المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. العمر: يجب التركيز على العدل في تناول الفتن


المراقب العام
14-03-2011, 02:34 AM
قصة الإسلام – وكالات

http://www.islamstory.com/images/stories/articles/1022/19416_image002.jpg



ذكّر الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة "ديوان المسلم" بوجوب التركيز على مبدأ العدل في تقييم الأحداث خلال فترات الفتن كتلك التي تمر بها عدد من الدول العربية والإسلامية هذه الأيام.

وتحدث فضيلة الشيخ خلال درسه الأسبوعي في مسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية الرياض عن "وجوب العدل من الجميع"، مشيرا إلى أنه استمع لمواقف بعض طلاب العلم وخطب بعضهم فوجد فيها "إفراطا وتفريطا".

وأوضح قائلا: وجدت بعض البيانات تتكلم عن المملكة وكأنها بلد ليس فيه خير؛ من الفساد وغيره، حتى ليقرأها من لا يعرف المملكة فينكرها. وهذا ليس فيه عدل. وسمعت خطباء يتكلمون عن المملكة وكأنها في عهد الصحابة وكأن ليس بها أخطاء أبدا.

وعلق فضيلته قائلا: "لا هذا ولا ذاك"، موضحا أنه لابد من التركيز على مبدأ العدل في الحديث عن المملكة في ظل الظروف التي تمر بها الآن. وأضاف: "البلد فيه أخطاء ومظالم وفساد، وهذا لم يعد سرا اليوم. وأحداث جدة كشفت حقائق.. وهناك سجناء ينتظر أن يبت فيهم منذ سنوات.. ولكن في الوقت نفسه هناك حسنات وإيجابيات؛ هناك أمن والناس في خير، وهناك عبادة وجماعات خيرية وحلق لتحفيظ القرآن".

وتابع: "فالله جل وعلا يقول عن الكفار والمشركين الذين أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام وصدوه عنه: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ). إذا يجب أن نعدل حتى مع الكفار". واستطرد قائلا: "وفي المملكة هناك فساد وخلل مالي ولكن يجب أن نعدل أيضا، فالله أمرنا بالعدل حتى مع المنافقين والكفار وبعدها بآيات قال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).

وحول الذين يمدحون ويثنون وكأن ليس هناك أخطاء وكأننا في عهد الصحابة أو عمر بن عبد العزيز، فقد قال تعالى في سورة النساء: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ). كما قال في سورة الأنعام: ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ). وفي سورة النحل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى).

وتابع فضيلته: "نجد أن الكثير يتحدث عن وجوب البيان وعدم كتم العلم. والبيان يقتضي بيان الذي لك والذي عليك، في بلدك وغير بلدك، وعدم كتم العلم يشمل قول الحق"، مشيرا إلى أن "المفتي يراعي المصالح والمفاسد في فتواه (..) وهنا يحمل العلماء مسؤولية كبرى أمام الله جل وعلا"، منوها إلى أنه "على العالم أن ينظر للمآلات واستعمال الحكمة في أن يراعي قول ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي".

وشدد فضيلته على أنه "لا إنكار في مسائل الاجتهاد"، قائلا: "أرى في بعض المواقع إنكار على بعض العلماء في فتاواهم". وأوضح أن "العلماء يفتوا اجتهادا منهم. واختلفوا. ومنهم من يرى تحريم المظاهرات بإطلاق ومنهم من يجيزها بإطلاق ومنهم من يفصِّل؛ يقول تجوز في بلد دون بلد. بالنهاية هي مسائل اجتهاد، إذا لا أحد أحق من أحد بالاجتهاد".

وحث الناس على اتباع من يثقون بعلمه ودينه مشيرا إلى أن من فعل ذلك فهو "معذور بعد ذلك، أما أن نسُبّ ونشتم ونلقي التهم الباطلة فهذا لا يجوز، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، والعالم إن اجتهد وصدق مع الله فإن أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر واحد".

وأوضح أن "العلماء ثلاثة، عالم دولة يقول ما يرضي الدولة، عالم أمة يقول ما يرضي الجمهور، وعالم لله وهو الذي يقول الحق، رضيت الدولة أو غضبت، رضي الجمهور أو غضب".