المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس مع الله حزن... ليس مع الله هم


سيف الامه
23-12-2010, 11:04 AM
ليس مع الله حزن... ليس مع الله هم

عندما تضع الزهور الجميلة في أرض خصبة ممتلئة بالماء والسماد لابد لها أن تزهر، ويشم الناس رائحتها من بعيد.
والعنبر الجميل مهما ذبل عوده فلابد أن تظل رائحته فيه .
والمؤمن مهما تمر به الظروف والإبتلاءات لا يمكن أبداً أن يلمس اليأسُ قلبه.
والقلب المملؤء بالخير والحب لابد أن ينضح بما فيه ، وأول ما يفيض .. يفيض علي نفسه ، فيلمع معدنه ويشتد عوده .
والإنسان من صنع أفكاره، لا من صنع الآخرين.
فيا من إمتلأ قلبي له حب الأحباب وود الأصحاب وقرب الساجد لله ومن أناب...
أقول لك من كل قلبي: إزرع في قلبك الأمل وأزل الحزن، واترك الهم يتركك، واركن إلي الله يكن معك.
وخذ بنصيحة حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم لابن عمه عبدالله عباس حينما قال له (غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي.
أخي
سل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك من كل سوء ، وأن يفرج عنك كل كرب ، ويزيل عنك هموم الدنيا وأن تكون في الله حسن الظن .
فالله تعالي لا يقطع حبال من وصله، ولا يخذل من سأله ولا يضعف من إستقوى به ولا يرد طالبه ، ولا يمنع راجيه.
فكيف بك لا يكون عندك الأمل في الرحمن الرحيم، العزيز الغفور.
أبعد الله أحد ؟ ..لا أحد!.
فهو فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
قلها وقلبك مملوء أمل فيه سبحانه وتعالي.
فمن كان مع الله ، كان الله معه،
فكيف لا نطرق بابه؟ ونترك بابه !
فهو سبحانه بيده ملكوت السماوات والأرض.
فمن كان مع الله فلا يحزن، ومن كان مع الله فلا يقلق، ومن كان مع الله فلا هم لديه.
[ إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كَلِمَةَ الَذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ] سورة التوبة.
نعم - لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا -
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبـشـر بـخير فـإن الـفـارج الله.
الـيـأس يقطع أحـياناً بصاحـبه لا تيـأسـن فـإن الكــافـــــي الله
الله يحـدث بعـد العسـر مـيسرة لا تجـزعـن فــإن الصــانع الله
فإذا بليت فـثـق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوي هو الله
والله مـالك غـيـر الله مـن أحـد فـحـسبـك الله فـي كـلٍ لـك الله
إذا خاف المرء شيئاً فر منه، وإذا خاف المرء ربه فر إليه.
فكيف بك لا تلجأ إلي الله (القادر - القوي - العليم – الخبير)
فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه.
[وعَلَى الثَّلاثَةِ الَذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وظَنُّوا أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إلاَّ إلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)] سورة التوبة.
ياصاحب الهم ..يا صاحب الحزن
لا تفكر إلا فيمن حباله موصولة، وآمله ممدودة، وأسرارنا عنده محفوظة، وأيامنا بعلمه معدودة.
فلا تطلب قطع الآجال، وطلب الموت فهذا محال، إلا من قدر له القهار.
لا تقل ( هذه الدنيا ليس لي فيها نصيب ).
فلا يطرقن اليأس إلي قلبك بطلب اللقاء قبل الآذان.
فالموت لا يتمناه المؤمن إلا حباً في لقاء الديان.
لا يأس ولا هروب من الهموم والأحزان.
[ إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)] سورة لقمان.
أخي
لا تقل يارب عندي هم كبير ...
ولكن قل يا هم عندي رب كبير.
أزال الله همك وفرج كربك
وأخرجك مما أنت فيه
[ الَذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ (28) الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وحُسْنُ مَئَابٍ (29)] سورة الرعد.
كيف بنا لا نسير في طريق الآمال، بل طريق الأحلام.
ورحمة الله واسعة، وعلمه فياض(ورَحْمَتِي وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) سورة الأعراف.
فكيف تضيق بنا الطرق، والطرق إلي الله كثيرة لا حدودة لها.
وكيف تضل العيون، ونور الله ساطع لا مطفئ له.
أخي
أنفض لحاف الأحزان، واترك الكلام عن الآجال، واسبح في بحار الآحلام.
وقل: خذ بيدي يا حي يا من لا تنام، فأنا عبدك بن عبدك، ناصيتي بيدك، ماض فيً حكمك، عدل فيً قضاءك.
فأنا عبدك يا الله، ضعيفة قوتي فقوني بعلمك، وارزقني تقواك، حتي أري الآمال قريبة، والأحلام حقيقة، والأهداف تتحقق واحدة تلوى الآخري.
فها أنا يا الله: سأزرع كل فسيلة في يدي لآخر لحظة من عمري
[ وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)] سورة التوبة.