المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج الأمراض النفسية


الشيخ محمد الزعبي
17-10-2010, 02:36 PM
‏الجمعة‏، 08‏ ذو القعدة‏، 1431/‏15‏/10‏/2010
علاج الأمراض النفسية
الأمراض النفسية تفتك بالمجتمعات غير الإسلامية اليوم، ومنها ما تسرَّب إلى مجتمعاتنا بسبب البعد عن الله وكتابه وأوامره.
وأعظم العلاج للأمراض النفسية وضيق الصدر باختصار ما يلي :
1- الهدى والتوحيد ، كما أن الضلال والشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر .قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} 124) {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً}125{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} 126 طـه: ) وقال تعالى:{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}الحج: من الآية31.
2- نور الإيمان الصادق الذي يقذفه الله في قلب العبد ، مع العمل الصالح . {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}الأنعام:125)
3-العلم النافع ،فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع .
4- الإنابة والرجوع إلي الله سبحانه ، ومحبته بكل القلب ، والإقبال عليه والتنعم بعبادته .
5-دوام ذكر الله على كل حال وفي كل موطن فللذكرتأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب ، وزوال الهم والغم .
ذكر الله أكبر من أي شيء في هذه الدنيا، فالذي يبتعد عن ذكر الله سيكون فريسة سهلة للأمراض والهموم والاكتئاب... لنقرأ ونذكر الله تعالى ذكراً كثيراًقال الله تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} العنكبوت:45) وقال تعالى:
{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}الأنعام: وقال تعالى:125{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}الزمر:22)
أكدت دراسة علمية أن الإيمان بالله عز وجل والمحافظة على الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وصوم رمضان والعمرة والحج وقراءة القرآن الكريم، علاج فاعل لكل الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان. وأوضحت دراسة أجرتها الطالبة شاهيناز حسن مليباري بعنوان "الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء السنة النبوية" أن أبرز الأمراض النفسية هي: القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، الصداع، الخوف من المرض، الأرق. وأكدت الدراسة أن الإيمان بالله عز وجل هو أول وسيلة لتحقيق الوقاية والعلاج من المرض النفسي: فأول وسيلة تؤمن للإنسان أعلى مستوى من الصحة النفسية هي تحقيقه الكامل للتوحيد ومعنى الشهادتين وابتعاده عن كل أبواب الشرك واجتنابه البدع والخرافات. فالإيمان بالله إذا ما بثَّ في نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية.
وأكدت الدراسة أن المحافظة على أداء الصلاة خمس مرات -مع التسبيح والدعاء وذكر الله بعد الفراغ منها- تَمُدُنا بأحسنِ نظامٍ للتدريبِ على الاسترخاءِ والهدوءِ النفسي ممَّا يُساهمُ في التخلصِ من القلقِ والتوترِ العصبي والتي تمتد وتستمر مع المسلم إلى ما بعد الصلاة فترة من الوقت، وقد يواجه -وهو في حالة الاسترخاء- بعض الأمور أو المواقف المثيرة للمرض النفسي أو قد يتذكرها وتكرار تعرض الفرد لهذه المواقف وهو في حالة استرخاء، والهدوء النفسي عقب الصلوات يؤدي إلى "الانطفاء" التدريجي للقلق والتوتر، وبذلك يتخلص من القلق الذي كانت تثيره هذه الأمور أو المواقف.
تخلص من القلق النفسي :
* القلق يؤدي إلى الحزن والاكتئاب .
* القلق يؤدي إلى الفشل في الحياة .
* القلق يؤدي إلى الجنون .
* القلق يؤدي إلى الأمراض الخطيرة .
* حاول اكتشاف أسباب القلق لديك ، ثم عالج كل سبب على حدة .
* ناقش نفسك ومن حولك بهدوء ولا تلجأ إلى الانفعال .
* استثمر قلقك في التفوق الدائم والسعي نحو الأهداف النبيلة .
* ليكن قلقك فعالاً في العلاج مشكلاتك .
* كن بسيطاً ولا تلجأ إلى تعقيد الأمور .
6- الاحسان إلى الخلق بأنواع الإحسان والنفع لهم بما يمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدرا ، وأطيبهم نفسا ، وأنعمهم قلبا,قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}النحل:90)
وعن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته))رواه مسلم .
7- الشجاعة ، فإن الشجاعَ منشرحُ الصدرِ متسعُ القلبِ .
8- إخراج دغل (ودغل الشيء عيب فيه يفسده .) القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه : كالحسد ، والبغضاء ، والغل ، والعداوة ، والشحناء ، والبغي ، وقد ثبت أنه عليه - الصلاة والسلام - « سئل عن أفضل الناس فقال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " ، فقالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : " هو التقي ، النقي ، لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد » أخرجه ابن ماجه برقم 4216 ، وانظر صحيح ابن ماجه 2 / 411 .
