المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لـــمّـــا بــَكــَت ْ عينى مــرّةٌ سألتــُهــا ... (1)


الحنين للذكريات الجميلة
16-09-2010, 07:04 AM
كم هو مقدار الحنان الذي أحسسته في سورة يوسف والنبي يعقوب يخاطب ابنه ويقول له " يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك " فشعرت شعورًا غريبًا في كلمة يبنى وقلت لنفسي مهما كان الأمر وكان النبي نبيًا إلا أنه رجلاً ولذا قال الله تعالى " ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا ً " .

وسبحان الله تسير الآيات ويوضع يوسف الصديق – عليه السلام – في البئر ويصبح وحيدًا لا أحد يشعر بشعوره ولا يحس بألمه وتوجعه . لا أحد يسمع شكواه وحاله إلا الله وكأن علم الله بحاله يغنى عن سؤاله . ..!!

يقضى الأطفال طفولتهم في اللعب والمرح ويقضى يوسف طفولته في البئر وحيدًا فريدًا ينتظر الفرج ,, فيا حال يوسف وقتها كيف كانت جِلسته وهيئته...؟؟

سبحان الملك ما أشبه الليلة بالبارحة ..

إنهم أحفاد يوسف الآن يقضون طفولتهم بين النار والدمار وتحت الحصار والتجويع في بئر من نوع ٍ خاص ,, وإخوتهم من بني جلدتهم يقضون طفولتهم بين المرح والفرح وفى أحضان آبائهم وأمهاتهم ...

كم هو مقدار الألم الذي يراودك حينما تشعر أنك وحدك ؟؟

تبكى وحدك ؟؟

في عذابك تكون وحدك ؟؟

في ألمك تكون وحدك ؟؟

في شجنك تكون وحدك ؟؟ ...

حتى للآسف في فرحك تكون وحدك ..؟

ببساطة لأنك تعلم أن ما حولك لديه من الآلام والأحزان ما تمنعه من الفرح فتخشى أن تخرج فرحتك أمامه حتى لا تجرحه ..... ؟؟؟

أحاسيس ٌ متناقضة في هذه الحياة .

ولن تتوقف الرحلة بل تسير حتى يٌباع يوسف ...

سبحانك يا رب ما هذه التربية لهؤلاء الرسل والبشر...؟؟

يوسف ينتزع من والديه ويوضع في البئر..

وموسى يرمى في البحر وهو رضيع ..

و إسماعيل يترك وحيدًا في الصحراء الجرداء مع أمه ..

وتابع سير الأنبياء لتعرف المزيد ...,,

وتبقى الحقيقة مبهمة ليكشفها لنا بن عطاء السكندري في أحد حكمه قائلا ً " من لم تكن له بداية محرقة .. لن تكون له نهاية مشرقة ."

نعم , صحيح هذا القول .


وينمو الغلام ويصبح بطلا شابًاً يافعًا جميل المنظر ويُعطى شطر الجمال على الأرض ،،


غريبةُ ٌ هذه...

شاب ٌ جماله يعدل نصف جمال أهل الأرض ,,؟؟

بل الأغرب من ذلك أن من رآه قال عنه " حاش لله ما هذا بشرًا , إن هذا إلا ملك ٌ كريم ."
والأبواب مغلقة والستور مسدلة وتخيل قصر عزيز مصر كيف كان منظره .

وتتحقق هنا مقولة باهرة للعَـلـَمْ بن عثيمين حيث قال" إن الله قد ييسر لعباده أسباب المعصية ليبتليهم , كما فعل مع بني إسرائيل يوم السبت . فلا تكونوا مثلهم وتستحلوا محارم الله . ؟ .

وسبحان الله نجي يوسف ببرهانه .

وبينما القرآن يحكى الحدث والمشهد تصوره الآيات إذ بى أجد عيني تبكى حزنًا على نفسي لما حصل ؟؟

إذ أنني وضعت نفسي مكان العفيف المطهر!!

يوسف الصديق

وقلت هل لو أنا مكانه



أيهما أفضل :



برهان ربى والجنة أم هوى نفسي والشيطان ..؟؟

فرحمت نفسي وأبكيت عيني .

