المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل يوم عرفة


الشيخ محمد الزعبي
12-11-2010, 04:20 PM
فضائل يوم عرفة
يوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران. أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة : ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرءونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة:3]. قال عمر: فد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم: وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
إنه يوم عيد لأهل الموقف:
قال صلى الله عليه وسلم (يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ) [رواه أهل السنن
إنه يوم أقسم الله به :
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) [البروج:3]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليومُ الموعودُ يومُ القيامة، واليومُ المشهودُ يومُ عرفة، والشاهدُ يومُ الجمعة …) [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وهو الوترُ الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) [الفجر:3] قال ابن عباس: الشفع يومُ الأضحى، والوترُ يومُ عرفة. وهو قولُ عكرمة والضحاك.

إن صيامه يكفر سنتين :
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) [رواه مسلم].
وهذا إنما يتسحب لغير الحجاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
إنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم :
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان ـ يعني عرفة ـ وأخرج من صلبة كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) [الأعراف:172،173] [رواه أحمد وصححه الألباني].
إنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يومٍ أكثرُ من أنْ يُعتقَ الله فيه عبداً من النار من يومِ عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟)
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً) [رواه أحمد وصححه الألباني].
عن أَبي هريرة ، قَالَ : سُئِلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( إيمَانٌ بِاللهِ وَرسولِهِ )) قيل : ثُمَّ ماذا ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ )) قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبرُورٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( المبرور )) هُوَ : الَّذِي لا يرتكِبُ صاحِبُهُ فِيهِ معصيةً .
وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( مَنْ حَجَّ ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعنه : أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا ، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قَالَت : قُلْتُ : يَا رسول الله ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ ، أفَلاَ نُجَاهِدُ ؟ فَقَالَ : (( لَكُنَّ أفْضَلُ الجِهَادِ : حَجٌّ مَبْرُورٌ )) رواه البخاري .