المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسول الهدى - محمد صلى الله عليه وسلم


shamroukh
28-03-2011, 02:18 AM
رسول الهدى (1)
محمد صلى الله عليه وسلمبقلم الدكتورعدنان علي رضا النحوي
عَانِقي المجْـدَ وَاخْفقي يَـا بـيـدُ

كُـلُّ يَـوْمٍ عَـلـى رِمَالِـكِ عِيــدُ
رَايـةٌ بَـعْـدَ رَايَـةٍ وَزُحـوفٌ

في مَيَـادِيـنهـا وَفـجْـرٌ جَـديـدُ
لاَ يَـزَالُ التّاريـخُ يَـدْفَعُـهُ النَّصْـ

ــرُ ويَبنِيـهِ مُـؤمِـنٌ وشَـهيـدُ
وَالنُّبُـوَّاتُ آيَـةُ الله يُجْـلَـى الحَـ

ـقُّ في نُورِها ويُجْـلَى الـوُجُـودُ
تَـصِـلُ الأَرْضَ والـزَّمَـانَ فَتَمتَـ

ــدُّ مَـواثِيـقُ أُمَّـةٍ وَعُـهُـودُ
يَا لَحَـقٍّ جُذُورُهُ ضَـرَبَـتْ في الأَ

رْض وامْـتَـدَّ سَـاقُـهُ والـعُـودُ
إِنَّهُ جَوْهَـرُ الـحَـيَـاةِ وَفَـيْـضٌ

عَـبْـقَـرِيٌّ وَفـاؤُهُ وَالـجُــودُ
إِنّهُ الوَحْـيُ والرِّسَـالـةُ لِلـنَّـا

سِ و هـذا رَسُـولُهـا المَشْهـودُ
سَيِّـدُ النَّاس ! بَيْنَ نَصْـرٍ من اللَّـ

ــهِ وَعِـزٍّ لِـوَاؤُه مَـعْـقُـودُ
إِنَّـهُ أَحْمَـدُ النّبـيُّ ! فَـبُـشْـرَى

بَـيْـنَ آيــاتِ رَبِّـهِ وَوَعِـيـدُ
فَمِـنَ اللهِ كُـلُّ فَضْـلٍ عَـلَـيـهِ

آيَـةُ الحـقِّ والـهُـدَى التّـوحِيـدُ
* *

*

* *

يَا جَـلالَ الإِسْـراء : يحْمله الشـ
ـوْقُ وَجِبْريـلُ والبُـرَاقُ الشَّديـدُ
والفَضَـاءُ الممتَـدُّ يَنْشُـرُ أَنْـوا

راً فَتَنَـشَـقُّ ظُـلْـمَـةٌ وسُـدُودُ
أَيُّ نُورٍ يَطُـوفُ بالكَـوْن تُجلـى

مِنْ سَنَـاه أَحْنَـاؤُنَـا و الكُـبُـودُ
إِنه المُصْطَفَـى ! أَطـلَّ فَـهَـبَّـتْ

لِـلـقَـاهُ نُـبُــوَّةٌ وَجُــدُودُ
وإِذا السِّـيـدُ العَـظِـيـمُ إِمَـامٌ

وجَـلاَلٌ يَـحُـوطـهُ وحُـشـودُ
وإِذا أَنْـتِ يا فِـلَسْـطِـيـنُ نُـورٌ

يَتَـلاَلاَ وَجَـوْهَــرٌ وَعُـقُــودُ
فاخْشَعـي يـا رُبَـى فهـذِي دُرُوبٌ

لجِـنـانٍ وَمَـحـشَـرٌ وخُـلُـودُ
وَربَـاطُ للهِ تَـحْـرُسُـهُ الـعَـيْـ

ــنُ و قَـلَـبٌ ووثْـبَـةٌ وَزُنُـودُ
* *

*

* *

يَا ظِـلاَلَ الأَقْصَـى ! نَـدَاكِ غَنـيُّ
بالرَّجَـا ، صَادِقُ الوَفَـاءِ ، رَغيـدُ
كـلُّ شِبْـرٍ بِـهِ مَـوَاقِـعُ وَحْـيٍ

وَجِهـادٌ عَلَـى الـزّمَـانِ جَـديـدُ
إِنَّ دَاراً يحَـوطُـهـا اللهُ تـأْبـى

أَنْ يُخَانَ الوَفَـا وتُطْـوَى الوُعُـودُ
إِن أَرضــاً لله لاَ يَـتَـوَلّــى

عـن حِمَـاهَـا فتـىً أَبَـرُّ جَلـودُ
مَنْ يَخُـنْ عَهْـدَهُ مَعَ الله يُـرْهِقْـ

ـهُ عَـذَابٌ مِنْ ربِّـهِ وَصَعُـود (2)
* *

*

* *

يَا رَسُـولَ الهُـدَى ! سَلاَمٌ مِنَ اللَّـ
ـهِ ومِـنْ مُؤمِـنٍ لَـهُ تَـرْديـدُ
وصَـلاةٌ عَـلَـيْـكَ ، تَخْشَعُ فِيهـا

أَضْـلُـعٌ أَسْلَمـتْ وهـذِي الكُبُـودُ
كُـلُّ فَتْـح بَـلـغْـتَـهُ هَـو آيـا

تٌ مِـن الله خَـيْـرُهـا مَـمـدودُ
غَيْرَ أَنَّ القُلـوبَ أقسى على الفَتْـ

ـحِ وَأغْلـى سبيلُـهـا والجهُـودُ
فَسَبيـلُ القُلـوبِ هَـدْيٌ مـن اللـ

ــه ، سَبيلُ البِلادِ سَيْـفٌ حَـدِيـدُ
فإذا مَـا التَقى على الحـقِّ سَيْـفٌ

وَبَـلاغٌ فَـذَاك فَـتـحٌ مَجِـيـدُ
فَبَنَيْتَ الَّـذي تُـقَـصِّـرُ عَـنْـهُ

عَبْقَـرِيـاتُ أَعْـصُـرٍ وَحُـشـودُ
أُمّـةُ لـمْ تَـزَلْ إِلى الله تَسْعَـى

هـي فَتْـحٌ مِنْـهُ وَنَصْـرٌ فَـريـدُ
* *

*

* *

يَا رَسُولَ الهُـدَى ! سَـلاَمٌ مِن اللَّـ
ـهِ ومِنّـا الـوَفـاءُ والتوحِـيـدُ
وَصَـلاةٌ عَلَيكَ نَعْبُـد فِـيهـا اللَّـ

ـهَ نـرجـو رضـاءَه ونُعـيـدُ
رَحْمـةٌ أَنْـتَ لِلعِـبَـادِ مِـنَ اللَّـ

ــهِ وفَضْـلٌ مُهْدًى وَخَيْـرٌ مَدِيـدُ
فاذْكُرِي " أُمَّ مَعْبَـدٍ " قِصَّـة الشَّـ

ـاةِ وَقَدْ جَفَّ ضَرْعُها والوَرِيـدُ (3)
مَسَحَ الضَّرْعَ في يَدَيْه رَسُـولُ الـ

لَّـه فـاشَـتـدَّ دَرُّهَـا والجُــودُ
رَوي الصَّحْبُ وانْثَنَوا وكـأَنّ الضَّـ

ـرعَ تَدْعـو : لَئِن ظَمِئتُمْ فعـودوا
آيـةُ الله في يَـدَيْـهِ وَذِكْـرُ الـ

ـله في قَلْبِـهِ خُـشُـوعُ وَحِـيـدُ
إِن رَوَى الصَّحْبَ كَـفُّـهُ فَـهُـدَاه

يَـرْتَـوِي منـه صَاحِـبُ وَبَعيـدُ
يَرْتَوي الدَّهْـرُ من هُـدَاه فَيَـدْنُـو

مـؤمِنُ خَـاشِـعُ وَيَنْـأَى كَـنُـودُ
* *

*

* *

أَيُّها المصطفى ! تَفَـرَّدْتَ في الخَلْـ
ـقِ نَبِيّـاً عُـلاَكُ أُفْـقُ فَـرِيـدُ
أَنْتَ مَعْنَى الوَفَاءِ : ذِكْـرُكَ في الأَرْ

ضِ حميـدٌ وفي الـسَّـماءِ حَميـدُ
زَانَكَ اللهُ ! حُسْـنُ وَجْهـكَ إِشْـرَا

قٌ وإِشْـرَاقُـهُ جَــلاَلٌ وَدُودُ
لا تَـكـادُ الشُّهُـودُ تَمـلأ عَيْنَيْــ

ـهـا فَيُغْضِي مِنَ الجَلاَل الشُّهُـودُ
ذِرْوَةُ البَأْسِ في فُـؤادك في الحَـرْ

ب إِذا احْـمـرَّ بأَسُـهُـا وَرُعُـودُ
لَـوْ تَنَادَوا مَن الفَوَارسُ في الدَّهْـ

ــر لَقالُوا : ذا الفَـارِسُ المَعْـدُودُ
أَنْتَ في الحَـرْب يَحْتَمي بِـكَ أَبْطـا

لٌ وَيـأْوي لِـظِـلِّـكَ الصِّـنـديـدُ
حَسْبُـكَ المَدْحُ أَنْ تكون عَلَى خُـلْـ

ـقٍ عَظيـمٍ يُتْلَى بِهِ الكِتابُ المُجيـدُ
كُـلُّ آيٍ مِـنَ الـكِتـابِ وَذِكْـرٍ

هُـوَ ذِكْـرٌ علـى الزَّمَـانِ جَـدِيـدُ
* *

*

* *

يَا رسُولَ الهُدَى ! حَمَلْتَ إِلى النَّـا
سِ سَـلاماً يَـرْعـاه دِيـنٌ وصِيـدُ
كم مَسحْـتَ الـدُّمُوعَ آسيتَ مَحْزَو

