المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعلم كيف تصنع الأحلام والأمنيات


أم عمار
20-08-2008, 12:23 PM
من يود المساهمة في حركة التأثير لا بد له من أن يخلو بنفسه، و أن يتخيل له مستقبلاً باهراً، و أن يتمنى أمنيات غير تقليدية، وأن يحلم في واقع أفضل، ذلك أن حقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد.

أن تكون لك أمنية أو حلم تعيشه وتتمناه وتهيم فيه وتؤمن به وتراه في اليقظة والمنام وتحادث نفسك به في الليل والنهار، أن يكون لك ذلك لهو الأساس أو المنطلق الذي تنطلق منه عملية التأثير في الحياة.

لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الأمنيات وأثرها البالغ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له".

• الأمنية خلاصة تجمعُ الإيمان و الهمة و المقدرة بل هي اختبارٌ لكلِّ ذلك:

وقد تحدى الله تعالى اليهود بالأمنيات فقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ () وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (الجمعة:6-7).

ويقول تعالى في بني إسرائيل: قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ () وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (سورة البقرة: 94 - 95).

وضرب الله مثلاً آخر في الأمنيات، ألا وهو قارون ومن تمنى أن يكون مثله، فقال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ () وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ () فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ () وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ () تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ() (سورة القصص: الآيات 79 -83).

• الأماني بذور العمل فلتنظر ماذا تزرع لنفسك و كيف تزرع:

ومن خطورة الأمنية أنها سلاح من أسلحة الشيطان حيث يقول تعالى ذاكراً مقولة الشيطان: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً () يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً) (النساء:120).

كما أن الأمنية تقوم مقام النية وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبوكبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر، رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل به في ماله وينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يتخبط فيه ينفقه في غير حقه،ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الوزر سواء".

• الأمنياتُ الكبيرة هي ظلالٌ هائلة ترسمها إضاءات الطموحات السامية:

لقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم أمنية عجيبة فقال: "والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا".

وجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع بعض أصحابه في مجلس من مجالس الأحلام والآمال السامية فقال لهم: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى أن يكون لي ملء هذا الوادي ذهباً فأنفقه في سبيل الله، وقال الآخر: أتمنى أن يكون عندي ملء هذا الوادي خيلاً أتصدق بها في سبيل الله، فقال عمر رضي الله عنه: أتمنى أن يكون عندي ملء هذه الغرفة رجالاً كأبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة.

• و أصحاب النفوس الكبيرة يتمنَّون بعقولهم و بإيمانهم و ليس بشهواتهم:

يقول الدكتور يوسف القرضاوي معلقاً على الرواية السابقة: رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة. إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرؤوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها، والعزائم القوية التي تنفذها، إنها تحتاج إلى الرجال. الرجل أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، ولذلك كان وجوده عزيزاً في دنيا الناس، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة".

• الرجل الكفء الصالح هو أكسير الحياة، وروح النهضات، وعماد الرسالات، ومحور الإصلاح:

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبه، فقال: يا بني، انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير.

وكانت أم سفيان الثوري تقول لسفيان: " يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".

وانظر كذلك إلى أمنية الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه والد جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث يقول جابر رضي الله عنه: لما قُتل عبد الله بن عمرو بن حَرام يوم أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر! ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟" قلت: بلى، قال: "ما كلّم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلّم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمنّ علي أعطك، قال: يا رب! تحييني فأُقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني: أنهم إليها لا يُرجعون، قال: يا ربَ! فأبلغ مَن ورائي" فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً ) ( آل عمران: من الآية 169).

• لماذا أتمنى؟... لأن الأمنيات مصابيح الطريق المظلم و زادُ الرحلة الطويلة:

يقول أردشير: الأيام صحائف آمالكم، فخلدوا فيها أحسن أعمالكم.

ويقول لانفستون هيوز: تمسك جيداً بأحلامك، فإذا ماتت الأحلام باتت الحياة طائراً بلا جناحين مقيداً على الأرض.

ويقول أرسطو: إذا ضاع الأمل فإننا نكون فقدنا كل شيء.

ويقول المثل الإنجليزي: لولا الأمل لانفطر الفؤاد.

• والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: لماذا أتمنى؟ وجواب ذلك يكمن في مسائل عدة أهمها:

1) الإنسان في تطلع دائم إلى ما هو أفضل وأحسن، ولذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يهرم ابن آدم ويشب معه اثنان، الحرص على المال والحرص على العمر".

• ويقول إسحاق بن خليل:

لولا مواعيد آمال أعيش بها لمِتُّ يا أهل هذا الحي من زمن.

2) التمني يظهر ما في النفس من علو أو هبوط، ومن صلاح أو فساد، فقل لي ماذا تتمنى أقل لك من أنت، فالقلوب الطاهرة والنفوس العالية تتمنى الخير للناس جميعاً، فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول: "إن فيّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم، و إني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، و إني لأسمع الغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين، فأفرح وما لي به سائمة".

• أجل الأمنيات بذور... و لكنها لا تصبح أشجاراً عظيمةً مثمرة إلاَّ في النفوس العظيمة و برعاية المعلِّم العظيم:

وفي هذا المقام يتساءل العلامة المرحوم أبو الحسن الندوي رحمه الله: كيف حوّل النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من شخصيات الجاهلية (الخام) إلى أبطال ورواد في التاريخ، يتطلعون إلى الأحلام والأمنيات العالية، فيطرح السؤال بالصيغة التالية: كيف حوّل النبي صلى الله عليه وسلم خامات الجاهلية إلى عجائب الإنسانية؟

فيجيب الندوي قائلاً: بهذا الإيمان الواسع العميق، والتعليم النبوي المتقن، وبهذه التربية الحكيمة الدقيقة، وبشخصيته الفذة، وبفضل هذا الكتاب السماوي المعجز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا تَخلق جدته، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسانية المحتضرة حياة جديدة.

عمد إلى الذخائر البشرية وهي أكداس من المواد الخام لا يعرف أحد غناءها، ولا يعرف محلها وقد أضاعتها الجاهلية والكفر والإخلاد إلى الأرض، فأوجد فيها بإذن الله الإيمان والعقيدة، وبعث فيها الروح الجديدة، وأثار من دفائنها وأشعل مواهبها، ثم وضع كل واحد في محله، فكأنما خُلق له، وكأنما كان المكان شاغراً لم يزل ينتظره ويتطلع إليه، وكأنما كان جماداً فتحول جسماً نامياً وإنساناً متصرفاً.

وكأنما كان ميتاً لا يتحرك فعاد حياً يملي على العالم إرادته، وكأنما كان أعمى لا يبصر الطريق فأصبح قائداً بصيراً يقود الأمم: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات (الأنعام: من الآية 122)

أم عمار
20-08-2008, 12:24 PM
• نماذج من نبات النفوس الطيبة بعد أن وقع عليها ماء السماء و حرَّكها نحو تحقيق أمنياتها:

يقول العلامة الندوي رحمه الله تعالى: لقد عمد رسول الله صلى الله عليه و سلَّم إلى الأمة العربية الضائعة وإلى أناس من غيرها فما لبث العالم أن رأى منهم نوابغ كانوا من عجائب الدهر وسوانح التاريخ، فأصبح عمر الذي كان يرعى الإبل لأبيه الخطاب وينهره، وكان من أوساط قريش جلادة وصرامة، ولا يتبوأ منها المكانة العليا، ولا يحسب له أقرانه حساباً كبيراً، إذا به يفجأ العالم بعبقريته وعصاميته، ويدحر كسرى وقيصر عن عروشهما، ويؤسس دولة إسلامية تجمع بين ممتلكاتهما وتفوقهما في الإدارة وحسن النظام فضلاً عن الورع والتقوى والعدل الذي لا يزال فيه المثل السائر.

وهذا ابن الوليد الذي كان أحد فرسان قريش الشبان انحصرت كفاءته الحربية في نطاق محلي ضيق، يستعين به رؤساء قريش في المعارك القبلية فينال ثقتهم وثناءهم، ولم يحرز الشهرة الفائقة في نواحي الجزيرة، إذ به يلمع سيفاً إلهياً لا يقوم له شيء إلا حصده، وينزل كصاعقة على الروم ويترك ذكراً خالداً في التاريخ.

