المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر فضله وأنواعه


الشيخ محمد الزعبي
11-03-2011, 06:03 PM
الصبر فضله وأنواعه
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ }(151){ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }(152){ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }(153){ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ }(154) {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (155){ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (156).
تعريف الصبر: الصبر لغة : هو المنع والحبس ، وشرعاً فهو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب، ونحوهما . وقيل : هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التى بها صلاح شأنها وقوام أمرها .
سئل عنه الجنيد فقال : " تجرع المرارة من غير تعبس " .
وقال ذو النون المصرى: " هو التباعد عن المخالفات ، والسكون عند تجرع غُصص البلية، وإظهار الغنى مع الحلول الفقر بساحات المعيشة ".
وقيل : " الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب " .
وقيل : " هو الغنى فى البلوى بلا ظهور شكوى " .
ورأى أحد الصالحين رجلاً يشتكى إلى أخيه فقال له : ياهذا ، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك .
وقيل فى ذلك :إذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكى الرحيم إلى الذى لايرحمُ
والشكوى نوعان: شكوى إلى الله عز وجل وهذه لا تنافى الصبر ، كقول يعقوب ( : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ ( (يوسف : من الآية 86) مع قوله : : ( فَصَبْرٌجَمِيلٌ ( (يوسف : من الآية 83)
والنوع الثانى : شكوى المبتلى بلسان الحال أوالمقال، فهذه لاتجامع الصبر بل تضاده وتبطله .
الصبر على جهات مختلفة:
فما كان على فعل الله تعالى فهو بالتسليم والرضا، وما كان من فعل العدو فهو بالصبر على جهادهم، والثبات على دين الله تعالى لما يصبهم من ذلك.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ ، قَالَ : فَقَيْلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوتِ ، قَالَ : فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى هَذَا ))حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ .
عن جابر بن عبد الله قال : قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الصبر و السماحة )) شعب الإيمان
الصبر ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على امتحان الله، فالأول صبر على ما يتعلق بالكسب، والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه، وصبر الاختيار أكمل من صبر الاضطرار، وتمام الصبر أن يكون كما قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ } [الرعد: 22]. وأقواه أن يكون بالله معتمدًا فيه عليه لا على نفسه ولا على غيره من الخلق.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً»، وقال: «من قال حين يسمع النداء: رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا غفرت له ذنوبه». وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين وإليهما ينتهي، وقد تضمنها الرضا بربوبيته سبحانه وألوهيته،
قال بعض العلماء رأيت من البلاء العجاب أن المؤمن يدعو الله فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثرا للإجابة فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر, وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ,ولقد عرض لي من هذا الجنس فإنه نزلت بي نازلة فدعوت وبالغت فلم أر الإجابة, فأخذ إبليس اللعين يجول في كيده فتارة يقول الكرم واسع والبخل معدوم فما فائدة تأخير الجواب؟ فقلت اخسأ يا لعين, ثم عدت إلى نفسي فقلت إياكِ ومساكنةَ وسوستِهِ, فإنَّه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة ,وقد ثبتت حكمتُهُ جلَّ وعلا بالأدلةِ القاطعة, فربما رأيت الشيءَ مصلحةً والحق أن الحكمةَ لا تقتضيه ,وقد يكون التأخير مصلحةً والاستعجالُ مضرةً ,وقدأخرج البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).
وقد يكون امتناع الإجابة لآفةٍ فيك فربما يكون في مأكولِكَ شبهةٌ أو قلبُكَ وقتَ دعائِك غافلٌ, أو تُزادُ عقوبتُك في منعِ حاجتِكَ لذنبٍ ما صَدقَتَ في التوبةِ منه, وينبغي أن يقع البحثُ عن مقصودِك بهذا المطلوبِ, فربما كان في حصولِهِ زيادةُ إثمٍ أو تأخيرٌ عن مرتبةِ خيرٍ, فكان المنعُ أصلحَ, وربما كان فقدُ ما فَقَدَت للاشتغال به عن المسئول عز وجل, وهذا هو الظاهر بدليل أنه لولا النازلة ما لجأ العبدُ وتضرع إلى الله اهـ.
