ وَقَاضُونَ .
حُكْمُ الدُّعَاءِ :
قَالَ النَّوَوِيُّ : إِنَّ الْمَذْهَبَ الْمُخْتَارَ الَّذِي عَلَيْهِ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَجَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ الدُّعَاءَ مُسْتَحَبٌّ.
وَقَدْ يَكُونُ الدُّعَاءُ وَاجِبًا كَالدُّعَاءِ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ سُورَةُ الْفَاتِحَةِ أَثْنَاءَ الصَّلاةِ . وَكَالدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي صَلاةِ الْجِنَازَةِ ، وَكَالدُّعَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ عِنْدَ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ .
ثُمَّ هَلِ الأَفْضَلُ الدُّعَاءُ أَمِ السُّكُوتُ وَالرِّضَا بِمَا سَبَقَ بِهِ الْقَدَرُ ؟
نَقَلَ النَّوَوِيُّ عَنِ الْقُشَيْرِيِّ قَوْلَهُ : اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَنَّ الأَفْضَلَ الدُّعَاءُ أَمِ السُّكُوتُ وَالرِّضَا ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ " أخرجه أبو داود ( 2 / 161 ـ تحقيق عزت عبيد دعاس ) ، والترمذي ( 5 / 456 ـ ط الحلبي ) من حديث النعمان بن بشير وقال الترمذي : حديث حسن صحيح " .
وَلأَنَّ الدُّعَاءَ إِظْهَارُ الافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : السُّكُوتُ تَحْتَ جَرَيَانِ الْحُكْمِ أَتَمُّ ، وَالرِّضَا بِمَا سَبَقَ بِهِ الْقَدَرُ أَوْلَى .
وَقَالَ قَوْمٌ : يَكُونُ صَاحِبَ دُعَاءٍ بِلِسَانِهِ وَرِضًا بِقَلْبِهِ لِيَأْتِيَ بِالأَمْرَيْنِ جَمِيعًا .
واتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ التَّعْمِيمَ فِي الدُّعَاءِ مِنَ السُّنَّةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } سورة محمد / 19 وَلِخَبَرِ " مَا مِنْ دُعَاءٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً " أخرجه الخطيب في تاريخه ( 6 / 157 ط . مطبعة السعادة ) ، وابن عدي في الكامل ( 4 / 1621 ط . دار الفكر ) واستنكره ابن عدي .
وَلِحَدِيثِ " الأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَالَ : اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا ، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا فَقَالَ : لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا (أخرجه الترمذي 1 / 276 ط الحلبي ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال : حديث حسن صحيح .
فَضْلُ الدُّعَاءِ :
وَرَدَ فِي فَضْلِ الدُّعَاءِ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ نُورِدُ بَعْضَهَا فِيمَا يَلِي :
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } سورة البقرة 186
وَمَعْنَى الْقُرْبِ هُنَا كَمَا نُقِلَ عَنِ الزَّرْكَشِيِّ ، أَنَّهُ إِذَا أَخْلَصَ فِي الدُّعَاءِ ، وَاسْتَغْرَقَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ ، امْتَنَعَ أَنْ يَبْقَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ وَاسِطَةٌ ، وَذَلِكَ هُوَ الْقُرْبُ.
وَقَالَ تَعَالَى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } سورة الأعراف / 55 .
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } سورة الإسراء / 110 .
وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } سورة غافر / 60 .
وَرَوَى النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ((إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ )). ثُمَّ قَرَأَ : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } الآيَةَ
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ))أخرجه الترمذي ( 5 / 456 ط الحلبي ) من حديث أنس بن مالك وقال : " هذا حديث غريب "
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ )) أخرجه الترمذي ( 5 / 557 ـ ط الحلبي ) من حديث سلمان ، وقال : " حديث حسن غريب " .
وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَم عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الدُّعَاءِ ))أخرجه الترمذي ( 5 / 455 ـ ط الحلبي ) ، وقال ابن القطان : " رواته كلهم ثقات وما موضع في إسناده ينظر فيه إلا عمران وفيه خلاف " كذا في فيض القدير ( 5 / 366 ط المكتبة التجارية ) .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ))أخرجه الترمذي ( 5 / 566 ـ ط الحلبي ) من حديث عبادة بن الصامت وقال : " حسن صحيح " .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( سَلُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ)) أخرجه الترمذي ( 5 / 565 ـ ط الحلبي ) من حديث عبد الله بن مسعود وقال الترمذي : " هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وليس بالحافظ " ، وانظر إتحاف السادة المتقين مع الإحياء 5 / 30
أَثَرُ الدُّعَاءِ
الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ ، وَلَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ وَفَائِدَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَمْ يَأْمُرْنَا الْحَقُّ عَزَّ وَجَلَّ بِالدُّعَاءِ وَلَمْ يَرْغَبِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ ، فَكَمْ رُفِعَتْ مِحْنَةٌ بِالدُّعَاءِ ، وَكَمْ مِنْ مُصِيبَةٍ أَوْ كَارِثَةٍ كَشَفَهَا اللَّهُ بِالدُّعَاءِ ، وَقَدْ أَوْرَدَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ جُمْلَةً مِنَ الأَدْعِيَةِ اسْتَجَابَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ أَسْبَابِ النَّصْرِ فِي بَدْرٍ دُعَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قال الله تعالى {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}آل عمران:38) وحكى الله تعالى قصته في القرآن الكريم فقال تعالى{ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا{2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً{4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً{7}
وَالدُّعَاءُ سَبَبٌ أَكِيدٌ لِغُفْرَانِ الْمَعَاصِي ، وَلِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ ، وَلِجَلْبِ الْخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ . عندما قال سيدنا آدم وأمنا حواءُ{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(23) سورة الأعراف بعدها مباشرة قال الله تعالى:{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}37سورة البقرة وهذاسيدنا نوح عليه السلام عندما كذبه قومه دعا ربه قال الله تعالى: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ{9} فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ{10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12} وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ{13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ{14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ{15}فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} سورة القمر {16} وهذا سيدنا إبراهيم عندما أجمعوا أن يجعله في النار قال الله تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ{68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{70} وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ{72} الأنبياء. وهذا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل الخلق أجمعين سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم! أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى عدوٍّ ملَّكْتَه أمري، أم بعيد يتجهمني؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ؛ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصَلُح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك)). وينزل ملك الجبال يقول له: تريد أن أطبق عليهم الأخشبين يقول: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ). لما كان يوم بدرٍ نظر رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل رسول الله القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) سورة الأنفال
عن أنس قال أصاب الناس سنة ً على عهد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فبينا النبي {صلى الله عليه وسلم} يخطب يوم الجمعة قام أعرابيٌّ فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت السحاب يتحادر على لحيته فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي - أو قال غيره - فقال يا رسول الله تـهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع يديه وقال
اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة وسال وادي قناة شهراً ولم يأت أحدٌ من ناحية إلا حدث بالجود)) وأخرجه البخاري ومسلم بمعناه من حديث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس. وهذا رجل من الصحابة الكرام تاجر لا يصحب القوافل توكلا على الله تعالى ,
ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين في الدعاء عن الحسن قال كان رجل من أصحاب النبي من الانصار يكني أبا مغلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فاني قاتلك قال فما تريد الادمي فشأنك والمال قال أما المال فلى ولست أريد إلا دمك قال أما إذا أبيت فذرني اصلى أربع ركعات قال صلى ما بد الك فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه فى آخر سجدة أن قال يا ودود ياذ العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لايضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ان تكفيني شر هذا اللص يا مغيت اغثني يا مغيث اغثني يا مغيث اغثني ثلاث مرات فاذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل اليه فقال قم فقال من أنت بابي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم فقال أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت فسمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لاهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله ان يوليني قتله قال الحسن فمن توضي وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.وذكره ابن القيم في كتابه الوافي

{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} (41) سورة إبراهيم {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (73) سورة طـه {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر.
وَمَنْ تَرَكَ الدُّعَاءَ فَقَدْ سَدَّ عَلَى نَفْسِهِ أَبْوَابًا كَثِيرَةً مِنَ الْخَيْرِ .
وَقَالَ الْغَزَالِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا فَائِدَةُ الدُّعَاءِ وَالْقَضَاءُ لا مَرَدَّ لَهُ ؟ فَاعْلَمْ أَنَّ مِنَ الْقَضَاءِ رَدُّ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ ، فَالدُّعَاءُ سَبَبٌ لِرَدِّ الْبَلاءِ وَاسْتِجْلابِ الرَّحْمَةِ ، كَمَا أَنَّ التُّرْسَ سَبَبٌ لِرَدِّ السِّهَامِ ، وَالْمَاءُ سَبَبٌ لِخُرُوجِ النَّبَاتِ مِنَ الأَرْضِ ، فَكَمَا أَنَّ التُّرْسَ يَدْفَعُ السَّهْمَ فَيَتَدَافَعَانِ ، فَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ وَالْبَلاءُ يَتَعَالَجَانِ .
وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الاعْتِرَافِ بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ لا يُحْمَلَ السِّلاحُ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : { وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } سورة النساء / 102 .
، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَرْطِهِ أَنْ لا يَسْقِيَ الأَرْضَ بَعْدَ بَثِّ الْبَذْرِ ، فَيُقَالُ : إِنْ سَبَقَ الْقَضَاءُ بِالنَّبَاتِ نَبَتَ الْبَذْرُ وَإِنْ لَمْ يَسْبِقْ لَمْ يَنْبُتْ ، بَلْ رَبْطُ الأَسْبَابِ بِالْمُسَبَّبَاتِ هُوَ الْقَضَاءُ الأَوَّلُ الَّذِي هُوَ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ، وَتَرْتِيبُ تَفْصِيلِ الْمُسَبَّبَاتِ عَلَى تَفَاصِيلِ الأَسْبَابِ عَلَى التَّدْرِيجِ وَالتَّقْدِيرُ هُوَ الْقَدَرُ ، وَالَّذِي قَدَّرَ الْخَيْرَ قَدَّرَهُ بِسَبَبٍ ، وَالَّذِي قَدَّرَ الشَّرَّ قَدَّرَ لِرَفْعِهِ سَبَبًا ، فَلا تَنَاقُضَ بَيْنَ هَذِهِ الأُمُورِ عِنْدَ مَنِ انْفَتَحَتْ بَصِيرَتُهُ .
ثُمَّ فِي الدُّعَاءِ مِنَ الْفَائِدَةِ أَنَّهُ يَسْتَدْعِي حُضُورَ الْقَلْبِ مَعَ اللَّهِ وَهُوَ مُنْتَهَى الْعِبَادَاتِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ".
وَالْغَالِبُ عَلَى الْخَلْقِ أَنْ لا تَنْصَرِفَ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا عِنْدَ إِلْمَامِ حَاجَةٍ وَإِرْهَاقِ مُلِمَّةٍ ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ .
فَالْحَاجَةُ تُحْوِجُ إِلَى الدُّعَاءِ ، وَالدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَلْبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّضَرُّعِ وَالاسْتِكَانَةِ ، فَيَحْصُلُ بِهِ الذِّكْرُ الَّذِي هُوَ أَشْرَفُ الْعِبَادَاتِ .
