i.s.l.a.m
08-07-2008, 03:19 PM
الحضارة العالمية المعاصرة بعيدة عن حل المشكلات البيئية
كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح؟
http://www.aleqt.com/nwspic/14936.jpg
جارد دايموند - - 29/01/1427هـ
يقدم الكتاب دراسة مقارنة للمجتمعات التي قللت من أهمية الاعتبارات والأساسات البيئية لاستقرارها ونجاحها، فانهارت حضارتها الاقتصادية والاجتماعية، بل وتعرضت ثقافتها إلى الانقراض مثلما حدث لحضارة المايا في أمريكا الجنوبية.
صار من الواضح أن الحضارات الغربية أصبحت لها السيادة في معظم أرجاء العالم. ولا يعد هذا غريبا، فمنذ قديم الأزل كانت السيادة دائما للحضارات والمجتمعات الأقوى والأكثر نجاحا. إلا أن هناك جانبا آخر من هذه المعادلة وهو: ما الذي تسبب في انهيار بعض الحضارات العظيمة في الماضي؟ وما الذي نتعلمه من النهايات المفجعة التي منيت بها هذه الحضارات؟
يتناول الكتاب هذا الموضوع من أبعاده التاريخية والجغرافية، ويتتبع الأنماط الأساسية للكوارث الطبيعية التي بدأت علامات الإنذار لها في الظهور رغم تجاهلنا إياها.
يشرح الكتاب العوامل الجغرافية والبيئية التي ساعدت على سقوط بعض الحضارات في المجتمعات القديمة، كحضارات المايا في أمريكا الجنوبية ومستعمرات الفايكنج في جرينلاند، وكذلك بعض المجتمعات الحديثة مثل رواندا.
لا ينتج كل انهيار للحضارات عن عوامل بيئية فقط، إلا أن الانهيار البيئي غالبا ما يكون العامل الأساسي خاصة عندما يكون مصحوبا بسوء استجابة المجتمع أو استعداده للكارثة البيئية المقبلة.
يؤكد الكتاب أن الكوارث البيئية ليست وحدها المسؤولة عن انهيار هذه المجتمعات، يضرب المثل بالمجتمعات الصغيرة المعاصرة في مونتانا والتي واجهت تدهورا في المستويات المعيشية واستهلاكا في الموارد الطبيعية. فعندما بدأت المناجم الكبيرة في تسريب مواد سامة إلى التربة وبدأ أحد الأمراض في الانتشار بين الظباء والغزلان بدأت في الوقت نفسه تتداعى السدود المقامة على الأنهار.
يناقش الكتاب هذه الموضوعات المهمة على امتداد فترة زمنية كبيرة، ورغم أن الكاتب يلجأ كثيرا إلى الاختصار، إلا أنه يقدم مجموعة من الأمثلة التاريخية المقنعة، ويستعين بسرد الحقائق التاريخية في محاولة منه لتذكير القراء بالخبرات والوقائع التاريخية السابقة وتنبيههم إلى الكوارث البيئية المحتملة المقبلة مثل خطر زيادة درجات الحرارة في العالم.
يقدم الكتاب دراسة مقارنة للمجتمعات التي قللت من أهمية الاعتبارات والأساسات البيئية لاستقرارها ونجاحها، فانهارت حضارتها الاقتصادية والاجتماعية، بل وتعرضت ثقافتها إلى الانقراض مثلما حدث لحضارة المايا في أمريكا الجنوبية.
كما يستعرض الكتاب أنماط النمو السكاني والزراعة الجائرة والرعي الجائر والصيد الجائر والتي غالبا ما تنتج عن موجات الجفاف أو البرودة القارسة وسوء الأحوال الجوية أو التقاليد الاجتماعية الصارمة أو ظروف الحروب وعدم الاستقرار الأمني. ينتج عن كل هذه الأنماط الجائرة دوائر مفرغة من تناقص مساحات الغابات والتعرية وزحف الصحراء والمجاعات التي تزيد من وطأتها قلة الموارد الزراعية والحيوانية.
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى استعراض المشكلات البيئية الحالية في العالم، حيث نجد أن الحضارة العالمية التكنولوجية المعاصرة أبعد ما تكون عن الاهتمام بحل المشكلات البيئية التي كانت سببا في انهيار المجتمعات البدائية المنعزلة في الماضي السحيق.
كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح؟
http://www.aleqt.com/nwspic/14936.jpg
جارد دايموند - - 29/01/1427هـ
يقدم الكتاب دراسة مقارنة للمجتمعات التي قللت من أهمية الاعتبارات والأساسات البيئية لاستقرارها ونجاحها، فانهارت حضارتها الاقتصادية والاجتماعية، بل وتعرضت ثقافتها إلى الانقراض مثلما حدث لحضارة المايا في أمريكا الجنوبية.
صار من الواضح أن الحضارات الغربية أصبحت لها السيادة في معظم أرجاء العالم. ولا يعد هذا غريبا، فمنذ قديم الأزل كانت السيادة دائما للحضارات والمجتمعات الأقوى والأكثر نجاحا. إلا أن هناك جانبا آخر من هذه المعادلة وهو: ما الذي تسبب في انهيار بعض الحضارات العظيمة في الماضي؟ وما الذي نتعلمه من النهايات المفجعة التي منيت بها هذه الحضارات؟
يتناول الكتاب هذا الموضوع من أبعاده التاريخية والجغرافية، ويتتبع الأنماط الأساسية للكوارث الطبيعية التي بدأت علامات الإنذار لها في الظهور رغم تجاهلنا إياها.
يشرح الكتاب العوامل الجغرافية والبيئية التي ساعدت على سقوط بعض الحضارات في المجتمعات القديمة، كحضارات المايا في أمريكا الجنوبية ومستعمرات الفايكنج في جرينلاند، وكذلك بعض المجتمعات الحديثة مثل رواندا.
لا ينتج كل انهيار للحضارات عن عوامل بيئية فقط، إلا أن الانهيار البيئي غالبا ما يكون العامل الأساسي خاصة عندما يكون مصحوبا بسوء استجابة المجتمع أو استعداده للكارثة البيئية المقبلة.
يؤكد الكتاب أن الكوارث البيئية ليست وحدها المسؤولة عن انهيار هذه المجتمعات، يضرب المثل بالمجتمعات الصغيرة المعاصرة في مونتانا والتي واجهت تدهورا في المستويات المعيشية واستهلاكا في الموارد الطبيعية. فعندما بدأت المناجم الكبيرة في تسريب مواد سامة إلى التربة وبدأ أحد الأمراض في الانتشار بين الظباء والغزلان بدأت في الوقت نفسه تتداعى السدود المقامة على الأنهار.
يناقش الكتاب هذه الموضوعات المهمة على امتداد فترة زمنية كبيرة، ورغم أن الكاتب يلجأ كثيرا إلى الاختصار، إلا أنه يقدم مجموعة من الأمثلة التاريخية المقنعة، ويستعين بسرد الحقائق التاريخية في محاولة منه لتذكير القراء بالخبرات والوقائع التاريخية السابقة وتنبيههم إلى الكوارث البيئية المحتملة المقبلة مثل خطر زيادة درجات الحرارة في العالم.
يقدم الكتاب دراسة مقارنة للمجتمعات التي قللت من أهمية الاعتبارات والأساسات البيئية لاستقرارها ونجاحها، فانهارت حضارتها الاقتصادية والاجتماعية، بل وتعرضت ثقافتها إلى الانقراض مثلما حدث لحضارة المايا في أمريكا الجنوبية.
كما يستعرض الكتاب أنماط النمو السكاني والزراعة الجائرة والرعي الجائر والصيد الجائر والتي غالبا ما تنتج عن موجات الجفاف أو البرودة القارسة وسوء الأحوال الجوية أو التقاليد الاجتماعية الصارمة أو ظروف الحروب وعدم الاستقرار الأمني. ينتج عن كل هذه الأنماط الجائرة دوائر مفرغة من تناقص مساحات الغابات والتعرية وزحف الصحراء والمجاعات التي تزيد من وطأتها قلة الموارد الزراعية والحيوانية.
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى استعراض المشكلات البيئية الحالية في العالم، حيث نجد أن الحضارة العالمية التكنولوجية المعاصرة أبعد ما تكون عن الاهتمام بحل المشكلات البيئية التي كانت سببا في انهيار المجتمعات البدائية المنعزلة في الماضي السحيق.