نـاً فَحَنَّـتْ إِليـك مِنْهُـمْ كـبُـودُ
وَدَفَعْـتَ الأَسَـى وَرَعْشَـة خَـوفٍ

فاطمـأَنْت إِلى الـوَفـاءِ العُـهـودُ
أَنْـتَ أَرجَـعْـتَ لابـنِ آدَمَ حَـقّـاً

كَـمْ أَضاعَتْـهُ فِتـنـةُ وجُـحُـودُ
وَعُتأةٌ بَغَـوا عَلى الـنّـاس حَتَّـى

تَـاهَ في الـدرْب جَائـعٌ وطَـرِيـدُ
يا حُقُوقَ الإِنسان ! هذا هـو الحَـ

ـقُّ ! سِـواهُ فـبـاطِـلٌ مَـرْدودُ
إِنَّهـا مِـنْـحَـةٌ مِـن الله ! حَـقٌّ

لـمْ تُشَرِّعْـهُ عُصْبَـةٌ وَعَـبـيـدُ
فاسْتَقيمـوا للهِ نَـبْـنِ سَـلامـاً

لـمْ تخـالِطْـهُ فِتْنَـةٌ ووعــودُ
* *

*

* *

يَا رَسُولَ الهُدَى ! عَدَلْتَ وسَـاوَيْـ
ـتَ فَمَـا جَـارَ سَيِّـدٌ ومَـسُـودُ
جَـمَـعَ اللَّهُ أُمَّـةَ الحَـقِّ إِخْـوَا

نـاً فَهـبّـتْ عَـزائِـمٌ وَجُهـودُ
غَيْرَ أَنَّ الـزَّمَـانَ حَـالَ فَـعَـادتْ

للـشّيـاطِـيـن دَولَـةٌ وجُـنـودُ
أَشْعَلُـوا الأَرْضَ فَجَّـروهَـا بَرَاكِيـ

ـنَ فَـمَـادَتْ ذُراً ومَـادَ عَـمُـودُ
صاحَ من هَوْل مَكْـرِهم كُـلُّ جَبّـا

رٍ وَجُـنَّ اللَّهـيـبُ " والأُخـدودُ "
غَيرَ أَنَّ اليقيـنَ يَبقَـى ويـمضـي

مَـوكِـبُ الحَـقِّ يَجْتَلـي وَيَـرودُ
* *

*

* *

كَيْـفَ أَرْقَـى إِلـى مَديحِـكَ لكـنْ
غَلَـبَ الشَّـوقُ والحَنـينُ الشّديـدُ
غَلَـبَ الشـوقُ رَهْبَتي ، وصِـرَاعٌ

في فُـؤادِي يَغيـبُ ثُـمَّ يَـعُـودُ
كُلَّـمـا لَـجَّ في فُـؤادِيَ شَـوْقٌ

دَفَـعَ الشَّـوْقُ رَهْبَـتـي فَتَـزيـدُ
وإذا بـالـخُشُـوعِ يَـرْفَـعُ أَشْـوَا

قي فَتَصْفُـو وتَـرْتَـقـي فَـتَجُـودُ
إِنما الله وَ الرَّسُـولُ هُـمَـا الـحُـ

ــبُّ وَ لله وَحْـدَه الـتَـوحِـيِـدُ
يا لـدَرْبٍ شَقَقَتَـهُ " في سَبِيـل الـ

ـلَّه " عَهْـدٌ عَلَى الـزَّمَانِ جـديـدُ
مَاجَ فِيـهِ مِـنَ الـهِـدَايـة نُـورٌ

وسَـرَايـا تتـابَعَـتْ وحُـشـوُدُ
* *

*
* *


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألقيت هذه القصيدة في مؤتمر حول ( المدائح النبوية تاريخها وأساليبها ) . أورانج أباد في الهند خلال الفترة : ( 26 ـ 28 )/2/1409هـ الموافق (7ـ9)/أكتوبر 1988م ثم جعلت هذه القصيدة جزءاً من ملحمة الأقصى وديوان مهرجان القصيد . وقدّمت في هذا المؤتمر بحثاً حول ( الإِطار الصحيح والأسلوب الأمثل للمدائح النبوية ) .
(2) صَعُـود : جَبَلُ في جهنم ، عقبة شاقة .
(3) ( أمُّ معبد ) صاحبة الخيمة التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يسألان لحماً وتمراً يشتريانه منها . فلم يصيبوا شيئاً . فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرع شاة خلفها الجهد عن الغنم ودعا وسمى الله تعالى ، فتفاجَت عليه وذرت وروي الجميع . فآمنت وبايعت على الإسلام

فوزية محمد
08-07-2011, 10:48 PM
اللهم صل وسلم وبارك على سينا محمد..

بارك الله فيكم أخانا الكريم..

وثبت الحق أجركم..

عاشق الحرمين
09-07-2011, 12:04 AM
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم