المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتدبر في آيات الله ..


خولة بنت الأزور
19-08-2010, 08:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كل عام وأنتم بخير ..

هذه أول مشاركة لي في منتداكم الطيب .. وآمل أن تلقى منكم القبول ..

وبما أننا في شهر القرآن الكريم .. أود طرح عدد من الآيات لنتدبرها سوياً .. عملاً بقوله تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )


فتابعوني وفقكم الله ..

والله ولي التوفيق ...

خولة بنت الأزور
19-08-2010, 08:45 AM
(1)


( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )


من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له، فيملها ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها، وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة، ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعاً بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملله لها سلبه الله إياها ‏.‏ فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه، اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه، فإذا أراد الله بعبده خيراً ورشداً أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه ورضاه به وأوزعه شكره عليه، فإذا حدثته نفسه بالانتقال عنه استخار ربه استخارة جاهل بمصلحته عاجز عنها، مفوض إلى الله طالب منه حسن اختياره له‏.‏

وليس على العبد أضر من ملله لنعم الله، فإنه لا يراها نعمة ولايشكره عليها ولا يفرح بها، بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة ‏.‏ هذا وهي منأعظم نعم الله عليه، فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمة، وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلاً وظلما‏ًً.‏ فكم سعت إلى أحدهم من نعمة وهو ساعفي ردها بجهده، وكم وصلت إليه وهو ساع في دفعها وزوالها بظلمه وجهله، قالتعالى‏:‏( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الأنفال : 53 ) ،وقال تعالى‏:‏ (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) (الرعد : 11 ) فليس للنعم أعدى من نفس العبد، فهو مع عدوه ظهير على نفسه ، فعدوه يطرح النار في نعمة وهو ينفخ فيها، فهو الذي مكنه من طرح النار ثم أعانه بالنفخ، فإذا اشتد ضرامها استغاث من الحريق وكان غايته معاتبة الأقدار‏:‏

وعاجز الرأي مضياع لفرصته ***** حتى إذا فات أمر عاتب القدرا




_____________
المصدر : كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

خولة بنت الأزور
19-08-2010, 04:54 PM
(2)


الكــلام في ‏"‏ألهاكم التكاثر‏"‏‏


قوله تعالى‏:‏ ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) ‏(‏الآية الأولى من سورةالتكاثر‏.‏‏)‏ إلى آخرها‏.‏
أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد، وكفى بها موعظة لمنعقلها‏.‏ فقوله تعالى‏:‏(أَلْهَاكُمُ) أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه‏.‏ فإن الإلهاء عن الشيء هو الاشتغال عنه‏.‏ فإن كان بقصده فيه فهو محل التكليف، وإن كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلم في الخميصة‏:‏‏ "‏إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي‏"‏‏ [رواه الشيخان‏] .‏ كان صاحبه معذوراً وهو نوع من النسيان، وفي الحديث ‏"‏ فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي‏" ‏أي ذهل عنه، ويقال‏:‏ لَهَا بالشيء‏:‏ أي اشتغل به، ولها عنه‏:‏ إذا انصرف عنه‏.‏

واللهو للقلب، واللعب للجوارح؛ ولهذا يجمع بينهما، ولهذا كان قوله‏:‏ ‏ ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) أبلغ في الذم من شغلكم، فإن العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به، فاللهو هو ذهول وإعراض، والتكاثر تفاعل من الكثرة، أي مكاثرة بعضكم لبعض، وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه، وأن كل مايكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذه التكاثر‏.‏

فالتكاثر كل شيء من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أو علم، ولا سيما إذا لم يحتج إليه‏.‏

والتكاثر في الكتب‏:‏ التصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها‏.‏

والتكاثر‏:‏ أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره، وهذا مذموم إلا فيما يقرب إلى الله‏.‏

فالتكاثر فيه منافسة في الخيرات ومسابقة إليها‏.‏ وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن الشخير أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ‏:‏ ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) قال‏:‏ ‏"‏يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أولبست فأبليت‏"‏‏.‏


_____________
المصدر : كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

خولة بنت الأزور
19-08-2010, 04:55 PM
(3)



ما الفرق بين ( تَسْطِعْ و تَسْتَطِعْ ) وبين ( اسْطَاعُوا و اسْتَطَاعُوا )


( قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف:78 )

ثم في الآية التي جاءت بعدها : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف:82 )

وكذلك : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) (الكهف:97)

التفسير :
( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) أي هذا تفسير ما ضقت به ذرعاً ، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداءً .فلما أن فسر له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال ( تَسْطِعْ ) وقبل ذلك كان الإشكال قوياً ثقيلاً ، فقال ( سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) فقابل الأثقل بالأثقل ، والأخف بالأخف .

كما قال : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) وهو الصعود إلى أعلاه ، ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) وهو أشق من ذلك ، فقابل كلاً بما يناسبه لفظاً ومعنى .. والله أعلم .



____________
المصدر : مختصر من تفسير القرآن العظيم ، للإمام ابن كثير .

خولة بنت الأزور
19-08-2010, 05:03 PM
(4)


والذين إذا ذكروا بآيات ربهم



قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً ) (الفرقان : 73 ) ‏ قال مقاتل ‏:‏ إذا وعظوا بالقرآن لم يقعوا عليه صما لم يسمعوه، وعميانا لم يبصروه ، ولكنهم سمعوا وأبصروا وأيقنوا به‏. ‏وقال ابن عباس‏:‏ لم يكونوا عليها صما وعميانا ، بل كانوا خائفين خاشعين‏.‏ وقال الكلبي : ‏يخرون عليها سمعا وبصَرا‏.‏ وقال الفراء‏ :‏ وإذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه ، فذلك الخرور .‏ وسمعت العرب تقول ‏:‏ قعد يشتمني ؛ كقولك‏:‏ قام يشتمني، وأقبل يشتمني، والمعنى على ما ذكر‏:‏ لم يصيروا عندها صما وعميانا‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ المعنى‏:‏إذا تليت عليهم خروا سجدا وبكيا سامعين مبصرين كما أمروا به‏.‏ وقال ابن قتيبة‏:‏أي لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها‏.‏

قلت‏:‏ ههنا أمران‏:‏ ذكر الخرور وتسليط النفي عليه، وهل هو خرورالقلب أو خرور البدن للسجود‏؟‏ وهل المعنى‏:‏ لم يكن خرورهم عن صمم وعمه فلهم عليها خرور بالقلب خضوعا أو بالبدن سجودا، أو ليس هناك خرور وعبر به عن القعود‏.‏


_____________
المصدر : كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

زمردة
26-08-2010, 01:50 AM
http://www.3andna.com/photo/ToP/NiCE/3ANDNA_NICE19.gif

http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif


ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي
يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه

http://www.3andna.com/photo/ToP/FWASEL/3ANDNA_FWASEL36.gif