المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضيلة الصف الأول والأذان


الشيخ محمد الزعبي
07-10-2010, 10:17 PM
‏الجمعة‏، 01‏ ذو القعدة‏، 1431/‏08‏/10‏/2010
فضيلة الصف الأول والأذان
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِى النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا عَلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِى التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِى الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى أُوَيْسٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ.
معاني الكلمات :
النداء : الأذان . يستهموا عليه : أي يقترعوا عليه . التهجير : التبكير إلى الصلاة . العتمة : العشاء .
الفوائد :
1- فضل الأذان ، وقد وردت عدة أحاديث تدل على فضل الأذان :
عن معاوية قال : قال رسول الله ( : ( أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون ) . رواه مسلم
( أطول أعناقاً ) حتى لا يصيبهم الحر .
وعن أبي سعيد قال : قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يسمع صوت المؤذن إنس ولا جن إلا شهد له يوم القيامة ) . رواه مسلم
2- استحباب أن يحرص الإنسان أن يكون مؤذناً . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أذن محتسبا سبع سنين كتبت له براءة من النار و عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أذن اثنتي عشرة سنة و جبت له الجنة و كتب له بتأذينه كل يوم ستون حسنة و في كل إقامة ثلاثون حسنة رواهما ابن ماجة.
و إذا تشاح نفسان في الأذان قدم أكملهما في الخصال المطلوبة في المؤذن و هي الصوت و الأمانة و العلم بالأوقات بأن يكون أندى صوتا أو اعلم بالأوقات و يقدم أكملهما في عقله و دينه لما تقدم فان استويا في ذلك قدم اعمرهما للمسجد و أكثرهما مراعاة له و أقدمهما تأذينا فيه ,
و لا يقدم أحدهما بكون أبيه كان هو المؤذن فان استويا في ذلك قدم من يرتضيه الجيران أو أكثرهم فان انقسموا طائفتين متساويتين أو لم يختاروا أحدهما أو لم يكن للمسجد جيران اقرع بينهما لقوله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا ألا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه, و لأن الناس تشاحوا في الأذان بالقادسية فاقرع بينهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ذكره الإمام احمد و غيره .
3- أن الجزاء من جنس العمل ، فالمؤذنون كانوا يعلنون ويرفعون تكبير الله وتوحيده والشهادة لرسوله بالرسالة ، كان جزاؤهم أن تعلو رؤوسهم ووجوههم .
4- فضيلة الصف الأول ، وهذا خاص بالرجال .
ومما يدل على فضل الصف الأول :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ) . رواه مسلم
5- أن الناس لو يعلمون ما في الصف الأول من الأجر العظيم ، لكانوا يقترعون أيهم يسبق إلى الصف الأول .
6- فضيلة التبكير إلى الصلاة ، ويدل لذلك :
قوله تعالى : ? وسارعوا على مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ? .وقال تعالى : ? وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ? .
7- الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين : العشاء والفجر .
8- جواز تسمية العشاء بالعتمة .
لكن يكره أن يسميها بذلك دائماً ، لكن أحياناً لا بأس .
لحديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء ، فإنها في كتاب الله العشاء ، وهم يعتمون بالإبل ) . رواه مسلم
قال النووي : " معناه أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل ، أي يؤخرونه إلى شدة الظلام " .
والدليل على جواز تسميتها بالعتمة أحياناً حديث الباب : ( لو يعلمون ما في العتمة ... ) .
9- ينبغي للمسلم أن يحرص على الطاعات والعبادات ، كالذي وردت في هذا الحديث ، ومنها :
الأذان ، الصف الأول ، التبكير إلى الصلاة ، المحافظة على صلاة العشاء والفجر .
10- أن القليل من الناس من يعرف فضل هذه الأعمال .
عن عثمان ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) . رواه مسلم.
وأمر الله تعالى بالمحافظة علي الصلاة ، قال تعالى : ? حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ? ، والصلاة الوسطى هي صلاة العصر .
وقال بريدة رضي الله تعالى عنه : بكروا بصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله " . وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة يوماً فقال : " من حافَظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهان ولا نجاةٌ ، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبي بن خلف " .
- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّ العبد المملوك ليحاسب بصلاته ، فإذا نقص منها قيل له : لم نقَصت منها ، فيقول : يا ربِّ سلطت علي مليكاً شغلني عن صلاتي ، فيقول : قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك ، فهلاَّ سرقت من عملك لنفسك فيجِبُ لله تعالى عليه الحجة " ومن المحافظة على الصلاة إقامتها في الجماعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل في جماعة تزيدعلى صلاته في سوقه وفي بيته بخمسة وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضَّأ فأحسن الوضوء ثمَّ خرج عامداً إلى المسجد لا يخرجه إلاَّ الصلاة لم يخطُ خطوةً إلاَّ رفعت بها درجة وحُطَّ عنه بـها خطيئة ،فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ، تقول : اللهم صل عليه ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في ما انتظر الصلاة " .
الواجب على من يسمع النداء أن يجيب، فيصلي الصلوات حيث ينادى بهن. يدل عليه حديث (أن رجلا أعمى قال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب)
وحديث ( من سمع النداء ولم يأت فلا صلاة له إلا من عذر ) صحيح رواه عبد الحق و ابن ماجة و الحاكم ، وحديث: { لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد } وغالب العلماء يقولون: موقوف على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، وقال عبد الحق الإشبيلي : هو مرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام. وحديث ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ.
بل في حال الخوف أمر الله عز وجل أن يأتوا ليجمعوا الجماعة في محلها قال تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ )
وقول ابن مسعود ( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات ((حيث ينادى بهن)) ... لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق أو مريض ولقد كان الرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف).
أما إذا لم يكن من أهل الوجوب أو من أهل الأعذار أو النساء فلا بأس في ذلك فقد جاء عن أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما أنهما أمتا بعض النساء والله أعلم.

الأرقم
08-10-2010, 05:47 AM
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل وجعل هذه المقالة في ميزان حسناتك

بارك الله بكم

وللأمانة العلمية

حديث من أذن سبع سنين محتسبا ، وكذلك حديث إن العبد المملوك .
حديثان ضعيفان كما بين غير واحد من أهل العلم الشيخ الأرنؤوط وغيره .

والراجح في حديث لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد الصواب موقوف على سيدنا علي رضي الله عنه وهو ضعيف أيضا عن سيدنا علي أخرجه البيهقي وأحمد كما تقدم من طريق أبي حيان عن أبيه عن علي موقوفا . وهذا سند ضعيف أيضا والد أبي حيان اسمه سعيد بن حيان ، قال الذهبي : لا يكاد
يعرف ، وقال ابن القطان : إنه مجهول .

ياسر ابوزيد
08-10-2010, 11:07 PM
جزاكم الله خيرا شيخ محمد و كذلك أخى الحبيب الأرقم