وهناك مشهد آخر أتى به القرآن في ألفاظه القوية وأسلوبه المعجز .. حيث يقول " وجاء إخوة يوسف " " سرق أخ له " " ائتوني بأخ لكم " " يأبانا استغفر لنا " .

هل لاحظتم كمّ الحنان والعطف والعدل أيضًا في القرآن ..

إخوة يوسف .. أخ له ... أخ لكم ..يأبانا

يااه ...

والسؤال إذًا لماذا قست القلوب بين الأرحام حتى غدت أشد من الحجارة ؟

وإذا قرأت في سورة المائدة قصة ابني آدم في أول مقتلة على الأرض وقول الله " فطوعت له نفسه قتل أخيه " ...

طوعت ... له ... نفسه ..... قتل ... أخيه ... ؟

فهل تطوع لنا أنفسنا نحن أيضًا بعصيان الله ..؟؟

ياه .. كثيرًا كثيرًا .

حدث بيني وبين أرحامي قطيعة بسبب اختلاف حول أحد المواقف كنت أرى فيها نفسي محقًا فبدأت أنا بالقطيعة ومرت أيام ٌ على ذلك وأنا أتمزق داخليًا إذ أنى ما أردت حدوث ذلك وتطورْ الأمر هكذا ..بل كانت النية ليعلموا أنهم مخطئين لكن قـدّر الله .

وأنا أتبتل إلى الله وأدعوه فقط بـــ " ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء " ..

وعكرتْ نفسي خلوتي بتذكيري لآلامي السابقة فزاد الأمر سوءًا على سوء وتمنيت وقتها عدم التدين والالتزام ..

شعور ٌ خاطئ ؟؟

نعم ..

لكنها أوقاتٌ لا تجد فيها من يشاطرك أحزانك ؟؟

وبينما أنا كذلك وأتمنى الدواء من الله وأرجوه في كل لحظة قبل أن ينقضي رمضان , وجاءت البشرى وانقطع اتصال الأرض ووصل اتصال السماء..

اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه *** لا تجزعن فإن الكافي الله

جاء رد السماء في قوله تعالى " يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم ٍ يحبهم ويحبونه , أذلة ٍ على المؤمنين ."

واستوقفتني الآية لحيظات ,

وتفكير ٍ؟؟؟ أعقبه تدبر ٍ وتأويل ...

ثم انهمرت الدموع مرة ً أخرى لكنها لم تكن دموع ألم وتبتل ،، لكنها دموع عجز ٍ وشكر لله رب العالمين الحنان المنان .

وكأني شعرت أن الآية تحدثني ..

وكأن الله يقول لي " اثبت على الطاعة فأكيد هناك أخطاء ونقائص يجبرها العمل والإخلاص ولا ترتد وإلا ستخسر حب الله .. وقلت وما أوقفني هذا الموقف ولا أبكاني هذا البكاء إلا الفوز بحبك يا ربى ؟؟.

رضيت بالله ربًا .

والدواء لطلبي وسؤالي جاء في " أذلة ٍ على المؤمنين "

وقلت يأخى إذا كان هذا في شأن المؤمنين مع بعضهم فالأولى بالأرحام.

قال الله تعالى " وأولوا الأرحام ببعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ..

فعلى الفور جاء المدد وحضر الدواء ولا يبقى إلا التنفيذ فصالحتُ كل من خاصمته وقبلت رأسه !!

وبكيت وبكوا وأخلصت ُ وأخلصوا ...

نعم صحيح ٌ هذا الكلام .. هل تعلمون لماذا ..؟؟

لأنه جاء ليلة السابع والعشرين من رمضان ومع اختلاف أو اتفاق العلماء علي ليلة القدر فقد أحسست أنها هى بالنسبة لي سواءًا كانت الـ 21 أو 23 أو ....

نعم هي ليلة قدري :

ففيها أنعم الله وأكرم ." اقرأ وربك الأكرم "

وهدى الحال وأصلح. " سهديهم ويصلح بالهم "

وبين الحق من الباطل." وهديناه النجدين "

فالحمد لله مالك الملك ومالك الملكوت .

وعلى مناسبة قسوة القلوب وغلظتها ورحمة الله ورأفته,

أحيانا أنظر لوالدي الشيخ وأمي المسنة وأقول لنفسي : ياه بأخ محمد : ماذا ستفعل لو وقفت بين يدي ربك يوم القيامة وسألك : ماذا فعلت في حقهما : أحفظت وتابعت وسددت وقاربت أم ضيعت وعققت ونفرت وفاجرت ... ؟؟

وتذكرت اللحظات البغيضة من الهجر والنفور في الماضي الأليم وقلت لنفسي كم أنا قاسيًا وصدق الله " فهي كالحجارة أو أشد قسوة "؟..

لكنى والله أقول لكم اختليت بنفسي وقلت لها " هل أنا سيء لهذا الحد" ؟؟

أو" أنا مش وحش "



فترد على نفسي قائلة ً" وما سبب ذلك " ؟؟

أقول " لا أعلم "

لكنها لحظات تملكني الشيطان فيها ...

ولأني أردت دواء الله أيضًا وكيف لا وهو الذي خزائنه ملأى لا يعجزه شيء عن شيء فهو رب كل شيء .

ناداه قلبي فجاء الرد سريعًا غضًا رحيمًا بالمخطئين المنكسرة قلوبهم ..



" ربكم أعلم بما في نفوسكم ، إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورًا " ..

فشكرت الله على عطفه ورحمته ووده " إن ربى رحيم ٌ ودود " .

ولا يزال في غد ٍ الكثير بإذن الله ,

ولا يزال الأمل موصولا ً ,

ولا يزال الطمع في عفو الله مأمول ُ....

وللخواطر بقية ...

والسلام ،،،


*****************
بقلمي

zahra
16-09-2010, 12:51 PM
جزاك الله خيرا
موضوع رائع بالفعل

الحنين للذكريات الجميلة
16-09-2010, 03:06 PM
وجزاكم أختى الفاضلة بمثل الخير وزيادة

أشكر تشريفكم للموضوع

أخوكم

ramevic
16-09-2010, 05:48 PM
الموضوع رائع جدا

الحنين للذكريات الجميلة
17-09-2010, 05:24 AM
جزاك الله خيرًا أخى

شكر الله مروركم

الله يرفع همتكم كما رفعتم همتنا

فدوى عبدالله
17-09-2010, 03:59 PM
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم
ماشاء الله خواطر جميلة حقا
كلماتك رائعة أخى
أنا أحب سورة يوسف كثيرا وكلما مرت بى محنة يقدر لى َ الله عز وجل أن أستمع إليها فكأن الله يريد أن يرينى حجم الابتلاء الذى تعرض له سيدنا يوسف
كما أشعر بقرب الفرج لأنه كلما عظم البلاء كلما كان الفرج أقرب
ووالله لقد كنت مهمومة جدا وفتحت المنتدى لعلى أجد سلوتى فيه مع أشخاص كل همهم مرضاة الله فوجدت هذا الموضوع وأيضا عن سيدنا يوسف تأثرت كثيرا بما كتبت فكأنك تتحدث بلسان حالى فجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله بك

مسك
18-09-2010, 02:17 PM
جزاكم الله خيرا
أثرى الله قلمك بكل نافع

الحنين للذكريات الجميلة
22-09-2010, 09:30 AM
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم
ماشاء الله خواطر جميلة حقا
كلماتك رائعة أخى
أنا أحب سورة يوسف كثيرا وكلما مرت بى محنة يقدر لى َ الله عز وجل أن أستمع إليها فكأن الله يريد أن يرينى حجم الابتلاء الذى تعرض له سيدنا يوسف
كما أشعر بقرب الفرج لأنه كلما عظم البلاء كلما كان الفرج أقرب
ووالله لقد كنت مهمومة جدا وفتحت المنتدى لعلى أجد سلوتى فيه مع أشخاص كل همهم مرضاة الله فوجدت هذا الموضوع وأيضا عن سيدنا يوسف تأثرت كثيرا بما كتبت فكأنك تتحدث بلسان حالى فجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله بك




وجزاكم أختنا بمثل الخير وزيادة وبارك فيكم

طيب الله خاطركم


جزاكم الله خيرا
أثرى الله قلمك بكل نافع

وجزاكم أختنا

بارك الله فيكم وشكرًا لمروركم الكريم

منتهى محمد
25-09-2010, 04:31 PM
جزاكى الله خيرا موضوع جميل جدا