وهذا أبو عبيدة كان موصوفاً بالصلاح والأمانة والرفق، فإذا به يقود سرايا المسلمين، ويتولى القيادة العظمى للمسلمين، ويطرد هرقل من ربوع الشام ومروجها الخضراء، فيلقي هرقل عليها نظرة الوداع ويقول: سلام على سورية، سلاماً لا لقاء بعده.

وهذا عمرو بن العاص كان يُعَدُّ من عقلاء قريش، وكانت ترسله في سفارتها إلى الحبشة لتسترد المهاجرين المسلمين فيرجع خائباً، إذا به يفتح مصر وتصير له صولة عظيمة.

وهذا سعد بن أبي وقاص لم نسمع به في التاريخ العربي قبل الإسلام كقائد جيش ورئيس كتيبة، إذا به يتقلد مفاتيح المدائن، وينيط باسمه فتح العراق وإيران.

وهذا سلمان الفارسي كان ابن موبذان في إحدى قرى فارس، لم يزل يتنقل من رق إلى رق، ومن قسوة إلى قسوة، إذا به يطلع على أمته كحاكم لعاصمة الإمبراطورية الفارسية التي كان بالأمس أحد رعاياها، وأعجب من ذلك أن هذه الوظيفة لا تغير من زهادته وتقشفه، فيراه الناس يسكن في كوخ ويحمل على رأسه الأثقال.

وهذا بلال الحبشي يبلغ من فضله وصلاحه مبلغاً يلقبه فيه أمير المؤمنين بالسيد.

• بالأماني الكبيرة و بالمآثر العظيمة ترتقي مراتب الرجال:

وهذا سالم مولى أبي حذيفة يرى فيه عمر موضعاً للخلافة فيقول: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته.

وهذا زيد بن حارثة (وقد كان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم) يقود إلى مؤتة جيش المسلمين الذي فيه مثل جعفر بن أبي طالب وخالد بن الوليد، ويقود ابنه أسامة جيشاً فيه مثل أبي بكر و عمر.

و هذا أبو ذر، والمقداد، و أبو الدرداء، و عمار بن ياسر، و معاذ بن جبل، و أبي بن كعب، تهب عليهم نفحة من نفحات الإسلام، فيصبحون من الزهاد المعدودين، والعلماء الراسخين.

وهذا علي بن أبي طالب، وعائشة، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، قد أصبحوا في أحضان النبي الأمي صلى الله عليه وسلم من علماء العالم، يتفجر العلم من جوانبهم، وتنطق الحكمة على لسانهم، أبرّ الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأقلهم تكلفاً، يتكلمون فينصت الزمان، ويخطبون فيسجل قلم التاريخ.

• أجل الأماني بذور النجاح و لكنَّ العملَ و الاجتهاد هما ماؤها و غذاؤها :

ومن الأهمية هنا أن ندرك كذلك أن الأمنيات والأحلام ليست نهاية المطاف، بل هي بداية الطريق، ولذا ينبغي أن يتبعها عمل وجد واجتهاد، وإلا فإنَّ هذه الأمنيات لن تعدوَ أن تكونَ مخدِّراتٍ لا خير فيها.

ولذا يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسين رضي الله عنه: "إياك والاتكال على المنى فإنها بضائع النوكى".

ويقول فرانسيس بيكون: الأمل إفطار جيد، لكنه عشاء سيء.

ويقول المثل التركي: من يتكل على الأمل يمت جوعاً.

كما ويحسن بالمرء أن يبادر في الاهتمام بأمنياته وأحلامه، وأن يرفع من قيمتها إذا ما أراد صناعة التأثير وهندسة الحياة، وذلك حتى لا يمضي الوقت وتمر الأيام وينقضي العمر وعندها يعض أصابع الندم على ما فات، ويتمنى أن يفعل شيئاً مؤثراً ولكن يوم لا ينفع الندم ولا تجدي الأمنية.

• عجوز تمنت أن تكون صبية وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر.. فسارت إلى العطار تبغي شبابها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر.

إذا تمنيت فبادر الآن و تمنَّ ما يسرك غداً و تمنَّ ما يرضي الخالق و ليس ما يرضي النفس والشيطان: لما احتضر الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان سمع غسالاً يغسل الثياب، فقال: ما هذا؟ قالوا: غسال، فقال: يا ليتني كنت غسالاً أكسب ما أعيش به يوماً بيوم، ولم ألِ الخلافة، ثم قال:

لعمري لقد عمرت في الملك برهة ودانت لي الدنيا بوقع البواتر

وأعطيت حمر المال والحكمَ والنهى ولي سلَّمت كل الملوك الجبابر

فأضحى الذي قد كان مما يسرني كحلم مضى في المزمنات الغوابر

فيا ليتني لم أعن بالملك ليلة ولم أسع في لذَّات عيش نواضر

وهذا التابعي الجليل يونس بن عبيد، الذي لقي أنس بن مالك رضي الله عنه، لما كان على فراش الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: قدماي لم تغبر في سبيل الله عز وجل.

واستمع الآن إلى ما سطره كتاب الله تعالى من حال أولئك الذين فرّطوا في دنياهم وأخروا الأمنيات السامية إلى يوم لا يجدون لها نفعاً ولا يرجون لها ثواباً.

يقول تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ () لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ() (المؤمنون:99-100) قال قتادة معلقاً على هذه الآية: "والله ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة، ولا بأن يجمع الدنيا ويقضي الشهوات، ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة الله عز وجل، فرحم الله امرءاً عمل فيما يتمناه الكافر إذ يرى العذاب".

ويقول تعالى: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ () وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ () وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ () وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ) (المعارج:11-14) قال الألوسي: "يتمنى الكافر أو المذنب أن يفتدي بأقرب الناس إليه وأعلقهم بقلبه فضلاً أن يهتم بحاله ويسأل عنه".

وقال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ () وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ () يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ) (الحاقة 25 - 27) قال قتادة رحمه الله: "يتمنى الموت ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه".
وقال تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) (النبأ:40).
د.علي الحمادي

مصطفى الديب
21-08-2008, 08:36 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

أم عمار
22-08-2008, 11:02 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
جزاك الله خيراً أخي الكريم

Dr.asmaa gamal
22-08-2008, 11:15 AM
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبه، فقال: يا بني، انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير.

وكانت أم سفيان الثوري تقول لسفيان: " يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".




جزاكِ الله خيرا اختي العزيزة ام عمار كم هو رائع أن نتخلق بخلق الصحابة و التابعين و على رأسهم سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي و سلامه عليه .

أم عمار
22-08-2008, 11:41 AM
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبه، فقال: يا بني، انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير.

وكانت أم سفيان الثوري تقول لسفيان: " يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".




جزاكِ الله خيرا اختي العزيزة ام عمار كم هو رائع أن نتخلق بخلق الصحابة و التابعين و على رأسهم سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي و سلامه عليه .

جزاكي الله خيراً أختي الكريمة Dr.asmaa gamal) ونسأل الله العظيم أن يرزقنا العلم النافع

ألب أرسلان
22-08-2008, 12:34 PM
حلم + مجهود = تحقيق الحلم

حلم + غفلة = سراب

جزاكم الله خيرا أختنا على الموضوع القيم

بارك الله فيكم .........

أم عمار
22-08-2008, 04:55 PM
حلم + مجهود = تحقيق الحلم

حلم + غفلة = سراب

جزاكم الله خيرا أختنا على الموضوع القيم

بارك الله فيكم .........


جزاك الله خيراً أخي الكريم

مصطفى الديب
23-08-2008, 09:11 AM
الأماني بذور العمل فلتنظر ماذا تزرع لنفسك و كيف تزرع جزاكم الله خيرا

بركه خان
23-08-2008, 09:30 AM
حلم + مجهود = تحقيق الحلم

حلم + غفلة = سراب

جزاكم الله خيرا أختنا على الموضوع القيم

بارك الله فيكم .........


لا أعرف أخي أنا لا أطيق هذا الاسلوب في الرد ... أشعر انك تحاول أن تشارك بطريقه قديمه جدا ونحن الآن سنة 2008

أنظر إلى الردود الاخري .... وحاول ان لا تتظاهر ... وكما يقولونها بالمصراويه " تتفزلك" ....

طموح بلا حدود
30-11-2008, 06:32 PM
عبارات في غاية الروعة
لها في القلب صدى
أشكرك
وجعله الله في ميزان حسناتك

المرتقب
30-11-2008, 06:44 PM
هذا الموضوع يجب أن أقرأه 3 مرات

المرتقب
30-11-2008, 06:48 PM
لا أعرف أخي أنا لا أطيق هذا الاسلوب في الرد ... أشعر انك تحاول أن تشارك بطريقه قديمه جدا ونحن الآن سنة 2008

أنظر إلى الردود الاخري .... وحاول ان لا تتظاهر ... وكما يقولونها بالمصراويه " تتفزلك" ....
لله في خلقه شؤون
طيب نصيحة
إن كنت لا تطيق هذا فاشرب البحر هنا حرية التعبير
من .....كيف........


ليست رياحا عابرات تضر الجبالا

المرتقب
30-11-2008, 06:55 PM
لو يتكرم أحدكم ويحذف رد بركه خان وما عقبت عليه
قبل شهر السيوف
أو فسرو لي ماذا يقصد

حنين المغازي
30-11-2008, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختنا الغاليه

جزاك ربى الجنه

أم عمار
25-12-2008, 01:56 PM
لو يتكرم أحدكم ويحذف رد بركه خان وما عقبت عليه
قبل شهر السيوف
أو فسرو لي ماذا يقصد

لا يقصد شئ أخي الكريم فهو يمزح مع أخيه ألب أرسلان
ونحن نحسن الظن بجميع إخواننا وأخواتنا في المنتدى
وجزاك الله خيراً وبارك فيك

أم عمار
25-12-2008, 01:58 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً إخواني وأخواتي على مشاركتكم الطيبة
وبارك الله فيكم ونفع بكم

Dr.asmaa gamal
25-12-2008, 04:14 PM
http://photos.d1g.com/photos/21/18/1621821_normal.jpg





أحلى سلام عليكم لكل اعضاء الموضوع .............كيف احوالكم ازيييييييييييييييييييييييييييكم :)

كل ده هزار مش كده ...بس حبيت امسي عليكم و اسلم عليكم احلى سلاااااااااااااام


http://kingdomgirl7.googlepages.com/Fushi-Girly-Wlkm.gif

محمد050
25-12-2008, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع والفكرة ايضا واظن ان كل الناس تحمل امنى بداخلها ولكن تختلف الامان وتختلف مقاصدها
واظن ان الانسان الذى يحمل امانى عظيمة يشعر وكان على ظهره جبل احد وانا اظن ان الانسان فعلا يستطيع ان يحول امنيتة الى واقع ولكن الامنية كالزهرة حتى تنبت وتكبر يجب ان ترعاها ولكن فى بعض الحالات تكون العوائق اكثر واكبر من ان يستحملها الانسان
وعموما فانة لا يمكن ان تاكل التمر بدون ان تلعق الصبر
اقتراح
اقترح ان يكتب كل منا امنيتة ونحاول ان نتناقش حول كل امنية ووسيلة تحقيقها وارجو ان يتم تطبيق الاقتراح
وجزاكم الل خيرا جزيلا

أم عمار
26-12-2008, 10:30 AM
http://photos.d1g.com/photos/21/18/1621821_normal.jpg





أحلى سلام عليكم لكل اعضاء الموضوع .............كيف احوالكم ازيييييييييييييييييييييييييييكم :)

كل ده هزار مش كده ...بس حبيت امسي عليكم و اسلم عليكم احلى سلاااااااااااااام


http://kingdomgirl7.googlepages.com/fushi-girly-wlkm.gif
جزاك الله خيراً أختي الغالية د. أسماء
وأسعدنا مروركم الكريم

أم عمار
26-12-2008, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع والفكرة ايضا واظن ان كل الناس تحمل امنى بداخلها ولكن تختلف الامان وتختلف مقاصدها
واظن ان الانسان الذى يحمل امانى عظيمة يشعر وكان على ظهره جبل احد وانا اظن ان الانسان فعلا يستطيع ان يحول امنيتة الى واقع ولكن الامنية كالزهرة حتى تنبت وتكبر يجب ان ترعاها ولكن فى بعض الحالات تكون العوائق اكثر واكبر من ان يستحملها الانسان
وعموما فانة لا يمكن ان تاكل التمر بدون ان تلعق الصبر
اقتراح
اقترح ان يكتب كل منا امنيتة ونحاول ان نتناقش حول كل امنية ووسيلة تحقيقها وارجو ان يتم تطبيق الاقتراح
وجزاكم الل خيرا جزيلا

جزاك الله خيراً إخي الكريم
ونشكر لكم تعليقكم ..........ونترك المشاركة القادمة لسيادتكم أن تحدثنا عن أمنيتكم
ووسيلة تحقيقها وتفتح الباب لجميع الأعضاء للمشاركة
ونشكركم على إقتراحكم

عاشقة الفردوس
26-12-2008, 10:59 AM
جزاكم الله خيرا اختي الكريمة
فما اجمل ان نتطبع بأخلاق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وصحابته
لابد ان نعيش بالامل ..... بالكفاح..... بالصبر .... بالحب
ونقدر قيمة الحياة

أم عمار
26-12-2008, 11:18 AM
جزاكم الله خيرا اختي الكريمة
فما اجمل ان نتطبع بأخلاق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وصحابته
لابد ان نعيش بالامل ..... بالكفاح..... بالصبر .... بالحب
ونقدر قيمة الحياة

جزاك الله خيراً أختي الكريمة
وأهلاً ومرحباً بك وفي أنتظار مشاركتكم ونفع الله بكم

محمد050
26-12-2008, 01:58 PM
جزاك الله خيراً إخي الكريم
ونشكر لكم تعليقكم ..........ونترك المشاركة القادمة لسيادتكم أن تحدثنا عن أمنيتكم
ووسيلة تحقيقها وتفتح الباب لجميع الأعضاء للمشاركة
ونشكركم على إقتراحكم

جزاك الله خيرا وشكرا
اما امنيتى فاظن انها امنيه كل اعضاء المنتدى الا وهى
نصر الامه الاسلاميه
منذ الصغر وانا اظن ان بداخلى شىء ما مختلف ان لى هدف عظيم ولكن ما هو واين انا من تحقيقة وكيف احققه وانا لا اعرفه ظل هذا السوال يتردد بداخلى الى ان عرفته عندما عرفت ان على مسئوليه تجاه هذه الامه وانى لكى اصل للجنه يجب ان اكون على طاعة الله وان عايت امنياتى نصر الامه وتمكينها وانتشار الدين الحق وفى الاخرة دخول الجنة
اما الوسيلة
فهناك العديد من الوسائل مثل
ان اكون قدوه لمن حولى بالتزامى
ان انهل اكبر قسط استطيع من العلم الشرعىو من السنة والقرء ان فهى الوسيلة التى حددها رسول الله للنصر فى الدنيا والاخرة
والاستعداد ليوم الجهاد
ولكن هذا لا يمنع ان عندى وسيلة خاصة ترتكز على افادة الامة من العلم الحياتى الذى املكة الا وهو جانب الاقتصاد
فعندى فكرة اقتصاديةلو ادمجت بعلم الاقتصاد الاسلامى وعممت ونشرت ستكون عون لعزة الامة فالامة لكى تنهض تحتاج الى مجموعة من العوامل منها الاقتصاد فكما يقال عندما تملك الامة اقتصادها وقوتها فهى قادرة على ان تتخذ قرارها بنفسها ولا تخاف من غيرها
اما وهذه الفكرة قريبا انشاء الله اقوم عليها ورجو من الله ان يوفقنى
جزاكم الله خيرا واتمنى ان تشاركو فى هذا الموضوع
وارحب بكل التعقيبات
وجزاكم الله خيرا

إشراقة شمس
26-12-2008, 07:00 PM
بارك الله فيك أختنا أم عمار
موضوع مهم وقيم - ربنا يجعلنا وإياكم ممن يزرعون بذور الأماني الصالحة للدنيا والآخرة (الأماني بذور العمل فلتنظر ماذا تزرع لنفسك و كيف تزرع

أم عمار
05-02-2009, 01:48 PM
بارك الله فيك أختنا أم عمار
موضوع مهم وقيم - ربنا يجعلنا وإياكم ممن يزرعون بذور الأماني الصالحة للدنيا والآخرة (الأماني بذور العمل فلتنظر ماذا تزرع لنفسك و كيف تزرع

اللهم أمين ..وجزاك الله خيراً أختي الفاضلة على مرورك