المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبنائنا قرة أعيننا


سيف الامه
13-04-2011, 09:59 PM
قَال تَعَالَى فِي كِتَابِه الْكَرِيْم :


(( و الَّذِيْن يَقُوْلُوْن رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا و ذُرِّيَّتِنَا قُرَّة أَعْيُن و اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْن إِمَاما )) سَوَّرَه الْفُرْقَان ايَه 74


فِي تَفْسِيْر لِهَذِه الْايْه الْكَرِيِمَه لِابْن كَثِيْر رَحِمَه الْلَّه الْجُزْء الْثَّالِث مِن تَفْسِيْر الْقُرْان الْكَرِيْم ، إِذ يَقُوْل :
( الَّذِيْن يَسْأَلُوْن الْلَّه تَعَالَى إِن يَخْرُج مِن أَصْلَابِهِم و ذُرِّيَّاتِهِم مِن يُطِيْعُه و يَعْبُدُه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه ، و قَال ابْن عَبَّاس رَضِي الْلَّه عَنْه : يَعْنُوْن مَن يَعْمَل بِطَاعِه الْلَّه فَتَقِر بِه أَعْيُنُهُم فِي الْدُّنْيَا و الاخِرَه )
و عَن عَبْد الْرَّحْمَن بْن جُبَيْر بْن نَفَيْرَعَن أَبِيْه رَضِي الْلَّه عَنْه قَال : جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد رَضِي الْلَّه عَنْه يَوْما ، فَمَر رَجُل فَقَال لِلْمِقْدَاد : طُوَبَى لَهَاتَيْن الْعَيْنَيْن الْلَّتَيْن رَأَتَا رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم ، لَوَدِدْنَا إِنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْت و شَهِدْنَا مَا شَهِدَت .
فَاسْتُغْضِب الْمِقْدَاد فَجَعَلْت أَعْجَب لِأَنَّه مَا قَال إِلَا خَيْرا ، ثُم اقْبَل الْمِقْدَاد إِلَيْه فَقَال : مَا يُحْمَل الْرَّجُل عَلَى إِن يَتَمَنَّى مُّحْضَرا غَيْبِه الْلَّه عَنْه لَا يَدْرِي لَو شَهِدَه كَيْف يَكُوْن فِيْه ، و الْلَّه لَقَد حَضَر رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه ، أَقْوَام أَكَبَّهُم الَلّه عَلَى مَنَاخِرِهِم فِي جَهَنَّم لَا يُجِيْبُوه و لَم يُصَدِّقُوه ، أَوَّلَا تَحْمَدُوْن الْلَّه إِذ أَخْرَجَكُم مِن بُطُوْن أُمَّهَاتِكُم لَا تَعْرِفُوْن إِلَا رَبَّكُم ، مُصَدِّقِيْن بِمَا جَاء بِه نَبِيّكُم ، قَد كُفِيْتُم الْبَلَاء بِغَيْرِكُم ، لَقَد بَعَث الْلَّه الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم ، عَلَى اشَد حَال بُعِث عَلَيْهَا نَبِي مِن الْأَنْبِيَاء فِي فَتْرَه الْجَاهِلِيَّه ، مَا يَرَوْن أَن دِيْنَا أَفْضَل مِن عِبَادِه الْأَوْثَان ، فَجَاء بِفُرْقَان فَرَق بِه بَيْن الْحَق و الْبَاطِل ، فِرَق بَيْن الْوَالِد و وَلَدِه ، حَتَّى أَن كَان الْرَّجُل لَيَرَى وَالْدَه و وَلَدِه أَو أَخَاه كَافِرْا و قَد فُتِح الَلّه تَعَالَى قَفَل قَلْبِه لِلْإِيْمَان يَعْلَم انَّه أَن هَلَك دَخَل الْنَّار ، فَلَا تُقِر عَيَّنَه و هُو يَعْلَم أَن حَبِيْبَه فِي الْنَّار .
انْتَهَى كَلَام الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد رَضِي الْلَّه عَنْه فِي شَرْح ابْن كَثِيْر رَحِمَه الْلَّه .


