المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تفقد يا عبد الأمل..


ريح النصر
28-03-2011, 10:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




لا تفقد يا عبدُ الأملَ...



قد يعتري المرء عابر من الضجر واليأس، وقد يكون هذا الحال ملازمه. فهو ليس ظرفيا ولا زائرا بل إنه جاثم على صدره... ما عساه يعمل وهو العبد الضعيف، بدليل أن هذا الشعور قد نال منه وامتلك فؤاده، فعكر صفو حياته. وقد يقذف به إلى مستنقع الإحباط مما يجره جرا إلى الرذيلة والمعصية.



إن تحريم اليأس أمر جلي في الإسلام، فقد قال سيدنا يعقوب عليه السلام مخاطبا بنيه: "... وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)" سورة يوسف. ولا يمكن أن يتملك التشاؤم قلب المؤمن من أول كبوة وهو الذي شهد لله بالوحدانية. لأن درب الفلاح بها عقبات وعثرات.



وما هذه الكبوة بهزيمة إنما هي الخطوة الأولى نحو نيل المراد. ومع كل خطوة خاطئة، يغمر قدح الخبرة في الحياة، بالتجارب والعظات.



ولا يجب على العبد أن يسلك السبيل نفسه في كل مرة، بل عليه أن يغيره عساه يحقق مناه، قال تعالى: "... وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)". سورة البقرة.



وقال كذلك في محكم تنزيله:" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) " سورة الذاريات . فما على المؤمن إذن إلا السعي والأخذ بالأسباب، والله ولي المتوكلين.



ورحمة الله –جل في علاه- قد وسعت كل شيء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" رواه البخاري، فأنى لمؤمن أن يفقد الأمل ويقنط من رحمة الله... بل إن فقدانه الأمل هو الهزيمة بحد ذاتها...



وقد جعل الله عز وجل الدعاء وسيلة لنيل رحمته فوعد ووعده حق: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي...(186)" سورة البقرة.



فحتى إن لم يكن المؤمن أهلا لبلوغ رحمة الله فإن رحمة الله أهل لبلوغه.



فمن وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله ماذا وجد؟


(نورهان شادلي)

فوزية محمد
11-04-2011, 05:43 AM
نسأله تعالى أن يتغمدنا برحمته وأن يرزقنا من فضله الكريم..

بوركت أخيتي على هذه السطور الطيبة..

البرنس
13-04-2011, 12:45 AM
بوركت اخيتي الغالية وجزيت الجنة