قال الله عز و جل { )وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} النحل:127)
الصبر هو حبس النفس على جزعٍ كامنٍ عن الشكوى, وهو أيضا من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبةوأنكرها في طريق التوحيد وهو على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى الصبر عن المعصية بمطالعة الوعيد إبقاء على الإيمان * وحذرا من الجزاء وأحسن منها الصبر عن المعصية حياءً,
والدرجة الثانية الصبر على الطاعة بالمحافظة عليها دواماً وبرعايتِها إخلاصاًً وبتحسينِها علماً,
والدرجةُ الثالثةُ الصبرُ في البلاءِ بملاحظةِ حُسنِ الجزاءِ وانتظارِ روحِ الفرج وتَََََََهوينِ البليةِ بعد أيادي المننِ وتذكرِ سوالفِ النعم التي لا تعد ولا تحصى.
وفي هذه الدرجات الثلاث من الصبر نزلت{ اصبروا } يعني في البلاء {وصابروا} يعني عن المعصية{ ورابطوا} يعني على الطاعة.
وأضعف الصبر الصبر لله تعالى, وهو صبرُ العامة. وفوقه الصبرُ لله تعالى , وهو صبرُ المريد, وفوقهما الصبر على الله تعالى * وهو صبر السالك .
فضيلة الصبر:
قد وصف الله تعالى الصابرين بأوصاف وذكر الصبر في القرآن في نيف وسبعين موضعاً وأضاف أكثر الخيرات إليه فقال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا } [ السجدة : 24 ] وقال تعالى : { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ الحسنى على بَنِى إسرائيل بِمَا صَبَرُواْ } [ الأعراف : 137 ] وقال تعالى: { وَلَنَجْزِيَنَّ الذين صَبَرُواْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ النحل : 96 ] وقال عز وجل: { أولئك يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } [ القصص : 54 ] وقال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] فما من طاعة إلا وأجرها مقدراً إلا الصبر ، ولأجل كون الصوم من الصبر قال تعالى في الحديث القدسي : { الصوم لِى } فأضافه إلى نفسه ، ووعد الصابرين بأنه معهم فقال : { واصبروا إِنَّ الله مَعَ الصابرين } [ الأنفال : 46 ] وعلق النصرة على الصبر فقال تعالى : { بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ الملائكة } [ آل عمران : 125 ] وجمع للصابرين أموراً لم يجمعها لغيرهم فقال : { أولئك عَلَيْهِمْ صلوات مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وأولئك هُمُ المهتدون } [ البقرة : 157 ] الصلوات والرحمة والهداية من الله تعالى للصابرين.
وأما الأخبار فقال عليه الصلاة والسلام : « الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله » أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان, وأخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد . والطبرانى ، قال المنذرى (4/140) : رواته رواة الصحيح ، وهو موقوف ، وقد رفعه بعضهم . قال الهيثمى :رجاله رجال الصحيح . والقضاعى والديلمى .
وتقريره أن الإيمانَ لا يَتمُ إلا بَعدَ تركِ ما لا ينبغي من الأقوال والأعمال والعقائد ، وبحصولِ ما ينبغي ، فالاستمرار على ترك ما لا ينبغي هو الصبر وهو النصف الآخر ، فعلى مقتضى هذا الكلام يجب أن يكون الإيمان كلُهُ صبراً إلا أن ترك ما لا ينبغي وفعل َما ينبغي قد يكون مطابقاً للشهوة ، فلا يحتاج فيه إلى الصبر ، وقد يكون مخالفاً للشهوة فيحتاج فيه إلى الصبر ، فلا جرم جعل الصبر نصف الإيمان ، وقال عليه السلام : « من أفضل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن أعطى حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار » قال العراقي لم أقف له على أصل.
مسألة : في بيان أن الصبر أفضل أم الشكر؟ فعن أبي الدرداء- رضي الله عنه- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يقول:(يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا- أو أربعين سنة).
رواه أبويعلى عن محمد بن جامع بن خنيس وضعفه، وضعفه أبوحاتم وابن عدي، ووثقه ابن حبان، وباقي رواة الإسناد ثقات.لصبرهم على البلاء والمصائب . عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، يَا عَائِشَةُ ، لاَ تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، يَا عَائِشَةُ ، أَحِبِّي الْمَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ ، فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).أخرجه التِّرْمِذِي.
الخريف: الزمان المعروف ، بين الصيف والشتاء ،وأراد به : كناية عن السنة جميعا ، لأنه متى أتى عليه عشرون خريفا مثلا ، فقد أتى عليه عشرون سنة ، وقد جاء في هذا الحديث «أربعون خريفا» وفي الحديث الآخر «خمسمائة عام».ووجه الجمع بينهما : أن الأربعين أراد بها : تقدم الفقير الحريص على الغنى الحريص ، وأراد بخمسمائه عام : تقديم الفقير الزاهد على الغني الراغب ، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد ، وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة ،ولا تظنن أن هذا التقدير ، وأمثاله يجرى على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جزافا ، ولا بالاتفاق ، بل لسر أدركه ، ونسبة أحاط بها علمه ،فإنه لا ينطق عن الهوى ، وإن فطن أحد من العلماء إلى شيء من هذه المناسبات ، وإلا فليس طعنا في صحتها والله أعلم.
المسألة السادسة : دلت هذه الآية على أمور . أحدها : أن هذه المحن لا يجب أن تكون عقوبات لأنه تعالى وعد بها المؤمنين من الرسول وأصحابه . وثانيها : أن هذه المحن إذا قارنها الصبر أفادت درجة عالية في الدين . وثالثها : أن كل هذه المحن من الله تعالى خلاف قول الثنوية الذين ينسبون الأمراض وغيرها إلى شيء آخر ، وخلاف قول المنجمين الذين ينسبونها إلى سعادة الكواكب ونحوستها . ورابعها : أنها تدل على أن الغذاء لا يفيد الشبع ، وشرب الماء لا يفيد الري ، بل كل ذلك يحصل بما أجرى الله العادة به عند هذه الأسباب ، لأن قوله : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم } صريح في إضافة هذه الأمور إلى الله تعالى وقول من قال : إنه تعالى لما خلق أسبابها صح منه هذا القول ضعيف لأنه مجاز والعدول إلى المجاز لا يمكن إلا بعد تعذر الحقيقة .
وليعلم أنه تعالى لما قال : { وَبَشِّرِ الصابرين } [ البقرة : 155 ] بين في هذه الآية أن الإنسان كيف يكون صابراً ، وأن تلك البشارة كيف هي؟ ثم في الآية مسائل :
المسألة الأولى : أن هذه المصائب قد تكون من فعل الله تعالى وقد تكون من فعل العبد ، أما الخوف الذي يكون من الله فمثل الخوف من الغرق والحرق والصاعقة وغيرها ، والذي من فعل العبد ، فهو أن العرب كانوا مجتمعين على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الجوع فلأجل الفقر ، وقد يكون الفقر من الله بأن يتلف أموالهم ، وقد يكون من العبد بأن يغلبوا عليه فيتلفوه ، ونقص الأموال من الله تعالى إنما يكون بالجوائح التي تصيب الأموال والثمرات ، ومن العدو إنما يكون لأن القوم لاشتغالهم لا يتفرغون لعمارة الأراضي ، ونقص الأنفس من الله بالإماتة ومن العباد بالقتل .وصلى الله تلى سيدنا محمد وعلى آىله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين