المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمته عليه الصلاة والسلام تتجاوز حدود عصره


احمد الويس
28-01-2011, 02:46 PM
رحمته r تتجاوز حدود عصره:
تتجاوز رحمة النبي r ورأفته بأمته عليه أفضل الصلاة وأتم والسلام ذلك
العصر الذي عاشه r ، وذاك الجيل الذي عاشره ليضع r هذه الضمانة لمن
بعده فيدعو ربه تبارك وتعالى "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم
فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليه فاشقق عليه" فيضع r هذا نبراساً
وهدياً لكل من يتحمل أمانة ومسؤولية في أمة محمد r أجمع إلى أن تقوم الساعة، ويدعو
ربه تبارك وتعالى وتقدس أن يرفق بمن يرفق بأمته، وأن يرحم من يرحم أمته، وأن يشق على
من يشق عليها.
أمره r بالرحمة وحثه عليها:
هذه معشر الأخوة الكرام بعض المعالم من هدي أرحم البشر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وهو مع ذلك r ، لم يحلنا على هذا الهدي –وإن كان وحده كافياً- بل أمرنا r بالرحمة وحثنا عليه، وأعلى لنا شأنها؛ فأخبر r أن الراحمين هم أولى الناس برحمة الله ففي الترمذي وأبي داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه r قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله".
والراحمون يستحقون مغفرة الله سبحانه وتعالى، والمغفرة أخص من الرحمة، ففي حديث أبي
هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن رجلاً كان يمشي في الطريق فاشتد عليه العطش فنزل بئراً
فشرب، فلما خرج رأى كلباً يتلوى من العطش؛ فنزل البئر وسقاه، فلما سقاه غفر الله عز وجل
له. وفي رواية أنها بغي من بغايا بني إسرائيل.
أرأيتم أولئك الذين رحمهم الله وغفر لهم وقد رحموا دابة من الدواب؟ فما بالكم بمن يرحم
عباد الله سبحانه وتعالى الصالحين الأتقياء؟
وكما أعلى النبي r منزلة الراحمين وأخبر أنهم أولى الناس برحمة الله عز وجل ومغفرته ،
توعد r أولئك الذين لا يرحمون؛ فأخبر r أنهم أبعد الناس عن رحمة الله سبحانه وتعالى
كما في حديث جرير بن عبد الله في الصحيحين أنه r قال:" لا يرحم الله من لا يرحم الناس".
ومضى معنا في حديث الأقرع بن حابس أنه r قال :"من لا يرحم لا يُرحم".
وأخبر r أن أولئك الذين لا يرحمون أشقياء قد كتبت عليهم الشقاوة؛ ففي حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عند أبي داو ود أنه قال سمعت أبا القاسم r يقول:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي".
إذا فالراحمون يرحمهم الله سبحانه وتعالى ويغفر لهم، وألئك الذين نزعت الرحمة من قلوبهم
أشقياء قد عوقبوا بنزع هذه الرحمة، وهم أبعد الناس عن رحمة الله سبحانه وتعالى، والله
عز وجل لا يرحم من لا يرحم عباده؛ فالجزاء من جنس العمل.
هذه وقفة سريعة مع إمام أهل السنة وقائدهم وفرطهم على الحوض r هذه وقفة مع هديه العملي r
وهديه القولي وكيف أنه r كان أرحم الناس :
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان هما في الدنيا هما الرحماء
أهل السنة على منهاجه r:
ولما كانت هذه صفة النبي r ، كان أهل السنة هم أهل الرحمة بالخلق، فكانوا خير الناس للناس،
يعرفون الحق ويرحمون الخلق، كما نص على ذلك جمع من صنف في معتقدهم.
وأذكر بما قلته أول حديثي من أن منهج أهل السنة لا يقف عند مجرد المقررات المعرفية وحدها، ولا
عند باب من أبواب العلم والاعتقاد، بل هو منهج وسلوك يطبع حياة المسلم كلها في اعتقاده في ذات
الله سبحانه وتعالى وفي أسمائه وصفاته وفيما يجب له سبحانه وتعالى وما يستحقه من العبادة والتأله
والخضوع والاحتكام إلى شرعه تعالى وتقدس، وفي التلقي من الوحيين دون غير هما، وفي تعظيم أمر الله
سبحانه وتعالى وشرعه، وفي عبادته تبارك وتعالى والاجتهاد في ذلك، وفي باب الخلق والسلوك والتعامل
مع الناس.
ولهذا كان أهل السنة كما قلنا ينصون على هذا الجانب ويؤكدون به فيما قالوه، هذا هو الإمام أبو عثمان
الصابوني رحمه الله يقول عن أهل السنة: ويتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، وبصلة الأرحام،
وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه.." أهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون الله ورسوله؛
فيتبعون الحق ويرحمون الخلق".
ويقول أيضا في موضع آخر:"وأهل السنة فيهم العلم والعدل والرحمة؛ فيعلمون الحق الذي يكونون به
موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم، كما قال تعالى :( كونوا قوامين
لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )، ويرحمون الخلق،
ويريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم
وظلمهم، كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق".
والنقول عن سلف الأمة تطول في ذلك، وانظر في أي كتاب صنفه إمام من أئمة أهل السنة من المتقدمين
أوالمتأخرين لتراه ينص على أن أهل السنة والسلف يرحمون الخلق، وأنهم يأمرون بإطعام الطعام
وإفشاء السلام، ويتحدث عن الجوانب الأخلاقية والسلوكية.
فجدير بنا أن لا نهمل هذا الجانب؛ فالذي يتصدر دعوة الناس ويعلن لهم أنه يسير وفق ما كان عليه
النبي r وأصحابه، وأنه من الطائفة الناجية المنصورة، وأنه يحمل الحق الواضح للناس ينبغي أن
يكون سلوكه وهديه وسمته خير دليل للناس على صدق مقالته، وعلى صدق ما يدعوهم إليه؛ فيتمثل هذا
السلوك وهذا الجانب في حياته كلها وفي سلوكه.

moslima
16-02-2011, 06:14 AM
جزاك الله خيرا

المحبه لرسول الله
26-02-2011, 03:48 PM
بارك الله فيك