إِخْوَانِي أَخَوَاتِي فِي الْلَّه : تَأَمَّلْت هَذِه الْايْه الْكَرِيِمَه و تَمَعَّنْت فِي قَوْل الْصَّحَابِي الْجَلِيْل رَضِي الْلَّه عَنْه ، إِذ يَرَى حَبِيْبَه إِن كَان وَلَدا أَو أَخَا أَو أُخْتَا قُرَّة عَيْنِه فِي الْدُّنْيَا و عَذَابَا و هَلَعَا مِن مَصِيْر هَذَا الْحَبِيْب فِي الاخِرَه .
نَعَم انَّه قُرَّة عَيْنِي فِي الْدُّنْيَا ، و لَكِن هَذَا الْحَبِيْب بُعَيْد عَن الطَّاعَات الَّتِي تُقَرِّبُه لِلَّه سُبْحَانَه و تَعَالَى و غَارِق فِي مَلَذَات الْدُّنْيَا لَم يَتْرُك كَبِيْرَه أَو مَعْصِيَه إِلَّا و قَد انْهَمَك بِهَا .
أُخْاطِب أَخِي الَّذِي يَقْضِي الْسَّاعَات الْطِّوَال خَارِج الْبَيْت لَا يُعْلَم عَن أَبْنَاءَه شَيْء ، هَل هُم يَقْضُوْن أَوْقَاتِهِم فِي الْعِبَادَات و الطَّاعَات أَم يَقْضُوْن سَاعَاتِهِم خَلَف الاجَهَزّه الْسَّمْعِيَّه و الْبصِرِيْه و مَا تَبُثُّه مِن سُمُوْم تَنْخَر فِي أَجْسَاد أَبْنَاءَك مِن الْدَّاخِل ، لَا يَعْرِف الْحَق مِن الْبَاطِل و لَا يَعْرِف الْطَّاعَه مِن الْمَعْصِيَه ، كُلُّنَا خَلَقْنَا عَلَى الْفِطْرَه ، و لَكِن مَن يُنَمِّي هَذِه الْفِطْرِه عَلَى الطَّاعَات و عَمِل الْخَيْرَات الَّتِي تُرْضِي رَب الْعَالَمِيْن . أَخِي الْحَبِيْب أَلَيْس ابْنُك أَو ابْنَتُك قُرَّة عَيْنِك و هُم زَيَّنَه الْدُّنْيَا كَيْف تُفْرِط بِه و تَسُوْقُه أَو يَنْساق إِلَى دَرْب الْهَلَاك و الْظَّلام .
أُخْتِي فِي الْلَّه : الْم يَكُن حِلْمِك فِي الْدُّنْيَا أَن تَرَي طِفْلَا بَيْن يَدَيْك تَقَر عَيْنُك بِه .
نِعْم لَقَد تَأَلَّمْت بِحَمْلِه و وَضَعَه و الْسَّهَر عَلَى رَاحَتِه وَبَكَيْت لْبُكَاءَه و مَرَضِه ، و فَرِحْت بِدُخُوْلِه الْمَدْرَسِه ثُم تُخْرِجُه ، و لَا تَنْسَي تِلْك الْدَّمْعَه ، دَمْعُه الْسَعَادَه و هُو يَتَسَلَّم شَهَادَتَه الْعِلْمِيَّه الْعُلْيَا .
نَعَم انَّه أَو انَهَا قُرَّة الْعَيْن فِي الْدُّنْيَا و لَكِن ..........هَل هُو قُرَّة عَيْن فِي الاخِرَه ؟ كَمَا هُو فِي الْدُّنْيَا ، و هَل تُقَاس الْدُّنْيَا بِالاخِرِه ؟
مَاذَا فَعَلْت لَه لِيَكُوْن لَك تَاج مِن نُوُر فِي الاخِرَه ؟
إِخْوَانِي أَخَوَاتِي :
اشْهَد الْلَّه و رُسُلِه و جَمِيْع خَلْقِه بَانِي أَحَب لِإِخْوَتِي فِي الْدِّيْن مَا أَحَبَّه لِنَفْسِي
فَأُحِب لَكُم و لِأَبْنَائِكُم الْخَيْر كُل الْخَيْر فِي الْدُّنْيَا و الْأَهَم فِي الاخِرَه دَار الْخُلُوْد و الْسَّعَادَه الْحَقِيقِيْه
نَعَم مَازَال أَمَامَنَا فُرْصَه لْمَرَاجِعَه أَنْفُسُنَا و أُمُوْرِنَا و أَحْوَالِنَا و الّلَه سُبْحَانَه و تَعَالَى غَفُوْر رَحِيْم يَقْبَل الْتُوْبَه النَّصُوْح مِن عِبَادِه .
لَا تَقْنَطُوْا مِن رَحْمَه الْلَّه فَرَحَمِتَه وَاسِعَه ، لَا تَقُوْلُوْا ابْنِي لَا أَمَل فِيْه و لَا رَجَاء مِنْه حَتَّى و لَو كَان مُدْمِنا .
فَالتَوَبِه الْصَّادِقَه و الْنِّيَّه الْصَافِيَه و الْعَهْد مَع الْخَالِق عَز و جَل مِن قَلْب يَتَمَزَّق عَلَى فِلْذَة كَبِدِه ، و الْلَّه سُبْحَانَه يُجِيْب دَعُوْه الْدَّاعِي إِذَا دَعَاه .
و لِنَكُون مَعَا مَع قُرَّة أَعْيُنِنَا فِي جَنَّات الْنَّعِيم أَن شَاء الْلَّه تَعَالَى

أم عمار
14-04-2011, 11:44 AM
نسأل الله العظيم أن يعيننا على هذه المسئولية وأن يحفظ أبنائنا وجميع أبناء المسلمين وأن يكونوا قرة أعين لنا وأن تكون نياتنا خالصة في تربيتنا لهم لله الواحد الأحد

جزاكم الله خيراً ونفع بكم الأمة