وَلِذَلِكَ صَارَ الْبَلاءُ مُوَكَّلا بِالأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ ، ثُمَّ الأَوْلِيَاءِ ، ثُمَّ الأَمْثَلِ فَالأَمْثَلِ ، في الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام (( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبْتَلَى الرجل على حسب دينه فإن كان فى دينه صُلْبًا اشتد بَلاَؤُهُ وإن كان فى دينه رِقَّةٌ ابْتُلِىَ على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشى على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ)) (الطيالسى ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والدارمى ، والبخارى ، والترمذى ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم عن سعد بن أبى وقاص)
لأَنَّ البلاءَ يَرُدُّ الْقَلْبَ بِالافْتِقَارِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَمْنَعُ مِنْ نِسْيَانِهِ ، وَأَمَّا الْغِنَى فَسَبَبٌ لِلْبَطَرِ فِي غَالِبِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَإِنْ قِيلَ فَمَا تَأْوِيلُ قَوْله تَعَالَى : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وَهُوَ وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ يَلْزَمُ الْوَفَاءُ بِهِ ، وَلا يَجُوزُ وُقُوعُ الْخُلْفِ فِيهِ ؟ قِيلَ هَذَا مُضْمَرٌ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ } وَقَدْ يَرِدُ الْكَلامُ بِلَفْظٍ عَامٍّ مُرَادُهُ خَاصٌّ ، وَإِنَّمَا يُسْتَجَابُ مِنَ الدُّعَاءِ مَا وَافَقَ الْقَضَاءَ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لا تَظْهَرُ لِكُلِّ دَاعٍ اسْتِجَابَةُ دُعَائِهِ ، فَعَلِمْتَ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ فِي نَوْعٍ خَاصٍّ مِنْهُ بِصِفَةٍ مَعْلُومَةٍ . وَقَدْ قِيلَ : مَعْنَى الاسْتِجَابَةِ : أَنَّ الدَّاعِيَ يُعَوَّضُ مِنْ دُعَائِهِ عِوَضًا مَا ، فَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ إِسْعَافًا بِطَلَبَتِهِ الَّتِي دَعَا لَهَا ، وَذَلِكَ إِذَا وَافَقَ الْقَضَاءَ ، فَإِنْ لَمْ يُسَاعِدْهُ الْقَضَاءُ ، فَإِنَّهُ يُعْطَى سَكِينَةً فِي نَفْسِهِ ، وَانْشِرَاحًا فِي صَدْرِهِ ، وَصَبْرًا يَسْهُلُ مَعَهُ احْتِمَالُ ثِقَلِ الْوَارِدَاتِ عَلَيْهِ ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَلا يَعْدَمُ فَائِدَةَ دُعَائِهِ ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الاسْتِجَابَةِ.

آدَابُ الدُّعَاءِ
أَنْ يَكُونَ مَطْعَمُ الدَّاعِي وَمَسْكَنُهُ وَمَلْبَسُهُ وَكُلُّ مَا مَعَهُ حَلالا. بِدَلِيلِ مَا وَرَدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى:{ يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}سورة المؤمنون وقال تعالى:{ ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون} سورة البقرة ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك رواه مسلم .

ب - أَنْ يَتَرَصَّدَ لِدُعَائِهِ الأَوْقَاتَ الشَّرِيفَةَ كَيَوْمِ عَرَفَةَ مِنَ السَّنَةِ ، وَرَمَضَانَ مِنَ الأَشْهُرِ ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الأُسْبُوعِ ، وَوَقْتَ السَّحَرِ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ . قَالَ تَعَالَى : { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ )).
ج - أَنْ يَغْتَنِمَ الأَحْوَالَ الشَّرِيفَةَ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَحْفِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ ، وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ ، فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ فِيهَا . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : إِنَّ الصَّلاةَ جُعِلَتْ فِي خَيْرِ السَّاعَاتِ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ خَلْفَها.
- أَنْ يَتَرَصَّدَ لِدُعَائِهِ الأَوْقَاتَ الشَّرِيفَةَ كَيَوْمِ عَرَفَةَ مِنَ السَّنَةِ ، وَرَمَضَانَ مِنَ الأَشْهُرِ ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الأُسْبُوعِ ، وَوَقْتَ السَّحَرِ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ . قَالَ تَعَالَى : { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ " أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة .
ج - أَنْ يَغْتَنِمَ الأَحْوَالَ الشَّرِيفَةَ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَحْفِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ ، وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ ، فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ فِيهَا . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : إِنَّ الصَّلاةَ جُعِلَتْ فِي خَيْرِ السَّاعَاتِ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ )) أخرجه أبو داود تحقيق عزت عبيد دعاس ) من حديث أنس بن مالك ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات الربانية ( 2 / 135 ـ ط المنيرية )
. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا : (( الصَّائِمُ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ ))أخرجه الترمذي ( 5 / 578 ـ ط الحلبي ) من حديث أبي هريرة وقال : " حديث حسن " .
وَبِالْحَقِيقَةِ يَرْجِعُ شَرَفُ الأَوْقَاتِ إِلَى شَرَفِ الْحَالاتِ أَيْضًا ، إِذْ وَقْتُ السَّحَرِ وَقْتُ صَفَاءِ الْقَلْبِ وَإِخْلاصِهِ وَفَرَاغِهِ مِنَ الْمُشَوِّشَاتِ ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقْتُ اجْتِمَاعِ الْهِمَمِ وَتَعَاوُنِ الْقُلُوبِ عَلَى اسْتِدْرَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَهَذَا أَحَدُ أَسْبَابِ شَرَفِ الأَوْقَاتِ سِوَى مَا فِيهَا مِنْ أَسْرَارٍ لا يَطَّلِعُ الْبَشَرُ عَلَيْهَا . وَحَالَةُ السُّجُودِ أَيْضًا أَجْدَرُ بِالإِجَابَةِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ )) أخرجه مسلم .
وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (( إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا ، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ تَعَالَى ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ )) أخرجه مسلم .
د - أَنْ يَدْعُوَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَيَرْفَعَ يَدَيْهِ بِحَيْثُ يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ . رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَوْقِفَ بِعَرَفَةَ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ أخرجه مسلم. وَقَالَ سَلْمَانُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا )) وَرَوَى أَنَسٌ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ سبق تخريجه.
هـ - أَنْ يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ فِي آخِرِ الدُّعَاءِ . قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ )) أخرجه الترمذي ( 5 / 464 ـ ط الحلبي ) ، وضعفه العراقي في تخريج إحياء علوم الدين ( 1 / 313 ) .
. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : (( كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَعَا
ضَمَّ كَفَّيْهِ وَجَعَلَ بُطُونَهُمَا مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ )) أخرجه الطبراني ( 11 / 435 ـ ط وزارة الأوقاف العراقية ) وضعف إسناده العراقي في تخريجه لإحياء علوم الدين ( 1 / 313 ـ ط الحلبي ) ولكن له شواهد تقويه .
فَهَذِهِ هَيْئَاتُ الْيَدِ ، وَلا يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصَارَهُمْ عِنْدَ الدُّعَاءِ فِي الصَّلاةِ إِلَى السَّمَاءِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ)) أخرجه مسلم ( 1 / 321 ـ ط الحلبي ) من حديث أبي هريرة .
و - خَفْضُ الصَّوْتِ بَيْنَ الْمُخَافَتَةِ وَالْجَهْرِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } سورة الأعراف / 55 .
وَلِمَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَالَ : (( قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ كَبَّرَ ، وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ : ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا ، وَالَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ )) أخرجه البخاري ( الفتح 6 / 135 ـ ط السلفية ) ومسلم ( 4 / 2076 ـ 2077 ـ ط الحلبي ) واللفظ لمسلم .
وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا } سورة الإسراء / 110 . أَيْ بِدُعَائِك ، وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ قَالَ : { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } سورة مريم / 3 .
ز - أَنْ لا يَتَكَلَّفَ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّ حَالَ الدَّاعِي يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَالَ مُتَضَرِّعٍ ، وَالتَّكَلُّفُ لا يُنَاسِبُهُ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ ))أخرجه ابن ماجه والحاكم من حديث عبد الله بن مغفل وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
وَقَدْ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ التَّكَلُّفُ لِلأَسْجَاعِ ، وَالأَوْلَى أَنْ لا يُجَاوِزَ الدَّعَوَاتِ الْمَأْثُورَةَ ، فَإِنَّهُ قَدْ يَعْتَدِي فِي دُعَائِهِ فَيَسْأَلُ مَا لا تَقْتَضِيهِ مَصْلَحَتُهُ ، فَمَا كُلُّ أَحَدٍ يُحْسِنُ الدُّعَاءَ ، وَلِلْبُخَارِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : < وَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ ، فَإِنِّي عَهِدْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ > أخرجه البخاري .
ح - التَّضَرُّعُ وَالْخُشُوعُ وَالرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا } سورة الأنبياء / 90 . وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } ط - أَنْ يَجْزِمَ الدُّعَاءَ وَيُوقِنَ بِالإِجَابَةِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ ))
. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ )) أخرجه ابن حبان ( الإحسان 2 / 127 ـ ط دار الكتب العلمية ) من حديث أبي هريرة ، وأصله في صحيح مسلم ( 4 / 2063 ـ ط الحلبي ) .
. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ ))أخرجه الترمذي والحاكم من حديث أبي هريرة . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ مَا يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَجَابَ دُعَاءَ شَرِّ الْخَلْقِ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ إِذْ { قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } سورة الحجر.
ي - أَنْ يُلِحَّ فِي الدُّعَاءِ وَيُكَرِّرَهُ ثَلاثًا . قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : " كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا " . أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود .
ك - أَنْ لا يَسْتَبْطِئَ الإِجَابَةَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي . فَإِذَا دَعَوْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ كَثِيرًا فَإِنَّكَ تَدْعُو كَرِيمًا ))أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة .
ل - أَنْ يَفْتَتِحَ الدُّعَاءَ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِالصَّلاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْحَمْدِ لِلَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَيَخْتِمَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ أَيْضًا ، لِمَا وَرَدَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : (( سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَدْعُو فِي صَلاتِهِ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَجِلَ هَذَا ثُمَّ دَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ : إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ )) أخرجه أبو داود ( 2 / 162 ـ تحقيق عزت عبيد دعاس ) وصححه ابن حجر كما في الفتوحات الربانية ( 3 / 62 ـ ط المنيرية ). وَدَلِيلُ خَتْمِهِ بِذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } سورة يونس / 10 . وَأَمَّا الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ فَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ يَجْعَلُ مَاءَهُ فِي قَدَحِهِ ، فَإِنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ شَرِبَهُ ، وَإِلا صَبَّهُ ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ كَلامِكُمْ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ )) أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد كما في كنز العمال ( 1 / 509 ـ ط الرسالة ) من حديث جابر بن عبد الله . ((كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبى - صلى الله عليه وسلم - (الديلمى عن أنس)
التَّوْبَةُ وَرَدُّ الْمَظَالِمِ وَالإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُنْهِ الْهِمَّةِ ، فَذَلِكَ هُوَ السَّبَبُ الْقَرِيبُ فِي الإِجَابَةِ .
الدُّعَاءُ مَعَ التَّوَسُّلِ بِصَالِحِ الْعَمَلِ
يُسْتَحَبُّ لِمَنْ وَقَعَ فِي شِدَّةٍ أَنْ يَدْعُوَ بِصَالِحِ عَمَلِهِ ، لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( انْطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ . قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ )) . الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .متفق عليه.

aber_sabeel
21-07-2010, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا

ابن الخطاب اليامي
21-07-2010, 09:26 PM
جزاك الله خير ^_^