المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها من أفضل الأعمال


الشيخ محمد الزعبي
16-03-2011, 05:12 AM
الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلى اللهِ قَالَ: ( الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: الْجِهادُ في سَبيلِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) متفق عليه .
هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة,بل هو أصح من الصحيح لأنه متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم ,وكما قال علماء الحديث إنَّ أعلى درجة في الحديث ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم , وصحيح البخاري أصح من صحيح مسلم والله أعلم .
ونبدأ بنبذة يسيرة وموجزة عن راوي الحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. ويكنى أبا عبد الرحمن أمه أم عبد, أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم ,ويقال كان سادساً في الإسلام ,قال عبدُ الله بنُ مسعودٍ: لقد رأيتني سادسَ ستةٍ ما على وجه الأرض مسلمٌ غيرُنا, إذاً هو من الألوائل المبكرين في دخول الإسلام يحدث عن نفسه قائلاً: " كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط بمكة فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وقد فرَّا من المشركين فقالا: يا غلام عندك لبن تسقينا؟ قلت: إنى مؤتمن ولست بساقيكما. فقالا: هل عندك من جذعة لم يَنْزُ عليه الفحل بعد؟ قلت: نعم. فأتيتهما بها فاعتقلها أبوبكر وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا فحفل الضرع وأتى أبوبكر بصخرة منقعرة فحلب فيها ثم شرب هو وأبو بكر ثم سقياني ثم قال للضرع: اقلص. فقلص فلما كان بعد أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: علمني مِن هذا القولِ الطيبِ- يعني: القرآن- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنك غلام مُعَلَّم. فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد".وهذا يدل على سعة علمه وملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم , . رُوِيَ له ثمانمائة حديث وثمانية وأربعون حديثاً- 848 حديثاً ، أخرج البخاري ومسلم منها أربعة وستين، وانفرد البخاري بأحد وعشرين، ومسلم بخمسة وثلاثين .
وهاجر إلى الحبشة الهجرتين, وشهد بدرا والمشاهد كلها ,وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم و الوسادة والسواك والنعلين وكان عبد الله يُلبسُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم نعليهِ ثم يَمشي أمامَهُ بالعصا حتى إذا أتى مجلسَهُ نَزَعَ نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا, فاذا أراد رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أن يقومَ ألبسه نعليه ثم مشى بالعصا أمامَه حتى يَدخلَ رسول الله صلى الله عليه و سلم
الحجرة النبوية الشريفة. وكان يُشَبُهُ برسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته، وكان خفيف اللحم قصيرا, شديد الأدمة وكان من أجود الناس ثوبا ومن أطيب الناس ريحا, ولي قضاء الكوفة ومالها في خلافة عمر وصدراً من خلافة عثمان، ثم رجع إلى المدينة، ومات بها، وقيل: بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين عن بضع وستين سنة، وصلى عليه الزبير بن العوام ليلاً ودفنه بالبقيع بإيصائه له بذلك لكونه كان قد آخى بينهما. وعن الحسن قال قال عبد الله بن مسعود لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي اختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا لأحببت أن أكون رمادا,
قال عبد الله بن مسعود: من اليقين أن لا يرضى الناس بسخط الله ولا تحمدن أحدا على رزق الله ولا تلومن أحدا على ما لم يؤتك الله فإن رزق الله لا يسوقه حرص الحريص ولا يرده كره الكاره وإن الله بقسطه وحكمه وعدله وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
وكان عبد الله بن مسعود صاحبَ نعليِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،، كان إذا قام النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ألبسه إياهما، وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
وكان عبد الله بن مسعود أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بمكة عبد الله بن مسعود فيما حدث به عروة بن الزبير قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالوا والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجل يسمعهموه فقال عبد الله بن مسعود أنا قالوا إنا نخشاهم عليك إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه قال دعوني فإن الله سيمنعني,
قال فغدا ابن مسعود حتى أتي المقام في الضحى وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم رافعا بها صوته الرحمن علم القرآن ثم استقبلها يقرؤها وتأمموه فجعلوا يقولون ما قال ابن أم عبد ثم قالوا إنه ليتلوا بعض ما جاء به محمد, فقاموا إليه فجعلوا يضربونه في وجهه وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه, فقالوا : هذا الذي خشينا عليك ,قال: ما كان أعداءُ الله أهونَ علي منهم الآنَ ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها قالوا: لا حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون.
بعد انتهاء غزوة بدر الكبرى مر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتماسه في القتلى,قال عبد الله وقد كان ضَبَثَ بي مرةً بمكة فآذاني ولكزني - الضبث: الضرب، اللكز: الضرب بالجمع على الصدر- فوجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت له أخزاك الله يا عدو الله قال وبماذا أخزاني أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة اليوم قلت لله ولرسوله, ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقلت: يا رسول الله هذا رأسُ عدوِ الله أبي جهل,فقال آللهِ الذي لا إله غيرُهُ وكانت يمينَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ :نعم واللهِ الذي لا إله إلا غيرُهُ ,ثم ألقيت رأسَهُ بين يديه فحمد الله تعالى.
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذأ رأي حكيم سديد, وكان صاحبَ حكمةٍ وموعظةٍ حسنةٍ,
ومن حكم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: " والذي لا إله غيره، ما أعطي عبدٌ مؤمنٌ شيئاً خيراً من حُسنِ الظنِ بالله عز وجل. والذي لا إله غيرُهُ، لا يُحسنُ عبدٌ بالله عز وجل الظنَّ إلا أعطاه الله عز وجل ظنَهُ، ذلك بأن الخير في يده ". وقالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنه: "والذي لا إِلهَ غَيْرهُ؛ ما على الأرضِ شيءٌ أَحْوَجُ إلى طُولِ سِجنٍ مِنْ لِسان ٍ".وكان مشهورا بورعه وعبادته وزهده وعلمه وخشوعه وبكائه قالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنه:"يَنبْغِي لِقارِئِ القرآنِ أنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إذِ النَّاسُ نائِمُونَ، وبنَهارِهِ إذِ النَّاسُ مُفْطِرونَ، وَبِبُكِائهِ إذِ النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِوَرَعِهِ إذِ النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وبِصَمْتِهِ إذِ النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إذِ النَّاسُ يَخْتالُونَ". وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : عجبت من ضاحك ومن ورائه النار, ومن مسرورٍ ومن ورائِهِ الموتُ .وكان مع الحق حيثما كان قال في ذلك : تكلّموا بالحق تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله.
عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه؛ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم خيرَ قلوبِ العبادِ فاصطفاه لنفسِهِ وابتعثَهُ برسالاته, ثمّ نظر في قلوب العباد فوجد قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراء نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقاتلون عن دينه, فما رآه المسلمون حسناً فهو عند اللّه حسنٌ, وما رآه المسلمون سيّئاً فهو عند اللّه سيّءٌ" رواه الإمام أحمد في مسنده (1/ 379) قال الحافظ الهيثمي رحمه اللّه: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون. انظر مجمع الزوائد (1/ 178).
رَوَى عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال:َ" إنَّ اللهَ قَسَمَ بينَكُمْ أَخلاقَكُمْ كما قَسَمَ بيِنَكُمْ أرزاقَكُمْ ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُعْطِي الدُّنيا مَنْ يحبُّ ومَنْ لا يحبُّ ، ولا يُعْطِي الدِّينَ إلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ، فمَنْ أعطاهُ الدِّينَ فَقدْ أحبَّهُ"أخرجَهُ أحمدُ والحاكِمُ. وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم – قال:(تَابِعُوا بينَ الحجِّ والعمرةِ فإنهما يَنْفِيَانِ الفقرَ كما يَنفِي الكِيرُ خبثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ، وليسَ للحَجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلا الجنةُ) أخرجه الترمذي والنسائي,و روَى عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"هلَكَ المتُنَطِّعونَ, هلَكَ المُتَنَطِّعونَ, هلَكَ المتُنَطِّعونَ" [أخرجَه مسلمٌ] والمُتَنَطِّعونَ هُمُ المتُعمِّقونَ المُشَدِّدونَ في غيرِ مَوْضعِ التشديدِ.وتعلم الزهد الحقيقي من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وقد قالَ رضي الله عنه: نامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى حصيرٍ فقامَ وقَدْ أثَّرَ في جنبِهِ، فقُلْنا يا رسولَ اللهِ لَوِ اتَّخذْنا لكَ وِطاءً- أيْ فِراشاً ليِّنا ًـ فقالَ:"مالِي وللدُّنيا، ما أنا في الدنيا إلا ّكراكِبٍ استظَلَّ تحتَ شجرةٍ ثُمَّ راحَ وتَركَها" أخرجَه الترمذيُّ.
وقد كثرت الرواية في التفسير عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عباس ، وأبي بن كعب . وما روي عنهم لا يتضمن تفسيراً كاملاً للقرآن ، وإنما يقتصر على معاني بعض الآيات ، بتفسير غامضها ، وتوضيح مجملها .
واشتهر من تلاميذ عبد الله بن مسعود بالعراق علقمة بن قيس ، ومسروق ، والأسود بن يزيد ، وعامر الشعبي ، والحسن البصري ، وقتادة بن دعامة السدوسي .كان قارئا للقرآن الكريم مجوداً وكان حسن الصوت ,وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب أن يستمع لقراءته فعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لِي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اقْرَأْ عَلَيَّ ) . قُلْتُ : أأقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ! قَالَ : ( فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ) . فَقَرَأْتُ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلى هَذِهِ الآية : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا } ، قَالَ : ( حَسْبُكَ الآنَ ) . فالْتَفَتُ إَلِيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . قال عمر و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في أمر من أمر المسلمين, وإنه سمر عنده ذاتَ ليلة وأنا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرجنا معه فاذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يستمع قراءته فلما كدنا نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له سل تعطه سل تعطه, قال عمر قلت والله لأغدونَّ عليه فلأبشرنَّهُ ,قال فغدوتُ عليه فبشرتُهُ فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره, ولا والله ما سابقته إلى خيرٍ قطُّ إلا سبقني إليه" رواه الإمام أحمد.
وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتابِ اللهِ تَعَالى فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بَعَشْرِ أَمْثَالِهَا لا أَقُولُ : ألَم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلامٌ حَرْف ، وَمِيمٌ حَرْفٌ » . رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي .
وعَنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:"لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مسلمٍ يشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ إلاّ بإحْدَى ثلاثٍ: النَّفْسُ بالنَّفْسِ، والثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمفارِقُ لِديِنهِ التارِكُ للجَماعَةِ" [أخرجَهُ البخاريُّ ومسلمٌ].
فَعنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"ما ظَهَرَ في قَوْمٍ الرِّبا والزِّنا إلاَّ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهم عِقابَ اللهِ" [أخرجَه أحمدُ]،
وعن الشعبي قال : لما حضر عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ الموتُ دعا ابنَهُ فقال : يا عبد الله بن مسعود ! إني أوصيك بخمسِ خصالٍ فاحفظهن عنّي : أظهر اليأسَ للنَّاسِ ، فإن ذلك غنىً فاضلٌ ، ودعْ مطلبَ الحاجاتِ إلى النَّاسِ ، فإن ذلك فقر حاضر ، ودعْ ما تُعُذِرَ منه من الأمور ، ولا تَعملْ بِهِ ،
وإن استطعتَ أن لا يأتيَ عليك يومٌ إلا وأنتَ خيرٌ منك بالأمسِ فافعلْ ، فإذا صليت صلاةً فصلِّ مودعٍ كأنَّك لا تُصلى بعدَها .وكان يحرص على الأمانة ويحذر من اضاعتها وكان يقول : القتلُ فِي سبيل الله تعالى يُكفِرُ الذنوبَ كلَها إلا الأمانة . قال : يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتل فِي سبيل الله فيقال : أد أمانتك فيقول : أي رب كيف وَقَدْ ذهبت الدنيا ، فيقال : انطلقوا به إِلَى الهاوية ، وتُمثلُ لَهُ أمانتُهُ كهيئتِها يومَ دُفِعَت إليه فيراها فيعرفُها فيهوي فِي أثرهِا حتى يُدركَها فيحملُها على منكبِهِ حتى إذا ظنَّ أنَّهُ خارجٌ زلت عن منكبيه فهو يهوي فِي أثرها أبد الآبدين .
ثم قال : الصلاة أمانة ، والوضوء أمانة ، والكيل أمانة وأشياء عددها وأشد ذلك الودائع ، قال : راوي الحديث فأتيت البراء بن عازب فقلت : ألا ترى إِلَى مَا قال ابن مسعود قال : كذا وكذا قال : البراء صدق أما سمعت الله يقول : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } .
هؤلاء الرجال الذين تربوا في مدرسة رسول صلى الله عليه وسلم, هم الذين حملوا راية الإسلام عالية خفاقة , هم الذين حملوا لواء العزة والكرامة والعدالة ,
يا مولد المصطفى ذكراك تولعنا بنار شوقٍ إلى لقياك تشتعل ‍ذكرتنا ماضياً نشتاقُ عودتَهُ وسادةً بأديم النجم تنتعلُ ‍
منهمُ أبو بكر الصديقُ أولُهم خليفةُ المصطفى والسيدُ البطلُ ‍
ومنهُمُ عمرُ الفارقُ من شهدت بعدله الأرضُ حتى السهل والجبلُ ‍
وعثمانَ ذا الإيمانِ فإذكرْهُ وإعتني بذكرى حييٍ كريم ماله مثلُ ‍
واذكرْ علياً أمير المؤمنين وسلْ به المهيمنَ إنْ ضاقت بك الحِيَلُ ‍
فلنبك أنفسانا من بعدهم أسفاً أجدادنا إرتفعوا أحفادنا سفلوا ‍
أبناءَ قوميَ والإسلام يصرخكم كونوا على حذرٍ فالوقتُ مختبلُ ‍إنْ تنصرو ا اللهَ ينصركم برحمتِهِ وإنْ عصيتم فكم أمثالكم خذلوا سيروا الى المجدِ عينُ اللهِ تحرسكم آن الأوانُ وطاب السعيُ العملُ ‍
يتبع شرح الحديث.