9- ترك فضول النظر والكلام ، والاستماع ، والمخالطة ، والأكل ، والنوم ؛ فإن ترك ذلك من أسباب شرح الصدر ، ونعيم القلب وزوال همه وغمه .
10- الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ؛ فإنها تلهي القلب عما أقلقه .
11- الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك ؛ فإن ذلك يسلي عن الهم والحزن .
12- النظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في العافية وتوابعها والرزق وتوابعه .
13- نسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها فلا يفكر فيها مطلقا .
14- إذا حصل على العبد نكبة من النكبات فعليه السعي في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر ، ويدافعها بحسب مقدوره .
15- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ، وعدم الغضب ، ولا يتوقع زوال المحاب وحدوث المكاره بل يكل الأمر إلى الله - عز وجل - مع القيام بالأسباب النافعة ، وسؤال الله العفو والعافية .
16- اعتماد القلب على الله والتوكل عليه وحسن الظن به سبحانه وتعالى ؛ فإن المتوكل على الله لا تؤثر فيه الأوهام .
17- العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جدا فلا يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار ؛ فإن ذلك ضد الحياة الصحية .
حكاية حقل الألماس
هي حكاية مشهورة عن مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
18- إذا أصابه مكروه قارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية وبين ما أصابه من المكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم ، وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية ، وبذلك يزول همه وخوفه .
19- يعرف أن أذية الناس لا تضره خصوصا في الأقوال الخبيثة بل تضرهم فلا يضع لها بالا ولا فكرا حتى لا تضره .
20- يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا .
21- أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إلا من الله ويعلم أن هذا معاملة منه مع الله فلا يبال بشكر من أنعم عليه { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } سورة الإنسان ، الآية : 9 .
22- جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إلى الأمور الضارة فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره .
23- حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل .
24- يتخير من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم وخاصة ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاورة فإذا تحققت المصلحة وعزم توكل على الله .
25-التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة ؛
فإن معرفتهاوالتحدث بها يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر .
26- معاملةُ الزوجةِ والقريبِ والمعاملِ وكلِ من بينك وبينَه علاقةٌ, إذا وَِجَدَت به عيباً بمعرفةِ ما لَهُ من المحاسن ومقارنةُ ذلك ، فبملاحظة ذلك تدومُ الصحبةُ وينشرحُ الصدرُ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:« لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر » . مسلم
27- الدعاء بصلاح الأمور كلها وأعظم ذلك « اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، ودنياي التي فيها معاشي ، وآخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، والموت راحة لي من كل شر » ) مسلم ، وكذلك « اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت » . أبو داود 4 / 324 ، وأحمد 5 / 42
28 - الجهاد في سبيل الله لقوله -عليه الصلاة والسلام - : « جاهدوا في سبيل الله ؛ فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم » ) أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 2 / 75 .
وهذه الأسباب والوسائل علاج مفيد للأمراض النفسية ومن أعظم العلاج للقلق النفسي لمن تدبرها وعمل بها بصدق وإخلاص ، وقد عالج بها بعض العلماء كثيرا من الحالات والأمراض النفسية فنفع الله بها نفعا عظيما .

ياسر ابوزيد
18-10-2010, 01:35 AM
موضوع رائع حقا .. جزاكم الله خيرا ..

الأرقم
18-10-2010, 04:59 AM
« سئل عن أفضل الناس فقال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " ، فقالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : " هو التقي ، النقي ، لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد »



جزاك الله خيرا وأحسن الله إليكم .....

جعل الله ما كتبتم في ميزان حسناتكم .