المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ونحن على أبواب فصل الشتاء ... !!


جميل لافي
15-12-2010, 05:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث ِ رحمة ً للعلمين.



ونحن على أبواب فصل الشتاء ... !!



نـُطالب في كل ِ عام ٍ كمسلمين أن نـُصلي صلاة الإستسقاء ، لإجداب أراضينا وقلة المطر ، فهلا تدبرنا السبب وشخصنا الداء ، لنصفَ لهُ الدواء الناجع ، أو فعلنا كما يفعل الطبيب الفاشل عندما تأتيه ِ حالة ألم في البطن من زائدة أو تلبك أمعاء ، فيُشيرُ علينا ببتر القدم أو الساق كعلاج لها ... !!
نعم صلاة الإستسقاء مسُنونة ومشروعة ، ولكن يجب علينا معرفة أسباب منع وحجب المطر عنا .
قال عبدالله بن عباس وابن مسعود (رضي الله عنهما) : أن كمية المطر التي تنزل على الأرض هيَ هيَ ، نفس الكمية ، ولكن تنزل إلى أرض دون أرض ، وإذا كان الناس لا يستحقونها بذنوبهم وبمنعهم للزكاة ، ألقيت في البحر .

فالنـُسلط الضوء على الداء ونصفُ لهُ الدواء من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم ) :

عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر (رضي الله عنهما) َقَالَ: ( أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَالْمُهَاجِرِينَ،خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذ ُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ * لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا * وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ * وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْإِلاَ مُنِعُوا الْقَطْرَمِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا * وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ * وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ) رواه البخاري وابن ماجة.

فهذه خمسة ُ أمور إذا فعلتها أمة ُ الإسلام عوقبت بنظائرها ، فمنعُ الزكاة المفروضة يستوجب منع المطر ، وحتى لو صلينا صلاة الإستسقاء ، لآ نـُمطر إلا بفضل الله ومنه ِ وكرمه ِ ، ولولا البهائم التي تشتكي من ذنوب ومعاصي بني آدم لحرمانها الماء والكلأ لما مُطرنا .....
* وعنأ بي هريرة(رضي الله عنه) قال : قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم) :( انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهوأجدرأن لا تزدروا نعمة الله عليكم( متفق عليه .

*يا لها من وصية نافعة ، وكلمة شافية وافية ، فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه ، والتحدث بها ، والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر . فإن الشكر لله هو رأس العبادة ، وأصل الخير ، وأوجبه على العباد ، فما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة ، خاصة أو عامة إلا من الله . وهو الذي يأتي بالخير والحسنات ، ويدفع السوء والسيئات . فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم ، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتـُعينه على الشكر .

* وقد أرشد النبي (صلى الله عليه وسلم) إ لى هذا الدواء العجيب ، والسبب القوي لشكر نعم الله . وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم . فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه ، فإنه لا يزال يرى خلقا كثيرا دونه بدرجات في هذه الأوصاف ، ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق ، وُخلق وخلق ، فيحمد الله على ذلك حمدا كثيرا ، ويقول : الحمد لله الذي أنعم علي وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً .

وأذكرُ قصة بها عبرة وحكمة بالغة للحض ِ على شكر نعم الله علينا :
كانت إمرأة أرملة وطفلها الذي لم يتجاوز السابعة يسكنون على سطح بناية بلا مُعيلَ وبلا مأوى وبلا سقف ، وفي يوم نزل المطر مُنهمراً وبلل كلَ شيء ولم تجد المرأة ملجأ ً من المطر على السطح لتـُؤوي به طفلها ، فسترتهُ بردائها فابتل ، وبحثت في المكان فوجدت باباً قديماً في أحد الأركان ، فجلبته ُ وأسندتهُ على الجدار ليحجب المطر عن طفلها ، وبقيت هي بالخارج تحت المطر ، فبادرها الطفل قائلاً : هل يوجد يا أمي عند جميع الناس مثل هذا الباب ليقيهم شدة المطر ؟؟ ، وماذا يفعل الذين لا يجدونَ مثل هذا الباب ... ؟؟

الله الله ... فاليسمع أصحاب الملايين والمليارات والعمارات والبورصات والسيارات ، بل الطائرات الخاصة من أبناء المسلمين هذه التساؤلات ....
وليسمع من أ ُتخموا بأصناف وأنواع ما لذ وطاب من أجاويد الطعام هذه التساؤلات ....

فلو طالبناهم بتفقد أحوال الفقراء والمُحتاجين ، مما افترضَ الله عليهم في أموالهم بقوله ِ جلَ وعلا :

( وفي أموالهم حقٌ للسائل ِ والمحروم ) الذاريات 19 .


( وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل ِ والمحروم ) المعارج 24.



لقالوا الحقوق كثيرة والتجارة كاسدة ، ونحن أحقٍُ بالمعونة ، ولقطعوا أيديهم وشحدوا عليها .... !!


وليسمع الذين أغلقوا أبوابهم دون حاجات الناس هذه التساؤلات ....



فقد جاء في تفسير ابن كثير وغيره َِ رحمهم الله عند الآية ( ثمّ لتـُسئلن يومئذ ٍ عن النعيم ) قال : ثلاثة ٌ لا تـُسئلون عنها يوم القيامة : 1 ـ خرقة تستر عورتك المُغلظة ( القبل والدبر) . 2 ـ شربة ماء ولقيمات لسد الجوع حتى لا تهلك . 3 ـ مغارة تقيك برد الشتاء وحرّ الشمس .


وما فوق ذلك ستسأل عنهُ يا عبد الله يوم القيامة .


فماذا ستـُجيبُ ربك َ عز وجل .... ؟؟


قال تعالى : ( وقفُوهُم إنهم مسئُلُون ) الصافات 24 .


وعَنْأَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّرَفَعَهُ ( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِحَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍعَنْعُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا عَمِلَ بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ) أخرجه مسلم ،


ورواية معاذ بن جبل (رضي الله عنه) في سنن الدارمي .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


هذا واللهُ تعالى أعلى وأجلُ واعلم .


وأستغفرُ الله .



الشيخ جميل لافي


28 / 11 / 2010

فوزية محمد
15-12-2010, 09:31 AM
نستغفر الله العظيم ونتوب إليه..

جزاكم الله خيرا أخانا الكريم على التذكرة..

جميل لافي
16-12-2010, 05:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



وبارك الله بك يا أختي ، وجزاك ِ الله خيراً
على القراءة وعلى المرور .
وجوزيت ِ الجنة .




الشيخ جميل لافي
16 / 12 / 2010

الأرقم
16-12-2010, 07:29 AM
ماشاء الله حماك الله أخي جميل
ولافض فوك

ولكن اسمح لي بالتذكرة بأن حديث :
وعَنْأَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّرَفَعَهُ ( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِحَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍعَنْعُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا عَمِلَ بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ) أخرجه مسلم ،


هو في سنن الترمذي وليس عند الإمام مسلم في الصحيح ..والله أعلم

ألب أرسلان
16-12-2010, 07:53 AM
بارك الله لكم تذكرتكم الطيبة

جزاكم الله كل خير ...

جميل لافي
17-12-2010, 08:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة ً للعالمين .
وبعد ،
هذا نسخ ٌ للحديث ِ وتخريجاته كما هو في الكتب الثلاثة ونسخ ٌ حرفي لا فيه ِ زيادة ولا نقصان .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الأول : ـ
فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الرقاق - لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع

9774 الحديث الثالث قوله : أبو غسان ) بغين معجمة ثم مهملة ثقيلة ، أبو حازم هو سلمة بن دينار . قوله ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف شك في أحدهما في رواية مسلم من طريق عبد العزيز بن محمد عن أبي حازم " لا يدري أبو حازم أيهما قال "
قوله متماسكين بالنصب على الحال وفي رواية مسلم متماسكون بالرفع على الصفة قال النووي : كذا في معظم النسخ وفي بعضها بالنصب وكلاهما صحيح

- ص 422 - قوله آخذ بعضهم ببعض في رواية مسلم " بعضهم بعضا "

قوله حتى يدخل أولهم وآخرهم ) هو غاية للتماسك المذكور والأخذ بالأيدي وفي رواية فضيل بن سليمان الماضية في بدء الخلق http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFلا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF وهذا ظاهره يستلزم الدور وليس كذلك بل المراد أنهم يدخلون صفا واحدا فيدخل الجميع دفعة واحدة ووصفهم بالأولية والآخرية باعتبار الصفة التي جازوا فيها على الصراط وفي ذلك إشارة إلى سعة الباب الذي يدخلون منه الجنة قال عياض : يحتمل أن يكون معنى كونهم متماسكين أنهم على صفة الوقار فلا يسابق بعضهم بعضا بل كون دخولهم جميعا وقال النووي : معناه أنهم يدخلون معترضين صفا واحدا بعضهم بجنب بعض
( تنبيه ) : هذه الأحاديث تخص عموم الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي برزة الأسلمي رفعه http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFلا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF وله شاهد عن ابن مسعود عند الترمذي ، وعن معاذ بن جبل عند الطبراني . قال القرطبي : عموم الحديث واضح لأنه نكرة في سياق النفي لكنه مخصوص بمن يدخل الجنة بغير حساب وبمن يدخل النار من أول وهلة على ما دل عليه قوله - تعالى - http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF يعرف المجرمون بسيماهم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF الآية

قلت وفي سياق حديث أبي برزة إشارة إلى الخصوص وذلك أنه ليس أحد عنده علم يسأل عنه وكذا المال فهو مخصوص بمن له علم وبمن له مال دون من لا مال له ومن لا علم له وأما السؤال عن الجسد والعمر فعام ويخص من المسئولين من ذكر والله أعلم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثاني : ـ

في سنن الدارمي المقدمة - لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل .

537 أخبرنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل - ص 145 - به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF سنن الدارمي .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثالث : ـ

سنن الترمذي - كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس

2417 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا الأسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF قال هذا حديث حسن صحيح وسعيد بن عبد الله بن جريج هو بصري وهو مولى أبي برزة وأبو برزة اسمه نضلة بن عبيد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وبارك الله بك على الحرص في الحرص على سُنة النبي (صلى الله عليه وسلم) .
وجزاك الله خيراً .

الشيخ جميل لافي
17 / 12 / 2010
.